الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

امتداد رقعة التظاهر ودور الأطباء في التعامل مع الجرحى

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:26:03:13

ما الحل يا شباب؟ يجب أن نذهب للتشييع، ومن غير المعقول ألا نذهب، من هنا مستحيل، هل تعرفون الطرق الثانية؟ أنا قلت لأخي الدكتور ياسين قلت له: يا أخي هناك طريق كنا نذهب منه، كنت اشتريت سيارة جديدة والسيارة جديدة يضعون لها لوحة مرور لمدة شهر، فوقتها المدة زادت عن الشهر، فصارت السيارة مخالفة، وكنت حين أذهب إلى المستشفى صباحًا أذهب بطريق فرعي كيلا أصطدم مع أي دورية، فقلت له: لنذهب من ذلك الشارع، قال لي: من أين؟ قلت له: من عند مشفى الشفاء (مشفى الشرق - الشاهد) ونظل نسير ونتجاوز الصناعية، وأشرح له، فقال لي: يا أخي نفس الشيء، هذا الشارع لو ذهبت منه سيوصلك لعند الأمن، ولن تتجاوزه، تجادلنا قليلًا، ثم سألنا الشباب: يا شباب هل يوجد طريق ثاني، وقالوا: حتى لو هناك طريق ثاني وشرح لنا شخص عن طريق ثاني سندور دورة كبيرة سيحتاج لسيارات، ولا يمكن مشيًا، وقال: أخي مثلما أغلقوه هنا أكيد أغلقوه هناك، والحل؟

 لم نستطع أن نُشارك بالتشيع، لكن الشباب الذين سبقونا صباحًا راحوا ويمكن لم يكن هذا الحاجز موجود استطاعوا أن يُشيعوا، وبدأنا مراقبة ما يجري في التشييع، طبعًا رجعنا للشباب على العيادة وأتذكر رجعنا مكسوري الخاطر لأننا لم نستطع أن ُنشارك بالتشييع وصرنا نُتابع مع الشباب ما حدث عندهم بالبلد وجدنا تقريبًا نفس الشيء.

 الحمد لله رب العالمين التشييع كان تشييعًا كبيرًا والعدد المقدر تقريبًا 10000-8000 شخصًا الذين شاركوا في المظاهرة من عند الجامع العمري للمقبرة أو ما قبل مقبرة الشهداء، وسُميت مقبرة الشهداء، كان هذا الشارع مليئًا، وهذا يعني أن انطباعنا في اليوم الأول أن حاجز الخوف انكسر انكسر.

 والشعارات تكلمنا عنها تنوعت ما بين طلب الفزعة والنجدة، وأن تثور حوران كلها مع ثورة درعا المدينة وتمجيد الشهيد وروح الشهيد وعطاء الشهيد وطلب المحاسبة من المجرمين الذين قتلوا الشهداء والتركيز على المطالب: الحرية والسلمية، وخرجت هتافات استمرت لمدة قصيرة ليست طويلة "الشعب يريد إسقاط النظام" تحولت سريعًا بطلب أتوقع الكثير من المتظاهرين باتجاه أن "الشعب يريد إسقاط المحافظ" ونفس ما جرى بالمحطة تقريبًا صار في درعا البلد لكن بشكل أشد، صار إطلاق نار زخ من الرصاص و إطلاق كثير للغازات المسيلة للدموع وضرب لبعض المتظاهرين.

 نحن وقتها طلعت من العيادة باتجاه المستشفى لأنني توقعت أكيد مع إطلاق النار الكثيف سيكون هناك شهداء وجرحى، ذهبنا على المستشفى، وبطبيعة الحال المستشفى حتى هذه اللحظة في اليوم الثاني 19آذار/ مارس، كان الجرحى يصلون على المستشفى إذا هناك جرحى يصلون، لكن بدأ الحديث ينتشر بيننا: يا جماعة إسعاف الجرحى إلى المستشفى خطيرة، خطيرة لأنه إذا لم يُعتقل يُهان ويُضرب، وقسم كبير منهم كان يُعتقل فورًا فروع الأمن جاهزة موجودة في المستشفى دائمًا، على فكرة على طول فروع الأمن وكلهم باللباس المدني، ونحن الأطباء نعرف من دوامنا في المستشفى نعرف الممرض والطبيب والإداري، وكل شخص غير هؤلاء كان هو من الأمن حتى يثبت العكس.

  يا شباب إذا كان في مجال الجرحى لا يأتون للمستشفى أفضل، وإذا كان بالإمكان المعالجة في البيت ممكن نُعالج في البيوت، وإذا كانت الإصابة أكبر من المعالجة في البيت ممكن على بعض المشافي الخاصة، وبدأ الناس يُخففون من إسعاف الجرحى على المستشفى، ولكن عمومًا كان يأتي جرحى.

 في المستشفى صار هناك وسط جديد يختلف عن 17 آذار/ مارس عن قبل الثورة بيوم كمحيط طبي، أولًا كثرة الاتصالات،  مديرية الصحة كل نصف ساعة كل ربع ساعة اتصال من جاءكم؟ وفلان جاءكم وفلان، ومن هذا الكلام، وكم شخص من الأمن؟ ولا يوجد  أمن كله كذب بكذب، ما كان يأتي أمن، هذه قضية، أما القضية الثانية لم يقتصر الموضوع على المناوبين، فتجد المشفى مليء بأطباء وموظفين وإداريين، أناس تذهب وأناس تأتي وطبعًا ليس كل الناس هناك ناس تأتي لكن الكثير لم يأتي، والنقطة الثالثة أيضًا في المستشفى انكسر حاجز الخوف كنا نسمع كلام أنه: يا أخي والله لا يجوز، يا جماعة معقول الأمن على المتظاهرين، ولماذا هذا التعامل وبهذه الطريقة، وحرام الناس تقول: اتركوا أولادنا، وهل في الأصل يجوز أن يعتقلوا الأطفال، يا أخي والله هذا الوضع لا يُحتمل، فالناس فقدت أعصابها خاصة أن أكثر الموجودين في المستشفى لهم علاقة بما حصل، فأكيد أكيد هذا الشهيد أو هذا الجريح يعني لهذا الشخص بشكل من الأشكال، ناهيك عن أن الناس تعاطفت بشكل عام، لأن الشهداء ما سقطوا لمطالبهم الشخصية هم سقطوا من أجل أولادي ومن أجل أولاد الجيران وأولاد الناس كلها، فالكل شعر بنفسه أنه معني، وعن طبقة الأطباء حصرًا حصل فيها انقسام واضح فصار انقسام إيجابي تجاه الأطباء المتعاطفين مع الثورة والذين يرون أن المتظاهرين هم محقين 100% وأن طلعتهم ليس فيها شي حرام أو غلط، وأن الشعارات التي طلعوا فيها شعارات سلمية وجيدة ليس فيها شيء وحقنا مثل كل الناس إذا الدولة لم تسمع مطالبنا سنُعلي صوتنا، ونحن قلنا مطالبنا مرارًا وتكرارًا والدولة كانت تُقابلنا بالعكس لحتى اعتقلوا الأطفال وعذبوهم واقتلعوا أظافرهم، ولنفترض فرضًا إذا غلط إذا غلط أنت تُواجهها فورًا بالنار، و واضح أن الدولة مستعدة ومن أول 5 دقائق أحضرت بكل ما لديها من قطعان أمن وهيلوكوبترات، هذا يعني مستعدين لهذا الإجراء هذا قسم، والقسم الثاني البلد والأمن والأمان وهؤلاء الذين خرجوا، وبدأ أحد يحكي أن هؤلاء ولدنة يا أخي هناك زعرنة بالموضوع يا أخي يضربون على سيارات الدفاع المدني، وليس من المعقول هذا يا شباب يجب أن نُهدي، وإذا استمرينا بهذا الطريق ليس جيدًا، طبعًا هناك قسم منهم غير مستغرب عنه سلوكه قبل الثورة معروف، سلوك يميل إلى المسؤولين وهدايا متبادلة بينهم وسهرات مشتركة، وهذا من جماعة النظام، وقسم منهم أصلًا ما كان لهم مكانة كبيرة في السلك الطبي لكن بسبب دعم النظام جاؤوا على مواقع مهمة، فلما صارت الثورة وصار هذا الإنقسام القسم الأكبر منهم ما استغربنا أن يسلك هذا السلوك، ثم اتضح أن قسمًا منهم كان مخبرًا، وليس ينصحك أو يتكلم في الاتجاه السلبي ولو قليلا لا صار مخبرًا.

 صارت معي حادثة شخصية نتكلم عنها لاحقًا بموضوع الاعتقال، أشاروا لي أن هذا الطبيب الذي كتب، وطبعًا ما استغربنا لأننا نعرف أن هذا الطبيب يكتب التقارير.

  الأطباء أو السلك الطبي بشكل أوسع الذي ليس له بالاتجاه السلبي من البداية هم الأقلية - الحمد لله - والأكثرية كانوا إما مع الثورة تمامًا مُجاهرين بذلك أو سكوت إيجابي يسكت ولكن نعرف من حديثنا الثنائي مثلًا أو أحيانًا تخرج منه زلة ويتضح ميله باتجاه الثورة، وهم قلائل، ومن هم الذين وقفوا مع النظام؟ ومعروف من الأساس أنه تربطه مصلحة مع النظام، فمثلًا استهجنا أن النظام يُعين مديرًا للصحة دكتور منن ازرع اسمه الدكتور حسين الزعبي وهو طبيب عام ليس له أي مكانة مهمة بالوسط الطبي،  وأنا آسف أن أتكلم بهذه الطريقة كان معروف أنه متشيع، ومدير الصحة يُشرف على المشافي والاختصاصات والمشافي الفرعية، وأقل ما يُقال يجب أن يكون الطبيب له مكانة بين الأطباء ولديه شهادات عليا ويتعامل مع هذا الملف الحساس، هذا كان بدولتنا غائبًا الرجل المناسب في المكان المناسب هذا غير صحيح أبدًا، فمثلا هؤلاء الموالون للنظام ومن يدور في فلكهم الذي يدور في فلكهم من خلال مصالح متبادلة أو مشتركة سابقًا أو منافع مع المسؤولين، وقسم منهم كان دائمًا أول تعيين المحافظ يتعرفون عليه وإغراقه بالهدايا أو رؤساء الفروع الأمنية، وقسم منهم يعتد بشخصيته المقربة من الأجهزة الأمنية، وقسم منهم وصل إلى الموقع الموجود فيه بدعم من الأجهزة الأمنية.

 هؤلاء كانوا سلفًا مع الأجهزة الأمنية و لا يصح أبدًا إذا قامت الثورة أن يتخذ موقفًا مقربًا من الثورة، والبعض القليل منهم كان يعمل مع الفروع الأمنية لكن فيه بقية من ضمير، فهذا على الأقل سكت على الأقل تجنب الطرفين لم يُدافع عن النظام ولم يُدافع عن الثورة لأنه يُعتبر من الطرف المقرب للنظام، لكن بنفس الوقت ضميره أنبه على شباب تُقتل فقط لأنها طالبت بأن يتم إطلاق سراح المعتقلين أو إزالة قانون الطوارئ، فهذا التوازن مع مرور الوقت يومًا بعد يوم يصير معسكر الثورة أكبر بكثير من معسكر هؤلاء المنافقين و الذين مع النظام.

 فيما يتعلق بالسلوك الطبي داخل المستشفى، السلوك الطبي داخل المستشفى برزت فيه بعض الظواهر أولًا: قسم من الأطباء صار يُخيم في المستشفى سواءً هو مناوب أو غير مناوب، ونحن قبل الثورة الأطباء الاختصاصيون لهم مناوبات بمعنى إذا مريض في المستشفى مثلا تعب ممكن الطبيب المقيم للاختصاص يتصل بك ويقول لك: دكتور لدينا مرض تعبان وإذا صار لك وقت وأنت خارج من العيادة تمر لتعاينه فهو مناوب، وهذه المناوبات كان الطبيب يقوم بالحد اللازم أنا عندي ست مناوبات ست مناوبات وأكثر من ذلك لا،  بالعكس إذا كانت خمسة أحسن وإذا للأربعة أحسن كي أتفرغ لعملي، لكن هذه مناوباتي، وكان لما أحد الأطباء مثلًا لديه ظرف خاص سيسافر على الشام أو لديه ظرف عائلي يطلب من أحد زملائه الأطباء: أنا اليوم مناوب ولدي مشوار وسأضع اسمك في المستشفى إذا تعب أحد المرضى سيتصلون بك، تكرم لا توجد مشكلة، هذا ظرف العمل العادي، فبالثورة صار مناوب أو غير مناوب موجود، وموجود من 24 ساعة 10 ساعات 12 ساعة 18 ساعة صرنا معسكرين في المستشفى هذا أولًا، وثانيًا: قسم من الأطباء وخاصة الذين يميلون باتجاه النظام على مناوبته يمكن لا يحضر كيلا يضع نفسه أمام مساءلة، لأنك إذا جئت على المناوبة حتمًا سترى جرحى والجرحى 99.99 منهم محسوب على الثورة، فأنت مطلوب منك أن تعالجه ومطلوب منك..- والمتابعة الأمنية وسنتكلم عن رجال الأمن كيف يتصرفون في المستشفى - فقسم منهم كان يتجنب المجيء على المستشفى ويقول: الدكتور فلان والدكتور فلان والدكتور فلان موجودين هم يقومون بالعمل، قسم منهم هكذا، وقسم اهتم بالأمن والموضوع الأمني أكثر حتى بعد فترة اكتُشف ممرض اسمه فاء عين آ أعتقد كُشف وصار معروفًا اكتشفنا أنه أحد الأطراف المخبرة لفروع الأمن على كل شيء، يُخبرهم عدد الجرحى و الشهداء وأين تم وضعهم بالضبط؟ ومن عالجهم؟ وبماذا تكلم وهو يُعالجهم؟ ومن هم؟ كان الأمن أحيانًا يأتون ويسألونا: هل جاء جرحى؟ نقول لهم: لا، فيفتحون الدفاتر ولا يجدون شيء، ويكون أتانا جرحى ونحن عالجناهم سريعًا ولم نُسجلهم بدفتر القبول، فيأتي الأمن يقول: لا جاءكم فلان الفلاني وفلان، كنا نُدهش كيف يحصلون على هذه الأسماء، فعرفنا أن جزء من الكوادر في المستشفى مرتبطين أمنيًا وعمليًا كل تصرفاتنا مفضوحة أمام الأمن.

 كان الأمن من يوم 18 آذار/ مارس مساءً أنا مثلًا على الأقل مشاهدتي أول مرة ذهبت حين طلبوا منا معالجة الأمن والأمن ليس فيه شيء غبار على رؤوسهم صاروا معسكرين في المستشفى، والعسكرة غالبًا قريبة من الأقسام الإدارية، فمن باب الإدارة في الكريدورات (الممرات) ممتدين كلما ابتعدنا عن الإدارة يقل العدد، ولكن موجودين حول الإسعاف وفي الساحة يُدخنون، مستنفرين ويتكلمون على القبضات يتحركون ليعرفوا كل شارد وواردة تحصل في المستشفى، ويا ويله الجريح الذي يأتي على الأقل على الأقل إذا لم يُعتقل، وأنا أُأكد أن قسمًا كبيرًا منهم اعتُقل على الأقل سيُضرب ويُهان يا أخو الكذا يا ابن الكذا يضربونه بأخمص البندقية أو بيده، وعندما يرون الأطباء نوعًا ما في البداية يتحرجون، يعني ما كانت الفظاظة العلنية أما حين تُدير ظهرك لتذهب وتعاين مريضًا ثانيًا أو تُحضر شيئًا أو لتقضي حاجة نرجع نجد المريض يأن ويشكي بأن الأمن ضربونا، واكتشفنا أن شبكة أمنية غير فروع الأمن استنفر الجهاز الأمني كله بما فيه العملاء فحتى العملاء صاروا من الأمن، وصاروا يُمارسون الممارسات الأمنية.

  ذهبنا على المستشفى نُتابع الجرحى والمرضى أو الشهداء، وقتها في تشييع الشهيدين في درعا البلد صار إطلاق رصاص حي بالهواء وصار إطلاق لقنابل مسيلة للدموع، ولكن لم هناك جرحى أو شهداء في هذه الحادثة.

 وبعد أن انتهينا أنا أذكر ذهبنا على العيادة تغدينا وشبابنا الذين كانوا جاؤوا من البلد كانوا خمسة أو ستة أشخاص، قالوا: ماذا سيحدث الآن؟ معقول تتوقف الأمور، منعونا أن ندخل على البلد، والبلد شيعوا الشهداء، فقالوا: سنذهب، أنا طبيعي من سكان درعا المدينة فهم سيذهبون، قلت لهم: يسر الله لكم، وأنا أي شيء يحدث أُخبركم وأنتم نفس الشيء، قالوا لي: أي شيء يحدث أخبرنا، وغادروا أنا أذكر بعد ذلك اتصلت بهم لأنني نزلت باتجاه ساحة السرايا وجدت بعض فلول المظاهرات ناس ينوون التظاهر، فاتصلت بهم وطلبت منهم الرجوع لأنه ستكون مظاهرة، رجعنا لعند ساحة السرايا أو ساحة الكرامة سُميت ساحة الكرامة التي عند السرايا أعتقد وساحة الحرية التي عند الجامع العمري وساحة التحرير التي عند صنم بشار الأسد الذي تم هدمه في  25 آذار/ مارس، فرجعوا وأيضًا مع الشباب ناس حاولوا النزول على الساحة، أما الأمن أكثر منا بكثير، وخلال نصف ساعة أو ساعة تقريبًا ما صار شيء ما صارت مظاهرة إنما النواة موجودة ومتأهبة، طبعًا انصرف الشباب وأنا صار وقت عيادتي المسائية، فتقريبًا ساعتين ثلاثة لحقتهم على البلد عندي عيادة بالحراك كنت أُداوم فيها في الحراك، وكانت هذه فرصة لي لأذهب على المجموعات التي هناك أُخبرهم بما حصل معنا ونُحاول أن نُرتب خطوات للمستقبل.

 وفي طريق ذهابي إلى الحراك كان لدي خيارين الطريق الأول أن أدخل في مدينة خربة غزالة أو بلدة خربة غزالة بالعمق، والخيار الثاني يعرفه أهل درعا الذي هو على الاسترداد وتمر على طرف خربة غزالة، فأنا قلت: سأدخل على الخربة ربما أجد أحدًا أقول له عن درعا والمظاهرات، وأنا أسير وجدت عمال مشاريع من الذين يعملون في البندورة والخيار وإلى آخره، فوقفت وسألتهم عن سعر  بوكسة (صندوق) البندورة ، فقال لي.. لم أعد أذكر بكم قال ثمنها، قلت له: أعطني اثنتين، هل عرفتم ما حصل في درعا؟ قالوا: ماذا حصل؟ قلت له: قامت القيامة مظاهرة والأمن يقتل الناس وهذا الأمر لا يجوز السكوت عنه والله على الظالم - أنا أقول - الناس سكتت لكن واضح من الذين يسمعوني أنه استقبال إيجابي، أنت تقرئين الوجوه لا تحتاج شطارة أو عبقرية الذي هو راضي مبين، فواضح أن الناس استقبلت الخبر بمعنويات إيجابية للثورة، لكن لم يتكلموا وعلى الأقل أوصلت الرسالة: يا شباب ترى الأمور في درعا متوترة وطلعت مظاهرات والمظاهرات الأمن أطلق عليها وإلى آخره.

 أكملت لخربة غزالة، و في خربة غزالة هناك سوبر ماركت مشهور جدًا اسمه سوبر ماركت الخطيب يكاد يكون أشهر سوبر ماركت في المنطقة ويأتيه القاصي والداني ليشتري من عنده، لأنه صاحبه يبيع جملة ويبيع بأسعار...وصاحبه من بيت الخطيب طبيب أسنان لا يعمل بالطب ويعمل بالتجارة، يقولون أنه درس طب أسنان و لا أعرف بأي دولة ولم يحصل على شهادة، و الرجل أصبح يعمل في التجارة، فدخلت لعنه وكان يُحاسب شخصًا اسمه فراس الخطيب وكان يُدخن، فبقول له: يا أخي إذا سمحت أطفئ السيجارة حتى تطلع دخن على كيفك، فقلت له: يا زلمة والله الشغلة صار بدها حشيش وليس دخان، قال لي: وحد الله دكتور، هو يعرفني، وحد الله أنت طبيب قلبية، قلت له: يا زلمة والله الذي حصل في درعا يُجنن، هل يُعقل بهذه الصورة، طبعًا دكان الخطيب مليء بالناس لأنه دائمًا عنده حركة، الناس تطلع عدم المؤاخذة تُريد أولادها ويصير الأمن يقتل بهذه الطريقة، البارحة استشهدوا أربعة - كانت الرواية لتلك اللحظة أربعة الذين استُشهدوا، طبعًا هم استشهدوا- هل يُعقل؟ هو مباشرة، يا دكتور: الله يهدي الحال والله يحفظ البلد والله يكفينا شر اللائذات إن شاء الله لا تصير أي مشكلة، قلت له: أي مشكلة يا رجل؟ لقد حدثت في درعا، أنا كنت هناك التشييع صار فيه,10000 شخص وإطلاق نار كثيف، وأنا لا أعرف إلى الآن هل استشهد أحد أم لا، واضح أنا كنت أُثير الموضوع لأُسمع الناس، وهو كان يُلملم الموضوع لا يريد أن يُسجل على نفسه أن بهذا السوبر ماركت أحد حشد للثورة أو عمل مع الثورة. أخذت من عنده بعض الأغراض وأكملت باتجاه البلد، جلست مع الشباب وتحدثنا بالتفاصيل مجددًا عما حصل اليوم والبارحة، وأين تسير الأمور؟ وما هي الاحتمالات التي ممكن تُواجهنا؟ وماذا يجب أن نفعل؟

  تقريبًا صار واضحًا ما يجب أن نفعله، يا شباب نحن المركز بالنسبة لنا أصبح درعا، اليوم الشام لا نُفكر فيها حاليًا لأن الجرح ملتهب الآن في درعا، نحن الآن نُركز جهدنا في درعا، المظاهرات انطلقت والأمن كيف يتعامل مع المظاهرات صار واضحًا، فنحن سنحشد كل جهودنا بأن هذه المظاهرات تستمر ويكون لنا فيها مشاركة، هنا جاء أحدهم - انظري للشائعات كيف سبحان الله أحيانًا وليس أحيانًا خاصة الآن مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وفوائدها الكبيرة جدًا التي لا تُحصى ربما في كل قطاعات الحياة ولكن لها أيضًا مظاهر سلبية، ويجب أن نكون حذرين منها جدًا جدًا التي هي الأكاذيب والشائعات - فقام أحدهم وهو ممرض يعمل في مستوصف بأحد القرى المجاورة، قال لي: دكتور صحيح يقولون أن المشكلة بين مهربين والنظام، طبعًا درعا منطقة حدودية والمنطقة الحدودية طبيعي أن يصير فيها تهريب هذه معروفة وبكل دول العالم إذا ذهبنا على القصير في حمص أو درعا في الجنوب أو اعزاز في الشمال أو دير الزور والرقة والحسكة شرقًا هذه مناطق حدودية فيها تهريب، فقال: يا أخي يقولون أن المشكلة ليست حرية أو كرامة ولا بطيخ مبسمر، الموضوع هناك بعض المهربين لا يُعجبهم النظام على الحدود ومسكر وو...، وحد الله يا رجل هذا كلام فارغ لا تردوا عليه، قال: لا والله أنا لا أُصدقه لكن أسألك ليطمئن قلبي قلت له: أبدًا هذا كلام ليس له أساس من الصحة، الله وكيلك نحن أتينا الآن بمظاهرة فيها فلان وفلان وهل هؤلاء مهربين نحن مهربين؟ ليس صحيح هذه دعايات يشيعونها جماعة النظام ليُقزموا الحراك ويحصروه بشلة فساد وبرافو عليها الدولة أنها تقمع هؤلاء الناس، هذا الكلام أخي غير صحيح وأرجوكم من الآن فصاعدًا الذي عنده أمر في درعا في المدينة آخر الشهر ليذهب يعملها غدًا، وكونوا دائمًا جاهزين وأي شخص فاضي يطلع على درعا، قال لي: يعني هناك شيء، قلت: لا أعلم، لكن نحن بأي لحظة هذه المظاهرة صارت فجأة فدائمًا نكون مستعدين، نفس الشيء انتهينا وذهبت على العيادة، وجدت اثنين ينتظروني أمام العيادة، ينتظرون لأن موعد عيادتي ثابت.

  موضوع التواصل التي عملها مع النظام تُقسم إلى قسمين محلي ومركزي، والمحلي كان يقوم فيه المحافظ ورؤساء فروع الأمن مع أهالي المحافظة من أجل التشييع بالذات، ولدينا اتصالات مركزية مثَلها بشكل أساسي رستم غزالي، ثم جاءت لجنة جاء وفد من دمشق هذا أيضًا له خصوصية أخرى سنتكلم عنها، لأن اللجنة الأساسية التي جاءت في العشرين من الشهر، فأنا أُحب أن أفصل أحداث 19 عن أحداث 20 كيلا يختلط الحابل بالنابل، أنا كنت أعتقد أول شيء أن الاجتماع الأول يوم السبت كان فيه رستم غزالي، لا، رستم غزالة جاء للعزاء ثم جاء مع الوفد الذي جاء فيه هشام اختيار والعميد عبدالله الحريري كواحد من أبناء المحافظة وجاء عضو قيادة قطرية ووزير إدارة، فكان نفس الشيء، يا شباب هذا ما حصل، والمتظاهرين عازمين والاعداد كبيرة وأول يوم طلعوا 500-400 صحيح لكن في اليوم الثاني  يوم التشييع طلع 10000 ولو سمحوا لأهل المحطة أن يصلوا يمكن صاروا 20000, فما سمحوا لهم، الشباب عازمة وماشية طبعًا هذا من عندي أنا لا أعرف الشباب عازمة، لكن المظاهر هكذا تقول لأننا لم نمسك بخيط تنظيمي، أنا أبحث يا جماعة: من يُنظم؟  ما في حدا مركزي يبدو كل جماعة لوحدها، وهذا الذي أعطى الثورة فعلًا سمة العفوية والعمومية، يا شباب النظام فعل كذا وكذا، ونحن اليوم هذا الحاجز التابع الأمن لو ظلينا باتجاهه أكيد راح منا شهداء  1000000% فنفس الشيء لنكون جاهزين، مشيت عيادتي سريعًا ورجعت مريت على البلد، قال لي الشباب: ابقَ قلت لهم: لا أعوذ بالله أنا من الآن فصاعدًا لن أظل هنا، لأنني كنت أحيانًا إذا تأخرت في العيادة أنام في البلد عادي اليوم هنا يوم هنا ما في مشكلة، لكن الآن صار عملنا كله في درعا المدينة أُغلق 19 آذار/ مارس على هذا الوضع ونمنا نحلم فياليوم الجديد وما الذي سيجري في اليوم الجديد 20 آذار/ مارس.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/01/03

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في درعا

كود الشهادة

SMI/OH/130-20/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار /2011

updatedAt

2024/07/11

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-خربة غزالةمحافظة درعا-الحراكمحافظة درعا-محافظة درعامحافظة درعا-مدينة درعا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة