الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تدخل جبهة النصرة في حياة المدنيين في معرة النعمان

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:26:04:24

بعد أن تركت العمل مع كتيبة الشهيد سعد معمار وتم طردي من لواء عباد الرحمن التابع لفيلق الشام، هنا بدأت أعود إلى مساعدة أخي حازم في محله، وطبعًا حازم بعد أن أصيب عاد وفتح محل الحلويات وبدأ يبيع الحلويات وبدأت أوضاع والدي الصحّية تتدهور، وأنا أصبحت [أتنقّل] بين محل أخي حازم وبين المنزل و[أقوم] بمساعدة والدي، وفي البداية أخي حازم كنت أذهب وأحضر الحلويات من كفر نبل حتى يبيعها أخي حازم في المحل بالإضافة إلى الحلويات التي يصنعها، وفي هذه الفترة وخاصة بعد تحرير معسكر وادي الضيف والحامدية بدأ يعلو نجم جبهة النصرة لأنها حررت وادي الضيف وبدأت تتدخل كثيرًا في حياة المدنيين أهالي المدينة، وبداية بدأت تفرض أنه ممنوع بيع السجائر في الشوارع وأحيانًا تذهب إلى المحلات -ويوجد محلات هي معروفة ببيع الجُملة للسجائر- وتقوم بحرقها، وبدأ الأهالي يضجرون من جبهة النصرة و[يقولون] إن مهمتها هي التحرير وهي حررت وادي الضيف وعليها الخروج، وحتى الأهالي بدؤوا يقولون: مسرحية التحرير انتهت ولماذا عليكم التدخل في حياتنا؟ وحتى تطوّر الأمر أنه أصبحوا في أوقات الصلاة وقبل أوقات الصلاة في المدينة كان يتجوّل عناصر جبهة النصرة في المدينة بالسيارات والدراجات النارية ويطالبون الأهالي بإغلاق المحلات والذهاب إلى الصلاة، وهذا الأمر أثّر كثيرًا لأن الناس بالتأكيد سوف يذهبون إلى الصلاة  وخاصة  معرة النعمان، وهذا الأمر غير وارد أبدًا، وجبهة النصرة كانت دائمًا تتحدث بالدّين ومحاربة البدع، فقال لها [الناس]: إن هذه الأمور لم تكن على زمان النبي والصحابة، وهنا الأهالي بدؤوا يضجرون بشكل كبير من جبهة النصرة ولكن نحن لا نريد افتعال المشاكل مع جبهة النصرة، وهذا الذي حصل. 

أنا في إحدى المرات عندما كنت ذاهبًا إلى كفرنبل لإحضار الحلويات وصلت إلى المحل وكان تقريبًا وقت صلاة العصر، وكان يوجد سيارة في أول الحي ووصل الخبر إلى جماعة محل للبيع أنه يوجد سيارة لجبهة النصرة الخاصة بالصلاة، ومباشرة ذهب أحد الشباب الذين يعملون في المحل وأغلق المحل ونحن بقينا داخل المحل، ليس لأن الشباب لا يصلّون ولكن لأن الأمر يتم بالإجبار أو القوة والناس أكيد سوف ينفرون من هذا الموضوع، واستمرت هذه الأمور والمشاكل مع جبهة النصرة حتى أهالي المعرة رفضوا تدخّل جبهة النصرة في حياتهم وجبهة النصرة كانت تتدخل بشكل كبير والناس كانوا يقولون: نحن مناطقنا لا تختلف عن مناطق "داعش" وهم يفرضون اللباس على النساء، اللباس الموحّد والألوان الموحّدة وخاصة اللون الأسود أو البنّي الغامق وهذه الألوان الموحّدة، وجدران المدينة تم طلاؤها باللون الأبيض وبدؤوا يكتبون عليها آيات قرآنية وأعلام جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، وبدأ يقول الأهالي: أنتم الذين كنتم تقولون كما قال سابقًا أبو الهمام [التونسي]: نحن سوف نكون التراب الذي تمشون عليه يا أهل الشام، وقال الأهالي: أين التراب وأين الشام؟! وكان الموضوع جدًا بشعًا بكل معنى الكلمة لأن جبهة النصرة تدخلت في حياة الأشخاص، وهذا كان سابقًا مع الجيش الحر وخاصة مع جماعة جمال معروف الذين تركوا جمال معروف، وهذا كان مع جمال معروف سابقًا، وكل شيء عنده مباح ماله وبيته وكل شيء، وجبهة النصرة كانت دائمًا تنفّذ حملات اعتقال وخاصة على هؤلاء الأشخاص.

أنا بعد أن تركت لواء عباد الرحمن أخذت أعمل مع أخي حازم، كان يوجد شخص موجود في اللواء يدعى الشيخ مراد تناري، وهو صديق لعائلتنا وهو من عُمر أخي جمعة، وكنا دائمًا منذ بداية الثورة كنا نخرج في المظاهرات وعندما عرف مراد أنني تركت اللواء اتصل معي وقال لي: تعال إليّ، وحتى إنه وضع خبرًا عند والدي وقال له: عندما يأتي عبد القادر أخبره حتى يأتي إليّ، وذهبت إليه وهو كان يجلس في المقر وسلّمت عليه وجلست وحصل بيننا حديث جدًا جدّي، أنه مراد الذي كنت أعتبره مثل أخي جمعة الكبير كان يتحدث معي بكل جدّية وكل صراحة وقال لي إنه: يوجد تيار داخل لواء عباد الرحمن التابع للفيلق لا يريدك وأنت أسأتَ كثيرًا في نظرهم ولا يوجد أي مبرر حتى تعود، ولكن أنا اقترحت عليهم اقتراحًا أنه أنت لا تعود إلى كتيبة الشهيد سعد المعمار وإنما تعود إلى أي كتيبة أنت تختارها إن كان في لواء عباد الرحمن أو في أي فصيل تريده حتى تعود، وصحيح أنك إعلامي ولكن هذا أحد مواقع الجهاد، وكان يقول لي إنه إذا خسرنا الثورة فسوف أقول إنه: يا رب العالمين عبد القادر ترك الجهاد، حتى لو كنت في السلك الإعلامي، وقلتُ له: اتركني أفكّر بالموضوع. 

وأنا بصراحة شاورت الكثير من الأشخاص وكان من بينهم أخي جمعة وقال لي: عليك مساعدة أخيك حازم ومساعدة والدي، لأن والدي بدأت حالته الصحية تتعب ولم نعرف السبب، وهو قام بالكثير من التحاليل ولكن لم نعرف السبب، وأنا قررتُ البقاء مع أخي حازم وفي بداية الشهر الثالث كان يوجد حديث عن هجوم على إدلب، والفصائل كلها تريد الاجتماع والهجوم على إدلب، وأنا بدأت أفكر أنني لم أحضر معارك وادي الضيف وهل من المعقول أن أذهب إلى إدلب؟ وأنا تحدثت مع أصدقائي الذين كانوا من عمري وكنا نسهر سويةً وقلت لهم: ما رأيكم أن نعود وننضمّ؟ فقالوا: مع مَن؟ وقلت لهم: لا يوجد إلا لواء عباد الرحمن وبالرغم من كل ما فعلوه معي فلا يوجد في نظري إلا لواء عباد الرحمن، وقال لي: تحدّث معهم بما أنك تعرفهم، وقلت لهم: لماذا حتى أتحدث معهم؟ هيا نذهب جميعًا إليهم، ونحن كنا أربعة أشخاص وذهبنا مباشرة في وقت صلاة العشاء وذهبنا إلى أحد الجوامع وكان موجودًا الشيخ مراد ومعه شخصان وقلت له: يا شيخ مراد القصة كذا وكذا ويقولون إنه يوجد معركة على إدلب ولكن نحن نريد المشاركة في المعركة يعني الشباب معي مقاتلون وأنا مصوّر (إعلامي)، وقال: حسنًا لا يوجد مشكلة، وفرح مراد كثيرًا لهذه الطريقة التي جئته بها، وقال: يوجد لدينا الموضوع الأمني ويجب علينا أخذ أسماء الشباب حتى تحصل عليهم دراسة أمنية، وقلت له: لا يوجد مشكلة، وقال لي: أنت لا يوجد داعٍ حتى تسجّل اسمك لأنك معروف في اللواء ولكن فقط أسماء الشباب الذين معك. أعطيته أسماء الشباب الذين معي وقلت له: يا شيخ مراد أنا أريد الذهاب إلى إدلب، وقال: هذا وعد وأنا إذا ذهبت إلى إدلب فسوف تكون معي أو تذهب قبلي. 

والذي حصل أنه تحررت إدلب في نهاية شهر آذار (24-25 آذار/ مارس 2015- المحرر) واستمرت المعارك، وهنا كان يوجد شيء اسمه [غرفة عمليات] جيش الفتح وكان فيلق الشام مشاركًا بقوة إلى جانب أحرار الشام والفصائل الثانية وجبهة النصرة، واستمرت المعارك حتى وصولها إلى شهر آذار وهنا بدأت المعارك حول أريحا، وسألني أصدقائي: ماذا حصل معك؟ فقلت لهم: لم يأتِني خبر حتى الآن، وأنا استغربت أنه بعد تحرير أريحا في منتصف شهر أيار -الشهر الخامس- أن أحد أصدقائي هؤلاء الثلاثة اتصل معي عن طريق الواتساب وقال لي: جاءت الموافقة بالانضمام إلى لواء عباد الرحمن فيلق الشام، ولكن لم يأتِ اسمك مع الموافقة، وهنا أنا يئستُ وقرّرتُ عدم الانضمام إلى أيّ فصيل وقرّرت ترك العمل الإعلامي وهذا هو الذي حصل وأنا في هذه الفترة كنت أساعد أخي حازم ولكن كان عندي أمل بصراحة أن أعود إلى الإعلام والتغطية الحربية، ولكن بما أنه جاء الرفض من قيادة اللواء وأنا عرفت في ذلك الوقت، وبصراحة كتيبة بيت المعمار ليست كتيبة صغيرة داخل اللواء وهي عبارة عن العمود الفقري لعباد الرحمن، وأنا مباشرة أيقنت وقلت لوالدي -ونحن كنا نعمل في الدهان- قلت له: إذا جاءتك ورشات دهان فأنا جاهز حتى أذهب للعمل مع الشباب، وبالفعل هذا هو الذي حصل، وأنا تواصلت مع اثنين من أصدقائي كانا يعملان في الدهان، وقلت لهما: احتمال يأتينا ورش (عمل) حتى نذهب ونعمل بها، والذي حصل أننا بدأنا نعمل وخاصة في القرى القريبة من وادي الضيف التي هي تلمنس وجرجناز والغدفة ومعصران، وأغلب هذه القرى كانت متضررة جدًا بسبب الحرب التي حصلت، وبدأنا نعمل هناك في القرية وهنا بدأت التفكير في موضوع إكمال دراستي، وطبعًا هنا كانت جامعات الائتلاف الوطني منتشرة والمعاهد المتوسّطة، وقرّرت في الشهر السابع كان يوجد معهد متوسط في جرجناز تابع للائتلاف وقررت التسجيل فيه وذهبت ورأيت الإدارة وكانت الإدارة من عائلة الدغيم، وهو كان معهد إعداد مدرسين، معهدًا متوسّطًا، وقلت لهم: ما هو الترتيب والأوراق اللازمة؟ وطلبوا شهادة البكالوريا الثانوية ورسوم الاشتراك، وذهبت وأحضرت شهادتي الثانوية من المنزل وقدّمتها وقدّمت الاشتراك، وكان في ذلك الوقت 10,000 ليرة سورية، وسجّلت في المعهد المتوسط.

