منظمة مدنيون للعدالة والسلام لم تكن شرارة عملي في المجتمع المدني وأنا بدأت عملي بالمجتمع المدني قبل الثورة مع جمعية من أجل حلب وجمعية التعليم ومكافحة الأمية وكنت مسؤول منظمات المجتمع المدني في مجلس المدينة في حلب وثم مبادرة بلد ومنظمة سند، والفرق في عملي في المجتمع المدني بين العمل التنموي والإغاثي لم أعمل أبداً في حياتي ولكن بين العمل التنموي والتوعوي وبين عمل المجتمع المدني السياسي وبدأ عملي في المجتمع المدني السياسي حين دعيت إلى مؤتمر قرطبة وكان أول سفر لي إلى أوروبا بعد خروجي إلى تركيا والذي دعاني إليه محمد برمو ومازال مسؤولًا عن تلك الأمور والنضج يكتمل شيئاً فشئياً وكنا متحمسين وثورة وحماس وأي كلمة خارج سياق الثورة ننفعل منها ولا أصنف أدائي في مؤتمر قرطبة أداء معارضًا كان هو أداء حماسيًّا أكثر وكان موجود كمال اللبواني والقصة كان يوجد مجموعات عمل ومحمد برمو هو الداعي للمؤتمر وكان موجود يحيى العراضي واللبواني وقيل: إنَّ فراس طلاس سيكون في المؤتمر وطلع غير صحيح والمؤتمر مخرجاته: التمسك بمبادئ الثورة وإيجاد حل سياسي وليس شيئًا كان جديدًا والفارق بيني وبين مؤتمر قرطبة وهو أمر لطيف أسميناه مؤتمر اللجوء، ونصف الذين ذهبوا بقوا في أوروبا وكان معي [محمد] سعيد سليمان ومحمد ملا رشيد كأصدقاء ونحن كلنا رجعنا لم يبقَ أحد ولكن مشكلة بعد المؤتمر ونحن اتفقنا في المؤتمر ألا نكون جسدًا بديلًا للائتلاف (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة) وبعد المؤتمر تفاجأت سيقومون بتشكيل مجموعة اللجنة الوطنية وبعدها قاموا بمؤتمرات أقليات مرة دروز ومرة علوية وحين حصل الحسم وانسحبت لم يدعوني لأي مؤتمر وكانت تجربة ظريفة وذهبنا إلى قرطبة ورأيناها ولم يكن هناك إنجاز بالنسبة لي.

وفي شباط 2016 قررت مع مجموعة من الزملاء موجودين في منظمات أخرى وقلنا: إغاثة في (يوجد) وتعليم في (يوجد) ولكن القضية التي خرجنا فيها ومن أجلها في سوريا لا نعمل بها وهي السياسة ونُنشئ منظمة مجتمع مدني تعمل في التنمية السياسية ولكي لا تكون فجة قلنا حقوقية ومدنيون منظمة سياسية ولكن لم نوثق شيئًا وقمنا بطاولة حقوقية وتنسيق العدالة الانتقالية وحضرنا مع "الدي إتش آر" ومدنيون بدأت في التأهيل السياسي سواء دورات أو ورشات عمل وعرفت مدنيون ودُعينا في 2016 في أول تأسيسها لحضور غرف المجتمع المدني التي يقوم بها دي مستورا وهو قرر أن يلتقي بالمجتمع المدني على هامش المفاوضات وهو عمل أمرين المجلس الاستشاري النسائي وقلت: إنَّه لا يمثل السوريات وهو مجلس استشاري وأنت شخص تستشير الذي تريده وأنا ليس لي دخل ولكن أن تقول إنَّ هؤلاء الذين أتيت بهم لكي تستشيرهم يمثلون السوريين لا أقبل وحصل نقاش كثير وعاتبوني وأنت مجتمع مدني وشوي (وقليلًا) يجب أن تكون براغماتي ولذلك لا يحبني جماعة المجتمع المدني وكانت غرف المجتمع المدني كنت في كل مداخلاتي صريحًا بين المعتقلين وغير ذلك من التعليم، ولست شخصًا صداميًّا ولكن هناك ثوابت وزملائي الذين استمروا للذهاب إلى غرف المجتمع المدني لديهم ثوابت وأنا مرتين ذهبت إلى غرف المجتمع المدني مرة في جنيف ومرة في بروكسل ونحن كمدنيون مثلنا كمنظمات مجتمع مدني واستمرت مدنيون لم يكن هناك تمويلات كثيرة وكان هناك تمويل لمشاريع صغيرة وعقدنا شراكة مع المساحة المشتركة وكانت فترة رائعة والتي هي كانت مبنية على أنَّ الحوار خير وسيلة للتغيير وبدأنا في دورات مع الشباب واستهدفناهم ودورات في التيسير وكيف تيسر ورشات العمل وهو حوار وبدأنا من تأسيس الحوار وكيف نؤسس للحوار ودربنا كيف يكونون ميسرين لأكثر من دورة متتابعة وفتحنا المجال كيف نبني السرديات لنتحاور وبرنامج طويل وذهبنا إلى مدارس لها علاقة بالدستور والانتخابات وكلها مع المساحة المشتركة ومقرها لبنان وهي التي تمول هذه الأنشطة.

والنشاط الآخر هو مشروع الإعلان الدستوري ونحن سباقون في "مدنيون" وحين صدر القرار 2254 قلنا: ما يناسب سوريا ليس دستور ولا دستور مؤقت إنما إعلانٌ دستوري، عقدنا عدة عمليات ومشاريع وصاغت إعلانًا دستوريًّا موجودًا لدينا ولكن المجتمع الدولي لغى الفكرة وقال: دستور وفي المراحل الانتقالية يكون إعلانًا دستوريًّا وليس دستور والنشاط المهم بالنسبة ل"مدنيون" والذي له موقع على الإنترنت وهو فكرة مجموعة من السوريين وتمويل منهم وتنفيذ منهم، وهناك مجموعة من الشخصيات السورية المهمة عاملين شيئًا اسمه الملتقى التشاوري وهم بحدود 30 شخصًا أو أقل نوعاً ما وكانوا أينما وُجدت مشاكل في الثورة يحاولون أن يتدخلوا ليصلحوا بين الناس ويعطوا أفكارًا وكان عبد الكريم بكار وحسان الصفدي وأبو الخير شكري وأسماء مهمة في الثورة السورية وقرروا فيما بينهم أن يقوموا بشيء اسمه ..

والدكتور جاهد مخللاتي وموجودة أسماؤهم أنَّنا نحن نعرف أنَّ السوريين متفقون على وحدة الأراضي السورية وانطلقوا ما الذي لا نريده والمجلس الإسلامي السوري حين وضع ثوابت الثورة قال: لا لاستمرار الأسد لا لكذا وكذا وقال: نعم لماذا..  ونحن تلك الأمور لا فما هي النعم وعلى ماذا نتفق نحن السوريين؟ وعملوا وثيقة توافق وطني على ماذا يتفق السوريون وعلى ماذا يختلف السوريون وقالوا: نريد أن نتشاور مع منظمتي مجتمع مدني وتم اختيار مركز الحوار السوري ومدنيون للعدالة والسلام وكان المشروع انطلاقته عبارة عن استطلاع رأي قام به "مدنيون" ودراسة بحثية قام بها مركز الحوار السوري وكان المشروع لإعداد وثيقة توافق وطني استطلاع رأي ودراسة بحثية، والدراسة البحثية تتضمن مفردات الدستور من العقد الاجتماعي إلى أنظمة الحكم إلى آخر ما هو في الدستور في تاريخ الدساتير السورية من 1920 إلى الآن وكيف ورد الدين والقومية العربية وتلك دراسة بحثية واستطلاع رأي تضم كل تلك الأمور وزيارة الأحزاب الثورية والعسكر ومنظمات المجتمع المدني أكثر من 65 جهة أخذنا آراءهم وكل شيء ووضع محاضر الاجتماعات وملف الإشكاليات وما الذي لم يتفق عليه الناس في استطلاع الرأي وخرجنا بمجموعة من الإشكاليات المحور القومي والديني وكل محور له 4 بنود ووضعنا خبراء وثم ضيقنا ووصلنا للجنة صياغة وصار هناك توافق على الإشكاليات وأطلقنا موقعًا على الإنترنت بهذا الخصوص وعندنا اليوم باكورة عمل لعقد اجتماعي ولما يريده السوريون لنظام الحكم المستقبلي وهذه من أهم المشاريع التي عملت عليها مدنيون.

وحين دخلت كورونا بدأنا بندوات أونلاين وعملنا 20 ندوة استضفنا بها كل المكونات من مكونات الائتلاف إلى منصة القاهرة وموسكو ومنصة الأستانا وكان لدينا حضور بين 100 شاب سوري وأغلبهم في الداخل السوري وقمنا بـ 6 أبحاث عبر الشباب والصبايا الذين تدربوا في "مدنيون" ولدينا 6 أبحاث عبر خبراء على قصة الانتخابات وكانت ذاخرة بالأنشطة وبأخف التكاليف حتى أتى اقتراح دخولي لقوى الثورة والمعارضة في الائتلاف، والشيء الملفت للنظر أنا طول عمري مجتمع مدني وعملت في المجالس المحلية قبل الثورة وعملت في الحكومة المؤقتة كتكنوقراط وأنا أتقلب بين المجتمع المدني وتكنوقراط ولكن في مدنيون لمست السياسة وفي مدنيون لدي معلومات عن الائتلاف وأستانا ولدي كل شيء عن هيكلية المعارضة والاجتماعات وفي مرة كنت مجتمعًا مع أحد الأصدقاء في نهاية 2020 كنت مع مجموعة منهم وقالوا: إنَّ هناك كتلة في الائتلاف (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة) ترمم وهي الكتلة العسكرية وهناك شواغر وبعض الفيالق تريد أن يمثلها سياسي وليس عسكري وهذه من الأمور الجيدة في الائتلاف وأكثر من نصف الناس في الائتلاف مدنيون وليسوا عسكرًا ولم يمارسوا العسكرة وينتسبون سياسياً لفصيل أو لا ينتسبون أصلاً مثل حالتي، وفي التشاور الفيلق الأول رأوا أن يعرضوا الموضوع علي ومشكور العميد الطيار أبو عمار [معتز] رسلان وكان حاضر عدة ورشات سابقة مع مدنيون ومركز الحوار السوري وأحد أشار عليه: ما رأيك بفراس؟ وقال: أعرف فراس وقال: أنا أبحث عن ممثل للفيلق في الائتلاف واتصل بي مشكوراً ووضع ثقته بي وقلت له: أعطني ساعتين للاستشارة وكل شخص لديه دائرة استشارة وعملت 10 اتصالات وقلت لهم: عسكر يا جماعة وصرت أمزح توأمة ثورية بين المجتمع المدني والعسكر ونحن الآن في ثورة وهناك من قال: كيف شخص آت من المجتمع المدني إلى العسكري؟ وناس تقول: لا تقوم تحرق نفسك وقلت: الناس ماتت والذي فقد بيته ومنزله وأنا الآن أنحرق سياسياً ما هي المشكلة! وأنا ممثل مدني سياسي للعسكر وشكراً للعسكر أنهم قبلوا ذلك وقال لي أبو ملهم: أنا أثق بك وقال: كيف تريد التعامل كل أسبوع آخذ تقريرًا؟ وقال: أنا أثق بك في الموضوع الغير متردد به اتصل معي وأنا أعرف نحن نفس المنهج ومنهجنا ثوري ونريد سقوط الأسد وتطبيق القرارات الدولية ولدينا 6 عناوين أعمل تحتها وتريد مني شيئًا أنا جاهز، ودخلت الائتلاف واستمر 4 أشهر اسمي وأسماء البعض وذهب اسمي كثيرًا إي (نعم) ولا وفي الشهر آذار/مارس 2022 أصبحت عضو ائتلاف واليوم أنا منسق مكتب الدراسات والوثائق في الائتلاف وأظن أنني سأغلق في هذه المحطة شهادتي لأنَّه لا يليق أن أتحدث في خصوصيات مؤسسة مازالت تعمل ومازلت موجودًا بها ..

في نهاية هذه الشهادة أولاً أنا حقيقة أشعر بالامتنان إلى الجهة التي طلبت مني تلك الشهادة وربما لم أكن أن أكتب مذكرات ولم أتكلم شيئًا لولا تلك الدقائق يمكن 600 دقيقة من الكلام ولم يكن في الوارد وأشعر بالامتنان لتلك الجهة التي طلبت مني أن أتحدث ولم تطلب مني أي مسار وأعطتني كامل مطلق الحرية فيما أتحدث به، وثانياً أريد أن أنقل عصارة وخلاصة وأنا على أبواب إنهاء رسالة ما أنا كرب أسرة أصغر أولادي يدرس في السنة الأخيرة في الجامعة وأكبر أولادي تزوجت ولديها أولاد وأشعر في مرحلة إنهاء المهمات وما تعلمته في تلك الحياة أنَّ كلاً ميسراً لما خُلق له ولم أتوقع أن أكون خارج حلب عُرض علي كثيراً وكان لدي تجربة أشهر في السعودية وأقل من شهر في الإمارات وعدت إلى حلب ولم أتصور أن أترك حلب في يوم من الأيام ووجودي في مجلس مدينة حلب جعلني أحب كل شبر في حلب وابن سيف الدولة يعرف سيف الدولة ومكان عمله وبضع أماكن في حلب أما أنا أعرف كل مكان في حلب وكنت في مجلس المدينة وقدر الله أن أغادر حلب في هذه الثورة المباركة والتي أحزن عليها كثيراً وأحزن على ثورتي وثورة المخلصين لأنَّ المآل حتى اليوم ليس كما كنا نأمل ولكننا كما قال أحد القادة الفلسطينيون في يوم من الأيام وقالت له مذيعة الجزيرة: أبو الوليد أنتم في العمليات الاستشهادية ستحررون فلسطين؟ وقال: التحرير نتيجة نحن لسنا حركة تحرير نحن حركة مقاومة والمقاومة عمل والتحرير نتيجة ونحن مكلفون بالعمل ولسنا مكلفين بالنتيجة قال: إما ننتصر أو نستشهد أو نموت ونموت على  هذا العهد تحرير فلسطين وأنا أقول: في سوريا نموت نحن نذهب نحن يأتي أبناؤنا والثورة وفعل الثورة تكليف وقصرنا به أم لم نقصر هو تكليف وأن نقاوم الاستبداد تكليف وأن نقاوم الظلم تكليف وأن نحيد باتجاه الحق تكليف وأن نحيد عكس الباطل تكليف أما أن تُحرر سوريا نتيجة وهي من الله عز وجل ونحن نسير فيما يرضي مطالب الله عز وجل في تلك الأرض وهو وطنا وحب الوطن وعشق الوطن وهذا التكليف من أجل الجيل الجديد ربما تنقضي غداً وربما لا تنقضي بـ 100 سنة وحيث أخطأنا نحمد الله وحيث أصبنا نشكر الله ودوماً أقول: اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه وأنصح أولادي أننا في سوريا ولو تفرقنا نحن مجتمع واحد ولا يفرقنا إلا العدل أو الظلم وفي سوريا لدي تصنيف واحد: من ارتكب جرماً ومن لم يرتكب جرماً وليس لدي توصيف آخر لا على دينه أو طائفته ولن ندخل في قضايا المزاودة في المواطنة ولكن صنفوا السوريين عادل أو ظالم محق أو على باطل مجرم أو غير مجرم ولا تصنفوا السوريون بتصنيفات أخرى ولا تخوضوا في الانتقادات كثيراً وأنا لن أطيل وسأنهي هنا ولكم جزيل الشكر.