الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مجزرة "مقبرة تل النصر" في حمص

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:24:15:09

اعتصام الساعة كان نقطة فارقة بمسير وانطلاقة الثورة في حمص، يعني بإمكاننا أن نقول: ما قبل اعتصام الساعة غير ما بعد اعتصام الساعة. توضح لنا أن النظام يبدو أنه لا يمكن أن يتغير، وصلنا لقناعة أن النظام مستعد أن يقتل الشعب مقابل أن يبقى، وصلنا لقناعة أن النظام الدموي الذي ارتكب مجزرة حماة في سنة 1982 واعتقل آلاف الشباب من سورية لم يتغير، لا زال نفس النظام الذي بإمكانه أن يقوم بمجازر أخرى في سبيل أن يبقى على كرسي السلطة وكرسي الحكم في سورية، النظام أطلق النار على الشعب الأعزل شعب متظاهر بكل بساطة ينادي بحرية ينادي بإصلاح ومطالب لا يمكن  لأي جهة أن ترفضها، النظام بادلها بإطلاق النار، اعتبرها أنها شكلت خطرًا عليه، وبدأت اتهامات تخرج: مؤامرات، دول، بدأنا نسمع شيئًا  نحن الذين بأيدنا  يصير هذا الشي وأمام أعيننا، من أين تخرج لنا هذه الافتراءات التي بدأت تخرج على ما بعد فترة الاعتصامات؟! قبضة الأمن بدأت تتعمق أكثر، بدأ يدخل بتفاصيل أكثر؛ ليعرف من يقود الحراك، في حين أنه حتى هذه اللحظة لم تكن هناك قيادة، الحراك كان حركة عفوية شعبية هي التي تسيّر العمل بشكل فردي.

 بدأت تتوجه أكتر باتجاه الأحياء، المظاهرات انطلقت من الأحياء وتركزت بالأحياء، هنا بدأت تظهر قيادة للمظاهرة، يعني الشاب الذي يحضر مثلًا: طبلة ويحضرون من سيهتف؟ ماذا سيهتفون؟ وماذا سيرددون؟ ما هوالكلام الذي سيقولونه؟ وما هو الكلام الذي يرفعونه باللافتة؟ هنا بدأنا نفكر ونحاول أن نظهر بمظهر أنه ليس كل حي بعيدًا عن الحي الآخر، دعونا نوحد  لافتاتنا وكلماتنا وهتافنا والشيء الذي يخرج نريد أن نخرج كلنا بمظهر واحد لنظهر أننا نحن فعلًا ثورة ويد واحدة نحن أبناء مدينة حمص، لا يظهر علينا العكس... يعني بدأ الشعور باتجاه ضرورة توحيد الجهود والتنسيق.

 طبعًا النظام هنا بعد اعتصام الساعة بيوم أو يومين على ما أذكر جاء واستبدل المحافظ إياد غزال، إياد غزال محافظ كان زميل بشار الأسد درس معه أو قريب منه، كان معه بحلب أو على ما أذكر صديق له من الطائفة العلوية، أول محافظ يأتي إلى حمص علوي، نحن -أتذكر- لما وُضع محافظ علوي في حمص اعتبرناها تغير في منهج الحكومة ومنهج النظام؛ لأنه كان دائمًا المحافظ شخصية تكون سنية، لم يكونوا يحضرون أحدًا علويًا، فلما جاء إياد غزال حساسية حمص بالتواجد العلوي فحولها قرى علوية فكان قد أعطانا علامة بعدم الارتياح، لماذا جاء إياد غزال؟! وإياد غزال كان في الحقيقة مدعومًا من القصر الجمهوري من بشار الأسد صديقه، فتقريبًا ألغى الجهات التي من الممكن أن تكون لها كلمة في حمص، ألغى الجميع، صار هو الشخص المتنفذ، يعني هو يحكي باسم رئيس الجمهورية، أضعف نفوذ.. حتى فروع الأمن صار هناك خلافات بينه وبينها، حتى البلدية لا شيء، فالمحافظة صارت هي كل شيء.

 وبدأ الزلمة(الرجل) وهو معروف بالفساد لما كان بحلب ومستلمًا مؤسسة نسيت أي مؤسسة (مدير القصر الجمهوري في حلب ومدير مؤسسة السكك الحديدية في سوريا- المحرر)، هو معروف بفساده، فجاء إلى حمص الرجل وبدأ  يقوم بعلاقات مع تجار مع رجال الأعمال، صار يعني يشاركهم بمشاريع، يمرر المشروع ويأخد نسبته ومشاريع له حتى خرج معه [مشروع] حلم حمص الذي استفز الناس كثيرًا. المحافظ كان جهة والجهة الثانية كانت أحياء العلويين التي تتوسع، قلتها في البدايات:  أحياء العلويين التي تتوسع وتحيط بالمدينة صارت، فلما يأتي محافظ علوي فهذا حقيقة كان علامة إضافية للناس وأحد الأسباب الأساسية حتى الناس بحمص كان عندهم عامل إضافي ليثوروا ضد النظام، هذه التفرقة الطائفية نحن العلويون ونحن السنة.

 إذا كنتم تتذكرون أيضًا الزيادة على ذلك أنهم يدخلون ويقومون بمجازر فيما بعد يعني ستصير الآن مجازر بأحياء في مناطق سنية وتحدث بأيدٍ علوية، نأتي على ذلك في حديثنا، استبدلوا المحافظ، صدر القرار باستبدال المحافظ زياد غزال وأحضروا مكانه لواء متقاعدًا اسمه غسان عبد العال، هو ابن مدينة حمص ورجل جيد لطيف يعرفونه كان متقاعدًا وهو ابن المدينة، وأننا سنراضيكم  بهذا المحافظ، استبشرنا بأنه إن شاء الله يكون معنى ذلك أقالوا إياد غزال ومن الممكن أن يبدؤوا و يتنازلون ويقدموا بعض التنازلات، ويأتون الآن باتجاه أهل المدينة الآن أننا سنراضيكم، شعرنا بوجعكم بألمكم ومخاوفكم، سنأتي نحنا باتجاهكم، المحافظ غسان عبد العال بدأ بزيارات للأهالي، بدأ يزور مثلًا: مراكز الثقل في المدينة بحيث يهدئ من مخاوف الناس، ولكن نحن نعرف أن المحافظ السني ضعيف؛ لأنه يخاف دائمًا، مراكز الثقل قويت بفروع الأمن من جديد، فكان ضعف المحافظ على حساب قوة فروع الأمن، وحتى  حمص بعد فترة جاء آصف شوكت صار هو المسؤول عن حمص بإدارة العمليات في حمص، جاء من الشام آصف شوكت، لا تذكر أي تاريخ بالضبط، لكن صارت إدارة العمليات في حمص لم تعد بأيدي فروع الأمن لوحدها؛ لأن الأمور توسعت كثيرًا، هذه في مرحلة لاحقة من الممكن أن نتحدث عنها، بالنسبة للمحافظ ما يهمنا من الكلام أنه كان ضعيفًا لم يقدر أن يحقق شيئًا؛ لأنه هو لا يملك شيئًا في الحقيقة، لم يأخد صلاحيات ليغير فيها.

 نرجع إلى المظاهرات، امتدت المظاهرات، زاد عدد الأحياء التي تقوم فيها مظاهرات،  صارت هناك المظاهرة تخرج بوقت بعد صلاة الجمعة، أحيانًا يحدث إطلاق نار، أحيانًا يحدث في الهواء ويصير تفريق، وأحيانًا تكون هادئة، وأحيانًا تكون عنيفة، ونسمع نحن المظاهرات في المدن السورية، يهمني دائمًا أن أربط حمص مع المدن، حيث يتوسع نطاق المظاهرات في حمص في سورية، ونحن نتابع أن النار بدأت تنتشر وتتوسع أكثر في المحافظات، في حماة تخرج مظاهرات، في ريف حلب تخرج مظاهرات، في إدلب وماحولها تخرج مظاهرات، طبعًا بالإضافة إلى درعا التي كانت قد  قادت أول شعلة مظاهرة انطلقت منها، في ريف دمشق، دمشق كمدينة لا أذكر أنه خرجت فيها مظاهرة، خرجت مظاهرة ربما في الزاهرة وفي الميدان أو شيء من هذا عند جامع زيد أيضًا خرجت فيها، ولكن تاريخها لا أتذكره، ولكن بدأت الدائرة تتوسع، بدأت  أكثر وهذا أعطانا  تفاؤلًا أكبر، أعطانا أملًا أكبر، أعطانا شعورًا بأن سورية واحدة لن نترك بعضنا، فصارت ضمن المظاهرات هتافات: "يا درعا نحنا معاك للموت" لما شددوا على درعا ردت عليها حمص قائلة: "يادرعا نحنا معاك للموت" ولما شددوا على حمص صرنا نسمع من المظاهرات الأخرى:" يا حمص نحن معاك للموت" فالحقيقة كانت الأخبار تنتشر، وتصل للناس، وتعطيهم زخمًا، يعطيهم أملًا، يعطيهم تفاؤلًا، يعطيهم شجاعة، يعطيهم جرأة، يعطيهم تحديًا، لأول مرة في الحقيقة أنا متأكد أن النظام كان بحالة ذهول أنه بعد 40 سنة من الإرهاب والقتل والتعذيب والمشانق يرجع أولاد الذين شنقناهم، يرجعون ويتصرفون بنفس الطريقة هذه، يرجعون ويقوموا بهذه الطريقة فهذا فعلًا شعب جبار، نحن من الممكن أن يكون أقرب الناس لنا ونحن أقرب الناس للفلسطينيين في الحقيقة لا يزالون... ونحن كان نشاهد الفلسطينيين حتى الآن كم يؤلمون الإسرائيليين فنحن نفس الشي كان عندنا أننا لسنا أقل من الفلسطينيين، نحن سنقاوم، ونقدم شهداء، ونقدم شهداء حتى ننتصر.

 طبعًا صرنا نسمع مثلًا: في كل مظاهرة ممكن أن يخرج شهيد هناك جرحى، يحدث إطلاق نار على الأرجل، يصير إطلاق النار للتخويف وللتفريق، امتدت المظاهرات، وانتهى شهر نيسان/أبريل، دخلنا في شهر أيار/ مايو، كنا  نعدهم بالجمع: جمعة كذا، جمعة كذا، كانت المظاهرة مرتبطة بيوم الجمعة، بقية الأيام الأمر عادي، الناس ينزلون إلى أعمالهم وأشغالهم وأمور الحياة تبقى طبيعية، يوم الجمعة تتغير الحياة طبعًا هناك كهرباء (توتر) تحس أن البلد مكهربة (في حالة توتر) الناس يتحدثون بين بعضهم: صار كذا وصار كذا لا سيما أخبار المحافظات أخبار المدينة ممكن أن نتناقلها،: مظاهرة في باب سباع، مظاهرة في الخالدية، مظاهرة في الغوطة، مظاهرة في جامع كذا، مظاهرة في جامع كذا، كنا نعد الجوامع الحقيقة أكثر ما نذكر الأحياء: جامع النور، جامع عمر،  أسماء المساجد كانت تُحكى لأن المظاهرة كانت تخرج من المسجد بعد صلاة الجمعة.

  دخلنا في شهر أيار/ مايو، يبدو أنه كان عندهم أوامر بإطلاق النار على المظاهرات؛ لأنه في الحقيقة أول مرة يصير عندنا مجموعة شهداء بعدة مظاهرات مثلًا: في مظاهرة جامع الروضة بالوعر سقط شهداء حيث أطلقوا النار عليهم، في مظاهرات أخرى لست أحفظ وأتذكر أي واحدة منها، ولكن تجمع عندنا عدد من الشهداء، وكان عددًا كبيرًا بمجموعة ربما تكون حوالي 13 شهيدًا من عدة أحياء وعدة مظاهرات، معنى ذلك أن هناك أوامر غير ممكن أنه فجأة بيوم الجمعة يصير إطلاق نار على المظاهرات بشكل مباشر وتفريقها، معنى ذلك أنه تغيرت الأوامر: أطلق النار على المظاهرات، يجب أن يسقط منهم قتلى، يجب أن يسقط من عندنا شهداء حتى نبدأ نشعر بأن النظام بدأ يتوجع، بدأ النظام يغير قراراته باتجاه زيادة في الضغط، ففي يوم الجمعة (جمعة أزادي) في 20 أيار صار هناك 13 شهيدًا ربما أكثر أو أقل على ما أذكر هذا هو العدد في عدة أحياء من ضمنها حي الوعر القديم جامع الروضة، أنا كنت حضرت اليوم الثاني حيث حضرنا الجنازات التي خرجت من جامع الروضة، وأخذوهم وجمعوا المظاهرات، جمعوا الشهداء كلهم، خرجوا باتجاه تل النصر للدفن، أذكر أنني  حضرت الجنازة، حضرت التشييع، وصلينا الجنازة في جامع الروضة، صلينا هناك، أنا  لم أخرج  في الجنازات لم أخرج إلى تل النصر، ولكن سمعت فيما بعد بحسب ما وصلنا أنهم خرجوا باتجاه...، الناس خرجوا بعدد كبير؛ لأنها عدة أحياء فخرج أشخاص كثيرون باتجاه تل النصر، تل النصر هي مقبرة حمص المقبرة الرئيسية في مدينة حمص، خرج الناس فيبدو أنه صار العدد كبيرًا، وهناك  الكثير من الشهداء، كان الدم يغلي عندنا حقيقة، عندما يشاهد الناس دمًا على الأرض فتبدأ حالة الغليان، تحمس الناس وتوجعوا وتألموا، النظام آلمنا ب13 شابًا من شبابنا أطلق النار عليهم بشكل مباشر، نحن نعتبر أنفسنا لا نزال سوريين، نحن لا نتكلم... ماهي طبيعة هذا الذي يمسك هكذا البارودة ويطلق على رأس شخص، ويطلق عليه النار، هل هذا إسرائيلي؟! هل نسميه يهودي مثلًا؟! هذا النظام الذي سيحكمنا بإطلاق النار بهذه الطريقة هل نحن نسكت؟ يقتل ابني ويقتل أخي ويقتل رفيقي ويقتل جاري ويطلق النار بشكل مباشر عليه ومطلوب مني أن أخاف وأسكت، معنى ذلك نحن في الحقيقة لا نستحق أن نعيش في هذه البلاد بلاد التضحيات، فكان الناس قد تأزموا، تفاعل جدًا الناس، خرجت أعداد كبيرة على تل النصر، الأعداد الكبيرة التي خرجت من مختلف أحياء حمص سببت رعبًا للنظام، فما كان رد النظام إلا أن أطلق النار على الناس، خرجوا ليشيعوا الشهداء فوقعوا فوقهم، إطلاق نار كثيف فتل النصر فيها أشجار ومقبرة واسعة فأطلقوا النار بشكل عشوائي على كل الناس لم نعد نعرف... الحقيقة قال الناس: بعد الدفن أطلقوا النار عليهم. كلام الناس الذين قالوا: إن كثافة إطلاق النار صارت تأتيه من عدة جهات، أنا شاهدت أشخاصًا قالوا لي: نحن نمنا في المقبرة. ناموا في القبور، كانوا قد جهزوا مقبرة كبيرة وجهزوا قبورًا فارغة من أجل إذا جاءهم مثلًا: يضعون مجموعة قبور وفي كل منطقة يحفر عدة قبور؛ لأنه في تل النصر هناك عوائل مثلًا: اشترت في تل النصر عائلة كذا وعائلة كذا وعائلة كذا فيتركون فيها قبورًا فارغة من أجل إذا جاء أحد متوف من العائلة يكون قبره فارغًا ولا يحفرون في وقتها، فيجهزون عدة قبور للمراحل القادمة، فلما صار إطلاق نار الناس تخفّى بعضهم بالشجر وبعضهم هرب وبعضهم وراء القبور وبعضهم قاعد تحت القبور، هناك أشخاص نزلوا داخل القبر في القبور الفارغة المحفورة المجهزة لاستقبال الموتى نزل في قلبها الناس، هناك أشخاص ظلوا جالسين في قلب القبر حتى حل الظلام وحتى صار الليل استطاعوا أن يخرجوا،  بسبب خوفهم؛ لأنه صار  يعني بعد أن هرب الناس، وأصيب الناس، ضربوا على السيارات، ضربوا على الناس، ضربوا بشكل