الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

التعامل الأمني والعسكري للنظام في ريف حلب الشمالي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:18:26:20

جرير فروح من مدينة مارع تولد 8 شباط/ فبراير 1976، عشت طفولتي في مدينة مارع عشت طفولتي في حلب بسبب عمل والدي بعدها لما تقاعد الوالد من العمل رجعنا لمدينة مارع، يعني مرحلة طفولتي أغلبها أمضيتها في حلب، المسجد الذي كنا نصلي فيه شيخ المسجد اعتقله الأمن وربطوه في الدبابة وصاروا يدورون به في شوارع مدينة النيرب التابعة لحلب، هذا يكون يعني كنت طفلًا عمري سبع سنوات طبعت الصورة في مخيلتي، ما كنت أعرف ما الأسباب، حتى وعيت حتى عرفت أسباب الأمر، يعني الشيخ هذا أنا يعني لما وعيت (كبرت) قليلًا وسألت: هذه الحادثة التي جرت ما أسبابها؟ يعني كذا [أسئلة]، والشيخ معروف عنه أنه لا يغادر الجامع شغل يعني لا توجه أساسي ولا يختلط ولا له علاقة بالسياسة ولا بالأمور الأمنية ولا أبدًا، مجرد صلاة؛ ذكر الله؛ قرآن؛ هذه الأمور فقط، كان أي إنسان مثلًا الملتزم بدينه التهم جاهزة له أنه تابع لجماعة الإخوان (المسلمين)، يعني أحد [مجموعات] الأمن داهمت بيتنا نفسه الذي كنا ساكنين فيه ثلاث عائلات؛ شرطة وجيش، داهم الأمن بيتنا نفسه، يعني ما كنت أعرف لماذا؟ مجرد يعني شرطة وجيش تسوروا سور البيت ونزلوا على دارنا وصاروا يفتشون يقلبون الأثاث الثياب الكذا، لا نعرف لماذا ما الأسباب، يعني ضغط على الشعب ضغط كبير ومضايقات ورعب.

 كنت أخدم عسكرية (الخدمة العسكرية) وكنت أصلي بجانب سريري، دخل علينا ضابط التوجيه السياسي وأنا أصلي رفسني بقدمه (ركلني)، يعني لو أعرف لماذا بم أذنبت حتى ترفسني لا أعرف، لولا أن رفيقي هدأني كنا "تبهدلنا" (تعرضنا لموقف مهين) وحدث أنه حتى أنزلني 20 يومًا وكان يريد أن يرسلني على تدمر (سجن تدمر) بسبب (بتهمة) العلاقة بالإخوان، هكذا التهم جاهزة، مع أنني في حياتي ما انضممت لأي تيار إن كان التيار الإسلامي أو تيار حزبي يساري أو كذا، أنا شخص من بيتي لعملي ومن عملي لبيتي فقط، يعني أنا من حياتي التي عشتها والشيء الذي رأيته، يعني أنا كنت موظفًا بشركة التبغ بحلب على مستوى الشركة التي هي شركة رابحة بامتياز، الشركة رابحة بامتياز، مثال: تكلفة باكيت الدخان كانت يمكن تجهيزها للمستهلك لأي نوع من الدخان كانت أربع ليرات سورية، يعني أقل نوع، وكانت تباع ذاك الوقت بعشر ليرات، يعني أرباح هائلة، كانت مؤسسة التبغ السورية بشكل عام يمكن أن تغطي اتصالات سورية لعدة سنوات، يقولون الشركة عن أيام الجرد السنوي يقولون الشركة خسرانة، يعني أمر [عجيب] والشركة كانت تحتكرها الدولة لولا أن أرباحها كبيرة لا تحتكرها الدولة، أو بالأحرى لا يحتكرها نظام الأسد، نظام الأسد عصابة الأسد كان يمكن أن يشجعوا القطاع الخاص أو كذا، يصبح [لدينا] تنافس، لا كان حكرًا لعصابة الأسد فقط الأرباح لي [لنظام الأسد]، يعني نحن بلدنا بلد خير سورية بلد خير إن كان الجو (المناخ) إن كان سياحة يعني فيها كل المؤهلات السياحية آثار؛ جو؛ يعني كل المؤهلات السياحية، عائدات السياحة يمكن أن تدعم البلد، عدا الثروات الباطنية، النفط ما كان موجودًا في موازنة سورية، بموازنة الدولة ما كان موجودًا النفط، حكرًا على عصابات الأسد فقط، ما كان موجود في الموازنة، في الأواخر (السنوات الأواخر) ضافوه للموازنة، يعني بداية الثورة أضيف لموازنة البلد، لأنه بدأت الناس تسأل وتطالب بحقوقها صاروا يعترفون أنه عندنا نفط عندنا كذا، بلدنا غني موجود فيه كل شيء، حسب الدراسات يكون جزء بسيط من العائدات بسورية توَّزع على الشعب لكان شعب سورية يعيش برفاهية وخير، من قبل الثورة كنا يعني كان يذلُّنا، نقف طوابير على المؤسسة لأجل علبة سمنة؛ كيلو رز، النهار كله إما نحصل أو لا، طوابير نقف، قبل الثورة كان دائمًا يحاول أن يذلنا ويهيننا، أدى لاحتقان ولكن كان الخوف الخوف والرعب والمجازر التي افتعلها بالشعب في أحداث الثمانينات، صار عندنا [رعب]، أهلنا ربونا على "الحيطان لها آذان" يعني الواحد في قلبه (بينه وبين نفسه) ما يجرؤ يحدث نفسه يخاف أنه يعتقل، رعب شديد.

