الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الحملة الأمنية على معرة النعمان واقتحامها

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:28:04

سأتكلم عن جمعة "أزادي" موقف مؤثر بالنسبة لنا خاصة بالنسبة إلي كأم، كانت المظاهرة بشكل اعتيادي تمر دائمًا المظاهرات تمر من أمام منزلي، وعندما لا أكون موجودة معهم إجباري سأنتظرهم وأحيانًا نرش عليهم الأرز لنُشعرهم بوجودنا معهم.

في ذلك اليوم وقت المظاهرة أمام بيتنا مباشرة صار إطلاق رصاص وغاز مسيل للدموع، وفجأة طُرق الباب بسرعة فتحنا الباب وجدت تقريبًا سبعة شباب الكبير والصغير ومن كثرة الغاز المسيل للدموع في عيونهم لا يستطيعون الرؤية، أدخلتهم غسلوا وجوههم، قالوا: يجب أن نُكمل المظاهرة، قلت لهم: النظام أكيد علم أنكم دخلتم البيوت ويمكن راقبكم، ضربكم بالغاز ربما يضرب الرصاص، قالوا: لا سنذهب، حاولت معهم لكنهم لم يقتنعوا، كان بينهم شاب صغير أصغرهم من ريف المعرة قلت له: دعهم يذهبون وأنت ابقَ،  كان عمره بحدود 12 أو 13 سنة، قال لي: لا سأذهب، بقيت أُراقب حتى خرجوا من المنزل، كان عددهم مثلما قلت لك لا بأس به.

التجمع كان عند بيتنا صاروا يمشون باتجاه الأمن مع أنه يضرب عليهم، أول شيء ضرب الغاز المسيل للدموع صار يضرب الرصاص بالهواء، هم يحملون لافتات مكتوب عليها "حرية"، لا أنسى هذا الشاب الصغير ذلك اليوم، كان يرتدي قميصًا أبيض، خلع القميص ومعه عمود أو عصا وضع قميصه على العود وصار يُلوح لهم ويسير بنفس الاتجاه لم يتراجعوا أبدًا، عندما اقتربوا منهم صاروا يضربون الرصاص عليهم، هذا الولد جاءته رصاصة واستشهد إن شاء الله بجنات النعيم.

كان الملفت للنظر أكثر شيء كان مع الأمن شخصيات ملتحين، ونعرف في الجيش العسكري لا يكون ملتحيًا، أدركنا بوجود فصائل وشخصيات استعان بها النظام ليخمدوا "الثورة السورية" ولا يتركوها ترى النور أبدًا.

 بعد جمعة "آزادي" صار تركيز قوى الأمن في شوارع المعرة بشكل أكثر من قبل، أذكر صار إطلاق نار كثيف عند منزلنا  حتى أن أسلاك الكهرباء قُطعت والمياه أيضًا قطعت، كان التجمع عند منزلنا لأنه قريب من الأوتوستراد، وسيمرون من أمام المنزل ليصلوا إلى خط الأوتوستراد، ولمنع ذلك كانوا يُطلقون الرصاص، وانقطعت الكهرباء والمياه عن المنطقة وصاروا يُنادون بالمكبرات لا يخرج أحد على الشرفات أو الشبابيك وإذا رأينا أي شخص سنطلق النار عليه دون تردد،  بقينا لساعات اقترب الليل، نُريد النزول وخاصة كان في اليوم الثاني امتحانات ودراسة، بالنسبة لأولادي كان جمال بكالوريا وجودت تاسع، امتحان ودراسة، وبيت أهلي بالحارة الشمالية الحارة الشمالية نوعًا ما آمنة، في بداية الثورة بداية الحراك كانت ملقبة بحلب الجديدة كيف حلب فيها تقسيمات حلب الجديدة ليس لهم علاقة بالحراك أو بالأحرى حلب كلها ما كانت، المنطقة بالذات كانت حتى الأمن لا يقترب منها حلب الجديدة!!!

 فقلنا نذهب إليها لبيت أهلي لأن حالة الرعب والمناظر التي نراها غير طبيعية، فقلت لأبي جمال (عبد الناصر ملص - المحرر): دعنا نخرج، قال لي: كيف سنخرج؟ ألا ترين الوضع؟ قلت له: أقول أمي مريضة، قال لي: وهل سيفهمون منا لن يفهموا، أغلبهم قلت لك: ملتحين تجهزنا وقلت: سنخرج والذي سيحدث سيحدث لا محالة، سيطلقون علينا النار نرتاح!! وفعلًا بعد نزولنا من باب البناية مباشرة صوت أين تذهبون؟ لم نقترب من السيارة بعد، أحده لقم البارودة سيضرب علينا، قلت له: والدتي مريضة وبحالة صعبة وسأذهب لرؤيتها وزوجي سيوصلني، بداية لم يقبلوا كلامي بعد ذلك تكلموا مع بعضهم ثم قالوا: اذهبوا بسرعة بسرعة، لا تنظروا إلى الوراء أبدًا.

وصلنا منزل أهلي وبقينا عدة أيام عندهم، صارت عندهم مناسبة في حلب، ومنطقة منزلنا لا نستطيع الرجوع إليها لأن الأمن متواجد بكثافة فيها، وأهلي قالوا لنا: ابقوا في المنزل حتى تهدأ الأمور.

في جمعة "العشائر" كنا موجودين في منزل أهلي صارت مظاهرة كبيرة جدًا، وأبو جمال وجمال دائمًا خارج المنزل على مدار الأسبوع كانوا يُجهزون لهذا اليوم، وصار أكثر من نقاش بيني وبين أبو جمال طالما أنتم ستسمون هذه الجمعة باسم "جمعة العشائر" ونعرف العشائر عندهم حالة من الغليان لن يستوعبوا الاستمرارية في السلمية، والنظام سيتعمد ضرب النار حتى يُجيش الثورة بمسار غير طبيعي، أكيد سنكون واعيين لهذا الأمر ومدركين له، وفعلًا حتى أبو جمال كان ضد تسمية "جمعة العشائر" طبعًا المسمى ليس بشكل فردي يكون باتفاق النشطاء كلهم، يتم الإجماع على التسمية، وفعلًا استغل النظام هذه النقطة وحاول بكل قوته تجيشها لصالحه، وأطلق العديد من الناس، كانت تسير السيارة في شارع الكورنيش وممتلئة أسلحة أو صاروا يوزعون السلاح بشكل عشوائي على الناس، وكتير من الناس أخذوا السلاح ليدافعوا عن أنفسهم إذا حصل شيء، هذا كان أول خنجر بخاصرة الثورة يمكن حاول النظام فعلًا جر المعارضة لمرحلة تسليح الثورة.

 في "جمعة العشائر" كان أول طيران يقصف - طيران الهيلوكوبتر- على منطقة معرة النعمان، وأثناءها تم قصف الأمن العسكري والقصر العدلي لأنه موازي للأمن العسكري، وصار مؤيدو النظام يشيعون ويجيشون أن المخربين هم المتظاهرون وصفوهم بالمخربين، هم يُخربون ويكسرون..

حادثة صارت في المصرف الزراعي، وبيتي مقابل المصرف الزراعي جاءت مجموعة من الشباب شاهدت البعض يُحاول القفز إلى المصرف الزراعي ليحرقوه، فيأتي مجموعة من الشباب الثوريين كان من بينهم الأخ أبو فادي - الله يرحمه - أمسك واحدًا منهم كانوا ملثمين، دائمًا يخرجون ويخربون وهم ملثمون وينسبون هذه الأفعال للمتظاهرين.

أدرك الثوار هذه النقطة فشكلوا بيانات ولجان تقوم بمراقبة هذه النوعية من الناس، وحاولوا الإمساك بهم، أمسكوا شخصًا من الذين حاولوا اقتحام المصرف الزراعي واعترف أن فلان وفلان الذين يدفعون لهم المال للقيام بهذه الأعمال: زاهر اليوسفي وجودت اليوسفي، كانوا وراء هذه الأعمال في المعرة، وينسبوها للمتظاهرين، حتى هذه الشخصيات كانت تُطلق النار في الليل على نقاط الجيش والأمن، وهذا قبل "جمعة العشائر" وقبل وجود السلاح يعني تدخل على أي بيت مستحيل تجد قطعة سلاح في البيت، ومع ذلك كانوا يعملون هذه الأعمال وينسبوها للمتظاهرين.

 طبعًا هذا بتوجيه من النظام ومن الناس التي كان يعتمد عليها وكل منطقة فيها أشخاص معينين كان النظام يعتمد عليهم، كان في منطقتنا زاهر اليوسفي وجودت اليوسفي، كانوا يقومون بهذه الأعمال ويجندوا الشباب معهم ليوجهوهم بالطريقة التي يُريدونها.

كانت من أحلى الأيام الحراك زاد أكثر والناس حتى المؤيدين للنظام انكسرت شوكتهم، صرنا كثوار أقوى بكثير من قبل والسبب انسحاب النقاط الأمنية ولم تعد بنفس القوة التي كانت، وأغلب الناس الواعيين لهذه النقطة، قالوا: هذا السكون أكيد  سيكون وراءه شيء، أكيد النظام يُجهز لشيء أكيد لن يترك المنطقة، وفعلًا كان يُجهز ليوم يُسيطر فيه على المعرة.

 أول ما بدأ أذكر أول اقتحام للجيش كان 8 رمضان [2011]، أولًا سيطر على منطقة وادي الضيف وضع جاهزيته بوادي الضيف وبعدها دخل المعرة، طبعًا حتى يسيطر على المنطقة دخل بمرحلة سينتقم من شعب المعرة لأن صداها ليس قليلًا.

 سمعنا أن الجيش دخل عن طريق لجان الثوار صاروا يراقبون مداخل المعرة كانوا متوقعين أن النظام لن يترك المعرة تركها بالسهل أكيد، جاءنا اتصال أن الجيش يُجهز ليقتحم المعرة، وهذا الاتصال كان في اللحظة التي كان الجيش سيطر يعني سيطر على كل مداخل المعرة، ولا يمكن الخروج، توجهنا مباشرة إلى منزل أهلي في الحارة الشمالية التي هي حلب الجديدة الثانية، كنت أخاف على جمال كثيرًا أخاف أن يعتقلوه وخاصة أن عمره بلغ سن الدخول في الجيش، أبو جمال قال: يجب أن أُخبأ جمال، نحن استبعدنا الحارة الشمالية قلت لك هم أكثر الناس المؤيدين حتى جودت اليوسفي في الحارة الشمالية، يعني سيتم استبعادها على الأقل لفترة، وقبل أن يأخذ أبو جمال جمال إلى حارة إخوته ذهبوا إلى المنزل لإحضار الكمبيوتر إذا فتشوا المنزل واقتحموه  سيعلمون ما بداخله من توثيق بالثورة من أولها كان يُوثق وكل ذلك موجود داخل الكمبيوتر، أحضروا الكمبيوتر والهارد ووضعوه في السيارة، تجاوزنا أول حاجز ثاني حاجز، الحاجز الثالث يأتي أحدهم ملثم طبعًا يقول لأبي جمال: انزل من السيارة، ويهمس لجمال: خذ مفاتيح السيارة ومباشرة لا تتوقف ولا دقيقة، جمال أمن علينا نوعًا ما، حاول جمال تشغيل السيارة ويمشي فيها، يأتي شخص من النظام يقول له: أنت والسيارة معتقلين، وحين وصل جمال إلى البيت صار رعب أكبر لأن كل شيء داخل السيارة بمجرد فتح الكمبيوتر يضعون الهارد، أبو جمال مستحيل يرى الشمس صرت في موقف يجب أن أتواصل مع أحد أتواصل مع ناس..

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/26

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسداقتحام المدن

كود الشهادة

SMI/OH/37-04/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

منتصف 2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-مدينة معرة النعمان

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

شعبة المخابرات العسكرية - الأمن العسكري

شعبة المخابرات العسكرية - الأمن العسكري

الشهادات المرتبطة