عشوائي، حتى نحن قلنا في وقتها: الضرب لم يأت فقط من عند النظام وإنما جاء من العلويين حيث صاروا يطلقون النار، العلويون أنفسهم صاروا يطلقون النار، هنا الناس هربت وهناك أشخاص اعتقلوهم، هناك أشخاص وقعوا بين أيديهم فاعتقلوهم، أشخاص هربوا معنى ذلك أن هناك أشخاصًا استطاعوا أن يهربوا، ويخرجوا خارج المقبرة، ويقفزون على الجدران ويهربون خارجًا لأن المقبرة ذات سور، وهناك أشخاص بقوا في المقبرة قعدوا على الشجر وقعدوا بين القبور اختبأوا ونزلوا في  القبور، وهناك أشخاص تم الإمساك بهم، الذين أمسكوا بهم أعطوهم باصات وأخدوهم إلى حي العباسيين الذي هو حي سكانه من الطائفة العلوية، هذا ليس حيًا وإنما هو حي عمليًا عشوائي، هذه العشوائيات كانوا يأتون إليها من مناطق الضيع العلوية، فعملوا عشوائيات وسكنوا فصار اسمه حي العباسيين، هؤلاء أتوقع على ما أذكر من العلويين الشرقيين يعني من ضيع شرق حمص، فظهر الكره حقيقة، يعني نخجل أن نقول: إن هؤلاء سوريون يعيشون معنا في نفس البلد، قتلوا العالم، أنزلوهم في حي العباسيين، قتلوهم ودعسوا عليهم، وبصقوا عليهم وأهانوهم أهانوهم أهانوهم حتى... يبدو القصد ليس تخويفًا بقدر ما هو كان تفجيرًا للمشاعر الطائفية ليشعرونا بأنهم علويون والمعركة معركة سنة وعلويين، وهذا ما كان يتوضح معنا أكثر عندما نشاهد اللهجة التي تحدثنا عنها كيف يقولون: " بدكين حرية" يرفسون ويقولون: "بدكين حرية" أو يحضرون شخصًا بلحية مثلًا: يحرقون لحيته على اعتبار أن اللحية هي معلم إسلامي، فيحرقون إياها، الألفاظ العلوية التي يحاولون أن يظهروا فيها أنه تجييش للطائفة ضد الطوائف الأخرى ليشعروننا أن أول شيء حتى العلويوين لا ينضمون للثورة وحتى يبقوا من طرف النظام ويدفعوا الأثمان، وحتى بنفس الوقت يجيشون الثورة ويشعلونها أكثر، يبدو هناك طرف كان يشتغل بهذه الطريقة، هناك جهة، واضح أن هناك جهة من وراءها لا نعرف هل هي دول إيران أو النظام؟ لم تكن واضحة الصورة عندنا كثيرًا، ولكن واضح أن هناك محاولة لتأجيج الصراع الطائفي ضمن المدينة، وأكثر مدينة ممكن أن يكون فيها صراع طائفي من ضمن المدن هي حمص، ممكن أن تكون طرطوس واللاذقية، ولكن تلك دول الساحل يعني جبال العلويين كلها ممكن للسنة أن يكونوا ضعافًا فيها، ولكن في حمص السنة أكثر من العلويين وأقوى، وفي ريفها عدد السنة أكثر من العلويين، أنا أخجل لا أحب أن أحكي بهذه اللغة، ولكن يبدو أننا اضطررنا أن نتكلم بالآخر علوية وسنة؛ لأنه ظهر أن العلويين في المعركة في الحرب التي صارت وفي الثورة التي صارت كانوا ضد الثورة، واصطفوا مع النظام، لا أستطيع أن أقول: كلهم، ولكن بإمكاني أن أقول: أغلبهم شعروا مصلحتهم مع النظام وبالذات النظام خوفهم، النظام يقول لهم: أنتم إذا السنة جاؤوا سيقتلونكم. في حين أننا لم نتعامل معهم في يوم من الأيام أننا نحن سنقتلكم، وإن كان الكلام الآن في الحقيقة هناك مشاعر عند الناس فالذي فقد ابنه والذي فقد أخاه والذي شاهدوه في سجون صيدنايا، ونحن جربناه لما كنا في تدمر، الأكثر حقدًا علينا كان العلويون والأكثر إيلامًا والأكثر كرهًا والأكثر بغضًا هم العلويون فهذا الكلام للطائفة العلوية يحبون أن يتداركوا الوضع؛ لأن الدنيا والأيام دولاب، فإذا أردتم أن تتداركوا وجودكم فحاولوا أن تغيروا وإلا ليس من الممكن أن تدوم لكم فلو دامت لغيركم ما وصلت لكم، فلا تكونوا أنتم ضحية بشار الأسد، وآل الأسد الذين استخدموكم لتقتلوا جيرانكم، فجيرانكم لن يعتبروكم جيرانًا لهم سيعتبرونكم عدوًا وأنتم حاليًا مصنفون بخانة الأعداء، لستم مصنفين بخانة أهل البلد أو أبناء الوطن الواحد، سلوككم كان سلوك أعداء، تعاملتم معنا بعدوانية شديدة، الإسرائيليون لم يتعاملوا مع الفلسطينيين بنفس الطريقة التي أنتم تعاملتم معنا بها.

 ليس بإمكاني أن أقول: إن كل العلويين كانوا هكذا. هناك علويون شاركوا جاؤوا لعندنا إلى الخالدية ودخلوا معنا مثل: فدوى سليمان شاركت وهي من الطائفة العلوية، هناك شخص لن أقول اسمه، كان صديقي العلوي، ولما كان يأتي لعندي إلى المكتب أقول له: يا أبا فلان، هل هكذا تقولون؟!  فيقول لي: والله لا أعرف ماذا يحصل. مع أنه علوي يا رجل ومن ضيعة بثينة شعبان! فالعلويون متفاجئون، لا يريدون أن يصير هكذا لأنهم سيصبحون بخطر، والأمور كانت غير واضحة وإلى جهة من ستنقلب؟ وليس واضحًا أن النظام  سيأتيه دعم دولي حتى يحافظ على وجوده سواء كانت إسرائيل أو بقية الدول لا أريد أن أذكرها، فهم كانوا في خطر شديد  فلماذا الآن تجيشون العلويين والعلويون نحن أكثر منهم عددًا وقوة، فمتى تجرأ العلويون أن يواجهونا بهذه الطريقة، لم يكونوا يجرؤون، فلا أستطيع أن أقول: الجميع،  نحن لم نستعدهم بالبداية ولا قلنا: لم يكن هناك خطاب ضد العلويين. في حين كان الخطاب الذي قيل عنا هو في الحقيقة خرج من فروع المخابرات: "العلوية على التابوت والمسيحية على بيروت" هذا لم يخرج من عندنا، هذا خرج من عند النظام من أقبية المخابرات، هم الذين اخترعوه ليزيدوا الفرقة الطائفية بيننا، نحن لم نهتف ضد العلوية ولا حاولنا أن نوجه لهم أي خطاب عدواني، ولا استهدفناهم، هم الذين استهدفونا، هم الذين وجهوا لنا بنادقهم، وهم الذين وجهوا علينا شعاراتهم، وهم الذين آذونا، هم الذين أخذونا على العباسيين، وهم ارتكبوا مجزرة كرم الزيتون ومجزرة الحولة، ضيعة العلوية التي بجانب الحولة يعرفونهم واحدًا واحدًا من الذي دخل وقتلهم لأنه بقيت واحدة على قيد الحياة بالمجزرة من أهل الحولة تعرف من الذي جاء عليها، الضيعة التي بجانبها علوية، كرم الزيتون الذين هجموا عليها هم أحياء العلويين، حيث هجموا على كرم الزيتون، لسنا نحن الذين اعتدينا على العلويين مع أنه كانت عندنا قوة أو نعتبر شعبيًا بإمكاننا أن نضغط على أحيائهم، لم نتعامل معهم أبدًا بهذه الطريقة، في حين أنهم هم الذين أظهروا العداء لنا، واصطفوا إلى جانب النظام، في حين حقيقة فعلًا نحن لم نكن إطلاقا نعتبر أنه إذا توجهنا بخطاب طائفي فنكون قد دمرنا ثورتنا، نحن في البداية حاولنا ألا نعطي مظهرًا غير المظهر الشعبي والعفوي للثورة، مطلبنا كان حرية، مطلبنا كان عدالة، مطلبنا كان إصلاحًا، ما كنا نتوجه باتجاه أن هذا علوي وهذا سني وهذا مسيحي وهذا درزي، أبدًا لم يكن هذا خطابنا، خطابنا كان واحدًا للجميع، وكنا نقول: "واحد واحد الشعب السوري واحد"  نقول: الشعب السوري واحد بمكوناته كلها، لم نفرق بمكون واحد بأن السنة فقط هم الشعب السوري "واحد واحد الشعب السوري واحد" ورسالة خالدة ولا تزال موجودة بكل الفيديوهات التي في المظاهرات وتشهد على الكلام الذي أقوله أنا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2023/01/31

الموضوع الرئیس

توسّع رقعة المظاهراتالحراك السلمي في حمص

كود الشهادة

SMI/OH/171-07/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

20/5/2011

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-مقبرة تل النصر

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة