الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تكتيك حماية المظاهرات وتنظيمها في حمص

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00;21;20;26

 الفكرة ليست حماية المظاهرة، حماية المظاهرة جزء من المظاهرة نفسها، أنت اليوم لديك مشروع هو مظاهرة سلمية تُعبر فيها عن رأي شعب كامل، مظاهرة في حلب مظاهرة في حمص، ستخرج المظاهرة بشكل حضاري لتوصل الرسالة للعالم أننا شعب مضطهد شعب مظلوم شعب محكوم بالحديد والنار شعب مقموع يعيش تحت الخوف تحت تهديد الاعتقال تحت تهديد السلاح.

 هذه المظاهرة تُعبر فيها عن رأيك حتى لو وقتها قصير ربع ساعة نصف ساعة، ستكون بشكل حضاري، كيف ستكون إعلاميًا وتتواصل مع المحافظات الثانية لتنسيق اسم الجمعة والتوقيت، ستحتاج لإعلاميين وخطاطين يكتبون لافتات معبرة، عبارة عن كلمتين أو ثلاثة تتكلم عن وجع الشعب السوري، وتوصل طلباتك.

 تحتاج من يحمي المظاهرة وتختار المكان المناسب للمظاهرة، حتى صرنا نُغير الوقت كانت المظاهرات بالبداية بعد صلاة الجمعة صرنا نُأخرها ربع ساعة أو نصف ساعة ليمل الأمن ويذهب، أو نُغير طريقها تتجه لمكان ثاني.

 أكثر المظاهرات كانت ضمن الأحياء الداخلية لحمص القديمة مثلًا حي باب دريب من الداخل حي باب سباع من الداخل، ولا تكون بمكان عام أو مكشوف خوفًا من الاعتقالات أو إطلاق الرصاص أو الغازات المسيئة للدموع.

 في بداية الأمر استعملوا مياهًا غير نظيفة والقنابل المسيلة للدموع وأحياناً كان إطلاق نار حتى لو من بعيد، فالناس عندها خوف، اليوم أنت تتظاهر ضد نظام مجرم أقل ما يمكن تؤمن وسائل الحماية التي هي كما قلت لك مكان مغلق ضمن أحياء حمص القديمة، وناس تُنبه من وجود الأمن، والأمر الثاني الشباب اقترحوا أن تكون المظاهرة يوم الجمعة لكن بعد صلاة الجمعة بساعة أو نصف ساعة بمكان معين مثلًا باب الدريب، أو بعد صلاة المغرب في باب السباع، أو يوم الجمعة المظاهرة في باب سباع بعد صلاة المغرب نعملها يوم السبت بعد صلاة العشاء، صارت الأفكار تتغير والناس تتجاوب معها حتى لو كانت أعدادًا قليلة لكن ظلت روح التظاهر وروح التعبير عن الرأي موجودة.

  مرة في باب السباع مرة في باب هود مرة في باب تدمر مرة في باب الدريب مرة بعد صلاة الظهر ومرة بعد صلاة الجمعة مرة في الليل، أو بدون وقت صلاة، يتجمعون بين المغرب والعشاء لمدة 10 دقائق او ربع ساعة 300-200 شاب نرفع لافتة نُصورها ويبثونها على الإعلام، وكلها رسائل تأكيد أن الثورة مستمرة لتصل لكل العالم.

 بدأت الناس تتفاعل المدنيون وكبار السن يفرحون بالمظاهرة، ويقولون:" يلعن روحك يا حافظ"، وأحدهم يقول: أنتم تُجددون ارواحنا وكأنا نُبعث من جديد بهذا الكلام أنا عمري 70 سنة بحياتي ما سمعت أحدًا سب حافظ الأسد لا بالسر ولا بالعلن، أنتم تسبوه على الملأ، كان يشكرنا ويمزح معنا كثيرًا.

  استمر الأمر بالمظاهرات أحيانًا بعد الجمعة أحيانًا بعد المغرب بعد العشاء تنوعت الأفكار واللافتات صارت بشكل معبر أكثر الكلمات، والناس تتصدى للموضوع بجدية أكثر.

 في حمص القديمة أخونا أبو عبد البشير يُوجه الهتافات الحلوة الحماسية التي تُشجع الناس وهتافاته حلوة كلماته معبرة الناس تسمع له وتتجاوب معه.

 بدأت المظاهرات تكبر نوعًا ما وتتنظم، وصار لدينا هاجس الأمن هاجس الخوف كيف نحمي المظاهرات لكن تصدينا للأمر بسلاح بسيط، نقف على زوايا الشوارع الخارجية للحارة نحمي المظاهرة بحيث إذا جاء الأمن نُنبههم ليبتعدوا كيلا يعتقلهم الأمن.

 بدأ هذا الموضوع في باب السباع أهل العدوية صاروا يرمون على المظاهرة اضطرينا لنرد عليهم، كان إطلاق النار كثيفًا والشباب كانوا عزلًا وأولاد صغار وبعض النساء معنا يتظاهرون وكان يوم جمعة اضطرينا لنرد عليهم، ومن هنا اختلف المنحى صارت الناس قسم للمظاهرات قسم للحماية قسم للمواد الطبية قسم لتأمين الماء والعصير للمتظاهرين لأن الجو حار.

  شباب التنسيقيات قاموا بعمل جبار حتى بعض الشباب كانت تُخاطر بحياتها تُصور المظاهرة بموبايل عادي أيامها هاتف نوكيا يخرجون من حارة لحارة ومن مكان لمكان عند شخص لديه إنترنت حتى يرفعوا مظاهرة مدتها 5 دقائق أو 6 دقائق لتصل للإعلام، فكان هناك صعوبة لكن مع ذلك جميل وميسر من الله تبارك وتعالى، تقول للناس: غدًا سنخرج مظاهرة فلا يرد عليك أحد، وبمجرد أن تصيح الله أكبر بعد الصلاة تجد الناس صارت بالآلاف.

 صارت المظاهرات في حمص رمزًا لكل سورية بالتنظيم والهتافات والأغاني والأهازيج، أغاني عبد الباسط (عبد الباسط الساروت) تتداول إلى اليوم الأغاني، بشار الأسد طلع بأحد خطاباته الأولية ذكر أن هؤلاء مجموعة جراثيم، الشباب في اليوم الثاني ألفوا له أغنية على بشار الأسد قالوا له: أنت الجرثومة أنت الجرثومة القبيحة وردوا عليه.

 قلت لك موضوع الحماية أخذنا كشباب لحماية المظاهرات حاولنا تأمين السلاح الخفيف لنحمي المظاهرات لا أكثر، وليس هدفنا ضرب أحد، فقط حماية من يتظاهر ويُضحي ويُخاطر كيلا يتعرض للاعتقال ويكون تحت الاعتقال، وتم الأمر قليلًا قليلًا تطور الموضوع صار الأمن يأتي على المظاهرة بدل حفظ النظام والشرطة المدنية والشبيحة أيضًا، كثير من أهل حمص تعرف النظام أحضر شبيحته من الناس الرخيصة من المطاعم أو بيوت الدعارة وفتح لهم أبواب مخازن التسليح في أفرع الأمن سلحهم ووجههم على المظاهرات والمتظاهرين، فأنت اليوم تُواكب نظامًا سبقك بأشواط بالتسليح وبالإجرام.

 بدأنا بتأمين سلاح خفيف يحتفظ فيه كل شخص لنفسه وفي السر لنُدافع عن الناس والمتظاهرين، وتطور الأمر لأن الشخص المقابل لك أو العدو المقابل لك يُسابق الزمن بموضوع التسليح وأنت ببارودة صيد وهو دبابة.

 تبلورت فكرة حماية المظاهرات السلمية عند الشباب وصار تنسيق بين الأحياء مجموعات الأحياء ترسل التسليح وقت المظاهرة كل مجموعة تُمسك طرفًا معينًا من حارتها، ويكون سلاحهم جاهز ويكونوا جاهزين، وتطورنا للتواصل بالقبضات بحيث نحمي المظاهرات، هدفنا الأول والأخير كان حماية المظاهرات حماية الناس الآمنة والمدنيين في المظاهرة.

 النظام يحشد ويزيد من قوته ويُحضر أشخاصًا بلا أخلاق بلا تربية لتُواجهنا، ولا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي، وهؤلاء المتظاهرون يخرجون رغم كل هذه الاهوال ويحتاجون من يحميهم ويدافع عنهم ليستمر التظاهر.

  نحن أخذنا الأمر على عاتقنا وتشكلت مجموعات صغيرة بداية كانت عبارة عن مسدسات عادية وأقل من عادية بالإضافة بامبكشن ثم تطور الأمر.

 النظام صار يعتمد على موضوع المداهمات بعد المظاهرة صار يُداهم حي باب السباع يعتقل الناس، فكان لابد من مواجهة النظام لتظل الناس مستمرة معك، وقد أجرم النظام في مناطق أخرى، فأنت إذا حاولت الدفاع عن نفسك فهذا شرف كبير وخطوة كبيرة وجريئة.

 النظام أجبر الناس على حمل السلاح، السوريون سواء الآن أو من قبل أو في الثمانينات ولا بالسبعينات يحبون حمل السلاح لكن النظام مجرم إجرامًا لا يتخيله العقل البشري، لذلك ستضطر لحمل السلاح، تجلس في بيتك يأتون يعتقلون أحد أفراد أسرتك وأنت خارج البيت، يعتقلون زوجتك أو اختك أو ابنتك ويغتصبوها ويقتلوها فقط لأنك لم تتجاوب معهم ولم تُسلم نفسك، كيف سأرضى بهذا؟ و إن رضيت، هل كل الناس سترضى بذلك؟ بعض الناس عندها حمية، والشعب السوري معروف عنده حمية وعنده شرف وعنده أخلاق وعنده ضمير وعنده غيرة، حتى لو كانت بنت من الشارع ليست من أقاربك.

 من هنا بدأت فكرة الحماية للمظاهرات بأي ثمن مهما كلف حتى من حمل السلاح بالبداية ولو مسدس عادي، قال: أنا مستعد للموت من أجل حمايتكم، نعم وضع دمه على كفه ليحمي المتظاهرين.

 تطور الأمر ردًا على النظام الذي أرسل حفظ النظام بالهراوة ثم بالبندقية، ولا يقول لك: مرحبًا، سيُطلق عليك مباشرة.

 خلال نيسان/ أبريل الأحداث تسارعت لأسباب وليس من فراغ، اليوم حمص إذا نظرت على خريطة حمص القديمة محاصرة بأحياء مؤيدة للنظام معظمها من الطائفة العلوية مدينة محاطة بقرى مؤيدة للنظام من الطائفة العلوية، وكل الطرق طريق دمشق  طريق تلكلخ طريق تدمر بالإضافة لحمص القديمة مثلًا الزهرة ملاصقة لحمص القديمة ملاصقة بتمر بباب الدريب والجندلة والنزهة والعدوية والتي تُلاصق باب السباع، فأنت محاصر بشكل لا يتخيله العقل موجود ضمن حلقة نار، والكل سينقض عليك، فأنت من حقك الطبيعي وهذا الحق كل الأمم المتحدة والدول تقول لك: دافع عن نفسك، ولا ترمي نفسك للتهلكة، أنت تدافع عن قضية لا تدافع عن شيء غير موجود، أنت تُدافع عن قضية وجود الشعب السوري ليعيش بكرامة أو وجود الشعب السوري الذي يعيش بذل طول عمره .

هذه هي فكرة التسليح كانت الحماية ثم الحماية ثم الحماية، والنظام سحبنا عليها سحبًا ببطشه بإجرامه، لا يقول لك: عصابات مسلحة وأموال من الخارج ودعم لا لا، الناس أول الأمر خافت على شرفها ومن يخاف على شرفه يعمل كل شيء يُقاتل بيديه ويقاتل بأسنانه ولا يتخلى عن شرفه، والمظاهرات كانت بالنسبة لنا شرفًا، كل من خرج بالمظاهرات أول شيء شرف كان ينام في الشارع ينتظر صاحبه ليأخذ مقطعًا صغيرًا و يوصله إلى حارة ثانية ويُحمله على النت، هذا شرف كنا نقف أمام الرصاص ويُضرب علينا رصاص مثل المطر ونتظاهر، ونهرب من شارع لشارع هذا شرف، كنا نُدافع عن شرفنا لم نكن نُدافع عن شيء غير موجود أو شيء غير ملموس.

 فاضطررنا لحمل السلاح بداية بمسدسات صغيرة مسدسات بسيطة تطور الأمر لبنادق لنقف بوجه النظام، لا نحمل البنادق لنتباهى فيها، كانت البنادق موجودة حصرًا عند المظاهرة وبشكل خفي بحيث إذا جاء النظام فجأة نُقاومه.

 لم تكن فكرة التسليح لنهجم على حاجز أو لنضرب سيارة لا أبدًا أبدًا، والنظام سبقنا بأشواط بالإجرام، نحن حمينا أنفسنا ضربنا بالهواء أو ضربنا على سيارة النظام التي تدخل هو مباشرة وضع حاجزًا بمنطقة باب الدريب مستوصف باب دريب مستوصف طبي خدمي ألغى المستوصف وحولوه لحاجز، تخيل العساكر يتسلون برجل كبير في السن يركب دراجة وهو ذاهب ليحضر الخبز خبز يقتلوه لمجرد التسلية، تمر سيارة يُطلقون عليها يقتلون صاحبها.

 الإجرام عندهم لا يُوصف لا في مصطلحات اللغة العربية أو غيرها تصف إجرام النظام السوري، فالحاجز موجود تقريبًا وسط باب الدريب عند باب السباع مقابل شارع القلعة، نحن في الليل سنتظاهر في باب سباع كنا نقطع هذا الشارع ركضًا أو زحفًا حتى نصل لباب السباع لنتظاهر.

 المظاهرات صار مركزها باب السباع والشباب الثائرين كان معهم سلاح من حمص القديمة هم أهل باب السباع شباب باب السباع بالإضافة إلى مجموعات انضمت لهم مثل الشهيد بلال الكن، فكان باب السباع هي مركزية حمص قبل الخالدية، والنظام صار يُكثف دورياته وطلعاته على باب السباع، وبإحدى المظاهرات أو قبل المظاهرة تقريبًا بين صلاة المغرب والعشاء أو قبل صلاة المغرب كانت مظاهرة صغيرة عدد صغير من الشباب، سيارة شرطة وليست سيارة أمن أو سيارة مخابرات سيارة شرطة هي التي رمت على الناس وقتلت سبعة شهداء مباشرة، سبعة شهداء الناس بعدها تجمعت في باب السباع، والمؤازرات أتت من كل أحياء حمص حتى من حي دير بعلبة شرق حمص شمال شرق حمص جاءت مؤازرات من البياضة من الخالدية تجمع الناس بباب السباع وصار حشد كبير على هذا الموضوع في17 نيسان/ أبريل 2011 هذا التاريخ لا يُمحى من الذاكرة مجموعة شباب كانوا يُجهزون قبل صلاة المغرب لمظاهرة صغيرة أو لتجمع سيارة شرطة مدنية ليست سيارة أمن أو سيارة مخابرات رمت عليهم قتلت سبعة شباب مباشرة بأرضهم، في هذا الوقت حمص كل أحياء حمص من غربها لشرقها من شمالها لجنوبها كل أحياء حمص تجمعت بباب السباع وبدأ التحشيد من هذه اللحظة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/08/24

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في حمصبداية ظهور السلاح في حمص

كود الشهادة

SMI/OH/197-04/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان 2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة حمصمحافظة حمص-باب السباعمحافظة حمص-حمص القديمة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قوات حفظ النظام في حمص

قوات حفظ النظام في حمص

الشهادات المرتبطة