في الشهر السابع الذي كان هو آخر شهر رمضان، وفي نهاية شهر رمضان حصلت مشكلة كبيرة وهي من ضمن تدخّل جبهة النصرة في حياة المدنيين في المعرة، والمشكلة بدأت ونحن لدينا في آخر أسبوع في شهر رمضان يبدأ الناس بتوديع رمضان وهو عبارة عن إنشاد الناس على المآذن شوقًا لرمضان وأنه انتهى شهر رمضان وهل أنت عائد إلينا [يا رمضان] في السنة القادمة؟، وهذا الأمر يعتبره عناصر جبهة النصرة أنه بدعة، وحتى لاحقًا قال لي أحد عناصر جبهة النصرة قال لي: أنت إذا كفرت بالله لفظًا فهذا أفضل من أن تقوم بتوديع [رمضان]، وأنا استغربت من هذا الموضوع. 

والقصة بدأت أنه كان في وقتها آخر أسبوع وكان يوم جمعة، والتوديع يكون على صلاة العصر وصلاة العشاء وصلاة الفجر، وبعد صلاة العصر جاء أحد عناصر المحكمة الشرعية، وطبعًا المحكمة الشرعية مختلفة عن محكمة جبهة النصرة، وجبهة النصرة بعد أن سيطرت أصبح عندها محكمة خاصة بها بعيدًا عن محكمة المعرة، وجاء شاب من محكمة المعرة وقال لأحد المؤذنين في الحي الشمالي -يُدعى عبدو خشان وهو كبير في العمر- وقال له: يا عبدو يقول لك الشيخ أحمد علوان -الذي كان هو القاضي في المحكمة- أنه اليوم عليك التوديع على صلاة العصر، وقال المؤذّن: لا يوجد مشكلة، وهذا الرجل كان خائفًا كثيرًا، ولكن بما أن الأمر جاء من الشيخ أحمد علوان بدأ قبل الأذان بتوديع لرمضان وانتهى من التوديع وأذّن الجامع وصلّوا العصر، وبعد صلاة العصر وعند التسليم في آخر ركعة جاءت السيارة، وكان موجودًا فيها الشيخ فيصل بلاني، وهنا بدأ نجم الشيخ فيصل بلاني يلمع في المعرة وهو كان مع جبهة النصرة، لأن جبهة النصرة هي التي حررت وادي الضيف وجمال معروف والفصائل العلمانية كانت تقتات على وادي الضيف، ودخل فيصل بلاني إلى المسجد وأخذ الحاج عبدو الخشان وذهب، وأنا لم أكن شاهدًا على الحادثة ولكن الحادثة حصلت مقابل محل أخي حازم والجامع في حارة منزل عمتي الذي كنا نفطر فيه في شهر رمضان، وقبل أذان المغرب ذهبنا إلى الحارة وكان جميع الناس مُستغربين من الذي حصل، وقالوا لهم إن الحاج عبدة الخشان أخذته جبهة النصرة، وقلت له: من هو الذي أخذه فقالوا: الشيخ فيصل بلاني. 

وأنا هنا بدأت أتواصل مع أصدقائي حتى نعرف مكانه، ولكن لا أحد يعرف، وقلنا لهم: اليوم لا يجب على أحد أن يؤذن في الجامع ويجب أن يبقى الجامع مغلقًا، وذهبنا إلى الإفطار وبعد الإفطار أنا تواصلت مع الشيخ أحمد علوان عن طريق الماسنجر ولم يردّ عليّ، وكان يوجد سوبر ماركت (متجر) موجود في الحارة وذهبت حتى أحضر منه بعض الأغراض، فوجدت الشيخ أحمد علوان موجودًا في المحل وقلت له: يا شيخ القصة كذا وكذا، هل أنت من أخبر الحاج عبدو أن يقوم بالتوديع؟ فقال: طبعًا لأن التوديع هو عادة وليس عبادة، وجبهة النصرة عندما تقول: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منا فهو عليه رَدّ، طبعًا هذا لأنه أمر ليس في الدين يعني نحن لا نبتدع شيئًا من الدين، وأنا حفظت هذا الكلام في عقلي وأصبحت أتحدث به في الشارع، وفي البداية بدأت أبحث عن الحاج عبدو الخشان ونحن كان عندنا منشد في المعرة اسمه أبو النصر خشان هو قريبه، رآني وقال لي: ماذا سوف نفعل يا عبد القادر؟ فقلت له: علينا الذهاب إلى مقر جبهة النصرة في البداية، وكان المقر في المركز الثقافي الجديد الذي حصلت فيه سابقًا مجزرة الأمن السياسي، وذهبنا إلى المقر وكان يوجد عناصر لجبهة النصرة وقلنا لهم: هل أبو تاج القطيني موجود؟ -وطبعًا أبو تاج هو أحد القياديين وله كلمته في المعرة- وقالوا: غير موجود ماذا تريدون؟ فقلنا لهم: القصة كذا وكذا، أين هو عبدو الخشان؟ فقالوا: ليس عندنا، وبعدها ذهبنا إلى المركز الثاني الموجود في البنك الجديد الذي كان سابقًا مركزًا للرائد منديل، ودخلنا وقلنا: أين هو عبدو الخشان؟ وطبعًا البنك هو عبارة عن مخفر صغير ويوجد فيه المحكمة والسجن، وسألناهم عن عبدو فقالوا: نحن لا نعرف، وذهبنا إلى منزل أبو تاج القطيني وطرقنا عليه الباب وجاء، وقلنا له: القصة كذا وكذا أين هو عبدو الخشاني؟ وقال: أنا لا أعرف ولكنني سوف أبحث الآن، وطبعًا بعد ثلاث ساعات حتى ردّ الخبر وقال إن الشيخ فيصل بلاني الذي هو غير منضمّ إلى جبهة النصرة هو الذي قام بخطف الرجل ونحن لا يوجد عندنا علم بالموضوع، فقلنا له: أين هو الآن؟ فقال: الآن هو موجود في البنك أو المركز الثقافي، يعني في أحد مقرات جبهة النصرة، وقلنا له: نحن ذهبنا إلى هناك ولكن يقولون إنه غير موجود، فقال: هو هناك ولكن فيصل بلاني أبلغهم بعدم إخبار أحد، فطبعًا هنا فيصل بلاني كان هو اليد الضاربة للنصرة لأن جبهة النصرة كان يوجد فيها الكثير من الغرباء ولكن فيصل بلاني هو أحد أبناء مدينة معرة النعمان، وبصراحة الذي أضرّ بالثورة عندنا هم أبناء المدينة. 

ولاحقًا حصلت الكثير من المشاكل ويكون أبناء المدينة هم رأس الحربة في الهجوم، وعندما قال لي الشيخ أحمد علوان قبل ثلاث ساعات إنه لا يوجد مشكلة في توديع شهر رمضان، أنا قلت لأبو النصر خشاني: علينا الذهاب لتوديع [رمضان]، وقال: انظر ماذا فعلوا مع عبدو الخشاني، فقلت له: نحن أخذنا فتوى وصكًّا شرعيًا من أحمد علوان الذي هو قاضي محكمة معرة النعمان أن التوديع لا يوجد فيه شيء، وأنا اتصلت مع بعض الإعلاميين عندنا في المعرة ولم يأتِ أحد منهم لأن الجميع كان خائفًا إلا شبكة "المعرة الآن"، خالد الجربان، وقام خالد بإحضار كاميراته وجاء، وهنا أذّن العشاء وقبل أذان العشاء ذهبنا إلى الجامع وقلت لمؤذن الجامع وهو قريبي قلت له: يا أبو محمود أنا أريد التوديع، فقال نحن لا نريد مشاكل، فقلت له: نحن سوف نودّع وحدنا، وبدأنا بالتشويق والتوديع وبدأت الناس تأتي إلى الجامع للمشاركة في التوديع. 

والذي حصل أنه قبل أن يخرج عبدو الخشان نحن كنا في المسجد وصلينا العشاء وبعدها صلينا التراويح وخرجنا من الجامع وبدأنا بمظاهرة وكان أغلب الشباب المشاركين يعني هم خرجوا ضد جبهة النصرة وأنا وشخص اسمه نور منديل ونحن كنا الشخصين اللذينِ نحرّك الناس ونقول: لا نريد جبهة النصرة، وبدأت الهتافات تعلو ونقول [فيها]: النصرة تطلّع برّا (خارج المدينة)، ولكن الهتاف الجديد هو مطالبة المتظاهرين بخروج فيصل بلاني من المعرة لأنه كان أساس المشكلة، وانتهى اليوم الأول ونحن بعد المظاهرة كل شخص ذهب إلى منزله، وتفاجأنا الذي حصل أن جبهة النصرة بدأت تسأل عن الأشخاص الذين شاركوا في المظاهرة وأحد الأشخاص الذين شاركوا معنا في التوديع كان عنده شقيق توأم ويشبهان بعضهما كثيرًا، ودخلت جبهة النصرة إلى محله -وكان محله في ساحة الجامع الكبير- وسألوه: أين غياث؟ فقال لهم -وهو نفسه كان غياث- فقال لهم: لا أعرف، فقالوا له: عندما يأتي أبلغه أن جبهة النصرة تريده، وسألهم: لماذا؟ فقالوا له: لأجل التوديع، وهو قام بإخبار جميع رفاقه أن جبهة النصرة تسأل عن شباب التوديع، وانتهى اليوم الأول. 

واليوم الثاني كان هو يوم التحدّي بيننا وبين جبهة النصرة، وعلى أذان العصر وقبل ساعة ذهبت إلى الجامع الكبير وأيضًا تواصلت مع الإعلاميين -ومع الأسف لم يأتِ أحد منهم- ومباشرة ذهبت إلى قريبي وقلت له: يا أبو محمود اليوم أنت عليك التوديع، فقال: البارحة أنت رأيت ماذا حصل من مشاكل، فقلت له: الموضوع عندي وأي أحد يسألك فقل له: هذا عبد القادر [هو المسؤول عن ذلك]، ودخل إلى غرفة المؤذن وبدأ بقراءة سورة الطارق وعندما بدأ بقراءة سورة الطارق دخل عنصر من جبهة النصرة من أبناء المدينة، وطبعًا هذا العنصر كانت يده وقدمه مقطوعتين وقام بتركيب أطراف صناعية ولديه دراجة نارية لها إطارات مساعدة، ودخل إلى الجامع من الباب الشرقي وجاء إلى أمام غرفة المؤذن وأنا كنت أقف على الباب وكنت أغلق الباب وكنت أمسك بالهاتف وأصوّر أبو محمود لأن صوته كان جدًا جميلًا، وجاء [ العنصر] ودفعني وقال: ابتعد من أمامي، سألته: لماذا؟ وقال: هذا يقوم بالبدعة، وطبعًا وهو كان يتحدث بالعربية الفصحى، فقلت له: انتظر حتى ينتهي، وذهب ثم جاء مرة ثانية ودفعني ولكن هذه المرة دفعني بقوة، وقال لي: يا شيخ أنا أقول لك ابتعد حتى أطفئ الميكرفون، وهذا الشخص يُدعى أبو الزهراء، وهنا خرج صوته على الميكروفون وأصبح واضحًا وفي منتصف سورة الطارق توقّف أبو محمود عن تلاوة القرآن وقال: ماذا يحصل؟ فقال له أبو الزهراء: تفضّل معنا يا أبو محمود، وأنا قلت له: إلى أين؟ وهنا عندما بدأ أبو محمود بقراءة القرآن بدأ الناس يتجمّعون وأنه يوجد توديع اليوم وكان يوجد الكثير من الناس موجودون وأنا سألته: إلى أين سوف يذهب معك؟ فقال: إلى الأمنيّة، وطبعًا هنا جميع الشباب الموجودين قالوا له: سوف نذهب جميعًا، ونظر أبو الزهراء إلى الشباب وقال: من الذي تحدث؟ فقلنا له: جميعنا تحدثنا، فقال: حسنًا اعملوا وكثّروا (للتهديد) وخرج خارج المسجد ونحن بدأنا بالتوديع، وأبو محمود بدأ يخاف بشدّة وقال: يا عبد القادر أنا قلت لك إننا لا نريد المشاكل، فقلت له: لا يوجد مشاكل ونحن جميعنا موجودون حولك، وبدأنا بالتوديع وأثناء التوديع سمعنا أصوات تلقيم بنادق كلاشنكوف داخل حرم الجامع، والشباب الموجودون خارج الغرفة بدؤوا يقولون لنا: اقطعوا البث وأغلقوا المايكروفونات لأن جبهة النصرة جاءت، ونحن انتهينا من التوديع وخرجنا خارج غرفة المؤذن وكان تقريبًا يوجد بحدود 15 عنصرًا تابعين لجبهة النصرة جميعهم مسلحون وأغلبهم كان ملثمًا ولكن كان يوجد ثلاثة أشخاص كانوا على رأسهم ومنهم أبو الزهراء والشخص الثاني هو جرير منديل وكان يلقّب نفسه أبو أسامة الشوكاني وكان يوجد شخص ثالث، وهذا بعد المشكلة أصبح يوجد معي عداوة شخصية [معه] وهو عبد الله نفوس، وهؤلاء الأشخاص الثلاثة كانوا موجودين، وأول كلمة قالها جرير منديل: يا شباب أي أحد يريد التوديع فسوف أحرقه في داخل المئذنة، في قلب غرفة المؤذن، وأنا جئت إليه -وأنا وجرير كنا أصدقاء سابقًا- وقلت له: أنت تتكلم كلامًا أكبر منك اذهب أنت وجماعتك خارج المسجد لأن هذا الأمر الذي تفعلونه هو حرام، فقال: يا عبد القادر أنت ليس لك علاقة، فقلت له: أنا الذي لي علاقة وأنا صاحب المشكلة كلها، وهنا قال لهم عبد الله نفوس: من هو هذا الذي يتحدث؟ فقالوا له: هذا عبد القادر لهيب، والشخص الثالث الذي هو أبو الزهراء قال: هذا دفعني وقال لي افعل ما تريد، وبدأت جبهة النصرة تحاول الهجوم على الأشخاص وكانوا يريدون أخذنا جميعًا إلى المُعتقل، والذي حصل أنه بدأ اشتباك بالأيدي مع الأهالي وأحد الأشخاص قام بضرب عبد الله نفوس على وجهه وتدخّل وجهاء من المعرة وقادة الفصائل الموجودون في المسجد، ومنهم مراد تناري ويوجد شخص من جبهة النصرة قال: أنا سوف أحاججك يا عبد القادر، فقلت له: على ماذا؟ فقال: أنت كيف تقول للناس إن التوديع ليس بدعة؟ فقلت له: يا شيخ الموضوع هو أن أحمد علوان أعطانا فتوى أن التوديع ليس بدعة وهو عبارة عن عادة من عادات الأهالي، فقال: حسنًا كما تريد، وأنت اعمل وكثّر (للتهديد)، والذي حصل أنه انسحبت جبهة النصرة من الجامع ولم يصلّوا وكان دخولهم فقط للترهيب، ونحن صلّينا وخرجنا من الجامع.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/03/16

الموضوع الرئیس

سلوك جبهة النصرة

كود الشهادة

SMI/OH/12-22/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

النصف الأول 2015

updatedAt

2024/04/20

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-مدينة معرة النعمان

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جبهة النصرة

جبهة النصرة

الهيئة الإسلامية للقضاء - محكمة معرة النعمان

الهيئة الإسلامية للقضاء - محكمة معرة النعمان

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة