الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

حصار نظام الأسد لأحياء حمص واصطدامه بمقاومة الثوار

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00;12;24;27

المعركة التي صارت في حمص في شهر أيلول/ سبتمبر 2011 وكيف بدأ حصار تبع الأحياء في ذلك الوقت، وكيف النظام زج بآلياته الثقيلة؟ لأول مرة كنا نرى دبابات يعني وجهًا لوجه تقصف علينا، -الحمد لله رب العالمين- دامت المعركة تقريبًا حوالي 10 ساعات، من أذان الفجر تقريبًا إلى وقت المغرب تقريبًا.

النظام حاول بشتى الوسائل أن يقتحم علينا، فلم يستطع بسبب جغرافية الأرض يعني، حارات ضيقة وحارات صغيرة وحارات سد وحارات مفتوحة، فالنظام لم يكن عنده إلمام كاف فيها، وهذا طبعًا بفضل الله عز وجل، فاستطعنا وقتها أن ندمِّر مثلًا دبابتين للنظام؛ إعطابهما طبعًا وليس تدميرًا كاملًا لأنه لم يكن معنا شيء مضاد للدبابات، وعربتان مصفحتَان أيضًا -الحمد لله- استطعنا أن نعطبهما، والنظام حاول الدخول علينا من أكثر من محور، محور باب سباع طبعًا وهو أخذ حي باب سباع لكن بقي محور الوادي معنا، [ونحن كنا] موجودين فيه، الذي هو وادي باب الدريب.

 حي باب تدمر النظام حاول كثيرًا [السيطرة عليه] لكنه لم يستطع، وكان يوجد له قتلى كثر في هذا الوادي يعني، طبعًا لأننا نحن منطقة مرتفعة وهو [في] منطقة منخفضة أكثر منا، [وأشرح ذلك] للناس التي لا تعرف جغرافية الأرض، لأجل ذلك النظام لم يستطع [الدخول]، واستطاع [أن] يدخل من مكان واحد درجة صغيرة موجودة على الوادي عن طريق أحد العواينية (المخبرين)، أدخله إلى بيت ضمن حمص القديمة واستطاعت [أن] تتسلل مجموعات منه، وهذه المجموعات تابعت من حي باب تدمر إلى حي الورشة، طبعًا اشتباك مستمر وهناك قتلى للنظام صاروا بالعشرات، الحمد لله رب العالمين بفضل الله عز وجل، نحن كنا مستلمين هذا الخط يعني، وكان معنا الشهيد بلال (بلال الكن) –رحمه الله- الجيش تمكّن [أن] يصل إلى نقطة في حي الورشة، ويوجد جامع له مئذنة متوسطة الارتفاع، صعد عناصر الجيش عليها فنحن كنا عند تقاطع بقالية النعسان بالضبط يعني، كان معنا الشهيد بلال الكن -رحمه الله- فالنظام نحن لم نعرف أن [النظام] وصل إلى هذه النقطة، وصعد على مئذنة المسجد في جامع الأتاسي.

بلال نحن كنا نتحاور معه أن هذه النقطة أصبحت خطرة، فيجب أن نتراجع للنقطة [الموجودة] عند مدرسة الإرشاد بالضبط يعني، هنا يصبح وراءنا حي بستان الديوان، وحي بستان الديوان مفتوح يعني، وموجود لنا، يعني النظام ليس موجودًا بداخله، فأصر أنه لا، أنا لا [أريد]، فقلت له: يا بلال، الجيش صار بالجامع يعني، والرمي عم يطلع علينا من الجامع، انتبه، سبحان الله [بلال] كان شرسًا وجسورًا، ولا يخاف من الموت يعني- سبحان الله- لكن في وقتها يجب أن يُحكَّم العقل، وهو حكَّم عاطفته أكثر يعني -سبحان الله- فجاءت الطلقة من المسجد، من مئذنة المسجد باتجاهه، بمنطقة الرقبة، قتلته واستُشهد -رحمه الله- فالشباب الذين كانوا معه للصدق والأمانة لم يصدقوا أنه استُشهد بلال حتى هو لم يُستشهد مباشرة يعني، ظل فترة مصابًا حوالي الساعة تقريبًا، فأسعفوه خارج الحي، ورجعوا بعد ذلك، وأعادوه إلى الحي عندما عرفوا أنه خلاص مات، فأعادوه للحي دفناه بعد صلاة العصر في جامع النخلة العمرية وقتها لأن النظام بعد يوم أو يومين لم يصدق أن بلالًا استُشهد، فنبشوا القبر وأخرجوا بلال الكن، وأخرجوا الجثة ووضعوها في سيارة وأخذوها ولفُّوا بها في الأحياء الموالية مثل الزهراء والنزهة، والأرمن، لففوها أنه انظروا: نحن قتلنا رأس الإرهاب ورأس التكفيريين ورأس لا أعرف ماذا، [ومن هذه] الدعايات الرخيصة [التي ينشرها] النظام يعني انظروا، نحن انتصرنا، طبعًا بلال فرد أو شاب يعني حتى لو كان مسلحًا فسلاحه بسيط أمام الآلة العسكرية التي واجهناها في ذلك اليوم، والتي بقيت مثل ما تكلمنا أكثر من 10 ساعات يعني، فاعتبروها وقتها انتصارًا، يعني أنه والله انتصرنا وقتلنا بلال الكن، طبعًا نحن الحمد لله رب العالمين والفضل لله عز وجل [أننا] قدرنا [أن] ننسحب وقتها من الحي بالتدريج يعني، من منطقة إلى منطقة مثل ما حكينا من الورشة إلى بستان ديوان إلى منطقة باب هود، ومن باب هود استطعنا أن نتسلل خارج حمص القديمة باتجاه طريق دمشق؛ ناس خرجت باتجاه بابا عمرو وناس اتجهت باتجاه حي الخالدية وحي جورة الشياح، وأنا كنت من الناس التي اتجهت باتجاه جورة الشياح في ذلك الوقت.

