الحراك المدني ضد جبهة النصرة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:24:27:16
استمرّينا في المظاهرات وكانت المظاهرات بشكل يومي، يعني بعد أن كانت مظاهراتنا في الظُّهر قلبنا وقتنا وأصبحت -وخاصة في بداية الصيف في بداية الشهر الخامس تقريبًا- وأصبحت بعد العصر، وهنا جبهة النصرة بدأت تضغط على المتظاهرين، يعني أصبح يوجد ملاحقات لبعض المتظاهرين، وكان دائمًا عبد الله النفوس يراقبني بشكل مباشر لي، وخاصة أنه كان يوجد سابقًا مشكلة مع جبهة النصرة، وأصبحوا يتهجّمون على المتظاهرين وحتى عبر الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي، كان التهجّم كثيرًا، وغير ذلك كانوا يتهجّمون على النساء المتظاهرات الموجودات في المظاهرة، يعني نحن في كل مظاهرة أقلّ يوم يكون فيه 20 امرأة موجودة، وهذه المظاهرات التي استمرّت وفي أحد الأيام في الشهر الخامس أو السادس تفاجأنا أنه قبل أن نخرج إلى المظاهرة وصلنا خبر أن جبهة النصرة سيطرت على ساحة الحزب، يعني من قِبل عناصر جبهة النصرة من أبناء المدينة وقاموا بإنزال إعلام الثورة وأعلام الفرقة 13 ورفعوا الرايات السوداء، وطبعًا راية جبهة النصرة في تلك الأيام كانت هي عبارة عن راية سوداء كاملة ومكتوب عليها: لا اله إلا الله محمد رسول الله وتحتها مكتوب جبهة النصرة لأهل الشام، ونحن قررنا تركهم وخرجنا في المظاهرة الساعة 5:00 عصرًا ووصلنا إلى ساحة الحزب وبالفعل لم تكن موجودة أعلام الثورة وكانت الرايات السوداء موجودة على الأعمدة الموجودة في ساحة الحزب، وكان يوجد بعض الشباب النشيطين وتسلّقوا الأعمدة وقاموا بإنزال أعلام جبهة النصرة ورفعوا أعلام الثورة والفرقة 13، وطبعًا نحن حاولنا بشكل مباشر [طيّ الأعلام] حتى لا تحاول جبهة النصرة استغلال هذا الوضع لأنه مكتوب على الأعلام شعار لا اله إلا الله، وعندما كان الشباب موجودين على الأعمدة قلنا لهم: لفّوا الرايات السوداء وأنزلوها مباشرة ولا تقوموا برميها، وبالفعل تم إنزال الرايات بشكل جدًا هادئ، وهذا الأمر أنا قمت بتصويره في ذلك اليوم وقمت بتحميل هذا المقطع على اليوتيوب وكتبت: المتظاهرون ينكّسون أعلام جبهة النصرة في معرة النعمان، وهنا إحدى النساء وجّهت رسالة إلى جبهة النصرة أنه: لا تأخذوا الدّين أنه أنتم تعملون بالدين كما تشاؤون، وكان كلامها جدًا عامّيًا ولكنها كانت رسالة قوية أنه: أنتم تقتلوننا باسم الدين وباسم لا اله إلا الله ولا تعرفون حُرمتها، وفي المقابل كان موجودًا رحمو العابدين الذي كان في السابق مع عباد الرحمن الذي كان منتسبًا إلى الفرقة 13 بعد العديد من المشاكل أيضًا هذا الشاب وجّه رسالة وقال لهم إنه: لا اله إلا الله هي لنا وأنتم لا يوجد لكم شيء، والذي حصل أن أحد المتظاهرين قال: يجب علينا أن نقوم بعمل ضد شعار جبهة النصرة وهو بتمزيق هذه الراية بالطريقة التالية: وهي أن نجعل شعار لا اله إلا الله الذي كان موجودًا في منتصف الراية ونقوم بإزالة شعار جبهة النصرة من الراية السوداء ونحرقها، وبالفعل حصل هذا الأمر وقام أحد المتظاهرين بإحضار سكين وقام بقص راية جبهة النصرة ورفعنا فقط الراية السوداء المكتوب عليها لا اله إلا الله خلال المظاهرة، وقمنا بتصوير هذا الأمر حتى لا يتحجّج (يتذرّع) عناصرهم بأننا نحارب الدين، بالعكس نحن موجودون ونحن مسلمون.
اللافتات التي كنا نرفعها كانت دائمًا جبهة النصرة تقوم بالتعليق عليها، يعني كانوا دائمًا يأخذون أي لافتة نحن نرفعها ويقولون: انظروا ماذا يرفعون عناصر الفرقة 13، ومثلًا في إحدى المرات كان لدينا خلال الـ 100 يوم قمنا بحملة سمّيناها "حملة أحفاد المعرّي" للتأكيد على المظاهرات ضد جبهة النصرة لأننا استمرينا فيها لمدة 100 يوم وتم دعوة جميع عناصر الفرقة 13 الموجودين في باقي القرى وبالفعل جاؤوا وخاصة من أهل جبل الزاوية وخان شيخون والغدفة، وجميعهم جاؤوا إلى المعرة وفي يومها خرجت مظاهرة وكانت كبيرة في اليوم المئة، في يوم حملة أحفاد المعري، وفي هذه المظاهرة رفعنا الكثير من اللافتات وأنا كتبت في هذا اليوم أكثر من 10 لافتات، وأيضًا يوجد لافتات أحضرها أهالي القرى معهم من عناصر الفرقة [13]، وجبهة النصرة بدأت تأخذ اللافتات وتقول: انظروا أحفاد المعري، وطبعًا نحن أخذنا من أحفاد أبو العلاء المعري ورفعنا اللافتة وكان مكتوبًا فيها: وأيُّ عظيمٍ رامَ أهلُ بلادنا فإنا على تغييره قُدراءُ، يعني مهما كان عظيمًا فنحن نستطيع أن نقول له: لا، ونستطيع تغييره، وجبهة النصرة هاجمتنا من هذه الطريقة، وكانت تقول وعلّقت تعليقًا جدًا مسيئًا وقالت: أبو العلاء المعري لم يكن له أولاد ومن أين جاء أحفاده؟ أكيد هؤلاء أحفاد زنا، وكان هجومهم جدًا كبيرًا، وطبعًا الهجوم لم يتوقف على عناصر الفرقة 13 ودائمًا كان الهجوم موجودًا على العناصر والنساء بشكل خاص، ونحن استمرّينا وهذا الشيء كان يعطينا إصرارًا أننا على الحق وأننا ضد جبهة النصرة، وطبعًا بعدها بدأنا نكتب لافتات وكانت هي عبارة عن رسائل ونقول لهم: نحن أحفاد محمد وأحفاد عيسى وموسى وأحفاد المعري، يعني نحن دائمًا كنا نركّز على هذه النقطة حتى نُريَهم أنهم هم الذين على خطأ، وكانوا يتهجّمون على الشهداء عندنا، وفي ساحة الحزب كان على أحد جدران ساحة الحزب والجدار المقابل لمدرسة ثانوية البنات كان مكتوبًا أسماء الشهداء وعلى أحد جدران مركز الحزب مكتوب أسماء الشهداء ومن بينهم الشهداء الذين سقطوا على يد جبهة النصرة، وفي أحد الأيام جئنا ورأينا أنه مكتوب: شهداء الدولار، وخاصة على الأسماء التي قتلتها جبهة النصرة، وأيضًا هنا كانوا مُسيئين ونحن رددنا عليهم وكتبنا في اللافتات في البداية وبعدها مقاطع مصورة أنه: أنتم أصبحتم الآن تعملون مكان الربّ وتحدّدون من يذهب إلى النار أو الجنة، وطبعًا هنا جبهة النصرة أصدرت بيانًا وهو كان أول بيان، و[قالت:] إن هذا الأمر (الإساءة للشهداء) هو فعل خاطئ وفردي ونحن ليس لنا علاقة لأن الأمر كان جدًا مسيئًا لأن أسماء الشهداء الذين كان مكتوبًا بجانبهم شهداء الدولار هم كانوا عناصر موجودين منذ بداية الثورة وقبل أن يُخلق أبو محمد الجولاني ويُخلق تنظيمه ويُخلق تنظيم القاعدة في سورية.
