الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تشييع شهداء باب السباع وأحداث اعتصام الساعة قبل المجزرة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:33:23

مع ارتقاء أول شهيد سوري في درعا في 18 آذار/ مارس أدرك النظام أنه دخل بمرحلة اللاعودة، والشعب السوري أدرك أن "الثورة السورية" بدأت، وارتقاء أول شهيد وسقوط أول الدماء السورية بفعل النظام، النظام اختار الطريق الأمني عن طريق الإصلاحات والاستجابة لمطالب الشعب، كنا نرى ذلك بكل تظاهرة كان الشبيحة والأمن لقمع المظاهرات، كل أسبوع أو كل جمعة أو كل تظاهرة يزيد عدد الشهداء تزيد فاتورة الدماء السورية لأجل الثورة.

  الناس ليس عندها مشكلة بسقوط شهداء وبدفع الفاتورة مهما كانت كبيرة من أجل إسقاط النظام الذي لم يكتفي بالحل الأمني بل أدرك حجم الكارثة التي ستقع عليه ستكون كبيرة وخارج إمكانياته خارج إمكانيات المؤسسة الأمنية خارج إمكانيات الجيش إذا نزل وخارج الإمكانيات المتاحة له، لذلك حاول أن يعمل فتنة بين مكونات الشعب السوري، ذهب للطائفة العلوية وألبهم على السنة و إذا سقط النظام والرئيس بشار الأسد سيذبحونكم، بدأ يزرع النعرات الطائفية بنفس الوقت أرسل المخبرين ليقولوا للطرف الثاني من الأحياء التي قامت في الثورة و خرجت بمظاهرات، الأحياء العلوية النظام يسلحهم ليقتلوكم ويقمعوكم ليدب الفتنة بين الجهتين، وهذا شاهدته بعيني، عندما أنهينا نصرة حي باب سباع وسقط شهداء في 17نيسان/ أبريل ورجعت على حي الخالدية سمعت من أصدقائي ومن الناس الموجودين ما حصل في الخالدية، كان الشباب قطعوا الطرقات وأشعلوا الإطارات و تسلحوا بالعصي، خافوا من هجوم الأحياء الموالية، قلنا لهم: كيف وصلكم هذا الخبر؟ جاءنا الخبر من أكثر من مصدر تسلحوا وسيهجمون علينا.

في اليوم الثاني تم تشييع الشهداء الذين إرتقوا صلينا عليهم بالجامع الكبير وسط مدينة حمص، كان حضورًا ضخمًا من أهالي حمص، لأننا لم نكن نتخيل أن نزف 7 أو 8 شهداء بدفعة واحدة، كان مشايخ حمص حاضرين وشعب حمص أدرك ألا عودة مع هذا النظام وسيستمرون حتى إسقاط النظام.

 من الجامع الكبير تمت دعوات للاعتصام سندفن الشهداء في الكتيب في مقبرة الصحابة كانت مغلقة ففتحناها ودفنا فيها الشهداء، منظر التشييع كان مهيبًا جدًا آلاف الحماصنة شيعوا وشاركوا حتى أهلنا المسيحين شاركوا، لما دخلنا شارع الحميدية وأغلبيته من المسيحين صاروا يرشون المياه والأرز على الشهداء الذين قتلهم النظام، فدخلنا من الشارع باتجاه مقبرة الكتيب ودفنا الشهداء.

في طريق العودة كان الاعتصام مقررًا أن يكون عند جامع خالد بن الوليد لكن قالوا: الأفضل أن يكون في ساحة عامة مثل ميدان التحرير في مصر، ساحة الساعة الجديدة مثلًا ليكون مكان الاعتصام بالفعل، بعد التشييع اتجهنا على ساحة الساعة، أنا بعد التشييع رجعت على الخالدية كان لدي عمل في المول أُنجزه وخاصة الاعتصام سيستمر مدة طويلة ومنه نتفق أنا ورفاقي لنخرج معًا.

  كانت تقريبًا الساعة 3:00 عصرًا، تركت المول وكنت محاسبًا تركت العمل نهائيًا، قلت له: حاج أتريد شيئًا، قال: إلى أين؟ قلت له: للاعتصام، كنت نسقت مع رفاقي حضرنا صلاة المغرب في الساحة ومنظر الصلاة كان فيه خشوع كبير، ودعينا على بشار الأسد، والهتافات كانت بـ"إسقاط النظام" هتافات "حرية حرية إسلام ومسيحية".

  رأيت شخصًا على الأكتاف عاري الصدر ويهتف من قلب محروق فعرفت أنه عبد الباسط كنت أشاهده على التلفزيون، فصلينا المغرب والعشاء وجلسنا في ساحة الساعة، خلال التشييع النظام تفاجأ من الآلاف الذين طلعوا عدد كبير جدًا يمكن 60-50 ألفًا وأكثر، خرجوا بتشييع ضخم كان الهتاف بإسقاط النظام والشعارات كلها كانت تخص النظام السوري، فالنظام لم يتوقع ردة الفعل الضخمة هو أدرك حجم الكارثة التي حصلت، وكيف سيواجه آلاف الناس.

 النظام لم يفعل شيء عند التشييع، وعندما رجعنا من التشييع كان يحشد بقيادة الشرطة، ولكن مررنا من أمام عناصر الأمن شاهدونا ونحن نذهب للاعتصام ولم ينطقوا بحرف، وقفنا أمامهم عند الساعة القديمة وصرنا نقول "الشعب يريد إسقاط النظام"، وكل الشعارات الهدف منها المظاهرات أمامهم، لم يتكلموا أي كلمة.

  أتوقع بعض الضباط عندما شاهدوا هذا العدد الكبير ماذا سيفعلون؟ يمكن إذا كانت تظاهرة صغيرة يفرقوها لكن لم يتوقعوا هذا العدد الكبير، عرفوا إذا أطلقوا النار في هذه اللحظات يمكن ينتهون ممكن الناس تهجم عليهم على قيادة الشرطة وتقتلهم.

 نحنا ما كان هدفنا قتلهم أو ضربهم أو نقترب منهم، هدفنا مع هذا النظام مطلبنا هو مطلب سياسي لنعيش بحرية وكرامة، مررنا من أمامهم واتجهنا نحو ساحة الساعة.

  قلت سابقًا أنا رجعت على الخالية بعدها حضرنا صلاة المغرب والعشاء والناس بدأت تبني خيمًا صغيرة، أحضرنا الطعام وبعض التجار بحمص وزعوا المياه والعصير والطعام للمتظاهرين، سنبقى حتى تُنفذ المطالب التي نُريدها.

 خلال الاعتصام كانت كلمات لمشايخ حمص، وفي هذه الأثناء وصلت تهديدات إذا لم ينفض الاعتصام سنفضه بالقوة، كانت اتصالات رفيعة المستوى جدًا من دمشق ومن المحافظ شخصيات كبيرة من النظام، فكان المطلب واضحًا أخذنا القرار لا يمكن أن نتراجع عنه "الشعب يريد إسقاط النظام"، صار عندك ثأر مع النظام الموجود الذي ليس نظامًا دوليًا بل نظام مجرم، وتتعامل مع أشخاص هم خارجين على القانون كيف ستكون معهم؟ كيف تتفاهم معهم؟ كل من تلوثت يديه بدماء الناس يجب أن يتحاسب، وليس عندهن هذا الشيء، كنظام سوري إذا حاسب الضباط الذين أطلقوا النار فهو يُثبت ذلك عليه، وأنتم خرجتم عن القانون.

 هؤلاء الشباب طلعوا مظاهرة ليُعبروا عن رأيهم لم يكسروا لم ينهبوا ولم يعملوا أي إجرام، وأنت تقتلهم، فنحن قررنا أن نبقى، صارت حوارات وجلسات خلال الاعتصام وعند المساء بدأت الناس تزيد كانت مشاركات نسائية كبيرة وكل الطوائف المسيحية وبعض العلوية والمراشدة والسلمية والإسماعيلية، أهل الريف جاؤوا ريف حمص تلبيسة الرستن تير معللا من كل أرياف حمص، صاروا ينزلون إلى ساحة الساعة، الساحة امتلأت بالناس.

  كانت مشاعرنا مختلطة الحزن على الشهداء الذين استشهدوا وفرحتنا بجمع هذا الشعب السوري الموجودين بساحة الساعة، كلنا قلب واحد همنا واحد فرحين بهذه الجموع الموجودة هدفنا واحد، والناس تعرف ما حصل ولا يمكن أن تتراجع.

 في إحدى الخيم موجود الأستاذ نجاتي طيارة حقوقي معروف، كان يتكلم عن الخطوات القادمة، صار الكثير من الحوارات بين الناس نخب من المثقفين والدكاترة كل فئات المجتمع كانت موجودة بساحة الاعتصام.

  كنت مع رفاقي بعد صلاة العشاء حمزة وعبد الله الدوماني وبلال حقي وماهر حناوي وكلهم استشهدوا أغلبهم استشهدوا، فكنا نتكلم ونحن نعرف أن هذا النظام ليس له أمان ووصلت التهديدات والشيخ يقول: أعطونا مهلة، فصرنا نتكلم بين بعضنا إذا هجموا علينا، ماذا سنفعل؟ فقالوا: نحن على مداخل الاعتصام، وكان بعض الشباب وقفوا لحراسة المتظاهرين و التحقق ممن يدخل كيلا يدخل مخبرون، وبنفس الوقت إذا بدأ النظام الهجوم فورًا يخبرون الناس لتأخذ حذرها، وبنفس الوقت كانت تصلنا شائعات أن الفرقة الرابعة نزلت على حمص من أجل الاعتصام ومعهم ماهر الأسد، فصرنا نعمل خططًا بديلة في حال النظام بدأ إطلاق الرصاص وهدفه إحداث مجزرة، نعرف أين سنذهب؟ و أين سنختبئ؟ لأنه من المستحيل أن نصل على الخالدية كانت بعيدة تقريبًا 2-1.5 كم والنظام بدأ يُغلق كل الشوارع المؤدية إلى ساحة الساعة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/08/27

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في حمصاعتصام الساعةالتحريض الطائفي

كود الشهادة

SMI/OH/224-05/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

18/04/2011

updatedAt

2024/04/22

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مدينة حمصمحافظة حمص-ساحة الساعة الجديدة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام

الفرقة الرابعة دبابات (مدرعات) - نظام

الشهادات المرتبطة