الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اعتقال عبد الناصر ملص وممارسات نظام الأسد الأمنية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:25:05:10

اعتقلوا أبو جمال (عبد الناصر ملص - المحرر) والسيارة وتركوا جمال، أتى جمال إلى البيت سألته عن أبيه قال لي: اعتقلوه، يعني [شعرت أن] أبو جمال لن يخرج بحياته، صرت أتواصل مع الناس، مع محافظ إدلب كنت تواصلت معه حين اعتقل أول مرة، وكان قد حاول أن يتكلم مع أبو جمال هدئ الوضع  الحراك في المنطقة، الرئيس سيعمل إصلاحات بحكم أنت لك اسمك والناس تسمع منك ويجب أن يكون لك دور في سورية، لا نريد تخريب والإصلاحات قادمة، لكن ليس بين يوم وليلة، كان يتكلم معه بهذا النفس، وشعرت أنه مع الإصلاحات التي يتأمل فعلًا أن تحدث في البلد، حينها أعطانا رقمه وأعطوني وقتها أبو جمال بحيث إذا صار أي شي تتواصل معي ولا تتأخر أبدًا أبدًا.

عندما اعتقلوا أبو جمال خطر في بالي أن أتكلم معه قلت: ربما لن يرد علي، والله تكلمت معه وتجاوب معي، وقلت له: أُريد منك تأمين زيارة لأطمئن عليه، لم أقل له عن السيارة وما فيها، كان هدفي هل حققوا معه؟ صار يأتيني كلام من خلال بعض الأشخاص أن أبو جمال حققوا معه وفتحوا السيارة وعرفوا ما فيها وأموره صعبة، لا تفكري أن تسألي عنه، لم أكترث لهذا الكلام، تواصلت مع الأستاذ محمد الأحمد أذكر اسمه محمد الأحمد، فتجاوب معي وقال لي: طيب ممكن أمن لك زيارة، لكن احكي معه يخفف قليلًا قلت له: تمام، زرته في الأمن العسكري في إدلب، في الأمن العسكري لم أستطع رؤيته حتى بعد العيد وليس مباشرة.

 قال لي: تحضرين – ولا أنسى ذلك اليوم - لوحدك أمنت لك زيارة لكن لا تأتي لوحدك، ولا أعرف قصده من هذه الجملة ذلك الوقت، الخوف علي ربما استشفيت أنه إنسان جيد، وتمت إقالته أو استقال لا أعرف، رجع يُمارس عمله كمهندس في حلب، وظل تواصل يعني أمن لي زيارة.

 كان رئيس الفرع اسمه أبو سومر رئيس فرع الأمن العسكري أمن الدولة أبو سومر، وأول ذهابي أرسل أبو جمال طبعًا لا تتخيل ما رأيته هناك، الشباب والصغار والكبار شبه عُراة في الممر الذي سأمر منه لأصل للمكان الذي فيه أبو جمال، بداية اصطنعت أنه ليس لدي خلفية طبعًا هذا الأمر جعل أبو سومر يحس فيه، أنتم يجب ألا تكونوا مثل غيركم، استقبلني عادي، شاهدت أساليب التعذيب التي كانوا يمارسوها على الناس، ذهب معي صهري، قلت لأبو سومر: لماذا هذا الكبل بالأرض على أساس أني لا أعرف نادى للعسكري خذه، كانوا في ذلك لا يُريدون أن نرى  الوقت صورتهم الحقيقية.

 دخل أبو جمال حافي القدمين أنا هذا المنظر فاجأني كثيرًا قلت له: لمَ فعلتم به هذا؟ نظر في، أنا أُريد أن أختلي به لأسأله ماذا سألوك لأعرف مدى التحقيق وأين وصل معه؟ طبعًا كان وصلني كلام كثير أنهم حققوا معه واطلعوا على الهارد والكمبيوتر وأموره منتهية، قلت له: عبدو ما وضع السيارة، مباشرة همس بأذني وقال لي: حاولي بأي طريقة إخراج السيارة من هنا، وقتها علمت أنهم لا يعرفون ما يوجد في السيارة، كان موجود أبو سومر كان مثلما قلت لك حاول بشكل أو بآخر ألا أشعر من هم بالضبط، وأنا عرفته عن نفسي أنني درست الحقوق، كان يُهمهم حينها عدم أخذ انطباع إيجابي عنهم وليس سلبيًا.

أنا ضمن ما أخذت لأبو جمال أخذت له العطر، لم أكن أعلم، ونظر أبو سومر وضحك، وزوج أختي ألا يعلم ما أحضرت معي صار حديث بيني وبين أبو سومر، أنت إلى أين ذاهبة؟ إلى فندق، تظاهرت أني لا أعلم وأنهم أشخاص جيدون، أنا أُريد فقط أن يطمئن لي ولو للحظات حتى أستطيع السماع من أبي جمال ومعرفة ما حصل معه عندهم، وفعلًا نجحت حتى سألني ماذا تشربين وضيفني وقتها قهوة، وكان أبو جمال لم يشرب القهوة أبدًا و هو من النوع الذي يحب شرب القهوة.

 قال لي: أخرجي السيارة قمت مباشرة قلت لأبو سومر: أُريد أن أقدم طلب فك احتباس عن السيارة، قال لي: طبيعي فقال لي: هل  السيارة باسمك قلت له: لا السيارة باسم أخي، وكانت السيارة باسم أخي ليست منقولة على اسمنا، قالو ليك يجب أن يكون موجودًا عقدوا الموضوع، ستأخذ أكثر من  يوم، وأنا يجب أن أُخرجها بأسرع ما يمكن، وأن نُنهي قصة السيارة، كان أبو سومر إيجابيًا معنا ما حسيت فيه مثلما قلت لك الأسباب.

 خرجت مباشرة أنا وصهري من الأمن وعلى الطريق رأسًا تواصلت مع أخي كان في اللاذقية قلت له: جميل السيارة باسمك وأنا أبو جمال وحدثته بما جرى، خرجت من فرع الأمن وقال: لازم تكون موجود، قال لي: ما في مشكلة، قلت له: تأتي من اللاذقية، قال لي طبعًا، قلت له: بأسرع ما يمكن يا جميل الله يرضى عليك، وفعلًا بعد أيام كان أخي وصل من اللاذقية.

 رجعت تكلمت مع المحافظ لتأمين زيارة لأبو جمال، كان متعاونًا وذهبنا إلى الأمن العسكري على أمن الدولة وقدمنا طلب فك احتباس بالسيارة وطالعنا السيارة، مجرد إخراجي للسيارة قلت لأخي: اوقف السيارة سأنظر هل الأغراض مكانها لأطمئن، مع العلم أكيد لو حققوا معهم بهذا الخصوص لن يدعونا نخرجها، بالنسبة لمحافظ إدلب حين ذهبت لعنده ليؤمن لي زيارة، كنا في أيام  العيد المرة الثانية كما قلت لك كانت أيام أعياد، هذه نقطة يجب أن أذكرها أو لا،  ضيفنا قهوة واعتذر كثيرًا أيام عيد وليس في ضيافة غير هيك بحكم الظروف التي تمر فيها سورية، وبهذا السياق كان حديثه.

أنا في الوقت الذي تصرف بهذه الطريقة قلت أكيد هذا الشخص سيأتي يوم ويكون له موقف ويكون بمكان غير هذا المكان، وفعلًا بعد فترة كان مثلما قلت، منذ قليل جمال كان هنا، بهذه الفترة كان مع الشباب، مظاهرات واعتصامات ومثل هذه الأمور، يعني كان هنا، ولم نكن قد ذهبنا إلى حلب، في هذا الوقت اعتقل بعد فترة تم اعتقال مجموعة من الشباب من بينهم الأستاذ جابر العليان، ولكن أنا أكثر من تواصلت معه الأستاذ جابر، لأنني بعد خروجه من المعتقل حاولت أن ألتقي به، ولكي آخذ أخبار أبو جمال، وكيف كانت الطريقة التي خرج بها، فهو وقتها نصحني قال لي: في اللواء فؤاد حمودة حاولي يعني، قال لي هذا الكلام قال لي: تكتمي عليه حاولي تتواصلي انت معه، يعني اللواء حمودة كان مستلم  معسكر المسطومة، هنا صارت المعضلة أنا كيف سأنزل على المسطومة لوحدي، وأكيد لن يذهب معي أحد، وأقابل هيك شخصية، طبعًا أهلي أقربائي كل من حولي كانوا ضد ، أخطو هذه الخطوة، هنا طالت الفترة تجاوزت الشهر والشهرين، ولازم يطلع، فلم يتجاوب معي ويذهب معي أحد.

 أخذت قراري سأذهب، وطبعًا يجب أن أظهر بملامح ثانية غير ملامحي حتى أصل لخبر عنه، يعني ابني جودت كان عمره 14 لسه ولا أعرف شيئًا أبدًا عن اللواء فؤاد، قال لي: هو شخص مع التغيير لا اعرف من أين استقى هذا الكلام الأستاذ جابر.

 أنا مثلما يقولون الغريق يتعلق بقشة، كان بالنسبة لي هذا الشخص علما كان نبهني أبو جمال وقت يتم اعتقالي تسألين ما بيصير تروحي على أي مكان تسألي عني فيه، تكلمت مع حسن عبد العظيم، وشعرت أنه لم يعمل شيء، لكن تجمع المحامين أو النشطاء الحقوقيين اظن كانوا قدموا معروض أو بيان طالبوا فيه بأبو جمال.

 كانوا معتقلين الأستاذ إبراهيم ملكي، كان أكثر الناس الذين لهم دور بالمطالبة بأبو جمال، كنت في بيت أهلي البابا طبعًا وقف بوجهي، يعني بطريقة ما من أين ستذهبين لوحدك؟ لا لن تذهبي، ستتأذين وتُؤذي غيرك، النظام لا تعرفي ما يعمل، لم أكترث  لهذا الكلام أبدا أبدا قلت لجودة: تذهب معي، قال لي أبي: وستأخذين أولادك، رديت: نعم، هنا أين السيارة لتطلع معي، أخي كان حضر زيارة من السعودية أيضًا لا يستطيع، يخاف يعني حقهم الطبيعي ولا ألوم أحد، فقال لي: اذهبي لكن بشرط مع الشوفير الفلاني هو كان صهري كان مسالمًا كثيرًا، يعني ليس علاقة بهذه القصص شوفير، قلت له: من لا يهمني المهم أن أذهب إذا لم أسأل عنه من سيسأل، قال ليك لا تأخذي جودت ربما يعتقلوه، أصررت وأخذته معي و لم يبلغ 14 لكن جسمه كان كبيرًا، وكان عندي بنت صغيرة كانت صف أول صغيرة، أرادت الذهاب معي.

وحين أمنوا لي اللقاء معه حالة الرعب ليست طبيعية، معسكر كله أمن كله جيش، أنا أسأل عن شخص بنظرهم إرهابي مخرب، ولم أكترث.

هناك وجدت بالصدفة شخصًا أخو عثمان البداوي اسمه قصي كان أخوه اعتقل بفترة بعد اعتقال أبو جمال، هؤلاء الشباب الذين كانوا يُنسقون للحراك تم اعتقالهم 11 الكل اعتقلوا عثمان اعتقلوا أخوه لعبد القادر واعتقلوا معمر التيزري لطوف التيزري كلهم كل من كان له [دور] بالحراك في بداية الثورة ، واحد تلو الآخر تم اعتقاله، فالتقيت معه قال لي أهلي: ما يصير تقولين لأحد أنك ذهبت إلى ذلك المكان، فأنا وقت التقيت قصي، قال: ماذا تفعلين هنا؟  قلت له: مثلما أنت تعمل.

 وقت التقينا باللواء فؤاد فاجأني استقباله، ضيفنا الكثير من الحلويات، طريقة خطابه مع ابني جودة، وقت دخلت أنا وابني وبنتي ما هي مشكلتك؟ قلت له: من رشح اسمك لي وأن أتكلم معك، وشجعني بالتواصل معك هو أستاذ جابر، قال: ما طلبك؟ قلت له: أبو جمال لم يعمل شيئًا، وو ..، قلت له: مظاهرات لا قلت له لم يخرج مظاهرات عفوًا قلت له، قال لي: أنت تقولين لي ما في مظاهرة إلا ما طلع فيها، مشكلتنا ليست بالتظاهر التي عملها زوجك، يعني بالنسبة لنا أصعب بكثير من أي تظاهر، نحن يهمنا الفكر الذي يُرسخه في عقول الشباب لا تهمنا المظاهرات، سكتت وماذا سأتكلم ، قلت له: والآن؟  قال لي: سأساعدك وبإخلاء سبيله لكن بشرط، قلت له: تفضل، قال: حين يخرج من السجن أنت وهو ستأتون لعندي، أنا استغربت هذا الشرط، كثير من الأمور لا تعرفوها الرئيس يعمل على موضوع الإصلاحات وو .... فأنا هادا الكلام كله ما سمعته سمعت سيخلي سبيله، وهذا ما أُريد، وبعده كل شيء ينحل.

وفعلا بعد فترة بعد تواصل مع الأستاذ جابر بحكم هو أعطاني رقمه الشخصي، و[قال لي] يمكن أن تتواصلي معي تسأليني، قلت: خليها عن طريق الأستاذ جابر، وفعلا بعد فترة قال لي الأستاذ جابر: سيخلون سبيله، رجع نفس الكلام كرره الأستاذ جابر، حين يخرج أريد رؤيتكم عندي.

بعد أن خرج [زوجي] جاء الأستاذ جابر قال له: يجب أن نذهب لعند اللواء فؤاد على المسطومة، هنا كان أبو جمال ألا يذهب، لكن ألح عليه الأستاذ جابر بضغط من اللواء فؤاد.

 ذهب هو وأستاذ جابر استقبلهم استقبالًا جيدًا، وصار يعدد لهم مساوئ الأمنية والنظام، وحاول يشعرهم أنه وطني أكتر منهم، أنا إذا سورية بتصير أفضل بالشيء هذا فأنا أول واحد أكون بين المتظاهرين، لكن الأمور لا تُحل بهذه الطريقة.

 خلينا نوحد قوانا مع بعض نعرف نشتغل صح، سورية لنا كلنا لا نريد تخريب أو شوشرة، هذه مؤامرة، حاول يُعطي صورة جيدة، لمرحلة من المراحل يُكلم أبو جمال، قلت له: تأثرت بطريقة كلامه التي نقلوها عن لسانه، قال لي: نحن نعرف من هم، ما بك أم جمال؟ بالعكس صار عنده دافع أكتر بكل اعتقال يعتقل ويطلع الناس الذين حولنا يقولون: ليس كل مرة تسلم الجرة مثلما يقولون، 

فعندك بيت وعندك أولاد وزوجة، فكان بالعكس يطلع بإصرار أكثر من قبل حتى حاول يوصل له رسالة لأبو جمال من خلال اللواء قال لي: صار يحكي عنه كلام زوجك أصلا لو قلبه عليكم لو يحبكم ما كان شارك بهذا الحراك ولم يتعامل بهذه الطريقة، نظر إلي وقال لي: طيب أنت زوجك لا يخاف عليكي؟ كانت رسالة واضحة لازم أوصل له إياها وتكون دافعًا لأن يوقف الحراك.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/26

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/37-05/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-مدينة معرة النعمانمحافظة إدلب-المسطومة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن العسكري في إدلب 271

فرع الأمن العسكري في إدلب 271

معسكر المسطومة

معسكر المسطومة

الشهادات المرتبطة