أوضاع حي الرمل الجنوبي في اللاذقية قبيل اقتحامه
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:22:39:21
بالنسبة لجماعات التنسيق أنا أعرفهم بحكم عملي السابق، أو أعرف شخصيات أنَّه من الممكن لهذا [أن] ينخرط أو يصبح صاحب مجموعة أو كذا، وأعرف عدة شخصيات منهم ميار لاتاكيا وأبو سامي واحد منهم استشهد تحت التعذيب أو مثل: محمد حاج بكري الإعلامي المعروف في تلفزيون سورية، وهؤلاء الشخصيات هم في الأساس نوع من الحراك المناهض للدولة في الأساس، فمن المتوقع أنَّ هؤلاء انخرطوا في فترة اعتقالي وهذا كمدخل لهم وأنا أعرفهم سابقًا، وهم يثقون بي، وحين حصلت مجزرة العلبي قرر الشباب في كل الحارات أن يختاروا خيار المظاهرات الطيارة، وهي التي كانت تحتاج نوعًا من اللافتات المكتوبة وبضع [القليل من] الصراخ وجهاز موبايل ويصور هذا المشهد، وهو نوع من التوثيق ونوع من الإشارة إلى المجتمع أنَّنا مازلنا ثائرين، ولن أدخل بأسبابها؛ لأنَّ بعضهم لهم أسبابهم الخاصة في عملية التوثيق، وأنا لم أكن أرى لها أهمية، ولكن كانوا حريصين أن يقوموا بعملية التوثيق المصور في إرسالها إلى "الجزيرة" و"العربية" ولهم أسبابهم بغض النظر عن موقفي تجاههم.
في الإعلام هناك التجارة في الإعلام وبعض الذين يصورون كانوا يبيعون هذه المقاطع مع أنَّها جهد لأشخاص يغامرون بحياتهم ويغامرون باعتقالهم، ومن المعيب أن يدخل بهذه المسألة شخص يدّعي أنَّه ثوري، وهذا شيء معيب وتظهر هكذا شخصيات في لحظات الثورة، حقيقة كان شيئًا مزعجًا للغاية، ونضع عليهم عشرات علامات الاستفهام وهذا تبين لاحقًا إذا انخرطوا في الحراك الثوري العسكري تسلطوا على العباد أو استثمروا موقعهم أو ادعاءهم أنَّهم هم الكوادر الأولى من الثورة فلهم الأحقية في القيادة سواء المناصب المعنوية أو المادية، والثورة لم تُخلق للاستثمار هي ثورة ومفهوم، ولكن هذه الشخصيات موجودة في مجتمعنا السوري، وظهرت العلاقة فيما يخص المظاهرات الطيارة واعتصامات الرمل ومظاهرات الرمل حين اقتربنا من رمضان 2011، كان التواصل المباشر مع شخصيتين مع خالد سامي والملقب بأبي سامي والذي لاحقاً اغتيل في الجبل كشهيد ومع ميار لاتاكيا والذي هو أيمن حاج بكري، واستشهد تحت التعذيب لاحقًا، وهاتان الشخصيتان كانتا تقودان مجموعة تنزل سرًا ومنهم مقيمون في الرمل وموجودون، وهناك منهم [الذين] يتجمعون من الأحياء، وينزلون إلى الرمل، وهم كانوا بحاجة لبعض اللوجستيات، وعملنا تجمعًا من ناس [هم] أصدقاؤهم نجتمع بعد الساعة 12 ليلاً في مكتبي حتى نقوم بتلك اللافتات المكتوبة بخط اليد، إما عبارات متداولة:" الشعب يريد إسقاط النظام" و"يسقط النظام" وأحياناً عبارات مبتكرة وبعض الرسومات الكاريكاتورية التي كنت أنا أرسمهم وكنت حريصًا ألا نستخدم التكنولوجيا لسببين، أولاً لأسباب أمنية، وأيضًا كان عدد الأجهزة التي تطبع اللافتات محدودًا في اللاذقية، فمن الممكن أن يتم الاستدلال ومعرفتها من قبل الأمن، وكنا نتكلم بخط غير حرفي، وأنَّ الناس الذين يكتبون غير محترفين. وصباح كل جمعة ولاحقًا كان في رمضان بشكل يومي العملية تتم، وهناك مظاهرات بعد صلاة التراويح وينزلونها بطريقتهم إمَّا [بتقديم ] رشوة للحواجز حتى يوصلوها إلى الرمل، ولاحقاً يصورونها بشكل مباشر، وكانت الجزيرة تنقل الاعتصامات اليومية بشكل مباشر على "الجزيرة مباشر" وكانوا يرفعون تلك اللافتات هناك وتلك الحكاية باختصار مع الرمل والتي استمرت حتى 20 رمضان تقريبًا، وبعد ذلك تم تبليغي عبر جهات أخرى أنَّ المحكمة العسكرية وفرع الأمن العسكري سيطلبك، وقررت أن أتوجه إلى ريف اللاذقية، وانقطعت علاقتي بدءاً من 20 رمضان 2011 في اللاذقية وذهبت إلى هناك.
المسألة كانت محاطة بشيء من السرية حتى المجموعة، وأنا كنت حريصًا ألا أتعرف عن أسماء مجموعتك، ليس لدي مشكلة وأنا معرض للاعتقال على اعتبار [أن] هناك خلفية، وإذا كنتم لا تريدون أنا لست مهتمًا، ويفضل أنَّكم كل شخص يحتفظ بمجموعته والمسألة التي أكثر شيء لفتت نظري هي نوع من التنافس بين المجموعات والتنافس في ذلك الوقت الذي حاولنا أنَّنا لسنا في وقت حالة تنافسية أن نظهر أنَّنا قمنا بلافتات أكثر أو قدمت خدمات أكثر أو هتفت أكثر وهذا من مجموعة فلان يتفاخر به، والمسألة كان فيها هذه الصيغ، وكنت أتعامل مع مجموعة أبي سامي بمعزل عن مجموعة ميار لاتاكيا، وإذا التقوا مع بعضهم صدفة يحصل نوع من الزعل معي أنَّه لماذا تكتب لهؤلاء؟ والمسألة كانت ليست جميلة في تلك المرحلة وخاصة نحن في مرحلة متقدمة بغض النظر وهم كانوا يبررونها أنَّ هناك شكوكًا في تلك المجموعة غير محصنين أنفسهم أمنيًا، ويمكن أن يكون هناك مخبرون، ولذلك يجب ألا نتعامل معهم، وهكذا كان الانطباع العام عندي، ولذلك كنت حريصًا جداً أن أنتهي في أقصر مدة زمنية.
المسألة تلك تكررت أكثر من مرة أنَّه لماذا هؤلاء يسهرون في الليل؟ والجيران يتكلمون وأحياناً أرد الأمر لمسائل مختلفة وخاصة [أن] الدنيا صيف وأنَّ امرأتي (زوجتي) في الضيعة، وأنا أسهر مع الشباب وأعزو الأمر لأسباب مختلفة، وأحب أذكره شخصية [وهو] لا يغيب عن بالي وهو جار وابن دكتورة في الجامعة وكان حريصًا أن يعرف، ويبدو [أنه] يضع أذنه ويسمع كلمات من الحديث وحريص [على] أن ينخرط معنا بشكل يصبح ضمن المنظومة بعيدًا عن أهله ووالده متوفى وهو يعيش مع أمه، ويحاول محاولات حثيثة أن يتقرب مني وكان يقول ويلمح بطريقة غير مباشرة لذلك، وأنا لم أكن أعرفه، وكنت أصده وكنت أقول له: نحن لا نعمل شيئًا. وهو كان يحاول بإلحاح وبحماس شباب وهذه حالة أتندم عليها إلى الآن لأنَّه كان يجب أن أتعامل معه بشيء من الثقة أكثر؛ لأنَّه أبدى تلك الثقة ولم يحصل ولم أعرفه على الشباب، وكان يترجاني أن أعرفه على الشباب. والخوف كان مبررًا فمن الممكن أن يتكلم مع والدته ومن الممكن [أن يكون] مدفوعًا، ولا أعرف ما هو دافعه هل دافعه ثوري حقيقي؟ وخاصة [أنه] لم يكن منذ زمن يسكن في البناء، وأنا معرفتي به وبمحيطه محدودة، ولم تكن هناك أحداث مهمة بين انتقالي إلى اللاذقية في 20 رمضان وترددي إلى اللاذقية وترددي لأسباب بسيطة.
الذي يتكفل بالأمر أكثر شيء هو ميار لاتاكيا، وكانوا يلفونهم بالجرائد الصباحية (البعث وهكذا) عبر مندوب الجرائد الذي يوصل تلك الخدمة وهذه الخدمة يومية وصباحية، ويضعون المجموعة بين الجرائد، وهذه حصة المكتبة الفلانية ويضعون كل مجموعة في قلب جرائد، وهو يتنقل على موتور (دراجة نارية) ومعه تصريح أنَّه مندوب المؤسسة العربية للطباعة والنشر، ومن خلاله تمر وأحيانًا يضطرون لرشوة الحاجز فحتى الأكل والشرب كان ممنوعًا نقلهما إلى الإرهابيين كما يقولون، وكانت كثير من الأمور نوع من المقاطعة، وكأنَّ هذا الحي [قد] أصبح جزءًا خارجًا عن القانون ويدققون على الخبز الذي أصبح ينتج محلياً في فترة من الفترات وممنوع [أن] تنزلوا (تبيعوا) خبزًا أو طحينًا ناهيك عن اللافتات والأنشطة الثورية وهذه مسألة تهريبها [أمر] بسيط فما بالك بالغذاء؟!
