الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الخروج من المعتقل وزيارة سفراء الدول الأوروبية والغربية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:22:23:21

يعني ما يسمّى عيد ميلادي.. يعني أنا لا أفعل هكذا أمور في حياتي ومع ذلك يعني زوجتي أحضرت لي وردة حمراء بمناسبة عيد الحب، وكان بنفس السنة في 15 آب/ أغسطس ما يسمّى عيد ميلادي، فرأيت مدير hgسجن بعدرا وقلت له: عيد ميلادي بعد أيام فأريد أن أحضر 80 شمعة، فقال: لماذا شمعة؟ قلت له: أريد أن أضع أول شمعة على باب مكتبك وآخر شمعة على باب المهجع الذي أنا فيه فضحك، وقلت له: أريد أن أصنع قالب كاتو وإذا أنت موجود في المساء سأرسل لك قطعة من الكاتو فضحك وأنا مشيت، وبعدها لم يعد هناك كاتو [في السجن]، مُنعت صناعة الكاتو بسبب عدم وجود مواد عندهم، سألنا الفرن كان يصنع الكاتو هو يوجد فرن في عدرا باعتبار يوجد 2000 سجين يعني فيصنع الخبز ويصنع حلويات ويبيع يعني، في كل جناح يوجد أحد يبيع حلويات وكان يبيعون أنواعًا مختلفة سواء كانت حلويات غربية أو حلويات عربية فكلفنا الفرن وسألناهم فقالوا: والله لا يوجد مواد، يعني لا يوجد طحين، مع أن الجماعة كانوا يصنعون الخبز يعني، ماذا يحتاج الكاتو؟ طحين وبيضة يعني لا يوجد شيء، المهم يعني بقينا تقريبًا أكثر من شهر ما عادوا يصنعون الكاتو لأنه يعني صار محظورًا، طبعًا ضمن الغرفة التي أنا فيها يعني أتكلم مع المساجين سياسة وأتحدث لهم عما يحصل بالبلد، فالحقيقة الشيء الذي حصل عندما أحرق نفسه [محمد] بوعزيزي في تونس -رحمه الله- أنا طبعًا كنت أتوقع ما حصل في سورية منذ زمان [بعيد] منذ 2006 يعني، لكن أنا عندما صارت وانتشرت المظاهرات والاحتجاجات في تونس ثم في مصر فأنا كنت أتوقع أن تأتي إلى سورية وتتغيّر الأوضاع في سورية، فكنت أمزح مع السجناء وأقول لهم: يا جماعة اشتروا مكانس، دعونا نشتري مكانس غدًا المكانس سيرتفع ثمنها، فقالوا: لماذا يرتفع ثمنها؟ فقلت لهم: غدًا يصبح لدينا الكثير من الزبالة (الأوساخ) فيجب أن نكنسها فمن الآن اشتروا مكانس أفضل من أن يرتفع ثمنها بالمستقبل، تحدثنا عما حصل بتونس وعما حصل في دمشق، يعني في شهر شباط/ فبراير مرتين يعني [حصلت] مظاهرات واحتجاجات في [سوق] الحريقة وبالجامع الأموي وبسوق الحميدية [في دمشق] صارت احتجاجات كثيرة [خلال] يومين متتاليين وقلنا لهم يعني: الأحداث قريبًا ستأتي عندنا إلى سورية، بطبيعة الحال أنا أيضًا في 6 آذار/ مارس صنعت بيانًا تحت عنوان "هذا بيان للناس" طالبت فيه الشعب بالتحرك للمطالبة بحقوقه وطالبت النظام بالرحيل وأرسلته للنشر، كانت زوجتي في زيارة قبل أيام عندي في السجن فصنعت مسوّدة البيان وأعطيتها إياه وقلت لها: اطبعيه على الأجهزة التي عندك في المكتب وأرسليها إلى ابني، ابني كان مقيمًا في بروكسل فأرسلته إلى ابني وعمّمه وأصدر بيانًا صادرًا عن المحامي هيثم المالح، عدد جيد من السجناء علموا بالبيان لكن السجناء لا يتحدثون شيئًا يعني، طبعًا السلطة علمت بالبيان الذي صدر بـ 6 أو 7 آذار/ مارس قبل أن أخرج من السجن صدر البيان وابني أصدره، لكن هل علمت السلطة به أو لم تعلم هذا شيء آخر، أنا لا أفكّر بهذه المسائل الحقيقة أنا عندما أريد أن أخطو خطوة أكون مقتنعًا بها أخطوها ولا أكثرت كثيرًا بالنتائج التي تترتب على الخطوة، يعني بالنسبة لي أمر محسوم يعني، أنا الحقيقة كما قلت لك يعني كنت متوقعًا.. يعني يوم حُكمت أنا قلت لزوجتي: لن أمضي المُدّة (مُدّة السجن) وكانت عندي قبل أن يُفرج عني بفترة بسيطة، قلت لها: أنا قريبًا سأخرج لسبب أساسي أولًا التحرك منذ وقت اعتقالي، كان هناك تحرّك دولي واسع كثيرًا، وتحرّك اجتماعي ليس فقط حكوميًا، يعني الحكومات الـ 11 دولة أصدرت بيانات احتجاج بما فيها البيت الأبيض في أمريكا لكن التحرك الاجتماعي أنا قلت لك إنه مثلًا جاءتني أكثر من 1800 رسالة تهنئة بما يسمّى عيد ميلادي، يعني هذا طبعًا أرعبهم أنه ما هذا الرجل الذي تأتيه رسائل من ممثلين وممثلات وفنانين ومن الدنيا كلها من أقاصي الدنيا من أوروبا ومن أمريكا، يعني رأوا أن هذا شيء فوق طاقتهم واحتمالهم، فالموضوع الدولي كان مساعدًا بطبيعة الحال، وثانيًا الحكم الذي صدر كان غير قانوني وبعيدًا عن القانون وليس له علاقة بالقانون، عبارة عن حكم جائر وواضح أنه مخالف للقوانين والأنظمة والمعاهدات الدولية ولكل شيء، فمن حيث المآل أُسقط في يدهم ووجدوا إن الحكم أعطى آثارًا سلبية على النظام وليست آثارًا إيجابية، فبالتالي عندما صدر العفو عن بشار الأسد يعني كان فيه فقرة وكأنها مَصوغة خصيصًا لهيثم المالح، لم يستفد من هذه الفقرة سواي وطبعًا أنا في السابع من الشهر دعاني مدير السجن في الليل، ذهبت إليه أحضر أغراضًا ونزلت أغراضي وقالوا: إفراج، حسنًا أفرَجوا عني وكتبوا معاملة الإفراج وسلّموني لضابط بالشرطة مع عناصر أخذوني من سجن عدرا إلى المخابرات العامة في كفرسوسة، دخلنا للسجن فجرّدوني من كل شيء معي، حقيبتي معي وكذا وكل ما عندي، جرّدوني وأنزلوني إلى زنزانة في الطابق الأرضي وأنا كنت ألبس بنطالًا وقميصًا نص كم والجو بارد يعني في الثامن من شهر آذار/ مارس الجو كان باردًا، فأنزلوني إلى الزنزانة وبقيت حتى الصباح يعني تقريبًا الساعة 9:30 صباحًا ولم أنم الجو بارد ومزعج جدًا، وفي التاسعة والنصف جاء عنصر وأخرجني من الزنزانة إلى غرفة فيها ضابط يجلس وراء طاولته وأنا وضعوا لي  كرسيًا مواجهًا للطاولة وجلست عليه كأنني في حالة استجواب، فقال: ماذا يوجد عندك؟ فقلت: ماذا تقصد؟ فقال: نريد أن نفهم منك بعض الأمور وتتحدث بها، فقلت له: على أي أساس أنا موجود هنا؟ ألم أخرج من السجن بقانون العفو؟ أليس هذا قانونًا أم إنه ليس له قيمة عندكم؟ لماذا جئتم بي إلى هنا؟ فقال: إجراء روتيني، فقلت له: إجراء روتيني يمكن أن يكون لمدة ساعة من أجل ترقين قيد أو شيء غيره لكن 24 ساعة منذ الليل وأنا بردان، وبعد جدل ارتبك الرجل وخرج من الغرفة، وبعد قليل أقاموا الكرسي ووضعوا لي منضدة جلوس بجانب الطاولة، فخرج من الغرفة ثم عاد وأحضر لي "زهورات" فقلت له: آسف لا أشرب، قال يا أستاذ إذا كنت جئتني إلى البيت ألا تقبل بضيافتي؟ فقلت له: عندما آتيك إلى بيتك وتضيّفني [أقبل] أما هنا [فنحن في فرع] مخابرات وليس بيتك يعني، وأنا لا أشرب شيئًا ولا أتناول شيئًا إلا في بيتي، وبعد جدل بيني وبينه أصبحت الساعة قريبة من 12:00 وفي الحقيقة هم اضطربوا ولم يعرفوا ماذا يفعلون، بعد ذلك قالوا: تفضّل فأخرجني إلى علي مملوك مدير الإدارة، الساعة 7 خرجت من السجن المدني إلى المخابرات وفي الساعة 8 خرجت من المخابرات، دخلت إلى علي مملوك مددتُ يدي وقلت له: أنا هيثم المالح، فقال: نعم قال لي الضابط، فقلت له: أنا أقول لك إني هيثم المالح، فقال: وأنا علي مملوك، فقلت له: حسنًا هكذا يصير، فجلسنا وبدأ يتكلم معي: يا أستاذ هيثم والمؤامرات والعالم وصلت..، لسا ما صار هناك ثورة بالبلد يعني، ثم قال لي: يا أخي لا تفعل معي كما فعلت مع هشام بختيار يعني، دعنا نراك وتزورنا وتتحدث معي بالهاتف، وكتب لي أرقامه بورقة صغيرة، فقلت له: والله بعدها يظنّ الناس أني توظّفت عندكم يعني، جلست معه ساعة تقريبًا أو أكثر بقليل ثم خرجت وأصرّ الضابط أن يوصلني بسيارته إلى البيت.

الكلام الذي تحدثه معي علي مملوك أنه: يا أخي يوجد مؤامرة على البلد ونحن وصمود والمقاومة وفلسطين، هذه كله تكلموا به كثيرًا وهذه لغة بالنسبة لي اعتدتُ على سماعها لعدة أسباب، السبب الأول أنني دائمًا على تواصل مع أجهزة السلطة سواء كان أمنيين أو سياسيين أو وزراء يعني، ودائمًا هذا طرح موجود عندهم، لديهم عقل أساسي أنهم هم جماعة طاهرون ومقاومون ويوجد مؤامرة دولية ضدهم، يعني ليس كلامًا جديدًا، أنا ربما قلت لك إنني عندما حججت أول حجّة في 1964 وصارت أحداث حماة قالوا: هذه أحداث صغيرة وليس فيها أهمية كبيرة وقصفوا جامع السلطان وهدموه، في ذاك الوقت خرجت صحافة حزب البعث وقالت إن هناك مؤامرة على البلد، موضوع هذه اللغة مفروغ منه يعني، الجماعة إذا تكلمت عن أي شخص ضمن السلطة لا يفسرها أن هذا نقد، إنما يفسرها بوجود مؤامرة على الدولة، هم يريدون دائمًا أن يصرفوا أنظار المواطنين وأنظار العالم إلى إنهم مجال تآمر ومجال هجوم دولي ومحلي وعربي، يعني هذه لغتهم العادية، فالحديث الذي تكلّم معي به علي مملوك هو يصبّ في هذا الإطار يعني أنهم يقاومون المؤامرة، ولذلك أنا عندما التقيت مع هشام بختيار تكلم أيضًا بهذا الحديث عن المؤامرة وأنه يجب أن نتعاون مع السلطة وكذا، طبعًا أنا قلت له إننا مستعدّون [للتعاون] لكن أنتم اعقدوا.. أنا كما قلت لك عندما حمل لي رياض نعسان آغا عندما قال لي: معي رسالة مُكلًّفًا من الرئيس قلت له: نحن حاضرون وكل الناس حاضرة يا أخي هذه البلد بلد الجميع يعني، نجلس ونضع مشاكلنا ونتحدث فيها ولا يوجد مشكلة عندنا، لكن هم ليس عندهم يعني هن ليس لديهم يعني.. أفراد هذا النظام الحاكم يعتبرون البلد مزرعة لهم ولا يجوز أن يقترب منها أي أحد بصورة من الصور، وبالتالي ينطلقون من هذا الموضوع، طبعًا أعطاني علي مملوك أرقام هواتفه وعندما خرجت من السجن رميتها ولم أهتمّ بها، على كل الأحوال أنا سألته بالمناسبة وقلت له: ماذا يقربك فايز مملوك وعصام مملوك؟، فايز مملوك كان مستشار محكمة النقض يعني كان صديقي، وعصام محامٍ، فقال لي: أولاد عمّي، فقلت: حسناً الله يعطيك العافية، المهم أن علي مملوك كان بفرع المخابرات الجوية، يعني أساس عمله كان بالمخابرات الجوية فهو قاسٍ منذ تلك الأيام، قاسٍ وبطّاش ومجرم و[ارتكب] كل الموبقات، على كل الأحوال أنا خرجت إلى البيت يعني وصلت تقريبًا بيت أهل زوجتي الساعة الواحدة أو الثانية، ومباشرةً بدأت بالإعلام مباشرة ولم أنتظر دقيقة واحدة، أنا أتكلم على الإعلام عن الفساد والاستبداد في سورية والقمع والسجون والمعتقلات والناس التي تُعتقل بدون مبرر، وكل هذا أنا لم أتركه في عمري يعني دائمًا همّي الأساسي هو حرية الناس وحرية البشر وحرية البلد، وأنا بالمطلق ضد التصرفات المُنافية لحقوق الإنسان والاعتقال، بالنسبة لي مرفوض شكلًا وموضوعًا وأنا في هذه النواحي لا أهادن أحدًا، فبالتالي يعني أوصلت أنا رسالة سواء كنت في السجن أوصلتها للسجناء وأوصلتها خارج السجن، يوجد ناس تخاف بطبيعة الحال طبعًا هذا لا أستطيع أن أنفيه، يعني يوجد ناس يخافون مني ويخافون من وجودي أن هذا يعني يتكلم وينتقد كثيرًا، على كل الأحوال قدري هكذا يعني من حيث المآل، تغدّيت في بيت أهل زوجتي ومباشرةً ذهبت إلى بيتي، أنا أسكن في قرى الجحش -يعني هذه مختصر قرى الأسد-، أنا عندما خرجت في أيام حافظ الأسد الناس كانت تخاف كثيرًا لأن حافظ الأسد يعني كان مرعبًا يعني هو كشخص كان مرعبًا والناس تخاف منه فكانت الناس تحسب حسابًا يعني بالسلام عليّ أو الحديث معي، يعني أنا سبق أن تكلمت أنه يوجد من المحامين مَن يخشى الوقوف معي في قصر العدل وقصر العدل بمكان عام والناس تتحدث مع بعضها فيه، لكن عندما خرجت في الأيام الأخيرة عام 2011 الناس كان تتأمل أن يحدث تغيير جذري في سورية كما يحصل بالحركة التي بدأت في الربيع العربي في تونس وفي القاهرة وفي غيرها، يوجد ناس كان عندهم طبعًا أمل كبير يعني لكن كانت لا تزال فكرة الخوف من النظام، أنا طبعًا جاء إليّ ناس كثيرون لكن كان واضحًا عندي أن الناس لا تزال متحفّظة يعني بأن تسلّم عليّ وخاصة يعني من المشايخ بما فيهم القريبون عليّ من حيث الإيديولوجيا، وقبل أن أغادر البلد زرت الشيخ أبو الخير شكري فوجدت عنده مجموعة من المشايخ طبعًا من المعارضين للنظام بالمُطلق، فسألني: من أين جئت وأي طريق سلكت؟ واضح أنه خائف من اللقاء معي، طبعًا تحدثت معهم الشيء الذي يجب أن أتكلم به كإنسان يسعى لتحرير بلده، وطلبنا منهم التعاون مع الحركة الوطنية مع المظاهرات مع كذا، طبعًا كانت النتيجة أنه يوجد قسم منهم غادر الجلسة ومنهم أبو الخير شكري، ويوجد بعضهم لم يغادروا، لكن الخوف حتى الآن لا يزال موجودًا عند بعض الناس، أنا مثلًا أقمت في إسطنبول ثلاث سنوات آخر مرة في منطقة "باشاك شهير" ويوجد حولي سوريون، وبعضهم كانوا يخافون أن يأتوا ويطرقوا الباب عليّ أو يزوروني، وهذا كان واضحًا عندي. أنا لا أستطيع أن أفرض الحرية وعدم الخوف على الناس، يعني هذه طبيعتهم.

موضوعي الحقيقة موضوع فريد من نوعه ولم يحصل مع أي معارض في سورية، أنا بعد أن خرجت [من السجن] بأسبوع واحد أرسلت رسالة لسفارة اتحاد أوروبي وقلت لهم: أستقبل المهنّئين من الدبلوماسيين يوم كذا وحدّدت اليوم بين 7 مساء و10 مساءً، أنا تصوّرت أنهم يأتون بالتقسيط يعني واحد يذهب وواحد يجيء، مثل حفلات السفارات يعني استقبال حفلات السفارات، ففوجئت أنه جاء كل سفراء العالم الغربي طبعًا أوروبا وأمريكا وكندا كلهم جاؤوا الساعة 7:00 كانت كل سيارات السفراء خارج البيت وأعلام بلادهم مرفوعة وكل سفير أتى مع الحرس الخاص به، طبعًا هذا مشهد غير مألوف في سورية، وقبل يوم واحد من مجيء السفراء اتصل بي روبرت فورد السفير الأمريكي وقال: أريد أن أزورك قبل لقاء السفراء بيوم كزيارة خاصة أنا والسفير الكندي، فقلت له: أهلًا وسهلًا، جاء روبرت فورد مع السفير الكندي وجلسوا عندي فترة طويلة وتحدثنا في الشأن العام وفي الحريات وفي حقوق الإنسان وإلى آخره، هم كانوا يرون أن هذه عدوى كاملة في العالم العربي، سواء السفير الأمريكي أو الكندي يعني يرون أن هذا مدّ لا يمكن أن يقف ولا بد أن يجتاز كل أو معظم المنطقة العربية،  طبعًا جلسوا فترة جيدة واستأذنوا، وفي اليوم التالي جاؤوا مع جميع السفراء، وأنا عندي صالون تحت البيت مكتب 70 مترًا مفروش فرشًا عربيًا لطيفًا وصنعت "كونتوار" من أجل الضيافة فجاء السفراء كلهم وسياراتهم خارج البيت ودخلوا وجلسوا كل واحد يلتصق بالآخر ولا يوجد محل لأنهم كانوا 50 أو 60 سفيرًا، وأدار الجلسة السفير الفرنسي شوفاليه (إريك شوفاليه) وبدؤوا نقاش معي، [يسألونني:] ما رأيك [بكذا] والحريات والديمقراطية وما حصل بتونس وما حصل في مصر، هذا كان حديثًا مهمًا جدًا، وجلس بجانبي السفير السويدي "نيكولاس كيبون" وقال لي: والله يا هيثم النظام أخطأ عندما سجنك وأخطأ عندما أخرجك [من السجن] وأنت تشكّل عليه خطرًا فعليًا يعني، واستمرينا في النقاش يعني حتى الساعة 10:00 يعني جلس السفراء كلهم 3 ساعات كاملة في بيتي في المكتب وأحضروا لي وغمروني بالهدايا، ورد وشوكولا وإلى آخره، وأنا طبعًا صنعت الضيافة على مستوى راقٍ جدًا، أحضرت سفرجيًّا (مختص تقديم الطعام) من أجل أن يقدم الضيافة وقدمت أنواع الضيافة المعروفة التي يقدمونها بالسفارات، وفتحت دفتر الشرف، أحضرت دفترًا خاصًا مثل الذي يضعونه عادةً بالسفارات من أجل أن يسجّل القادمون ملاحظاتهم، فتحت لهم دفتر الشرف فكل سفير كان يكتب عبارة ويوقّع عليها، مؤسف أنني لم آخذ هذا الدفتر [عند خروجي من سورية] لأنني كنت أظن نفسي أعود بسرعة، لكن يبدو أن تقديراتي لم تكن صحيحة فحتى الآن نحن في المغترب وفي اللجوء.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/04/09

الموضوع الرئیس

بداية الثورة في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/92-14/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

03/2011

updatedAt

2024/04/14

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة

إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة

سجن عدرا / دمشق المركزي

سجن عدرا / دمشق المركزي

الشهادات المرتبطة