نحن استمرينا بالمظاهرات حتى الشهر التاسع عندما بدأ الحديث عن موضوع جيش إدلب الحر، وتواصل معنا أبو محروس المقدم أحمد سعود وقال إنه الآن يوجد تشكيل جديد سوف يتم تشكيله، وبصراحة كان هذا التشكيل هو المسمار الذي دُقّ في نعش الفرقة 13، والفرقة 13 كانت أحد مكوّنات فصيل جيش إدلب الحر، ونحن حاولنا في المظاهرات أن نبيّن أن جيش إدلب الحر هو اللبنة الأولى في التوحّد والاجتماع لأننا كنا نظن أن جيش إدلب الحر سوف يكون قوة رديفة لنا، وهو متألف من ثلاثة فصائل وهي: الفرقة 13 بقيادة المقدم أحمد سعود، والفرقة الشمالية بقيادة المقدم فارس بيوش، ولواء صقور الجبل بقيادة النقيب حسن حاج علي، وطبعًا النقيب حسن حاج علي هو الذي استلم قيادة جيش إدلب الحر ونحن لم نعرف السبب، لأنه كان يوجد ضباط أعلى منه في الرتبة، ولكن كان حسن حاج علي هو الذي سوف يستلم قيادة الجيش، والذي كان يستلم المجلس العسكري هو العقيد عفيف سليمان الذي شكّل أول فصيل في إدلب ونحن اعتبرنا هذا الفصيل أنه قوة لنا وسندنا في المظاهرات.
وتفاجأنا في أحد الأيام بعد أن انتهينا من المظاهرة ضد جبهة النصرة طلبَنا جماعة جيش إدلب الحر وقالوا: غدًا يوجد اجتماع مع قيادة الجيش كإعلاميين بشكل عام ونحن الذين كنا موجودين في المعرة وخاصة الذين غطّينا المظاهرات ضد جبهة النصرة، كنا أنا وعبد الرحيم دائمًا مع بعضنا، عبد الرحيم معمار، وجاء لاحقًا من المناطق المحاصرة من ريف حلب الشمالي محمد منصور والشهيد نورس قيطاز، ونحن الأربعة بقينا موجودين كإعلاميين في المعرة تابعين للفرقة 13، وبالفعل في اليوم الثاني ذهبنا إلى كفرنبل وكان مركز الجيش (جيش إدلب الحر) في كفر نبل، ووصلنا إلى مقر قيادة جيش إدلب الحر وقلنا لهم إنه: نحن إعلاميو الفرقة 13، فقالوا: انتظروا قليلًا، وفي البداية جعلونا ننتظر على الباب، وكان الأمر مَعيبًا بعض الشيء، ولكن كنا نظن أنها سياسة وأنه هكذا هو تنظيم جيش إدلب [الحر] ونحن انتظرنا مدة خمس دقائق وبعدها دخلنا إلى مقر الجيش وهو كان عبارة عن هنغارات (حظائر) وكان محصّنًا جدًا، وجلسنا في الداخل وكان يوجد الكثير من الإعلاميين من أغلب الفصائل، ونحن كنا نتحدث عن ثلاثة فصائل كانت منتشرة بشكل كبير في ريف إدلب الجنوبي وجنوب إدلب، وكنا بحدود 25 إعلاميًا موجودين، ونحن أربعة إعلاميين من معرة النعمان، ثم وصلنا إلى مكتب القيادة وقلنا لهم: نحن إعلاميّو الفرقة 13 فقالوا: تفضّلوا اجلسوا في المكتب، وجلسنا، وهو كان عبارة عن هنكار ويجلس فيه الكثير من الشباب، وكانوا يأكلون في وقت الغداء وقالوا لنا: تفضّلوا على الغداء، وقلنا لهم: لا نريد أن نأكل، وبعد خمس دقائق دخل النقيب حسن حاج علي الذي هو قائد جيش إدلب الحر والمقدم فارس بيوش، وطبعًا المقدم فارس بيوش كانت علاقته جدًا جيّدة مع الفرقة 13 في تلك الأثناء، ثم سلّم علينا وعرّف عن نفسه [أنه] النقيب حسن حاج علي، وهذه أول مرة نراه، وبدأ يتحدث لنا عن أساسيات الجيش وأن الجيش (جيش إدلب الحر) تشكّل للدفاع عن الثورة والدفاع عن عناصر الثورة وأبناء الجيش الحر، وكان كلامه بشكل عام هو كلام أي قائد فصيل وأنه: نحن هنا موجودون لحماية الثورة ولاستمرارية الثورة، وغيره.
وعندما وصل إلى موضوع الإعلاميين قال: أنتم كإعلاميين لجيش إدلب الحر يجب أن تكونوا الصورة التي تعكس جيش إدلب الحر للإعلام، وأول طلب طلبه -والجميع استغرب منه- وقال: حتى صفحتكم الشخصية على الفيسبوك لا يجب أن تنشروا عليها شيئًا، وهنا أغلب الشباب كانوا يقولون له: يا سيادة النقيب نحن إعلاميون ويوجد صفحات إعلامية موجودة لجيش إدلب الحر ولكن هذه صفحاتنا الشخصية ونحن ننشر عليها ما نريد وننشر عليها الشعر والقصص وأي شيء نريده لأن اسمها صفحة شخصية وليس اسمها صفحة جيش إدلب الحر، وقال: أنتم تمثّلون جيش إدلب الحر ويجب أن تفعلوا ذلك، وهنا أنا قلت له: يا سيادة النقيب هل يمكنني الحديث قليلًا؟ فقال لي: تفضّل، وقلت له: أنا من معرة النعمان من الفرقة 13 ومعي أصدقائي عبد الرحيم ونورس ومحمد منصور، فقال: أهلًا وسهلًا، وكان المقدم فارس يعرفني وقال: أهلًا يا عبد القادر، وقلت له: من أجل موضوع كلامك عن الصفحة الشخصية يعني نحن عندنا في المعرة كل يوم لدينا مظاهرة ضد جبهة النصرة وأنت إذا دخلت إلى صفحتي الشخصية سوف تجد المئات من اللافتات ضد جبهة النصرة، وماذا يجب أن أفعل فيها؟ هل أحذف الصفحة وأفتح صفحة جديدة؟ فقال: إذا اضطرّ الأمر فيجب عليك أن تفعل ذلك، فقلت له: أنا لا أفعل ذلك لأن هذا هو تاريخنا ونحن نعتزّ به في الفرقة 13، وهنا المقدم فارس بيوش تدخّل مباشرة فقال: أنتم جماعة المعرة لديكم الكثير من المشاكل وسوف نقوم ببحث ودراسة جديدة خاصة بأهل المعرة، ونحن هنا أحسسننا أننا منبوذون داخل الجيش وكان الجميع ينظر إلينا نظرة ازدراء لأننا نتحدث ونتكلم عن المجاهدين بشكل عام.
وبصراحة وحتى كان يوجد غرفة إعلامية موجودة على الواتساب لإعلاميي جيش إدلب ونحن في إحدى المرات رفعنا لافتة وكتبنا فيها: العمليات الانتحارية، وكنا نوجّه أن هذه العمليات الانتحارية يقودها "استجحاشي" وينفّذها "استجحاشي" ويخطط لها عميل والهدف هو لصالح النظام، و أحد الأشخاص قام بتصوير اللافتة من الإعلاميين وهو كان من كفرنبل -وأنا أتحفّظ على ذكر اسمه لأنه هو شخص جيد ولكنه في تلك الأثناء كان جدا سيئًا معنا- وقام بتصوير اللافتة ونشرها على غرفة إعلاميي جيش إدلب الحر وقال: شاهدوا ماذا يتحدث عناصر الفرقة 13 عن الاستشهاديين، هو طبعًا نحن كانت رسالتنا لعناصر الجبهة (جبهة النصرة) لأنه نحن الآن أصبحنا في القرن العشرين ويوجد عدة وسائل حتى تقوم بتفجير السيارات الاستشهادية، ولكن نحن كنا ضد هذه الفكرة وكان يوجد عدة أفكار عن موضوع السيارات المفخخة وخاصة أن التفجيرات كانت تقوم بها "داعش"، وحصل الكثير من الجدال القوي، وفي تلك الأثناء أحد الإعلاميين الموجودين معنا من الفرقة 13 قام بشتم هذا الإعلامي وشتم جيش إدلب الحر وشتم قائد جيش إدلب الحر وقال: نحن سوف نبقى مستمرّين بمظاهراتنا ولا أحد يستطيع أن يتحدث معنا، وبعد يومين استدعانا النقيب حسن قائد جيش إدلب الحر وقال: أنتم جماعة المعرة -وعندما كان يقول: أنتم جماعة المعرة وكأنه كان يزدرينا بطريقة جدًا سيئة- وقال: سوف نقوم بإيقاف المظاهرات عندكم وأي إعلامي يقوم بتصوير المظاهرة سوف يتم طرده ومحاسبته في الجيش، ونحن وقفنا في صف واحد وقلنا له: هل هذا هو الذي توصّلتم إليه بعد الدراسة الطويلة؟ فقال: نعم، وأنا كنت في هذه الأثناء -وفرضوا علينا على عناصر الفرقة والإعلاميين الذهاب إلى جبهات القتال في ريف حماة والساحل وحلب- وأنا كنت في ريف حلب وأخبرني الشباب أنه سوف تحصل مظاهرة اليوم وقلت لهم من أين يأخذون اللافتات حتى يكتبوا عليها، وكتبوا اللافتات وخرج جميع الإعلاميين التابعين للفرقة 13 والتقطوا صورة "سيلفي" من داخل المظاهرة وكتبوا: هذه الصورة تؤكد استمرار ثورتنا وتغطيتنا للمظاهرات ضد جبهة النصرة وهي لا تزال مستمرة وهذه الصورة كان ينقصها عبد القادر، وكانت الصورة جدًا قوية ورسالة حادة لقائد جيش إدلب الحر النقيب حسن حاج علي أنه: نحن سوف نستمر بمظاهراتنا رغم الشيء الذي تفعلونه.
خلال المظاهرات التي كنا نقوم بها ضد تنظيم القاعدة وجبهة النصرة كان دائمًا تحليق الطائرات موجودًا وحتى في إحدى المرات حصلت مجزرة في سوق الخضار ونحن كنا موجودين في المظاهرة وشنّت الطائرات الروسية غارة على سوق الخضار وحصلت مجزرة وسقط فيها أكثر من 20 شهيدًا وأغلب الشهداء كانوا أشلاء يعني نحن في وقتها رفعنا لافتات أنه: نحن الذين نتظاهر ضد تنظيم القاعدة وضد الإرهاب تقوم روسيا الإرهابية بقصفنا، وللأسف لم يقف أحد معنا والفصائل لم تقف معنا أبدًا، وخرجت بعض المظاهرات في سراقب نصرةً للمعرة وفي كفر نبل خرجت مظاهرتان، ونحن خرجنا في مظاهرة إلى كفر نبل ضد جبهة النصرة ونحن كنا وحيدين بصراحة، وخاصة في يوم أحفاد المعري وقلنا لهم: نحن مستمرّون لمدة 100 يوم ولم نجد أحدًا معنا أو يقف معنا.
حصلت معنا مشكلة مع إحدى القنوات الإعلامية وهي قناة الجزيرة، ونحن كنا نريد أن نقوم بالبث المباشر على القناة في مظاهرة المئة يوم لأن الأعداد كانت جدًا كبيرة، وهم قالوا: نحن نريد التواصل معكم لأجل البثّ المباشر، والشباب الذين كانوا يتواصلون معهم هم إعلاميون سابقون وخاصة من أيام المظاهرات، وقالوا لهم: نحن سوف نقوم بالبثّ المباشر ولكن ما هي فحوى الهتافات؟ فقالوا: إن الهتافات سوف تكون ضد تنظيم القاعدة، وبصراحة هنا كادر الجزيرة اعتذر من الأصدقاء لأنه كان يوجد صلة جيدة بين الشباب الإعلاميين وقالوا لهم: نحن نعتذر ولو أن المظاهرات ضد النظام فنحن سوف نقوم ببثّها، فقالوا لهم: سوف يكون هناك هتافات ضد النظام ولكن أغلب الهتافات سوف تكون ضد تنظيم القاعدة وضد جبهة النصرة، واعتذر كادر الجزيرة، ونحن رفعنا لافتة كتبنا فيها أنه: لا يوجد أحد من الإعلام، وكانت القناة الوحيدة التي تقوم بالتصوير وتعرض مظاهراتنا هي قناة "الآن" وأحيانا قناة "العربية" كانت تأخذ البعض من مظاهراتنا ولكن الإعلام كان يرفض التواصل معنا أو التصوير، وكان يوجد الكثير من التقارير التي يتم عملها من داخل المظاهرة ولكن لم يكن الإعلام يأخذها، والمظاهرات (اللافتات) التي كنا نكتبها باللغة الإنجليزية وصلت كثيرًا وحتى صحيفة "واشنطن بوست" كتبت أن معرة النعمان تخرج بمظاهرة ضد تنظيم القاعدة وكان يوجد كلام في أمريكا وكانوا يتحدثون كثيرًا عن مدينة معرة النعمان وكانوا يريدون أن يعرفوا لماذا تتظاهر هذه المدينة ضد تنظيم القاعدة ولم يكن يوجد أحد يعرف القصة، ونحن من خلال اللافتات التي كنا نوجّهها كانت الرسائل تصل، يعني العُزلة التي فُرضت علينا كانت جدًا قوية، وآخرهم كان هو جيش إدلب الحر، وجيش إدلب الحر فرض علينا عدم المشاركة في المظاهرات وعناصر الفرقة 13 الذين كانوا موجودين في المظاهرة كان يتم إرسالهم إلى الجبهات دائمًا، وفي هذه الأثناء بدأت الأعداد تصبح قليلة ولكن المظاهرات استمرت وأنا كنت أنزل من ريف حلب في فترة العصر وأجد المظاهرة قائمة وأشارك فيها ونهتف، وكانت الهتافات جيدة وحتى إنه تم تأليف بعض الأغاني ضد جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، وهذه الأغاني شاركنا فيها من خلال كل المظاهرات وكنا نطالب جبهة النصرة وجند الأقصى أن يعيدوا سلاحنا حتى نعود إلى الجبهات ونقاتل.
السبب الرئيسي الذي أوقف المظاهرات كان هو جيش إدلب الحر لأنهم لم يستطيعوا إيقافها بأي شكل حتى بالقصف الروسي ونحن أغلب المظاهرات التي كنا نبثّها على اليوتيوب والفيسبوك كانت دائمًا رؤوس المتظاهرين تنظر إلى السماء ويراقبون الطائرات ودائمًا الطائرات كانت تحلّق فوقنا وكانت النصرة كانت تأخذ هذا الأمر حجّة علينا أنه: شاهدوا عملاء أمريكا يتظاهرون والطيران فوقهم ولا يقصفهم، يعني هم كانوا يريدون أن تقصفنا الطائرات حتى نموت.
بعد أن تم تأسيس جيش إدلب الحر طلب من المقدم أحمد سعود القدوم إلى جيش إدلب الحر، وهو في البداية لم يكن يفكّر بالذهاب حتى يرى الأمور إلى أين ذاهبة ولكن بعد أن وضع تحت الأمر الواقع أن جيش إدلب الحر والمظاهرات سوف تضعف قليلًا نزل المقدم أحمد سعود في الشهر العاشر، وعندها أنا قررت أن أذهب إلى تركيا للمرة الأولى، وأنا عندما رأيته في المرة الأولى قلت له: أنا أريد الخروج، فقال: لماذا تريد الخروج؟ فقلت له: لأجل النزهة، وهنا كانت عمليات التهديد مستمرة وخاصة من عبد الله النفوس وهو أكثر من مرة لاحقني بسيارته وبدراجته النارية وأنا أكثر من مرة لحقت بي سيارات، وقلت له: أنا أريد أن أخرج ولا أريد الظهور في هذه الفترة، وطبعًا في تلك الأثناء في أثناء المظاهرات نحن كثيرًا من الأوقات لا ننام في المنازل، يعني مثلًا في أحد الأيام بعد هجوم جبهة النصرة وبعد أن تم طردهم خارج المدينة نحن وصلنا خبر تقريبًا الساعة 12 ليلًا أنه يجب علينا أن نخرج خارج المدينة لأن جبهة النصرة سوف تقتحم [منازلنا]، طبعًا هذه التهديدات كانت دائمًا تصلنا وقالوا إنهم رأوا أرتالًا لجبهة النصرة متوجّهة باتجاه المعرة من الجهة الشمالية باتجاه الجنوب ومن الجهة الغربية، وأنه يجب علينا الخروج، وأحد الأشخاص قال إن أرتال جبهة النصرة مرت من حاجز مسايا وهو مدخل معرة النعمان من الجهة الشمالية الغربية، وأنا أغلب الأحيان لا أنام في المنزل، وفي هذا اليوم خصوصًا ذهبت مباشرة الساعة 1:00 ليلًا، وطبعًا أخبرت والدي وكان والدي جدًا منزعجًا ومريضًا وقلت له: أنا أريد أن أذهب إلى المكان الذي أسهر فيه مع رفاقي، وهو عبارة عن قبو ومَرسَم سابق كنا نسهر فيه، وقلت له: لا تفعل بي كما فعلت مع جمعة وتقوم بتسليمي، أنت لا تعرف مكاني، وقلت له: من الآن حتى الصباح إذا لم يحصل لي شيء فسوف تجدني هناك، وأنا بالفعل ذهبت مشيًا باتجاه منزل عبد الرحيم واتصلت معه وقلت له: تعال حتى نذهب، وخرجنا من منزل عبد الرحيم، وهو كان قريبًا على المرسم وجلسنا هناك وأخذنا معنا بعض الأغطية وجلسنا في المرسم وقمنا بإقفال الباب من الداخل وبقينا تقريبًا حتى الصباح حتى جاء والدي، يعني كل هذه الأحداث كانت هي عبارة عن الضغط من عناصر جبهة النصرة، وكانوا دائمًا يتهجّمون على المتظاهرين وعلى أعراض المتظاهرين والنساء، واستمرّ الوضع بهذا الشكل حتى قررت الخروج من المعرة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/03/16
الموضوع الرئیس
سلوك جبهة النصرةكود الشهادة
SMI/OH/12-26/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
النصف الثاني 2016
updatedAt
2024/04/20
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-كفر نبلمحافظة إدلب-مدينة معرة النعمانشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جبهة النصرة
الفرقة 13
لواء صقور الجبل
قناة الجزيرة
جيش إدلب الحر
الفرقة الشمالية
قناة أخبار الآن
قناة العربية
واشنطن بوست