تسرب لنا خبر أنَّهم [عند] الساعة 6 صباحاً سيقتحمون (وقعت معركة الرمل الجنوبي في 14 آب/ أغسطس 2011 - المحرر)، لم أكن أرى مشاهدات، ولكن أصوات المدافع مسموعة في كل اللاذقية، ولاحقًا بعد العصر في يوم الاقتحام حاولنا بحكم [أن] الطابيات منطقة مرتفعة أن نخرج على الأسطح لنرى ما يجري، وكانت جموع الناس تغادر، وأنا منزلي كان لا بأس في ارتفاعه، وكنا نخرج على السطح نرى ما يجري، وكانت جموع الناس تتوجه من الرمل الجنوبي إلى الشاليهات الجنوبية لمنطقة اسمها اليهودية وهي مخرج إلى أوتوستراد اللاذقية حلب ومن هناك والأمن والجيش قد فتح هذا المسرب بشكل تقني حتى يساعد اقتحام البيوت وتصفية من تبقى أنَّ هؤلاء ليس لديهم علاقة اذهبوا أو أحد يذهب إلى أقربائه في الشاليهات الجنوبية، ويجلس هناك، والقسم المقرر اقتحامه هو ساحة الرمل الجنوبي والأحياء الشعبية المغلقة المطلة على البحر وقسم كبير من العائلات إما غادروا إلى ريف اللاذقية أو استوطنوا بشكل مؤقت في الشاليهات الجنوبية، والكثير منهم لديهم سكن مزدوج وهذه الشاليهات كانت في فترة من الفترات أسعارها رخيصة أو بيوت أقرباء والكثير من العائلات غادرت، وكان هذا المسرب مفتوحًا، ولم يكن هناك أمن يدقق عليه لأنَّه متصل بالقسم الفلسطيني من الرمل، و[في] الرمل الجنوبي هناك حيان: حي للفلسطينيين وهذا لم يجرِ التعرض له وهناك قسم آخر سوري بامتياز وهي عشوائيات، ولكن المخيم الفلسطيني هو مخيم منذ الـ 48 موجود هناك كمخيم فلسطيني أسوة بكل المخيمات، ولاحقًا بجانبه أصبح هناك قسم سوري، وهم كانوا يستهدفون القسم السوري وهناك مصاهرات، فهناك من يختبئ في القسم الفلسطيني أو يذهبون إلى الريف وجرى اقتحامه بشكل شديد من البحر، ولم يأمنوا وكان شبه خال إلَّا ممن قرروا أن يدافعوا عن بيوتهم وهؤلاء كانوا ضحايا واستشهدوا.
صليت أكثر من مرة في جامع المهاجرين سواءً كان جمعة أو تراويح وأكثر من مرة بهدف المشاهدة وليس المشاركة والحي شبه محرر كان، وبإمكانك [أن] تشتم الحكومة وبشار الأسد مثلما [هو الأمر] لاحقًا ريف اللاذقية والعبارات المكتوبة على الجدران هي مكتوبة ولا أحد يمسها والناس يعيشون حياتهم الطبيعية وكأنَّه لا يوجد أمن أو سلطة والمشاهدات الأهم أنَّه عقب كل مظاهرة بنوع من الحضارة يتم شطف كل الحي بدءًا من أول حاجز بدءًا من منطقة السكنتوري وهي غرب سكة القطار، وهناك سكة قطار تمر وهنا تم قطع هذا القطار الذي كان يذهب إلى المرفأ، وكان يتم تنظيفها وشطفها، وهذا الحي كان مهملًا من ناحية النظافة وتبنى الشباب عمليات ترحيل للمخلفات بشكل ذاتي، وكل الخدمات التي تقدمها البلدية هم تكفلوا بها، وعقب كل تظاهرات يتم تنظيف كل شيء، ويعودون في اليوم التالي [إلى] حياتهم الطبيعية الذي يريد أن يبيع أو يشتري حتى بعد صلاة التراويح كانوا يخرجوا مظاهرات، وكانت الإدارة الذاتية للمخيم حضارية، وكانوا موزعين بعضهم كمجموعات هذه مجموعة التنظيف والتصوير، وقاموا بتوزيع المهام على بعضهم.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/12/13
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في اللاذقيةكود الشهادة
SMI/OH/62-03/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
أنطاكيا
التصنيف
مدني
المجال الزمني
رمضان 2011
updatedAt
2024/08/14
المنطقة الجغرافية
محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة اللاذقية-الرمل الجنوبيشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش العربي السوري - نظام
قناة الجزيرة
قناة العربية
فرع الأمن العسكري في اللاذقية