الحياة السياسية قبل انقلاب الثامن من آذار
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:14:21:03
من المهم أن نعرف طبيعة الحياة التي يعيشها المواطن المرء في ظل نظام ديمقراطي حر يستطيع أن يُعبر فيها عن رأيه بكل صراحة وبكل حرية، والتي هي المرحلة اللي قضيناها قبل انقلاب حسني الزعيم أيام شكري القوتلي، وجزء من هذه الحياة بعد استقالة أديب الشيشكلي -رحمة الله عليه- سنة 1954 وأديب الشيشكلي الله يرحمه لما صار انشقاق في الجيش بين حلب ودمشق فآثر الاستقالة وقدم استقالته، وقال أنا لا أسمح أن يسيل الدم في سورية من أجل الكرسي ومن أجل المنصب، وترك الرجل.
مع الأسف مسلسل الانقلابات أنا أقول مسلسل الانقلابات الذي بدأ مع حسني الزعيم الذي كان مدفوعًا من قبل السفارة الأمريكية في دمشق، كان يستهدف الشعب السوري، أنا قد أكون متعصبًا ما في مشكلة للشعب السوري هذا الشعب الذي أنتمي إليه هو أذكى شعوب العالم وأنشط شعوب العالم في كل شيء، في الحركة العامة وفي السياسية وفي الصناعة وفي التجارة، لو هيأ لهذا الشعب حكومة رشيدة بعيدة عن الانقلابات لكان يابان الشرق الأوسط بلا منازع، لكن هذا ما حدث، صار دفع خارجي، وأنا من الناس الذين يُؤمنون بالمؤامرة بنظرية المؤامرة، هناك مؤامرة على الشعب السوري قديمة من أول انقلاب حسني الزعيم ثم جاءنا حكم عبد الناصر بغض النظر عن رأينا السياسي فيه، فهو حكم رسخ لنظام بوليسي في سوريا كما رسخ لنظام نفس النظام في مصر، ثم جاءنا بالأخير مع الأسف انقلاب ثمانية آذار/ مارس من انقلاب حزب البعث هو الحقيقة انقلاب عسكري وحزب البعث ركب الانقلاب على كل الأحوال، فالمهم حصل الانقلاب وتغيرت طبيعة الحكم في سورية أو طبيعة السلطة ليس الحكم الحقيقة طبيعة السلطة تغيرت 180 درجة بين سلطة منفتحة كانت على الشعب يستطيع أي مواطن كان يشتكي ويهاجم ويعطي رأي إلى آخره.. إلى نظام مغلق انغلاقًا كاملًا تحت ستار ما يسمى سلطة البعث على الشارع وعلى السياسة، فتغيرت المفاهيم كلها.
مر حزب البعث في أول الانقلاب بمرحلتين: مرحلة بداية الانقلاب حتى شهر تموز/ يوليو1963 صار صراع ما بين البعثيين جناحا الانقلاب: البعثيين والناصريين أدى من حيث النتيجة إلى استفراد حزب البعث بالسلطة والقضاء على الناصرين العسكريين بصورة مطلقة، أنا بالمناسبة أنا كنت قاضي في محكمة الصلح في دمشق وقبل تموز/ يوليو قبل أحداث تموز بأشهر كنت أصعد سلم في القصر العدلي إلى جانب محكمة الجنايات لأزور عبد الوهاب الأزرق، عبد الوهاب الأزرق كان رئيس هيئة إدارة قضايا الدولة صديقي كان، فصادفت وجود حسن عبد العظيم في الدرج، فقلت له: يا حسن أنا أعرفه لما كان يتدرب عند أخيه، أخوه كان محامي قبله وتدرب حسن عند أخيه، قلت له: يا حسن انتبهوا غدًا هؤلاء البعثيون سينقضون عليكم ويدمروكم، قال لي: لا لا نحن محتاطين لكل شيء، لكن كلام كله كلام فاضي عبارة عن طبل (فارغ)، وكانت النتيجة حصل الصراع، أنا في ذلك الوقت كنت راجع من دمر ومعي والد زوجتي السابقة -الله يرحمها أم الأولاد- بدر الدين الكاتب، بدر الدين الكاتب كان رئيس محكمة الجنايات فترة من الزمن ثم كان مستشارًا في محكمة النقض، وأيام الوحدة لما أُحدثت وزارة الإصلاح الزراعي انتقل من القضاء أعطوه ثلاثة درجات ، يعني ست سنوات قدم ممتازة أولى، وانتقل إلى الإصلاح الزراعي، وبعدها طلبوا مني شخصيًا أن أذهب على الإصلاح الزراعي يعطوني ثلاث درجات فرفضت، قلت لهم: لا أستطيع العمل بالقضايا الإدارية.
أنا كنت راجع أنا و عمي وابنه في السيارة سيارتي الخاصة، وبدأ إطلاق النار في ساحة الأمويين فانحرفنا ودخلنا في البستان بستان فخري البارودي -الله يرحمه- كان عنده بيت هناك، فخري البارودي في المنطقة ومشينا إلى جانب البارودي لنطلع على المالكي شارع المالكي وإذ بساقية مستعرضة دخلت الدواليب الأمامية وقفت السيارة ، عمي فتح الباب وركض خاف، وكانت دبابة واقفة هناك لكن الحمد لله لم يُطلقوا علينا، اضطررت لحقته حتى أوصلته إلى بيت شاهر السمان كان سوري متجنس سعودي سفير كان بمرتبة السفير السعودي، فوضعته هناك ورجعت إلى السيارة ، كان هناك ثلاثة شباب الحمد لله ساعدوني ولا اعرف من أين جاؤوا؟ معهم بويك (سيارة) كبيرة أميركية، فنهضت من السيارة ورجعت إلى البيت، فالدبابة قلت له احمينا يا أخي فوق الدبابة نفذنا الحمد لله رجعت إلى البيت.
من حيث النتيجة تم قتل عدد كبير من الضباط الناصريين، وأعرف منهم شخصيات ناس محترمين أوادم مستقيمين، لكن تمت تصفيتهم، البعث والعسكر ليس عندهم شيء اسمه منطق ولا حق ولا قانون، عندهم سلطة يُريدون أن يستفردوا بالحكم لا يقبلون معهم شريكًا، وأنا أعتقد أن هذا كله كان يُحضر لما بعد، أنا من أحد أصدقائي الأستاذ رياض المالكي أخوه لعدنان المالكي، رياض المالكي كان بعثيًا، كان يقول لي رياض المالكي في إحدى المرات كنا نزور عبد الجواد السرميني في المستشفى -الله يرحمه- قال لي: يا هيثم حزب البعث حزب مدفوع من الخارج لتدمير المنطقة كلام رياض المالكي ليس كلامي: حزب البعث حزب مدفوع من الخارج لتدمير المنطقة، ونحن الآن نشاهد أمامنا تدمير سورية تدمير العراق تدمير لبنان وتدمير إيران، أربعة بلدان كان مسيطر فيها حزب البعث تم تدميرها على كل الأحوال نشاهد شيئًا عمليًا على الأرض.
فمن حيث المقال أنا أقول بعدما أخذوني 1951 بدأ يتكون لي عمل معين لما دخلت الجامعة قلت: نحن شكلنا مجموعة شباب نُدير مسجد الجامعة الذي كان حقيقةً منارةً سياسيةً فكريةً في دمشق و ألقى على منبره كبار شخصيات سورية، منهم مصطفى السباعي منهم عصام العطار منهم أبو الأعلى المودودي من أبو الحسن الندوي أحمد مظهر العظمة كبار الشخصيات الإسلامية ألقوا خطب على منبر جامع الجامعة، وكانت حدائق الجامعة تمتلئ بالمصلين آلاف المصلين ليس بالمئات، كان يصلي فيه الناس، فكان منارة للعمل، ونحن عملنا عمل منتج، أصدرنا في ذلك الوقت كراسات صغيرة نسميها رسالة مقال موضوع صغير في بضع صفحات نطبعه نحن اللجنة، جمع هذه الرسائل زهير شاويش صاحب المكتب الإسلامي في بيروت طبعهم في ثلاثة مجلدات وجميل أن يطلع الإنسان على الآراء في هذه الرسائل.
فالمهم تخرجت من الجامعة وبالمناسبة في الجامعة اتصل بي عدد من الأحزاب كلهم كانوا يريدون ضمي إليهم لأنهم يبحثون عن النشيطين من الطلاب ومن غير الطلاب، فاتصل في الأستاذ عصام العطار كمراقب عمل للإخوان المسلمين بالستينات وطلب مني أنضم للجماعة، وأنا اشترطت عليه شرطًا، قلت له: أنا مستعد أتعاون معكم بشرط واحد، قال: ما هذا الشرط؟ قلت: تبتعدون عن العمل السياسي، وما أعنيه في العمل السياسي هو السباق إلى الكراسي في النيابات وفي الوزارات، أما النقد هذا حق للمواطنين كلهم، حق النقد والتجريح والتصويب هذا شيء آخر.
واتصل القوميين السوريين زمان، واتصل التعاون الاشتراكي الذي كان يرأسه فيصل العسلي لا تعرفوه أنتم يمكن لم تسمعوا به، التعاون الاشتراكي فيصل العسلي شاب نبيه وصاعد وعمل الحزب، وطلبوا مني لأنه كان قسم منهم أصدقائي من أعضاء الحزب اتصلوا، لكن لم أنضم لأي حزب، لا أؤمن بالأحزاب أنا من حيث المبدأ أؤمن بالعمل التشاركي لكن البعيد عن التكتل الحزبي، هذه وجهة نظر قديمة على كل الأحوال، أنا من حيث المبدأ أقول دائمًا: العمل الجماعي أفضل من العمل الفردي، لكن يجب أن يكون عمل التجمع أو الحزب أو الجماعة برنامج واضح ومنهجية، وهذا الموضوع ليس موجودًا، الحقيقة كل الأحزاب التي كانت موجودة في سورية هي أحزاب ناشئة جديدة، نحن نعرف من أواخر أيام الحكم العثماني 50 سنة الأخيرات في انحطاط الدولة النهائية انحدار كانت السلطة العثمانية في حالة انحدار، ثم أعقبها الاستعمار الفرنسي مئة سنة تقريبًا الشعب كان خارج اللعبة السياسية خارج حتى اللعبة الاجتماعية، شعب معزول ولا توجد ثقافة حزبية ثقافة سياسية عندنا لم يتمكن الشعب ليُكون نفسه جاءت الانقلابات متسارعة أول برلمان ما أنهى مدته لما جاء انقلاب حسني الزعيم، فبالتالي قضى على الإمكانيات، إيجاد فكر سياسي وأحزاب وتنظيمات ذات أهمية في المجتمع.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/12/12
الموضوع الرئیس
الحياة السياسية في سورية قبيل حافظ الأسدكود الشهادة
SMI/OH/92-02/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
سورية قبل "البعث"
updatedAt
2024/04/14
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
السفارة الأمريكية في دمشق
جامعة دمشق
حزب البعث العربي الاشتراكي