الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التوريث والأحداث المحلية والإقليمية المصاحبة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:19:10:24

مما أتذكره في عام 1979 تقريبًا في صيف 1979 بدأت أصوات العلويين المعارضة تتصاعد، وهي طبعًا من الشمال ومعظمها من شمال اللاذقية، ولكن يبدو أنها كانت على تنسيق مع رفعت الأسد، وهذا قبل مرض حافظ الأسد، وحافظ الأسد كان مريضًا، ولكن[بالنسبة] لرفعت الأسد كأن هناك شيئًا يتحرك، وكان رفعت الأسد في الخارج وهذا بعد حادثة المرض، ولكن كان رفعت الأسد ينشط، في هذا الوقت حصل شيء مثل المظاهرات (مظاهرات للعلويين) وكانوا يتحركون ضد النظام، وتحرك في وقتها النظام، وهاجم فيلا أو شاليه (منزل صغير على البحر) يعني مكان منتجع وأكثر من "شاليه" على البحر في منطقة بالقرب من سفينة نوح، هاجمها، وهددهم، وهم كانوا يريدون المقاومة، وأذكر أنه أطلق عليهم قذيفة دبابة، فاستسلموا، وأذكر أنه خرج باصان أو ثلاثة ممتلئة بالعناصر والنساء، يعني كان يوجد عدد من النساء وغادروا، وأخذوهم باتجاه دمشق، يعني هنا يمكننا أن نقول: إن هناك صوتًا حتى لو كان في أي اتجاه يوجد صوت يخرج ضد النظام بقوة من العلويين، وهذا ما أحببت أن أشير له في هذه النقطة.

في 10حزيران/ يونيو من العام 2000 توفي حافظ الأسد، وفي هذه الوفاة بالصدفة كنت مناوبًا في قيادة القوى البحرية، وتقريبًا الساعة 4:00 عصرًا قلت لزملائي: إنني أريد أن أنزل. وكان منزلي قريبًا، وقلت لهم: أريد أن أصل إلى المنزل حتى أتغدى، وأذكر في وقتها أخذت تاكسي (سيارة أجرة)، ولم يكن عندي سيارة، ثم وصلت إلى البيت، وعند باب المنزل قالت لي زوجتي: مات حافظ الأسد. وفي هذه اللحظة أذاع مروان شيخو أنه مات حافظ الأسد، فعدت مباشرة إلى الثكنة، وطبعًا بدأت الشرطة والانضباط يقفون على الباب؛ لأنه بدأ يتوافد الضباط بشكل طوعي والعناصر، وبدؤوا يأتون لوحدهم إلى الثكنة بدون أن يُرسل لأي أحد دعوات حتى يعودوا إلى الثكنة، وأنا أتحدث هنا عن قيادة القوى البحرية في منطقة بوقا، وطبعًا في وقتها أحد زملائي وهو وأنا على تضاد واسمه أيمن ناصر، وهذا هو ذيل قائد القوى البحرية، وهذا الوقت كان وقتًا حساسًا، وبدأ يتحدث كلامًا على الباب أنه ممنوع أن تسمحوا لأحد بالدخول، يعني بدأ يتدخل بعمل هو عملي، ويشير به بطريقة ويومئ إليّ أنه أنت غير موثوق، ولكن أنا في ذلك الوقت لم أكن قادرًا أن أرد؛ لأن الوضع كان متوترًا، ومات حافظ الأسد، وسوف يجعلونها قصة سياسية، فآثرت الصمت في الحقيقة، وبلعت الموضوع(أغلقته)، وكان من المفروض أن أرد، ولكن الظرف فرض ذاته.

في أول غياب الشمس خرجت مجموعة طلابية من الصبايا والشباب وأعمارهم 18 أو 17 سنة يعني بهذه الحدود، ويهتفون هتافات لها بعد طائفي، وهي أعادتني بالذاكرة لنفس يوم مقتل يوسف صارم، ومن هذه الهتافات: "لا إله إلا علي" ويرتدون عصبات سوداء، وطبعًا لم يكن يوجد شتائم للصحابة، كانت فقط: "لا إله إلا علي" وهذا الهتاف تردد أكثر من ثلاث مرات أمامي، وأنا في وقتها حاولت أن أربط في ذهني أنه هل هو شيء يعود إلى... ويربطون موت حافظ بعلي؟! لأن عقيدة التقمص موجودة عند العلويين ومعروفة، وهي أيضًا حادثة سابقة في موضوع التقمص، وربما كانت هذه أحد الأفكار التي كانت تتخاطر عندهم، وهذه من إحدى القصص.

في وفاة حافظ الأسد أذكر العميد منير أبو عيسى كان رئيس فرع الانشاءات الهندسية، وهو كان قائدي المباشر، وكنت أجلس عنده في المكتب، وكانت تتم إلقاء نظرة الوداع، ويتوافد الرؤساء، وأثناء توافدهم يوجد أشخاص يصلون، ويقرؤون الفاتحة، وكان يمشي الملك عبد الله فقلت له: الآن الملك عبد الله لن يقرأ الفاتحة. وكان التصوير نحوه، وفعلًا وصل الملك عبد الله سعود وصل ووقف ولم يقرا الفاتحة، فقال: كيف ذلك؟! وكيف عرفت؟! فقلت له: هنا في هذا الموقف يجب أن تفهم كل منطقة ما هي وماذا يوجد عندها وماذا يوجد من أفكار. وهو استغرب وأنا كنت أذكر له كل شخص ماذا سوف يفعل.

هنا بدأت المسرحية مسرحية تسليم بشار وكانت صادمة، والحقيقة لحظة موت حافظ الأسد كنت أرى الوجوم بشكل كبير، وهناك من يبكي، وكأن الحياة توقفت، والعلويون شعروا... يعني حتى لو مات حافظ الأسد فإنه سوف يأتي 100 شخص غيره، وأنا لم ألاحظ السرور إلا في لحظة إعلان بشار الأسد أنه أصبح رئيسًا، وكأنه حصل الإنقاذ. 

طبعًا في عهد بشار الأسد كانت هناك أحداث منها أحداث السويداء في نفس العام 2000 في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، والشيء الغريب أنه تحولت مخابرات الدولة ووقفت مع البدو ضد أهل السويداء، يعني كانت اللعبة واضحة أنها مخابراتية، وتحاول أن تشد أهل درعا أو تسترضي السنة بطريقة ما؛ لأن مرحلة حكم بشار الأسد لا زالت جديدة، وكانت واضحة أنها عملية استرضاء، ولكنها سببت شرخًا مجتمعيًا، والنظام لم يكن يهمه الشرخ المجتمعي بقدر ما يهمه كيف يثبت حكمه، وكان يدفع بهذه الأمور الطائفية ويعززها.

بنفس الوقت في هذا العام انتهى السوفييت من الوضع، وفي أفغانستان الأفغانيون وأنا أتذكر أنني كنت أُجري دورة قائد في حلب وعندها الأفغان دمروا تماثيل بوذا، وبدأ شن الحرب عليهم نتيجة هذا الموقف المتسلط، وهذا في عقب أحداث 11 أيلول، وهنا اتهموهم أن وراءهم القاعدة، وبدأت الحرب عليهم، والحقيقة هي أيضًا كانت حربًا مؤلمة بغض النظر عن الأسد، ولكن على شعب ليس لديه ذنب، ولكنني كنت أرى أنه توجد علامات سرور من الناس المحسوبين على النظام ومن الناس الداعمين للنظام، وهم سعداء جدًا بهذه الحرب التي تشن على أفغانستان، وأنا لا أعرف كيف كانت هذه العقلية مركبة لدى هؤلاء الناس، وكان شيئًا غريبًا.

نحن هنا وصلنا إلى عام 2003، وشهدنا كيف بدأ الاحتلال العراقي (احتلال العراق) من قبل القوات الأمريكية، وبدأت تتقدم، وكان الموقف محزنًا للشارع العربي بشكل كبير جدًا؛ ولكن بالنسبة لأنصار الأسد كانوا ينتظرون اللحظة، وهم بنفس الوقت كان لديهم تناقض ما بين الخوف وما بين أنه يجب أن يسقط صدام، ويُقتل، يعني كانت سعادتهم أن يُقتل، وكان يوجد هذا المزيج وعندما تم الاحتلال وجاء أصحاب الدبابة الأمريكية هنا شعروا إلى حد ما بنوع من الانفراج، وعندما أعدموا صدام حسين رغم أنه كان شيئًا هز الضمير العالمي، طبعًا البعض كان متضايقًا، ولكن كان هناك قسم لديه علامات السرور.

في عام 2004 أنا كُلفت بالقسم المالي للرواتب تكليفًا، ولم أثبت في القسم، وأنا كنت الأقدم بالأعمال المالية في القوى البحرية وصاحب الخبرة الأعلى، وتثبيتي في القسم يؤهلني حتى أترفع إلى رتبة العقيد، وأنا كنت مقدمًا، ولكن أصبح يوجد نوع من الصراع على المنصب من أجل الترفيع، والحقيقة نافسني أشخاص ليسوا من خارج ملاك القسم، ووصلت إلى مستويات عالية، ولكن كان يوجد شيء غريب وصلني أنه كان يحصل عليّ فيتو لأنني كردي، وأنا لا أعرف من أين أتوا بالكردي، وأنا أصولي كردية فأرسلت لهم رسالة وقلنا لهم: الشخص في خمس سنوات يأخذ جنسية، وأنا أجدادي اليوم عمرهم 1000 سنة منذ زمن صلاح الدين منذ عام 1100 للميلاد حتى اليوم ألا يحق لي اليوم الجنسية السورية؟! وفي النهاية مع وصول اللواء طالب البري قال لي: يا مالك أنت صاحب الأحقية، وأنا أشهد لهذا الرجل أنه كان في مواقفه المحقة وكان موقفه معي...، وتم استلام...

في هذا الوقت حصلت أيضًا أحداث القامشلي (2004) موضوع الأكراد والعرب، وبدأت الانحيازات وصوروا الأكراد كأنهم...، وتم الاعتداء عليهم في دمر في الشام، والحقيقة كانت من الحوادث المؤسفة، لكن في عام 2005 عندما فُقد معشوق الخزنوي لفترة، وقُتل، ووُجد مرميًا، بدأت الاتهامات والناس كلها تعرف أنها ألاعيب المخابرات، وبدأ الحديث أنها المخابرات، وبعد عدة أيام قالوا: إن أولاد عمه هم الذين قتلوه. وعقب هذه الحادثة بيومين أنا كنت في المنزل وإذا بالباب يُقرع، فقلت لهم: تفضلوا. كانا شخصين، أحدهما أعرفه بالشكل، وهو من المخابرات، وقال: نحن نحب أن نشرب عندك فنجان قهوة. فقلت لهم: بكل سرور أهلًا وسهلًا. فدخل الجماعة، وأنا من النوع الذي عنده دائمًا تضاد من المخابرات، وأنا لا أزور المفارز، ولا أقيم علاقات مع الأمنيين طوال عمري، فكانت زيارتهم غريبة، فجلسوا، ومن خلال الحديث سألوا وطرحوا كلامًا، وبدؤوا يتحدثون عن الأحوال العامة، ومن جملة الحديث أنه ظهر الذين قتلوا معشوق الخزنوي فقلت لهم: هذا جيد لأنه كان الاتهام ضدكم، وأنتم نجوتم من الاتهام يا مخابرات، وكان الاتهام موجه عليكم، وتبرأت ساحتكم. وكنت أضحك معهم وأمزح، والحقيقة لم يحصل إلا ذلك، وشربوا فنجان القهوة، وغادروا، وأنا استغربت الأمر، فأرسلت أحد المقربين وقلت له: افهم لي ما هي قصتهم، وما سبب قدومهم؟ وهم لم يسألوا عن شيء، ولم يحققوا بشيء، ولا توجد علاقة بيني وبين هذا الموضوع، وهو بعد أن رآهم قالوا: نحن جئنا حتى نرصد رد فعل الشارع الكردي، ونحن نأتي إلى الزعامات الكردية. يعني نحن في منطقة الحفة توجد فقط ثلاثة منازل كنيتنا الكردي، ولكن من أصول كردية قديمة جدًا، ولكن لا توجد تلك العلاقة، ولا نتحدث اللغة الكردية، ولا يوجد انتماء كردي، ونحن حياتنا عربية طوال عمرها، ولكن لا نستطيع أن ننكر أن أصولنا كردية، ونحن نحترم هذه الأصول كما نحترم...، ونعتبر أنفسنا أكرادًا عربًا؛ لأن الثقافة عربية والحياة عربية والتاريخ طويل من العروبة، وأنا في الحقيقة أقرب إلى القومية العربية، ولكن في هذه الحادثة المفصلية حدث معي طلاق ما بين القوميات من هذه النظرة، وبدأت أتحول فعلًا من هنا إلى النظرة الوطنية الكاملة، وأن هذه التصرفات التي يتصرفها النظام بالإضافة إلى دراسات تاريخية بدأت أدرسها عن الطبيعة الديموغرافية في الوطن العربي بشكل عام سواء الأكراد أو أمازيغ وكيف يشكلون النسب، ونحن عندما نتحدث عن القومية نخرج شرائح كبيرة من مجتمعنا ونرميها في الخارج، ولا يجوز ذلك، ويجب أن تكون هناك عملية رابطة اليوم، الرابطة الوطنية هي الرابطة الوحيدة التي تربط أبناء الوطن الواحد وتجمعهم على هذه الرابطة وتشجعها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/30

الموضوع الرئیس

توريث السلطة في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/29-09/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2000-2005

updatedAt

2024/04/26

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-محافظة اللاذقيةمحافظة الحسكة-مدينة القامشليمحافظة السويداء-منطقة السويداء

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة