حملة اعتقالات واقتحام الجيش لمدينة الزبداني
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:20:06:09
كانت تتعرض المظاهرات دائمًا لإطلاق رصاص كان يوقع عنا كثير من الشهداء، أيضًا عندما تأتي الحملة [العسكرية] يحاولون دائمًا أن يقنصوا أو يقتلوا الثوار فاستشهد عندنا عدد كبير جدًا من الشهداء، أنا حابة أذكر بس مثل ما الشهيد حسين زليخة استشهد -الله يرحمه- أيضًا شادي علوش أيضًا عبد العزيز حمدان هؤلاء كلهم بأوقات في جُمَع متفرقة، إلى أن اتت حملة مداهمة بتعتقل فيها الاعتقال الثاني لأخي جهاد هنا يضربونه كثيرًا ويعذبوه أمام أولاده وأمي وأبي، هذا كان شديد الوطأة علينا، ويأخدونه ويبدئون باعتقال أعداد كبيرة في هذا اليوم اعتقلوا أكتر من ألف شخص من بينهم كان في ثلات بنات هنَّ تهاني برهان ونهى برهان ومنى برهان دخلوا على منزلهن هنَّ أخواتها لفدوة برهان ونور برهان فيعثروا عندهن على فلاشات وكاميرا فبيعتقلوهن، هنا جن جنون الناس [هل وصل بكم الأمر إلى] اعتقال بنات من الزبداني؟! نحن منطقة محافظة جدًا يعني كيف تعتقلون بنات؟! فالثوار خاصة ثوار بيت (عائلة) برهان، -الله يرحمه- زاهر برهان ومجموعة لا أتذكر من هم الأشخاص لكنهم كانوا من عائلة برهان في هذا الهجوم مثلما يقال، وقفوا عند بداية حارتنا وكانوا يطلقون النار اتجاه أمن الدولة، ويرسلون أخبار بأنهم يريدون البنات [المعتقلات] عن طريق مثل أبو مطاعة عن طريق شخص من عائلة حج حمود، عن طريق عدد من الأشخاص اللي هن بالدولة لكنهم من أهل الزبداني، [ومطلبهم] البنات وأن لا يعتقلوا البنات، فحدث تبادل لإطلاق النار بين أمن الدولة والثوار، نحن النساء أنا كنت واقفة على شرفة بيت علوان يعني بيت نور وهيدا على الشرفة، وكان هناك نساء في الأسفل، كانت المحلات مغلقة فهن بدأت يطرقون على أغلاق المحلات ليخرجوا صوتًا قويًا جدًا، هذا الشيء كان يعطي حماس أكتر للشباب، نحن كنا نحس أننا نحمِّسم إنه خلص لا تسمحوا بإعتقال النساء لا تسمحوا أبدا بإعتقال النساء، هنا يطلقون النار ويستشهد الشهيد زاهر برهان الذي أسموه "شهيد الشرف" لأنه هو كان عم يدافع عن شرفه لأجل لايعتقل هؤلاء النساء، المهم في نفس اليوم يخرجون البنات ولا يأخذوهن إلى الشام (دمشق) فأنا أعتبر هذا الموقف كان حامي وقوي.
يعني بعد شهرين من اعتقال أخي جهاد بيفرج عنه هو ومحمد برهان الذي عنده ثلاث أولاد واعتقل هو وأخي جهاد يبقون دائمًا سويًا في السجن، كان ( محمد برهان) كل الوقت يتحدث لأخي جهاد أنه عندما يخرج يريد أن يستقبل أولاده وكيف أريد أن أحضنهم، ويعبر عن شوقه لهم، بعد شهرين بيكون عرس ابن خالي الساعة 12:00 ونحن خارجين من العرس وتأتي السيارات، ياتي خبر أنه أفرجوا عن معتقلين، أفرجوا عن جهاد ومحمد طبعًا وكثير من شباب الزبداني، هون اعتقل جهاد لشهرين، فنفرح نحنا جايين من عرس يعني وجهاد ومحمد طلعوا محمد هو جارنا بالحارة ونحن يكون الاحتفال في المكان الذي مات فيه زاهر برهان يعني محل ما كان إطلاق النار فهناك نحتفل ونفرح فيهم ويبدأ الشباب بإشعال الألعاب النارية، فأمن الدولة يقنصه بدؤوا قنص ونحن واقفين جميعنا أنا واقف، يعني أنا أحضن أخي جهاد وأقف بجانبه تمامًا، محمد قادم وأخوه عم يسلم عليه ويحضنه، فتأتي رصاصة في منتصف ظهر محمد برهان ويُقتَل، لا لم أخوه هو الذي يحضنه كان صهره زوج أخته، لكن تمرق الرصاصة بمحمد برهان ويموت، وقبل أن يرى أولاده، هنا الكارثة تكون علينا يعني، شهيد وطالع من السجن يعني ما الذي فعله؟! أنتم أخرجتموه لماذا تقتلونه وتقنصوه! فنحن هنا كان موقف صعب جدًا وقاسي، وجهاد هنا انهار إنه هذا الشاب كان مشتاق لأولاده وكان متمني يطلع ويشوف.. لم يستطع رؤية أولاده على الشرفة لم يلحقوا أن يروه، كانوا قد حققوا مع أخي جهاد وهو بعدين خبرنا أنه قال له المحقق: أنت راح تطلع من السجن تبيع سيارة من سياراتك -جهاد كان عنده سيارتين- وتشكل مجموعة وتحاربنا وبعدما صار هذا الموقف بعد وفاة محمد أو استشهاد محمد برهان، جهاد باع سيارته، طبعًا السيارة الأولى الآن أقص عليك قصتها السيارة الأولى انلقطت معها أعلام (ثورة) وهيك وأطلق عليها النار، والناس الذين كانوا فيها اعتقلوا، الشباب كانوا قد نسوا الأعلام واللافتات داخلها، كانت سيارة حمراء [نوع] سيراتو، أطلقوا عليها النار من أولها لآخرها ويعتقلوا النساء اللاتي استأجرنها -طبعًا هي غلطة يعني أنه هيك- بس السيارة الثانية كانت [نوع] كيا ريو بيضاء باعها جهاد ويقرر خلص تشكيل مجموعة ويدرب شباب ويبدأوا يقاتلون النظام قتال.
هنا كانت صدمة قول لها لأنه نحن كنا عم نقول أننا ضد السلاح وخوض ضد الكذا.. وهنا يكون أيضًا كمال اللبواني خرج حديثًا من السجن جديد فيقول لنا: هذا النظام بيسقط بالمظاهرات (تقصد أنه يفقد السيطرة عى البلد لفترة) ربما شهر شهرين أو ثلاثة لكن ليس أكثر، هذا لايسقط إلا بالسلاح، نحن عندما خرج كمال اللبواني من السجن ذهبنا مجموعة نساء 15 امرأة وسلمنا عليه، كان أنا صوتي مبحوح من الهتاف في المظاهرات، فكان يقول لي: ها رأيتم قد بحت أصواتكم من المظاهرات ولم يسقط، [النظام] لا يسقط بالمظاهرات، هذا يسقط بالسلاح، وأنا أتوقع إنه كان إله يد في تسليح شباب الزبداني، كنا حتى ذلك الوقت لازلنا نخرج مظاهرات ولم نعر كلامه اهتمامًا، يعني وهو هرب إلى الأردن لم يجلس [في البلاد] كسياسي يساعدنا أو يعمل شي للزبداني أو يعمل شي للثورة ووقتها طلع وراح عالأردن فورًا بعدها علمنا انه ذهب إلى "إسرائيل" فنحن أحسسنا بالإحباط والفشل [ونقول في أنفسنا] ما الذي تفعله أنت؟ أنت خرجت من السجن، ونحن قد أملنا بخروج أن تفعل شيئًا، أو ربما تساعدنا بشيء، بس نحن يعنيأنا تخيل كنت أنام..أنا كنت ناشطة أنا طلعت بالمظاهرات ما كان في مصطلح ناشطة في ذاك الوقت بس أنا كنت أخرج بالمظاهرات كانوا يخبروننا أن الأمن في أي لحظة ممكن أن يدخل علينا، فكنت أنام بعبايتي وحجابي وتحت راسي السكينة، -لاسمح الله- إذا أحدهم إجى (داهَم) يعني صاروا يحكوا لنا إنه عم يفوتوا ع النساء وهن لايلبسون، فأنا كنت هذا الموضوع أخاف منه، أنا لم أكن أخاف منه أبدًا لكنني كنت حريصة على أن لا يحصل اختراق (يدخل علي الأمن).
تتوالى أعداد الشهداء بشكل كبير، وبات لدينا الكثير من الزيارات [لعائلات] الشهداء، ونستمر بالخروج في المظاهرات ونكمل كل جمعة ومسمياتها ولافتاتها، خرج في هذه الفترة "تجمع شباب الزبداني" بعدما خرج جهاد من السجن -للمرة الثانية- أنشأنا التجمع من تقريبًا 20 شاب أيضًا الأغلبية من بيت (عائلة) برهان كنا نقوم بفعاليات في المظاهرة عملنا [نشاط] السيف الدمشقي وقمنا [بنشاط] ساعة الصفر هيكل كبير وكنا نخطط لافتات كنت أنا المرأة الوحيدة معهم، كان لم يشكل تجمع ضمة بَعد، طبعًا في البداية كان "تجمع شباب الزبداني".
كان تأتي المداهمات فكنا نخفي القصص (أعلام الثورة واللافتات) ما بعرف والله يعني بصراحة كنا يعني مثلا مثل [هيكل] ساعة الصفرعملناها على شرفة [منزل] أهلي وأخدناها حطيناها بالساحة ولم يرنا أحد، أخذناها بفي الليل يعني السيف الدمشقي كمان نفس الشيء، حتى شجرة الشهداء ونحن كان عندنا شجرة في ساحة الجسر شجرة كبيرة كنا قد وضعنا عليها صور الشهداء، فعندما دخلت الحملة بيشحطوا (يقطرون) الشجرة غلهم لم يكتفي فقط بالاعتقال وقتل المتظاهرين، حتى الشجرة يريدون الاقتصاص منها، شحطوها وأخذوها معهم، فنحن شكلنا شجرة صغيرة وزيناها -هي شجرة حقيقية لكنها يابسة- أحضرناها ووضعناها في منتصف هيدي (البلد) وزيناها ووضعنا لها أغصان ورق صناعي ووضعنا عليها صور الشهداء، [هي من] الشجر بالساحات شجرة كبيرة عالية وهيك عليها إنارة بالأخضر بس عالية حديد هي بتكون، هي مصورة بالصور ممكن أن نعود لها لاحقًا، فقمنا بالكثير من الفعاليات وبتنا نقيم حفلات ثورية، يعني أقمنا أكتر من 4 أو 5 حفلات ثورية بعدة مناطق، بعضها عند بيت أختي وبعضها عند بيت يعني بالحارة كنا لازلنا نحاول أن نقوم بنشاط؛ صحيح نحن نعرف إنه لن يسقط بهذه القصص (النشاطات) لكن كنا لازلنا نحاول لآخر نفس، لاحقًا أصبنا بالإحباط فقد أحسسنا أنفسنا اننا نهتف ونقوم بكل هذا النشاط لكنه لن يسقط إلا بالسلاح، إذا قاتلناه [سيسقط] باتوا الشباب الذيت خرجوا من [سجن] صيدنايا [العسكري] مثل خالد الكويفي مثل آ أبو محمد زيتون (محمد عدنان زيتون- المحرر) هؤلاء أخرجهم النظام في أول الثورة مشان هم.. لا أعلم كيف ترأسوا الثورة في الزبداني وقادوا الثورة في مضايا هذا أبو عبد الرحمن مضايا قاد الثورة في مضايا والاثنان السابقان قادوا الثورة في الزبداني، وسمعت أنه في مناطق ثانية أيضًا نفس هؤلاء الأشخاص الذين خرجوا من صيدنايا؛أيضًا قادوا الثورة، هون كان هناك شيء ملعوب نحن لم نكن نفهمه، هؤلاء الناس كانوا متشددين بالدين نحن كنا نساء ونحنا كنا من الناشطات والمبادرات بالثورة، تخيل أننا لم نستطع ولا لمرة أن نقابلهم لهؤلاء الأشخاص، أو نقول لهم نحن لانريدكم ولا نريد سلاحكم لا نريد طريقتكم بالقتال، يعني تخيل أنه لمن يسمح لنا -طبعًا هم يكرهوننا- اذكر ماتريد لكن لا تذكر أمام أبو عدنان [زبداني] مؤمنة أبو مستو أو "تجمع ضمة" يكرهوننا، لماذا؟! الثورة ليست لكم ولستم أنتم من قام بها، إنتو حملتم السلاح لتقاتلوا فهم لا يسقطون النظام إلا بالقتال إلا بالسلاح، نحنا رفعنا [صوتنا] ضدهم وضد الدولة (نظام الأسد) أننا لانريد السلاح لنبقى في الثورة [السلمية] كنا نعتقد أنه كنا في ذاك الوقت [نأخذ مثال] اليمن وكل شي عم بحدث لهم لكنهم لا ينجروا إلى السلاح، نحن فورًا لا أعلم لماذا ربما لأن دمنا حامي (غضوبين) أو لايوجد عندنا هذا الوعي السياسي لحتى دخلنا في معركة السلاح ودخلت كل الناس في هذا الجو وقالوا لنا لاتذهبوا إلى المظاهرات، يعني في نهاية 2011 تقريبًا أتوقع في الشهر العاشر بدأ الشباب يخرجون ويتصدوا للحملات لم يكونوا يسمحون للحملات بالدخول ويقوصوا على الحملات طبعًا نحن هذه منطقتنا بيوتنا، فيطلقون النار منها على الحملات، هنا يستشهد عندنا شهيدين هيثم الزين ومحمد علي مجد بساحة الجسر عندما كانوا يتصدون للحملات، دائمًا يحاولوا يتصدوا للحملات لا يسمحون لهم بالدخول بدافع من حماية أعراضهم ونسائهم، الجيش يدخل على النساء وهن لسن محتشمات، الحق معهم يجب أن يمنعوهم من الدخول، ومن مات دون عرضه فهو شهيد، فكنا نسميه "شهيد العرض" هذا الشهيد اللي يموت دون عرض أطفاله أو بيته كنا نسميه "شهيد العرض" لايسمح للحملة تدخل.
بعدها ازدادت الأمور في 3 الشهر الأول أتت حملة قوية جدًا على لزبداني وهنا نشاهد السلاح الذي كان قد وصل إلى الزبداني ولا نعلم كيف وصل، ويبدأون يدافعوا أو يردوا الحملة وبالفعل بيقدروا يردوا الحملة، أنا كنت في الزبداني طبعًا نحن جميعنا في الزبداني لم يكن هناك قصف دبابات، لكن هناك حملات تعتقل الشباب وتذهب، تدخل تنتهك العرض وتخرج، في 3 الشهر الأول دخلت حملة قوية وهنا يتصدون لها أهل الزبداني لم يسمحوا لهم بالدخول، وتستمر تقريبًا المعارك حوالي أربعة أيام حتى السابع من الشهر الأول، ويستطيعون صدهم وتبقى الزبداني محررة شهر كامل.
في 13 شباط/ فبراير تدخل حملة قوية من النظام مكونة من 450 دبابة وتدخل على الزبداني هنا كانت الكارثة، طبعًا كان في حواجز للنظام قبل هذه الحملة على التكية وفي شارع بردى وفي منطقة النابوع، وقبل أن تدخل على الزبداني بقليل كان يوجد حواجز لكن هذه الحواجز لم يكن فيها دبابات، الآن بات هنالك دبابات ودخلت 400 ويحدث هناك قصف وتستمر المعارك تقريبًا أسبوع كامل بيستشهد عندنا 19 شهيد وعندنا الكثير من الجرحى، هنا في هذا الوقت يكون هناك مستشفى ميداني، يكون جهاد أخي أنشأ مستشفى ميداني اسمه المريخ، والثاني اسمه القمر وبتصير يجيبوا... طبعًا المريخ كان هناك عندنا من وادي بردى أربع جرحى يموتون بالتدريج لكننا نغير لهم [الضماد] نحاول معهم كانت أحوالهم خطرة كثيرًا، شباط نحنا عندنا برد جدًا وتبدأ الإصابات بالتوافد الناس مقطعة (أشلاء) ماالذي يمكننا فعله؟! كنت أنا مشرفة على شخص هو مؤيد (موالٍ لنظام الأسد) أصيب بقناص ولم يستطيعوا أن يأخذوه أصيب في بطنه فتحوا له بطنه ونظفوه، وأنا كنت أشرف عليه فقط، يعني فكنت أفتح له وريد أشرف على دوائه، كنا شغلتنا بسيطة نحن في الأصل لسنا أطباء، لكن كنا نحاول نأشرف على الجرحى يعني ونصنع لهم الطعام، ونغسل -طبعًا بالماء البارد- نغسل أغطية الأسرَّة.
في هذا الوقت أولادي -أنا عندي أربع أولاد- أخذوهم أهل زوجي على بلودان من الناس نزحت على بلودان لأنه حصل قصف كثير، فاضطرت أن أبقى مع هذا الجريح وأولادي لا يعرفون نحن أين لا أنا ولا أبوهم نستطيع الخروج، لايستطيع أن يخرج، مازن كل هذه الفترة كان في المجلس المحلي ومسؤول عن عدة أمور في المجلس المحلي، ومسؤول عن الإغاثة وهو أول شي حصلت انتخابات وانتخبوه ليكون رئيس المجلس المحلي، بعدها هو نهض من على الكرسي -ربما جلس لدقيقتين- نهض وقال: تفضل أبو مأمون الدرساني وجلس مكانه أبو مأمون الدرساني وهو لم يقبل [أن يكون رئيس المجلس].
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/10/05
الموضوع الرئیس
المواجهات مع قوات النظامالتعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدكود الشهادة
SMI/OH/205-03/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
10/ 2011 - 3/ 2012
updatedAt
2024/04/14
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-مدينة الزبدانيشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
سجن صيدنايا العسكري
المجلس المحلي لمدينة الزبداني
تجمع ضمة النسائي