 واختبأنا لفترة معينة ريثما هدأت الأمور قليلًا، ورجعنا نظّمنا عملنا من أول وجديد، وعرفنا مَن معنا مين ومن ضدنا، وهنا صارت حملة اعتقال كبيرة في أحياء حمص القديمة مع الأسف الشديد، مثل ما حكينا أن المخبرين كانوا وقتها يعملون بأقصى طاقة عندهم، نحن المسلحون أو الذين كنا نحمل سلاحًا وكنا عم ندافع 90% أو 95% منا استطعنا [أن] نخرج خارج الحي، طبعًا مع الأسف اعتُقل يعني أشخاص قليلون حوالي 10 أشخاص يعني من الذين كانوا يحملون السلاح، طبعًا لم يمسكوهم وهم مسلحون، [بل] كان الشباب [قد] خبأوا سلاحهم وغيروا ثيابهم وقعدوا في بيوتهم، فالمخبرون كانوا يعرفونهم ودلُّوا عليهم واعتقلوهم، وفي الحملة، وأثناء الحملة اعتُقل عشرات الشباب مع الأسف الشديد يعني، فالنظام يدخل على البيت، وأنت مسلح، وإذا لم يجدك يأخذ أخاك [أو] يأخذ ابن عمك [أو] يأخذ صهرك، المهم يريد [أن] يعتقل أحدًا من العائلة كنوع من الضغط على الذي كان يحمل السلاح، وهذا صار شيئًا معي أنا شخصيًّا، حتى اعتقلوا أخي بعد فترة يعني، بسبب حملي السلاح، اعتقلوا أخي فكان النظام وقتها يعني عمليته أقرب للدناءة وأقرب للانحطاط يعني، أنت اليوم تلاحق أشخاصًا معينين فلم تقدر عليهم فقدرت على الناس المسالمين القاعدين في بيوتهم، الذين لم يتحركوا، فأنت صرت تبرز عضلاتك وتستقوي عليهم بهذه الأمور يعني، واعتُقل تقريبًا حوالي الـ 200 شخص من أحياء حمص القديمة في ذلك الوقت، ومعظمهم من الشباب، يعني هنا كانت أكبر عملية اعتقال، هؤلاء الناس -يعني سبحان الله- لا تذكرها كثيرًا لا أعرف لماذا؟! مثل ما حكينا، مثل موضوع هدف العملية الذي تكلمنا عنه [أن] هدف العملية العسكرية إنه هو ضرب حمص القديمة من أجل أن ينهي مظاهر الحراك الثوري الموجودة فيها وتقطيعها، كانت يومها أكبر عملية اعتقال موجودة كان وقتها حوالي الـ 200 شخص من أحياء حمص يعني، طبعًا يوجد ناس خرجت من مباشرة، ويوجد ناس نامت 5 سنوات، ويوجد ناس نامت 4 سنين، فيه وهناك ناس إلى حد الآن مفقودة يعني منهم ابن عمي، وأنا لا أعرف إن كان حيًّا أو ميتًا، رجال حتى [وهو] رجل يعني كبير بالعمر، وليس شابًّا صغيرًا، اليوم إذا كان حيًّا -رحمه الله- ربما كان عمره 60 سنة، فمن يومها فُقد، فكانت هذه أكبر عملية اعتقال في ذلك الوقت.

 خرجنا من حمص القديمة وانتشرنا [في] أحياء الخالدية وجورة الشياح، والأحياء المحيطة القريبة علينا، وحي بابا عمرو سيبقى خرج عليه أيضًا قسم من الشباب، قسم بعد ذلك استطاع أن يصل إلى البياضة ودير بعلبة، ويريد أن يهرب ، لأنه كان مشوارًا بعيدًا يعني، واستطعنا أن نرجع ونتواصل مع بعض، ونجمّع بعضنا على مهل، ونرجع نسخّر أنفسنا لنجلب سلاحًا بدل الذي فقدناه بدال الذي وتركناه، وبدل الذي عطِل، بدأنا يعني نرجع لننظم أمورنا على مهلنا، هنا النظام انتهى من حمص القديمة ووضع حواجز ضمن حمص القديمة، هذه النقطة أيضًا يوجد كثير من الناس لا أعرف لماذا لا يذكرونها! بحياته النظام [في حياته] لم يضع حاجزًا ضمن حارة ضيقة يعني، فالنظام هنا صار يأخذ المدارس والبيوت المهجورة، وصار يعملها حواجز، فتقريبًا ضمن حمص القديمة عمل تقريبًا حوالي الـ 50 إلى 60 حاجزًا في ذلك الوقت، طبعًا هي منطقة حمص القديمة منطقة صغيرة يعني، لا تستوعب كل هذه الحواجز، لكن [بسبب] خوف النظام [من] أن يرجع الحراك المسلح والحراك الثوري على على المنطقة فزاد كثيرًا [عدد] الحواجز وقتها، حاجز كنيسة أم الزنار وحاجز رمسيس، فالحواجز في وقتها على ما أذكر [كانت كثيرة] يعني، حاجز بيت آل طرابلسي في حي الورشة، فأنشأ الكثير من الحواجز ضمن الأحياء القديمة وضمن الأحياء..... يوجد أحياء صدقوني لا يمكن أن تدخل إليها سيارة يعني وضع فيها [النظام] حواجز نظام خوفًا [من] أن لا ترجع المظاهرات مرة [ثانية] على الحارات، فتبطش بالنظام يعني، فتخيل أنك موجود في حارة صغيرة تلتفت يمينًا فتجد حاجزًا، وتلتفت يسارًا فتجد حاجزًا، وكما قلت لك، نحن موجودون خارج حمص القديمة جئنا لننظم أنفسنا قليلًا ونرتب أمورنا قليلًا قليلًا، ونخطط للرجعة على الحارة، حتى لو كانت الرجعة يعني تسللًا مثل ما يقولون يعني قليلًا قليلًا نرجع للحارة.

 هنا النظام انتهى من حمص القديمة وصار يريد أن يلتفت إلى حي بابا عمرو وحي دير بعلبة من أجل أن يعمل فيهما مثل ما عمل بحمص القديمة، هنا حي بابا عمرو كانت أموره يعني أفضل من أمورنا بكثير كتسليح وكبداية حراك مسلح، يعني كان يوجد عندهم شباب في الجيش منشقون لا بأس بهم، ويوجد نسبة ضباط وصف ضباط ينضمون لهم، يعني بدأت تتكون نواة الجيش الحر.

كان الأخ عبد الرزاق طلاس منتقلًا من الرستن باتجاه بابا عمرو، بداية تشكيل كتائب الفاروق يعني في حمص، وبدأت العمليات العسكرية تأخذ الشكل المنظم والتسليح المنظم والتواصل والتنسيق، صار يعني الموضوع أقرب للعسكرة أكثر بسبب وجود ضباط يعني -الحمد لله رب العالمين-، في حمص القديمة لم يكن موجودًا هذا الأمر، لأنه لم يكن يوجد عندنا ضباط منشقون، فقط في التلبيسة والرستن وبابا عمرو ودير بعلبة -الحمد لله رب العالمين- كان يوجد ضباط منشقون، وبدأ موضوع العسكرة يأخذ صفة يعني للعمل؛ إنه صفة عسكرية أكثر من أن تكون صفة مدنية، طبعًا هذا السبب كله نضعه ضمن إطار واحد ألا وهو حماية المظاهرات السلمية، هذا الهدف الموجود أمامنا، كان والذي كنا نشتغل عليه كلنا؛ حماية المظاهرات السلمية هذا الهدف كان عندنا يعني أهم من تحرير البلد في ذلك الوقت، أنك أنت خارج في مظاهرة سلمية وتحميها هذا كان إحنا هدفنا من كل الأمر العسكري هذا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/09/21

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في حمص

كود الشهادة

SMI/OH/197-09/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/08/13

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-بابا عمرومحافظة حمص-الخالديةمحافظة حمص-دير بعلبةمحافظة حمص-جورة الشياحمحافظة حمص-الورشةمحافظة حمص-حمص القديمةمحافظة حمص-باب تدمرمحافظة حمص-مدينة حمص

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

كتائب الفاروق

كتائب الفاروق

الشهادات المرتبطة