الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ظهور أشكال جديدة للحراك السلمي وتأسيس كتيبة لحماية المظاهرات

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:17:57:20

خلال فترة نيسان/ أبريل وأيار/ مايو من "الثورة السورية "فيما يخص حي جوبر كانت الأمور بمنحى الهدوء، خاصة بعد "الجمعة العظيمة" لعدة أسباب مثل وفود النظام التي كان يُرسلها أو يستقبلها أو الاعتقالات المستمرة والكثيفة على أبناء الحي وتشديد القبضة الأمنية على الحي.

 في حزيران/ يونيو 2011 (في آب/ أغسطس 2011) أول رمضان على "الثورة السورية" جميع المساجد في الحي كانت محاطة بقوات الأمن وكان هناك تضييق كبير على المصلين لصلاة التراويح، وهذا الشيء جعل الناس خائفة أو بدأ ينكسر الخوف رويدًا رويدًا، في رمضان الأول كنا نتظاهر 30 أو 40 شخصًا فقط لا غير، وكنا نتوزع بعدة مجموعات بعدة حارات كل مجموعة مؤلفة من شخصين ونكبّر لنشغل النظام بهذا الشهر.

كانت الشرارة الثانية 15 تموز/ يوليو في جمعة "المعتقلين" ("جمعة أسرى الحرية" - المحرر) عندما أصيب طلحة الدلال ووضعه النظام بأحد المشافي وخلال أسبوع كامل مفاوضات بين أهل طلحة وأهالي جوبر وقوات النظام، وكان يفاوضنا على الجثة هو لا يريد تسليم الطفل لأهله كيلا يكون عملية تشييع أو مظاهرات أو إسقاط نظام، وهذه الشروط كان النظام يحكي فيها، فتمت المفاوضات من يوم السبت ليوم السبت الذي يليه بحدود ثمانية أيام حتى النظام سلم جسد طلحة.

 تشييع طلحة أعاد للسوريين ذكرى حمزة الخطيب وكان يُعتبر أول طفل يستشهد في دمشق، وكان عدد كبير من المصابين ومن المعتقلين من أبناء دمشق وريفها، فتشييع طلحة كان منفس لجميع أهالي دمشق وريفها ليكونوا متواجدين مع أهالي جوبر، وكان عدد ضخم جدًا من المتظاهرين من جوبر أو من خارج جوبر، طلاب جامعيون، التشييع كان انطلاقة جديدة للثورة في المرحلة الثانية وحتى خيمة العزاء التي تم نصبها مرة ثانية بساحة البرلمان كانت تأتي وفود من باقي المناطق بأعداد كبيرة جدًا رغم المضايقات التي كانت تتعرض لها والمحاصرة التي كان الأمن يُحاصرها للحي، فعملية الدخول والخروج كانت صعبة.

في الفترات الماضية كانت حركات في دمشق تقوم فيها مجموعات قليلة ولكن تأثيرها كان كبيرًا، من هذه الحركات كنت مشاركًا في أحدها، مثلًا كان قطع للطرقات من خلال الإطارات المشتعلة والمناشير التي تلقى في الشوارع وصبغ للبحرات باللون الأحمر بحرات دمشق، ورفع علم الثورة بالأماكن الحساسة.

أواخر رمضان كان لها أثر، في آخر عشرة أيام من رمضان أنا وابن خالتي لدينا محل في الصالحية فكان الشبيحة وعناصر ساحة عرنوس متواجدين قريبين منا، ففجأة خلال العشرة أيام الأخيرة من رمضان النظام يحاول يخرج مسيرة تأييد له بشارع الحمراء أو الشعلان أو الصالحية، يأني بالباصات ولا يستطيع الخروج بمسيرة مع كل الناس التي أحضرها.

 في تلك الفترة كان الشباب يضعون بفلات موجود عليها صيحات للقاشوش، بإحدى المرات كان الشاب الذي وضع سبيكر ذكيًا وضع البفلات في محل حلويات نفيسة على السطح المحل وهذا المحل كان مزدحمًا والسبيكر كان عاليًا و"يلا ارحل يا بشار" والسوق كله يسمع "يلا ارحل يا بشار" والناس تسمع هذا الكلام، كان العيد والناس فرحة، وبنفس الوقت كان الأمن يغلي ويركض ليعرف من أين هذا الصوت؟ ظل العملية أكثر من نصف ساعة الناس وخاصة أن ساحة عرنوس فيها تمثال ضخم لحافظ، حتى استطاعوا أن يحددوا مكان خروج الصوت، والشاب الذي وضعه دهن الدرجة الأخيرة بالزيت تعذبوا حتى وصلوا لهذا السبيكر، وعندما جاء الشبيحة يسبون وهم متسخون بالزيت.

كانت تلك الفترة وأنت تتكلم عن داخل دمشق ومن أهم الأحياء وفترة أعياد السوق مكتظ، رأيت شابًا من دوما سألته: من أين أنت؟ قال: من دوما، قال له الثاني: الله يحميكم، معروفة كانت أنت من دوما فالله يحميك أنت عندك مظاهرات، شاب آخر كان من جماعة الزبداني ومضايا، وكان يتكلم وهو رافع راسه أنا ابن ثورة ومنطقتي ثائرة.

كانت الحركات رغم القوة الأمنية والقبضة الأمنية كانت مستمرة وكان دائمًا موجود حراك دائمًا الأمن لا يعرف ماذا يفعل؟ وكان الحراك السلمي بالثورة السورية إبداعيًا جدًا، رمي الكرات من جبل قاسيون والمناشير و الكتابة على الجدران لم تتوقف أبدًا، أنا أتذكر الشباب يجتمعون عندي بالبيت ثم نخرج للكتابة على الجدران، فكانت ليلة باردة وقال أحد الشباب: اليوم برد ولن تكون هناك دورية، ونحن نكتب جاءت دورية والشرطي يقول: أنتم لا تملون لا برد ولا غير برد، كنا نشعر بقضية نعمل عليها وهذه القضية بُنيت على أسس قوية، وكان هناك وضوح للرؤية وأهداف واضحة كان الناس مؤمنين بالفكرة، وهذا الكلام في نيسان/ أبريل تقريبًا، صرنا في آب/ أغسطس من بداية الثورة في ظل هذه الأحداث كان بابا عمرو كانت الأمور متأزمة والنظام عمل حملة شرسة عليهم، وبدأ نزوح من حمص لدمشق.

كانوا يُنادون في الجامع الكبير أو بمكبرات الصوت أن جميع الأهالي تتوجه إلى الجامع الكبير ما عدا أهالي جوبر، كانوا يوزعون المساعدات للناس الوافدة للحي، فكان شيئًا عظيمًا هذا الكلام أن جميع الأهالي تتوجه إلى جامع التوبة ما عدا أهالي زملكا ما عدا أهالي المنطقة.

فترة استشهاد طلحة والشرارة الثانية بالحي تم عقد اجتماع تم التحديد من الشباب القائمين على العمل الثوري ضمن الحي أن كل شخص من الشباب سيخرج معنا في المظاهرات يُحضر معه خمسة أشخاص يُكون مجموعته، لكي تكون عملية الاتساع والعمل تكون أكبر للأيام القادمة، وفعلًا عملنا على هذا الأساس، وفعلا كل شاب صار مسؤولًا عن خمسة أشخاص جدد يثق بهم.

 بدأ الحراك يتصاعد كل الجماعة تكون أقوى وتفاعل الأهالي كان بشكل أقوى، بنفس الوقت النظام كان ما زال يستمر بعملية الاعتقال والمداهمات، بعد ذلك كان إضراب الكرامة، تم إطلاق إضراب الكرامة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 (كان الإضراب في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2011- المحرر) وكان الهدف منه إيصال صوت الناس وإعتراضهم على الشيء الذي يحدث من قتل واعتقال تعسفي للأهالي، ولاقى هذا الأمر تفاعلًا كبيرًا بين الأهالي، وحتى نتذكر تم إطلاق أول إضراب الكرامة بالحي فكان أمام كل محل شرطي أو شبيح ليجعل الناس تفتح غصبًا ورغم هذا الأمر كانت استجابة كبيرة لهذا الإضراب، والإضراب كان يستمر عبر مراحل، وانتقل للحراك الطلابي داخل المدارس الكثير من الأطفال والصبايا كان أهاليهم معتقلين، وخرجوا بمظاهرة وكانت الهتافات "بدنا المعتقلين" "حرية"، وهذا كان بداية الثورة.

آليات تطور العمل بالحي كانت تعتمد على الموضوع السلمي، ولكن في ظل الانتهاكات من قبل النظام وخاصة على الحواجز مضايقات للأهالي والنساء فكانت مجموعة من الشباب قررت حمل السلاح وتشكيل مجموعة من جميع أهالي الغوطة، والتفاصيل عرفناها بعد ذلك، مثلا كتيبة أبو عبيدة بن الجراح تعدادها 64 شخصًا تشمل جميع الشباب في الغوطة ولها شروط قاسية.

استشهد شاب اسمه مهدي العسلي وكان أول مقاتل من "الجيش الحر" يستشهد في حي جوبر كان طالبًا جامعيًا، في مظاهرة مهدي في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر (قتل مهدي في 3/12 والتشييع كان في 4/12/2011 - المحرر) الكثير من الشباب والشابات جاؤوا من الجامعة ليشاركوا بتشيع مهدي، والنظام عمل عملية أطباق شديد للحي، وحتى في الشارع العام باتجاه شارع الأصمعي لنصل على التربة (المقبرة) صار إطلاق نار كثيف بشكل جنوني على الناس، وكان لدينا تحدٍ كبير هناك ناس كثير ضمن التشييع من خارج الحي وكثير منهم سيدات أو صبايا، وعملية الانتقام الوحشي التي عملها النظام خاصة بموضوع مهدي كان جنوني، هل لأنه طالب جامعي؟ هل لأن له شعبية بين الطلاب الجامعيين؟ وشعبية بين الأهالي، وكان شابًا لطيفًا حتى كثير من الناس لا تعرف أنه يعمل مع "الجيش الحر" أو حد عناصر "الجيش الحر" فتشييع مهدي كان له أثر إيجابي على الصعيد الداخلي والخارجي للحي، فقد خرجت عدة مظاهرات خاصة بطلاب الجامعة ضمن الحي وصار تنسيق عالي بيننا وبين هؤلاء الشباب خاصة أن منهم ساكنين بمناطق غير ثائرة.

 وكانت برزة والقابون والميدان وكفر سوسة والزاهرة مناطق مشتعلة هذه الخمس مناطق ولنقل أن المهاجرين وركن الدين حتى أبو رمانة أو الشعلان أو المناطق كانت فيها مظاهرات نُسميها مظاهرات طيارة بعد ذلك صار تنسيق ليكون هناك مظاهرات طيارة ضمن المناطق مثال مظاهرة طيارة في شارع بغداد ومظاهرة ثانية في باب توما، وهذه المظاهرات كانت لإيصال الرسائل وليس للتثبيت، فتخرج مظاهرة لا تتجاوز ثلاث دقائق لأنها داخل النظام منطقة جميع فروع النظام موجودة فيها، وهذه المظاهرات الطيارة لعمل أثر وتخفيف عبء عن باقي المناطق التي يحاول النظام أن يضغط عليها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/11/06

الموضوع الرئیس

الحراك السلميحماية المظاهرات

كود الشهادة

SMI/OH/216-13/

أجرى المقابلة

إدريس  النايف

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

4-12/2011

updatedAt

2024/06/23

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة دمشق-جوبر

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة