الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

قمع قوات الأسد لاحتجاجات تل أبيض وتنظيم النشاط الإعلامي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:20:08:16

 تشييع البابنسي كان نقطة تحول بمسيرة الحراك وبالرقة بشكل عام، لماذا؟ لأن البابنسي كان أول شهيد بالرقة، وتقريبًا في تشييعه خرج كل الناس الذين كانوا موجودين بالرقة من نازحين من مؤيدين ومعارضين، هو شاب صغير وقُتل برصاص الأمن فكان التجمهر أمام البيت، بقينا موجودين أمام بيته كل الليل تقريبًا والشباب هتافاتهم مستمرة والأمن يطوق المكان لكن لم يتعرض للمشيعين ولا للناس، من وجهة نظري ربما كي يدع الناس تأخذ حريتها أو من أجل ألا يتفاقم الأمر، حتى اليوم الثاني صلوا عليه صلاة الجنازة  بجامع الفواز، وبعده صلاة الظهر ثم خرجت الجنازة، خرجت مسيرًا ومشيًا من شارع الأبيض من أمام جامع الفواز وبيت أهله لأنه قريب من جامع الفواز باتجاه المقبرة، باتجاه المقبرة يعني مررنا- تقدر أن تقول- بشارع تل الأبيض كله وشارع 23 شباط وصولًا للمشلب، في المشلب لم يتعرض أحد لنا في الذهاب لكن في الإياب صار التعرض أثناء الهتافات للشهيد وللحرية وهتافات الثورة، تم التعرض للناس من قبل بعض الأهالي من الحارات التي هي موجودة بالمشلب، وهي حارة الحليسات أذكرها تمامًا لأنني أنا كنت إحدى الموجودات ومن المتظاهرات وتم التعرض لنا بالحجارة والضرب من الأهالي، وصرنا نهرب من الضرب خفنا من أن نتأذى أكثر من الضرب، وخفنا أيضًا من أن يتم اعتقالنا لأن الناس بدؤوا يتفرقون وصاروا مجموعات مجموعات، فخفنا أن يصير استهدافنا فبدأنا نركض إلى حيث يكون تجمع كبير فننخرط معه.

 ونحن راجعون على الهواتف صاروا يخبروننا أن الفرقة 17 نزلت على البلد؛ لأن الشباب كانوا يقولون أثناء التشييع في الرجوع سننزل على الدوار الرئيس كي نُنزل الصنم (تمثال). فالأمن بدأ يخاف من إسقاط الصنم، وأنزل الفرقة 17، فعلًا عند الساعة (عند دوار الساعة) بدأ الناس يضربون على الصنم وباتجاه الصنم، وبدأ إطلاق النار من جديد على المتظاهرين، وأُسقط أكثر من شهيد في هذه ال... وأول شهيد كان هو محمد رحمه الله، هو شاب وحيد لأهله، وتوفى برصاص الأمن بشارع تل أبيض.

 في اليوم الثاني بالتشييع لما سقط محمد ولما استشهد محمد الله يرحمه الناس بدؤوا لأنه لم يعد هناك رجوع، فقرروا أن يظلوا يخرجون مظاهرات حتى يستمر الحراك، فعلًا بنفس اليوم ظلت مستمرة المظاهرات تقريبًا للساعة 12 والأمن كان موجودًا عند دوار تل أبيض وعند دوار الدلة يسمونه دوار الأبيض، وعند دوار الساعة وتواجد بكل الأماكن الممكنة، لكن كان هناك تجمهر ووجود وأكثره عند دوار تل أبيض، وحتى إنه في يومها واحدة من السيدات كي أتذكرها كانت كنيتها الحماد، هي من سكان الرقة القدماء، لكن هي في الأصل من ريف حلب، لكن هم من سكان... أنت تعرف الرقة فيها خليط كبير من التوادفة من السفارنة الذين صاروا سكانًا أصليين يعتبرون لسنوات طويلة يعيشون في الرقة، فهي كانت من التوادفة هذه المرأة وتم اعتقالها في اليوم الثاني للتشييع بتشييع البابنسي؛ لأنها كانت تهتف عند دوار الدلة، فيما بعد لما توفى محمد الله يرحمه بدأ الناس يحتقنون من جديد ويزيد الغضب؛ لأنه كان شابًا، طبعًا كنا نحزن على أي أحد يموت برصاص ال... أو يُقتل، لكن لما يكون شابًا وصغيرًا ووحيدًا لأهله فتحس أنه بشكل لا إرادي حتى لو كنت لا تعرف هذا الشخص بأنك تتأثر وتتعاطف مع أهله، فأنا كنت موجودة لما أطلقوا من النار عليه، وبدأنا نرجع لأن إطلاق النار صار غير طبيعي.

 في اليوم الذي بعده تم تشييع محمد رحمه الله، ففي تشييع محمد ونحن خارجون إلى المقبرة أيضًا بشارع تل بشارة الأبيض؛ لأن دفنه كان بمقبرة تل البيعة مثل علي البابنسي، حيث كان بمقبرة حطين التي هي بجانب مدرسة حطين بعد السور، فبينما نحن خارجون من شارع الأبيض أيضًا الأمن بدأ يأتي على المظاهرات، وبدأ يفرق الناس، وبدأ إطلاق النار، فنحن بدأنا نخرج بحارات وشوارع فرعية، مثلًا: أنا وبعض الأشخاص خرجنا من شارع الوادي من نقطة هي مفرق من شارع تل أبيض لشارع الوادي، وخرجنا من شارع الوادي أيضًا بدخلة (حارة صغيرة) لنذهب إلى المقبرة بعيدًا عن الأمن لكن مع ذلك كنا نخاف أن...، أتذكر ونحن خارجون صار إطلاق نار واستشهد أيضًا شخص أثناء التشييع ونُقل بما يسمونها "تريزينا" فهذه أتذكرها لأنه كانت بمفرق الوادي  وكان مصطفى رحمه الله (مصطفى الهنداوي). عندها الناس صاروا يخافون على أولادهم وصاروا يخافون لأن الأمن بدأ إطلاق رصاص حي على المتظاهرين، والشباب هم الذين يذهبون؛ لأنه صار الشباب أكثر جرأة وأحدهم مندفع وجريء فبدؤوا ينزلون ويخلعون قمصانهم ويقفون أمام.. أن الأمر عادي لتعلموا أن الموت أهون من قلة الكرامة هذه ورصاصكم لن يخيفنا، فعلًا كانت هناك مظاهر والفيديوهات موجودة أعتقد للمتظاهرين الذين كانوا في شارع 23 شباط وشارع الوادي وشارع تل أبيض حيث يقفون وصدورهم عارية ويكشفون صدورهم لرصاص الأمن بأننا لسنا خائفين من رصاصكم.

 النساء بدأن أيضًا يشجعن المتظاهرين بالزغاريد ونثر الرز وبالكلمات التي هي تحفيزية وتعطي قوة للشباب مثل: "الموت ولا المذلة" فكانت النساء كثيرًا يرددن هذه العبارات، أذكر واحدة من النساء وخفنا عليها لم أعد أذكر اسمها لكن لها فيديو على "اليوتيوب" أعتقد أنه موجود بشارع تل أبيض، هي تخرج وتبهدل (توبخ) الأمن قائلة: أنتم أجبن من أن تقفوا بوجه هذه المظاهرات وهؤلاء الشباب وتصيح عليهم بكلمات كثيرة، فنسحبها نحن كي لا تتعرض لإطلاق النار؛ لأنه الأمن والرصاص لا يميز رجلًا عن امرأة ليست عنده جندرة ولا عنده تمييز إيجابي يعني، فهنا كان يطلق بشكل عام، بدأ... شيء تحس أنه لم يعد يكترث طالما أنه أدخلهم بهذا النفق الطويل فلم يعد هناك رجوع، هو طريق واحد من غير رجعة.

في 2012 بعد ذلك هؤلاء الشهداء بنفس يوم البابنسي السوق ظل مغلقًا ولليوم الثاني ظل مغلقًا لم يفتح أحد لأنك لا تقدر أن تفتح محلك فتخاف من رصاصة تخاف من.. دعنا نقول إذا كان صاحب المحل جبانًا فيخاف أن يأتي أحد إليه إلى المحل، وإذا كان مع الثورة فيريد أن يشارك ويكون مشاركًا ففي كلا الحالتين هم يغلقون فما من أحد فتح المحلات أبدًا، لم تفتح المحلات في هذه، ذكرني بإضراب الكرامة الذي أغلق السوق فيه أيضًا، ولكن في إضراب الكرامة الأمن كسر أقفال المحلات وفتحها غصبًا عن الناس فأجبروا الناس، لكن الأمن هنا لم يتدخل لم يفتح محلات ولا كسر أقفالًا لأن الشارع كله كان محتقنًا فلا يريد أن يدخل بصدامات غير  أن التظاهر...

 بقي يومين السوق مغلقًا، لكن عاد واستأنف من جديد، المظاهرات رجعت قليلة ورجعت بمناطق معينة، مثلًا: نتفق على نقاط مختلفة ونخرج في نقطة واحدة، فمن أجل تشتيت الأمن، وبسبب الخوف على الناس أيضًا من الاعتقال أو الأذى، المظاهرات التي صارت تخرج أحيانًا في المساء صار يتم تفريقها بالغاز المسيل للدموع، لم أشاهد إطلاق نارًا لم يكن هناك إطلاق به؛ لأنه لم تكن الأعداد كبيرة مثل أيام البابنسي ومحمد رحمه الله، فلم يعد هناك إطلاق نار؛ لأنه ربما أول مرة استخدموا فيه إطلاق النار بالمشلب تحدثت عن ذلك حيث كان فيه إطلاق نار، وكانوا يضربون أول الأمر للأعلى وبعد ذلك على الأقدام، لكن في تشييع البابنسي صار يُطلق على الصدر مباشرة.

 بعد تشييع البابنسي بعد أن أسعفت أول مرة عصام المبروك صار الناس أينما وُجد مصاب يحضرونه إلينا إلى البيت، فصرنا تقريبًا كل يوم نغير السجادة التي يأتي عليها الجرحى لأنها تصير كلها دم؛ فتصير بحاجة للتغيير يعني لا يكفي المسح وأن هناك نقطتا دم، فمرة من المرات في اليوم الثاني للتشييع صار إطلاق نار وأحضر الشباب جريحين أحدهما أصابته طلقة ببطنه، وواحد منهما أصابته طلقة بوجهه بخده، فواحدة من صديقاتي قالت لي: يا منى إذا كنتم تريدون مساعدة أنا أعرف بالتمريض وأقدر أن أساعد. قلت لها: تعالي أهلًا وسهلًا على العكس، فلما أحضر هذين الشابين كانت موجودة لا  أذكر أسماءهم أبدًا الشباب؛ لأننا لم نكن نسألهم عن أسماءهم حتى نحضر الدكاترة (الأطباء) ويساعدونهم، فالذي  أصابته طلقة ببطنه أنا أخبرت الدكتور عبد العزيز وقلت: ماذا أفعل؟ قال لي: فقط أمسكي لهم... اضغطي على الجروح كي لا يحدث نزف قوي، وجاء الدكتور إسماعيل أكثر وهو أسرع من الدكتور عبد العزيز فأنا كنت أمسك للشاب الذي أصيب بطلقة في بطنه والدم ينزل مثل الشلال منه، وناهد أمسكت الشاب الذي أصابته طلقة بخده هذا الشاب بعد ذلك جاء كل من الدكتور إسماعيل والدكتور عبد العزيز صالح فالذي أصابته طلقة ببطنه قال لهم: نحتاج مستشفى مستحيل أبدًا غير ممكن يعني يحتاج إلى غرفة عمليات، فبدأ بالاتصالات وتأمين المكان كان الأمن قد ملأ الدنيا(انتشر في كل مكان) أمنوا مكان غرفة العمليات بدار الشفاء وأخذوه مباشرة خلال ساعتين أجروا له العملية وأخرجوه من هذا لمكان ثان كي يظلوا ينتبهون عليه، الشاب الثاني غير له الدكتور وخاط له نظف له الجرح وخاط له إياه وضمد له إياه وقال: كل يوم يجب أن تأتي لتغير الضماد هنا كي لا يتجرثم الجرح ولا تحتاج للذهاب إلى المستشفى فناهد ظلت كل يوم تعاونني تأتي وتغير الضماد لهذا الشاب بعد ذلك عندما انتهى وعولج ذهب وخطب ناهد وتزوجها، وذهبت وهي تعيش معه حاليًا في إدلب، فهذه من الطرائف التي صارت معنا أثناء إسعاف الجرحى.

 عدد الجرحى في يوم البابنسي وفي الأيام التي تلتها كان عدد الجرحى كبيرًا لأن الناس كانوا منزعجين جدًا والنظام كان قد جُن بشكل زائد، فقلت لك: إن الشباب كانوا يقفون بصدورهم العارية ويخرجون بدون أي... وكان لأنه حتى الرقة كانت خليطًا فتشاهد أن الجرحى ليسوا فقط من الرقة، كان هناك جرحى من دير الزور وكان هناك جرحى من إدلب، وكان هناك جرحى من حمص، فكنا نشاهدهم، فليس فقط في البيت عندي، هناك أماكن أخرى صارت مستشفيات ميدانية وأكثرها ببيوت غير معروفة يعني أنها للنشطاء أو لناشطات لماذا؟ للحفاظ على الناس التي تروح تعالج وعلى الناس الذين يكونون جرحى وعلى أهالي البيت أنفسهم، كانت هناك جهات تنسق للمظاهرات مثلًا: مجموعة تنسيقيات كانت هناك تنسيقية شباب الرقة التي هي تابعة للجان التنسيق المحلية، وكان هناك تنسيقية الرقة تنسيقية ثورة الرقة، كان معاذ الهويدي، هبة إسماعيل الحامض، خليل حاج صالح، عروة المهاوش الذي كان اسمه الحركي سالم الورد، وكان مؤخرًا فيها حسام وأخوه، هذان الشابان اعتقلتهما داعش في بداية 2014  كانا راجعين من تركيا واعتقلتهما داعش وهما مختفيان لحد الآن، هما أخوان اثنان، هناك تنسيقية الرقة التي كان فيها موسى سليمان الترن واعتقل أيضًا، سافر إلى الشام في 2000 وكي لا أعطي تاريخًا خطأ يعني في أواخر 2011 أو بداية 2012 لم أعد أتذكر بالضبط، لكنه بداية الحراك، والنظام كان موجودًا في الرقة وهذا أذكره تمامًا أنه سافر إلى الشام، وكان أكثر من مرة يقولون: لا تسافر فهناك خطر واسمك معروف وكذا. حيث كان يخرج على القنوات الإعلامية باسم مستعار، فخرج إلى الشام هو واثنان أذكر منهما أحمد محمود الهادي والذي سمعناه أو الذي عرفناه أن الأمن داهم البيت الذي هم استأجروه وتم اعتقالهم، رجع الأشخاص الذين معه هم كانوا موجودين في بيت أحمد الشاهر هكذا اسمه، ولكن أبا سليمان موسى لحد الآن لم يرجع ولا أحد يعرف أين هو.

 تنسيقية الرقة التي يوجد فيها موسى سليمان الترن وأحمد الأصمعي الله يرحمه ويذكره بالخير؛ لأنه أيضًا اعتقلته داعش وكان إعلاميًا وأنا كنت معهم وكان دوري جدًا... لأنه كان يدير التنسيقية أحمد الأصمعي الله يرجعه ويرحمه لا نعرف.

 هناك المركز الإعلامي لثوار الرقة المركز الإعلامي الذي هو تابع للهيئة العامة للثورة السورية، الموجودون فيه هم محمد مصارع وفارس حماد رحمه الله وإبراهيم عبد القادر، وكان هناك شباب أكثر معهم ولكنني لم أعد أذكرهم لأني كنت أذهب على المركز أفتح "نت" من عندهم أكثر الشيء، فهم كانوا نشيطين جدًا، وكانوا يغطون مناطق لأنهم كانوا أكثر من شخص واحد كانوا كثيرين ومنتشرين بكل أماكن الرقة وكانوا يشتغلون بهدوء بدون أي ضجة وبدون أي.. فارس حماد وإبراهيم عبد القادر قتلتهم داعش بأورفا للأسف.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/01/24

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك السلمي في الرقة

كود الشهادة

SMI/OH/145-14/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/04/26

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-المشلبمحافظة الرقة-مدينة تل أبيض

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الهيئة العامة للثورة السورية

الهيئة العامة للثورة السورية

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

لجان التنسيق المحلية في سوريا

لجان التنسيق المحلية في سوريا

الفرقة 17 ميكا - نظام

الفرقة 17 ميكا - نظام

الشهادات المرتبطة