لما بدأت أحداث درعا لما اعتقلوا أطفال درعا والشهيد –رحمه الله- حمزة الخطيب؛ لما عرفنا على الإعلام ذلك، يعني تخيلت أن يكون عندي ولد أنا لا أرضى المعاملة التي عاملوه فيها لا أرضى ابني يُعامل هذه المعاملة، يعني نصرة لدرعا كنا أول مظاهرة خرجنا بها من الريف الشمالي من مارع أنهينا صلاة الجمعة صاحوا تكبير مشينا مع الشباب نادينا بإصلاح الأمور ما كنا ننادي بإسقاط النظام،  فقط إصلاح أمور البلد ورفع الفساد عن البلد، يعني ما أتينا لإسقاط نظام أو أتينا صوب الحاكم (لم نقم بالمساس بـالحاكم)، من أولها جاء الأمن من البداية اعتقل وتدخل الوجهاء ومضت على خير، من بدايتها، وخرجنا الجمعة التي بعدها والجمعة التي بعد وهكذا صارت تتوسع، وجاء الأمن بعدها وصار يعتقل يعني [المتظاهرون] يصورون المظاهرات وكذا وأخبار وصاروا (الأمن) يعتقلون الناس من البداية بدأت الاعتقالات وصار يضغطون على الناس وصار القمع، صاروا يعاملون يعني يأتون ليفضوا المظاهرة بالقوة يضربون قنابل الغاز بالهروانات يضربوا رصاص فوقنا لأجل فض المظاهرات، وتابعنا على هذا الأمر ليوم المظاهرة الكبرى في مدينة عندان، التي اجتمعت بمدينة عندان، مارع وتل رفعت وأعزاز مظاهرة كبرى، هنا الشبيحة رافقوا الأمن وأطلقوا الرصاص وصار هناك شهداء أول شهيد كان رمزي الداده رحمه الله، هنا يعني صار توجهنا أنه يجب أن نحمي المتظاهرين، وصرنا نشكل مجموعات، يعني الإمكانيات التي يقدرنا الله عليها، سلاح بسيط بنادق صيد لأجل حماية المظاهرات، عندما يهاجمونا ندافع عن أنفسنا، فهنا هو (النظام) بدأ (الهجوم) علينا ويقتل فينا، يعني هم أحاجونا للأمر (دفعونا إليه) أن نحمل السلاح وندافع عن أنفسنا، وهنا أول مرة رفعنا شعار إسقاط النظام "لا بديل عن إسقاط النظام"، أنا من ناحيتي يعني ما كنت في التنسيقيات لكن كان يوجد غرف السكايب، مثلًا يعني اليوم مظاهرة في مدينة تل رفعت نذهب ونشارك، في مظاهرة مدينة مارع نذهب نشارك فيها، مظاهرة في أعزاز نذهب نشارك فيها، مظاهرة في صوران في الباب، يعني مظاهرات حلب كنت أذهب فيها كمشاركة فردية، مظاهرة عندما بدأت المظاهرات في المدينة الجامعية أذهب مشاركة فردية، كنت أخرج من دوامي أشارك في المظاهرات ولما أخرج في مظاهرة أحاول أتخفى حتى لا يتعرف علي أحد، لأنه حين أنزل إلى مدينة حلب كانت القبضة الأمنية قوية على مدينة حلب، ونشروا حواجز على الطرقات، يدققون كثيرًا، نخاف أنه مثلًا أن يكون كتب بنا تقرير أو لنا اسم يكون، أحاول أن أتخفى يعني أطلع بالتخفي.

نعم أنا شاركت في هذا الأمر أيضًا، مداخل مدينة مارع أنه يعني هي لا تسمى.. [حمل سلاح] يعني مجرد مجموعات تسهر بالأحرى تسهر على الطرقات حتى إذا جاء الأمن أو إخبارية أن الأمن آتٍ أو كذا ننبه؛ الذي يعرف نفسه اسمه مطلوب حتى لا يعتقل يختفي لا يُعتقل، يعني كان حتى حمل سلاح بسيط بومباكشن (بندقية صيد)، وكان الأمن يأتينا على مدرعات، يعني [أسلحتنا] لا تساوي شيئًا، فقط أنه مجرد من أجل التنبيه، ابتدعنا وسيلة مثل "فتيش العيد" (مفرقعات صوتية) نضعها في جيبنا عندما أحدنا يركب آلية ويتجول في الشوارع، يفرقع هذا الصوت القوي؛ المتفجرات، حتى الناس ينتبهون، ماذا هناك؟ يسألون، ننبه أنه نحن عندنا خبر من يعرف نفسه مطلوبًا الأمن قادم من حلب أو أمن مشترك من حلب ومن أعزاز كان قبل أن تتحرر. أو نحاول نطلق من البومبكشن بضعة طلقات حتى ننبه الناس، اجتمعنا لنتشاور ما الوسائل ماذا نفعل كيف نصد الجيش كيف، كانت نسبة كبيرة عندهم إرادة أن يقاوموا، يأتي أناس من أهل الخير الطيبين من مدينة تل رفعت، من مدينة عندان، الذين عانوا قبلنا لما دخل الجيش عندهم ودخل على مدينة عندان أو تل رفعت، نصحونا وقالوا لنا إنه آتٍ بقوة هائلة، يعني إذا قاومتم سيقوم بمجزرة ننصحكم أن تخلوا البلد، أخلوا البلد نصحونا، اقتنعنا بهذا الرأي، يعني كل شخص صار من الأهالي المدنيين كلهم أخلوا البلد، إلا يعني بقيت نسبة قليلة جدًا، كالكبير بالعمر المسن أو كذا الذي عمره فوق الـ 60 الذين بقوا، من له أصدقاء مثلًا في قرية أخرى أو في كذا أو من له معارف أغلبهم في منطقة أخرى سواء كان في أعزاز أو مثلًا الباب أو صوران أو حور المهم يعني توزعنا، بعض الناس أخلوا إلى حلب له أقرباء بمدينة حلب نزل عندهم، هو كان يوجد طرحان؛ إما أن نخلي أو نقاوم، وقعدنا نتشاور بأن: إخلاء أو المقاومة، وصرنا يعني نتناصح، صار يعني شبه تصويت، في البداية كانت الأغلبية تريد أن نقاوم، نحن أتتنا وفود من إخوتنا من عندان إخوتنا من تل رفعت نصحونا أن نخلي، تغير هذا (تغير رأينا)، اقتنعنا أن الإخلاء أفضل، الجيش دخل يعني هناك منازل أحرقها بقنابل الفوسفور، يفتحون باب الدار ويلقون بها قنابل الفوسفور، الشارع العريض التجاري لمدينة مارع كذلك المحلات كلها بأجمعها أحرقها، كانت أعداد هذه القوة التي دخلت حوالي 80 مجنزرة بين بي إم بي ودبابة وعربات مصفحة ومضادات متوسطة وثقيلة وكان هناك باصات بالإضافة لأربع طائرات مروحية مرافقة للرتل، كان الرتل يعني بدايته من مارع ونهايته من الشيخ عيسى قرية الشيخ عيسى الرتل طويل، حتى إننا بطريق الشيخ عيسى صنعنا ألغامًا يدوية، لغمنا الطريق، وصلت إخبارية أن الطريق ملغمًا، في الأراضي الزراعية صار الرتل يمشي، أحد أبطال مارع يعني بجهد شخصي هو عنده محل حلويات خطرت بباله هذه الفكرة، أن صنع حلوى من النوع الفاخر ووضع سمًا، متعارف عليه عندنا أن النظام كان يجوع جيشه، لا يؤمن له دعمًا لوجستيًا أو كذا، ينزلون على البلدة جائعين وعطشانين فرأوا محل الحلويات مفتوحًا وجدوا الحلوى صاروا يأكلون، نسبة كبيرة منهم تسمم، يعني كان والله أعلم أحد الأسباب التي انسحب الجيش من مدينة مارع [نتيجة لها] لأنه حدث كثير من إصابات التسمم يعني المشافي غصت [بالمصابين بالتسمم من الجيش] في مشفى الكندي وحلب، ومشافي باقي المناطق.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/10/03

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/172-01/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة حتى 2011

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-تل رفعتمحافظة حلب-مدينة اعزازمحافظة حلب-عندانمحافظة حلب-مارع

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

سجن تدمر

سجن تدمر

الشهادات المرتبطة