الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

واقع مخيم الضباط المنشقين في تركيا والتخوف من محاولات الاغتيال

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:19:59:24

عندها جاءني اتصال من الإمارات العربية، وتفاجأت باتصال شخص، وقال: أنا من عائلة البيطار من الحفة. ومن لهجته عرفت أنه فعلًا من عائلة البيطار، فقال: العقيد إبراهيم البيطار سوف يأتي خلفك ومعه شخص وهما مكلفان باغتيالك، الاغتيال أو الخطف يعني الهدف هو ما يستطيعون فعله، وأنا لم أسأل: كيف؟ ولماذا؟ وأنا أعرف هذا الرجل من عائلة بيطار، وأعرف خلفيته، وهو كان ضابطًا سابقًا، وهو نفس الشخص الذي كشف المحاولة الانقلابية، وذهب إلى عائلة السعيد، ووقع الدكتور محمد عفيصة، يعني الرجل له سوابق، وأصبح رئيس مفرزة جسر الشغور، فهذا الأمر ممكن، وطبعًا أنا أعرف إبراهيم بيطار معرفة جيدة؛ لأنه ابن بلدي، وهو كان مدير نادي صف ضباط حلب، وهو تقاعد وبقي مدير نادي صف ضباط حلب، وتفاجأت أنه يريد أن يأتي، وكان واضحًا أنه فعلًا مكلف بمهمة، وأنا هنا أبلغت الأمن التركي بالوضع.

أنا لا أعرف إذا جاء بيطار وأنا جاءني الخبر، وأنا أعرف أنني يجب أن أبلغ الأمن التركي، وهنا قالوا لي: يوجد من عائلة البيطار ابنة أحد المجاهدين السابقين من أيام الاستعمار الفرنسي، وكان قد تزوج امرأة تركية، وترك زوجته هنا ولديها بنت، ويوجد عدة أشخاص من المجاهدين الذين بقوا في تركيا، مثل: المجاهد حسيب كمون، ويوجد من عائلة البيطار، ويوجد من عائلة موسى اسمه سعيد موسى، ويوجد الكثير من المجاهدين الذين بقوا في تركيا أثناء الاستعمار الفرنسي، وتبين أنه سأل عن رقم هاتفها حتى يأتي، ويقيم عندها، فقالوا لي: إنه سوف يتوجه على الأغلب إلى هذه المرأة، وسوف يقيم عندها، وهي موجودة في أضنة، وأنا أبلغت الأمن التركي، وأنا لا أستطيع التدخل.

هنا بدأ يشتد البرد عندنا والحقيقة البرق الشديد الذي رأيته في تلك المنطقة لم أره سابقًا، رغم أنني ابن منطقة ساحلية، وهطلت الأمطار، وليس لدينا لباس شتوي، ووضعنا ساء ونحن على الأرض، فأحضروا لنا سجادًا مستعملًا من سجاد الجامع في القرية، ووزعوا لكل خيمة سجادة، ولكن هذا لا يغطي وضعنا والبرد، ولا توجد صوبيات (مدافئ) وحتى أغطية لا يوجد، ويوجد أشخاص وزعوا لهم سابقًا حرامات (بطانيات)، وأنا لم أستلم فاستعرنا من هنا، وأصبح عندي حرامين حتى أغطي العائلة كلها، ونحن ستة أفراد، فكان الوضع صعبًا، وعاد وتكرر إطلاق النار بدون شيء، ووصلت المعلومات أن نقطة الجيش السوري التابعة للنظام استقدموا قناصة، وإذا استقدموا قناصة فهذا يعني أنه سوف يتم قنص أحدنا بسهولة، ونحن تحت مرمى نظرهم، وأنا خيمتي متطرفة مقابل المخفر تمامًا، فسوف أكون هدفًا سهلًا، والمعلومة وصلت مساء بعد العصر، ولا أذكر اليوم، ولكن أعرف أنه في اليوم الثاني صباحًا كان رتل من الباصات التي تتسع لأحد عشر راكبًا تقف بانتظارنا، ونقلوا كل عائلة مع أغراضها، وأخذونا إلى مخيم ابايدن التي هي قرية، واسمها باللغة العربية تليل ومتركة باسم ابايدن، وحاليًا معروفة باسم مخيم الضباط، واشتهر فيها هذا الاسم.

مخيم ابايدن يبعد تقريبًا أكثر من كيلو متر ونصف عن الحدود، يعني تقريبًا كيلو مترين عن الحدود، وعلى الطريق الواصل ما بين أنطاكيا في منتصف الطريق الواصل ما بين أنطاكيا والريحانية، والميزة الإيجابية فيه أنه منطقة مأهولة أكثر، ويوجد سكان، وتوجد سيارات ويوجد طريق مأهول نسبيًا في ذلك الوقت، حتى وإن كان طريقًا فرعيًا، ولم يكن عليه سير، ولكنه كان قريبًا من طريق رئيسي لإمكانية التنقل، ولكنه يقع في منبسط يشبه سهل الغاب في سورية الذي هو حوض نهر العاصي، والمنطقة يكثر فيها البعوض بشكل كبير جدًا إلى حد لا يوصف والصراصير إلى حد لا يوصف والأرض تربة غضارية متشققة تتشقق كثيرًا، فيكثر فيها حشرة أم 44 (الحريشة) بشكل كبير جدًا، يعني تصريف المياه في الشتاء ضعيف جدًا، ويشكل مشكلة، وتتحول التربة إلى طينية، يعني بيئة المخيم بيئة غير جيدة، وهي في منبسط، ونحن وصلنا في الخريف، وكانت الشمس حارقة، ونحن عندما كنا في قربياس كان الجو باردًا؛ لأنها في مرتفع تقريبًا 400 متر عن سطح البحر، في حين أننا نزلنا إلى ارتفاع 50 مترًا أو 70 مترًا عن سطح البحر، فتوجد فوارق كثيرة، وهنا الطقس كان حارًا جدًا ومزعجًا؛ لأن الخيام من النايلون فهي تعطي حرارة، وطبيعة الخيام هنا لا يوجد لديهم خيام مفتوحة كلها مخيطة بشكل كامل كمن يدخل في كيس من البلاستيك، فعانينا في البداية من الحر كانت معاناة كبيرة. 

هنا تجددت الخلافات من جديد، وتوسعت، وأصبح ماهر (ماهر النعيمي) وعبد الستار (عبد الستار يونسو) (...)، وبنفس الوقت هنا حصل عندنا انشقاق العقيد القاضي عرفات حمود وابن عمه العقيد عارف، والحقيقة أنهم جاؤوا خلال يومين متتاليين أعتقد في شهر تشرين الأول/ أكتوبر يعني بهذه الحدود.

 في هذه الفترة تم تبليغ الأتراك أنه توجد تهديدات لاغتيال العقيد رياض الأسعد، وبعدها عندما حصلت محاولة لاغتياله تخوفوا، فكانت المقترحات أن يتم اغتياله بالسم عن طريق الطعام الذي يقدم، وهنا أوقفوا الطعام عن رياض، وأصبحوا يرسلون له موادًا ناشفة (غير مطبوخة) لوحدها حتى يطهوها، وبعدها ضبطوا خلية جاءت حتى تضع السم في خزان الماء القريب من المخيم، وكانوا ينسقون مع أشخاص من أهالي القرية من أجل رمي السم في خزان الماء، والحقيقة أيضًا أفشلها الأتراك، وعلى آثارها منعوا توزيع الأطعمة الجاهزة، وتركونا نحن نطبخ، وبدؤوا يقدمون لنا المواد، وأصبح يوجد هنا تشديد حراسة على خزان الماء من قبل الأتراك، وطبعًا هذا كان بعد شهر كانون الثاني/ يناير، كي أكون دقيقًا في الكلام وتأخر قليلًا.  

كانت هناك عدة أحداث في هذا الوضع، أذكر من الحوادث المهمة أنه خرج من عند رياض ضيف، وتبعه ماهر النعيمي وكان معه ماهر النعيمي وعارف الحمود، وأنا لم أكن معهم، ولا أعرف ما هي الأسباب، فخرجوا وقالوا: هذا الشاب جاءه عرض والعرض يقول: إنه يوجد عمل عسكري يتم في دمشق ولديه 2000 شخص يريدون أن يخرجوا وكلهم موجودون في الأركان، يعني هم يريدون الخروج من قلب العاصمة دمشق ومن قلب الأركان، فقالوا: هذا أبو أسامة الجولاني (الرائد حسن إبراهيم- المحرر). وهذا يطلب من رياض الأسعد أن يذهب إلى لبنان حتى يستلمهم، فقلت لهم: إن هذا الكلام مستحيل، وكيف سوف يذهب، وكيف يوجد 2000 شخص اتفقوا معه، وأنا أعرف الأركان، كيف تنظم 2000 شخص؟! فقلت: ألفا شخص يعرفون وكلهم موافقون وجاهزون! ولكن الأركان هي أهم معلم أمني والسلطة فيها الأركان وفيها عدة اتجاهات كلها متناقضة مع بعضها، ومن سابع المستحيلات أن يحدث شيء، لو قال: هناك اتجاه معين مع كتيبة كذا. ثم إن رياض يجب أن يذهب إلى لبنان، وإذا ذهب إلى لبنان فهناك حزب الله، وكيف سوف يذهب إلى لبنان؟! واسمه معروف وشكله معروف وكيف سوف يخفي نفسه في لبنان؟! فقلت له: هذه "وراءها إنّ" (تثير الشك) والكلام غير مريح في الحقيقة إذا كان هذا الكلام صحيحًا. ثم قال: هو ضابط على رأس عمله، وقال: إنه جاء ويريد أن يعود إلى الشام (دمشق). يعني الكلام لا يدخل في العقل وكيف هذا الضابط عبر إلى الأراضي التركية؟ ثم يريد أن يعود، وأنا بعد فترة التقيت مع أبي أسامة الجولاني، وقال لي: رياض هذا هو أبو أسامة الجولاني، وحتى في وقتها لم يذكر لي أن اسمه أبو أسامة الجولاني إلى وقت رأيناه في القيادة المشتركة في أطمة حتى أشار إليه، وقال لي: هذا هو الشخص الذي جاء إلي والذي كان يريد أن يأخذني إلى الشام. وأنا لم أتحدث في وقتها مع أبي أسامة، ولكن سابقًا تحدث أبو أسامة مع رياض، ولم نفتح الحديث نهائيًا.

 نتيجة الخلافات بين رياض وماهر، والحقيقة لم تعد تترقع الخلافات، وبدأت الخلافات على أقل الأسباب، يعني يريدون من رياض أن يستأذنهم حتى لو حكّ أنفه، يعني وصل الأمر إلى هذا الحد، ودائمًا أصبحوا على تصادم، وماهر كان لديه تواصلات إعلامية وتواصلات مع الداخل باتجاه الشام، وهو كان مكلفًا باتجاه الشام، باعتبار أنه شكل كتيبة معاوية بن أبي سفيان، فأصبح يتوجه إلى الشام بشكل كبير.

أبو الأبابيل عمار الواوي كان مكلفًا باتجاه حلب، وطبعًا لم يذهب إلى حلب، ولكنه كان يذهب إلى الحدود إلى كلس ويعود، وفي تلك الفترة لم يخرج أحد، وحتى الذي يقول: أنا نزلت وأنا أتحدث من الداخل. هذا ليس صحيحًا، والذي كان يتحدث من الحدود السورية التركية هذا صحيح لأننا على الحدود، ولكن الذي كان يقول: أنا من الداخل من المؤكد لم يكن من الداخل، وأنا أؤكد هذا الأمر 200% والبعض كان يبالغ..

هنا ماهر النعيمي كان على تواصلات وقال: سوف يأتي عميد قريبًا، ويكون هو قائد الجيش الحر. وبعد مضي 15 يومًا جاء العقيد أحمد الشيخ ومعه الرائد محمد علي جاء معه على أساس أنه قائد الجيش، وطبعًا أنا أعرف أن العملية هي نكاية بنكاية.

هنا بعدها اختلفوا، وأنا ذكرت أنه أيضًا توجد مشكلة مع رياض لأقل الأسباب، وعلى أقل مشكلة يزعل رياض، وينفر وينفر الآخر بطريقته بالتعامل، وكانت طريقته فظة، والحقيقة يحتاج الأمر إلى شخص يستوعبه بشكل كبير جدًا، وكل من يختلف مع رياض هو خائن (يعتبره خائنًا)، وبمجرد أن اختلف معه بالرأي أصبح خائنًا، وكلمة خائن بالنسبة له أسهل من شرب الماء، فهذه كانت من المشاكل الكبيرة التي كنا نتعرض لها مع رياض بالتعامل معه، والتعامل معه صعب في الحقيقة.

عندما وصل أحمد الشيخ أنا قلت لهم مباشرة: إذا الشيء بالقدم لأنه جاء وهو أقدم من رياض، فقلنا له: صحيح أنه أقدم من رياض، وهذا كان أقدم من رياض بخمس سنوات في الرتبة، ورياض أربع سنوات وأنا أقدم بست سنوات فقلت لهم: إذا أنتم مصرون على أن يستلم فأنا الأقدم، وأنا عندي ست سنوات، وهنا قطعت الطريق، وتركت رياض هو قائد الجيش الحر،

في هذه الفترة بدأ رياض يدخل من قريته بديتا التي في جبل الزاوية، بدأ يقوم بإدخال شباب، وتوكل بهذه المهمة العقيد عارف الحمود الذي هو أيضًا ابن قريته، وأصبح معه العقيد عرفات والعقيد عارف، وطبعًا أنا في هذه الفترة تقربت منه ومع وصول العقيد عارف والعقيد عرفات أبعدني، وعندما اختلف هو وماهر قربني، وعندما جاء عرفات وعارف أبعدني عنه، يعني أصبح هنا تعاطيه (تعامله) مع أهل القرية، وهو كان ضيق التفكير في هذه القضايا ولديه مناطقية وتفكير مناطقي وتفكير العزوة، فأصبح يقوم بإدخال العناصر على أنهم ضباط، يعني لديه إبن عم دخل باسم مقدم والآخر باسم نقيب والثالث باسم رائد، وأدخلهم كلهم على هذا الأساس، وعندما يحققون معهم يقولون: أنا المقدم ابن عم رياض. وهنا في التحقيق لا يدققون، وعندما يقول: عارف ورياض أن هذا مقدم فلا يكون هناك تدقيق؛ لأنه توجد مصداقية للكلام، فدخلوا كلهم على هذا الأساس، وفي إحدى المرات أدخلوا 200 شخص في يوم واحد، وهذا حصل بعد الهجوم على قريتهم في [جبل الزاوية]، فقال لهم رياض: تعالوا إلى هنا. فأحضر كل من هناك إلى المخيم، وأدخلهم، وأدخلهم في وقتها على أساس أنهم عساكر ومساعدون، ولكن تحول المخيم إلى مخيم عائلي إلى مخيم بديتا، ولا يزال الواقع كذلك مخيم بديتا، يعني هذه كانت من السلبيات الكبيرة، ومع ذلك كنا نحاول احتواء الوضع قدر الإمكان.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/04/02

الموضوع الرئیس

تطور نشاط الجيش الحر

كود الشهادة

SMI/OH/29-21/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

كانون ثاني 2012

updatedAt

2024/08/30

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

مخيم الضباط السوريين في تركيا

مخيم الضباط السوريين في تركيا

الشهادات المرتبطة