الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تنسيق المظاهرات في جرابلس والوضع في بداية الحراك

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:19:31:02

بعد العودة من عين العرب ومحاولة الاعتقال؛ وهو لم يكن اعتقالًا وإنما استدعاء، عدت إلى المنزل وخلال الأسبوع اللاحق بدأت اجتماعات مع الأصدقاء الذين كانوا متواجدين في المظاهرة الأولى للتنسيق للمرحلة اللاحقة وما الذي نستطيع فعله في الأيام القادمة، ودارت نقاشات حول جدوى الذهاب إلى منبج وإمكانية نقل المظاهرات إلى مدينة جرابلس، وكانت الاجتماعات شبه دورية ويوميًا وخاصة ضمن القرية، يعني بالتحديد الذين كانوا متواجدين في المظاهرة وبدأ الناس الذين يحبون التعبير عن رغبتهم بالمشاركة بدأوا بالتواصل معنا، ونحن كنا بالتحديد خمسة أشخاص، وأنا أتحدث عن قريتنا الأستاذ محمد الذي اعتقل معي والأستاذ هيثم الأحمد وهو كان مدير مدرسة والدكتور حسن إسماعيل وهو دكتور بيطري كان متواجدًا في المظاهرة وصديقنا إياد الأحمد وإياد الأحمد أيضا شارك في المظاهرة وهو معتقل سابق خلال فترة خدمته العسكرية، وقصته غريبة، وخلال فترة المعركة التي حصلت بين حزب الله والإسرائيليين هو كان ضابطًا وهو خريج هندسة ميكانيك، وكان ضابطًا في الجيش يخدم الخدمة الإلزامية فإنفعل وشتم حسن نصر الله فتم اعتقاله فترة ثلاثة أشهر، وهذا الشاب لم يكن له أية ميول إسلامية نهائيًا وعلى العكس تمامًا كان شابًا غير متدين أو ضد الإسلام السياسي بالمطلق، ولكن تم اعتقاله فترة ثلاثة أشهر وخرج من المعتقل، وكان من المشاركين الأوائل فكنا نجتمع بشكل شبه يومي في منزل أحد الشباب ونحن لم نكن نخاف لأننا أولاد قرية وأولاد عم ونجتمع وقبل الثورة كنا نجتمع، وبعد الثورة وبعد المظاهرة ولم يكن يوجد أي حرج، ولكن بدأ الناس يتواصلون معنا من الذين يودون المشاركة وبنفس الوقت استمر التواصل مع أصدقائنا في الشيوخ في ناحية الشيوخ عن طريق حمد وأصدقائه ومجموعته، وبدأ الشباب من مدينة جرابلس يجتمعون معنا للتحضير للمظاهرات والخطوات القادمة، وكان البحث وكانت الرغبة الأساسية بحشد عدد أكبر وكانت مطالبنا واضحة في تلك الفترة أنه يجب أن يكون العدد متوازنًا، يعني متوازنًا بالنسبة لموضوع العائلات وموضوع التركيبة العشائرية حتى تشكل نوعًا من الغطاء، لأننا تحملنا عبئًا كبيرًا ونحن لسنا قادرين على هذا الحمل لوحدنا ونحن بحاجة غطاء من بقية العشائر، وهذا أخذ مدة للوصول له يعني تقريبًا أخذ فترة ثلاثة أشهر إلى أربعة أشهر، وكانت النقاشات دائرة وبنفس الوقت كان النقاش حول الموضوع السياسي والمطالب السياسية والشعب السوري ماذا يريد؟ وبدأت الاختلافات تظهر بشكل واضح ولكن لم تكن بالصيغة الفجة، يعني جزء من الشبان بدأت الميول الإسلامية بشكل واضح لديهم، وأحيانًا فج في الأطروحات وفي النقاش يعني أنا كنت أمثل إلى حد ما التيار المدني أو إلى حد ما العلماني ولكن للأمانة طوال تلك المدة لم يكن النقاش يتحول إلى بُغض، بالعكس كانت عبارة عن نقاشات، وفي إحدى المرات انفعلت أنا وصديقي إياد مع مجموعة من الشبان أنْ أنتم ما هي نظرتكم للمستقبل؟ فيقولون: نحن نريد أن يسقط النظام وبعدها نناقش هذه الفكرة، فقلت لهم: أنتم تدفعون الأمور باتجاهات غلط، وكان النقاش حول أسلمة الثورة وبدأت تظهر هذه الشعارات، فمزحت معهم وقلت: نحن نمشي بنفس الخط، وفي يوم من الأيام أنا متأكد وأنا وجهت الكلام إلى شخصين من الشباب وهم محمد الذي اعتقل معي والدكتور هيثم حمادي، وقلت له: سوف تعلقون مشانقنا على مدخل جرابلس، وهذا الكلام كان على سبيل السخرية، فضحكوا وقالوا: أنت تبالغ، فقلت لهم: أنا لا أبالغ وأنا أتحدث الآن على سبيل المزاح ولكن يوجد جزء منه جدي، وأنا خائف من نمط تفكيركم، وأنتم تدفعون الأمور باتجاه حدي وواضح، هذه الحالة والدفع باتجاه أسلمة الثورة بهذه الطريقة الفجة.

ومع مرور الأيام بدأت تتشكل نواة جديدة، والنواة تشكلت في الحقيقة من شبان الجيل الصغير جيل العشرينات وما تحت الثلاثينات من طلاب الجامعات، وتم التحضير لمظاهرة في جرابلس وهي أول مظاهرة، وخرج فيها مجموعة من الشبان، والأغلبية هم عبارة عن شبان طلاب جامعات كانوا يدرسون في جامعة حلب وتأثروا بالحراك الذي كان دائرًا في جامعة حلب، وخرجت أول مظاهرة في جرابلس وأنا لم أشارك فيها وأعتقد هذا في صيف 2011، واعتقل مجموعة من الشبان أغلبهم شبان جامعيون وتم نقلهم إلى مدينة حلب إلى السجن المركزي في حلب، واستمر اعتقالهم فترة شهر إلى أن أطلق سراحهم، ولكن كانت بداية الحراك والمظاهرات التي بدأت تتكرر بشكل شبه أسبوعي في جرابلس، وصحيح كانت على نطاق ضيق ولكن بدأت تتوسع يومًا بعد يوم، يعني يومًا بعد يوم بدأ يزداد العدد وصولًا إلى أول حالة استشهاد أحد المتظاهرين الذي هو حسين عرب في إحدى المظاهرات التي كانت تخرج في يوم الجمعة، وعرب هو شاب كان في الأربعينات واستشهد في 10 شباط/ فبراير 2012 وعرب صاحب محل صياغة ذهب، وخلال المظاهرة شعور بالرهبة والفرح ومشاعر مختلطة لدى الناس فحصل معه أزمة قلبية خلال المظاهرة واستشهد خلال المظاهرة، وكان حدثًا جللًا هز المدينة بشكل كامل.

في الجمعة التي تليها في 17 شباط/ فبراير 2012 كذلك خرجت مظاهرة في مدينة جرابلس، ولأول مرة يتم إطلاق النار بشكل مباشر على المتظاهرين، واستشهد الشاب إبراهيم خلف وهو أخو الشيخ أحمد الخلف، وكانت أول حادثة قتل لمتظاهرين هزت المدينة وريفها، والحقيقة كانت أول حادثة استشهاد، واعتقد النظام مع توسع المظاهرات أنه لم يبق أمامه حل إلا القتل، واعتقدَ أن هذه الحادثة سوف تخفف همة الناس ولكن على العكس تمامًا بعد حادثة القتل الأمور خرجت عن السيطرة وازداد زخم المظاهرات.

بعد اغتيال أو استشهاد إبراهيم اعتقد النظام أنه سوف يرهب الناس ولكن على العكس تمامًا ازداد زخم المظاهرات وأصبح يوجد نوع من الحقد، وكانت محاولة الإعلام طوال الفترة الماضية فيه مبالغات، وأن النظام لا يقتل وطوال الفترة السابقة كان النظام من خلال الأفرع الأمنية يحاول امتصاص غضب الناس من خلال أزلامه والأفرع الأمنية ومن خلال شعبة الحزب (حزب البعث) التي كانت نشيطة وتتجول بين الناس وتهدئ الناس يعني رئيس شعبة الحزب أكثر من مرة زارني من أجل التهدئة، وما هي مطالبكم حتى ننقلها للقيادة ومن هذا الكلام السخيف الذي لم يكن له قيمة عند الناس، ولكن حادثة استشهاد إبراهيم كانت نقطة الفصل وأنتم كاذبون وكل هذا الشيء الذي تفعلونه كذب، وبدأت تتوسع المظاهرات، وفي تاريخ 9 آذار/ مارس 2012 تم اغتيال شاب من ناحية الشيوخ، وطبعًا كما ذكرت كان شباب ناحية الشيوخ يتوجهون إلى جرابلس للتظاهر، من عائلة الكذال وأيضًا أطلق عليه النار من قبل الأمن العسكري واستشهد لتتحول بعد ذلك المظاهرات إلى حدث يومي بعد حادثة استشهاد هذا الشاب الثاني.

يوجد مسألة جوهرية في المنطقة، والمنطقة كما ذكرت ذات بنية عشائرية والأمن كان هو فقط من يقف وراء عمليات الاغتيال أو التعدي على الناس، وكان يوجد حذر شديد، وهذا إلى حد ما ساعد في تطور الحالة الثورية والأهالي مثل كل المدن السورية كان فيها أشخاص موالون للنظام أو منتفعون، ولكن لم تتشكل حالة عسكرية لدى هؤلاء الناس، وكان يوجد حذر شديد جدًا من التورط بالدم لأن الموضوع سوف يتحول إلى ثار، والنظام عشائري وقبلي ولا يمكن القبول، وكان الأمن فقط هو من يتدخل، وبالتحديد الأمن العسكري وهذا الشيء ساعد إلى حد كبير بعدم نشوء صراع داخل المدينة أو الريف أو داخل المنطقة حتى يتحول إلى صراع عشائري، والناس أخذت حذرها، وحتى المؤيدون اقتصر عمل المؤيدين على موضوع التقارير الأمنية وهذا ما تكشف فيما بعد، بعد التحرير من خلال الوثائق، فكان يوجد أشخاص يكتبون تقارير مثل كل المدن السورية ولكن في الحقيقة لم يكن هناك أية مشاركة بالعمل المسلح أو إطلاق النار على المتظاهرين أو محاولة حتى الاعتداء عليهم لأن الموضوع كان خطًا أحمر عند الناس، وسوف يدفعون ثمنه في النهاية.

خلال هذه الفترة استشهد تحت التعذيب في فروع الأمن أحمد كنج، وهو من الأشخاص الذين كان لهم مساهمات وهو كان مقيمًا في السيدة زينب بدمشق وطبعًا خلال هذه الفترة كان يوجد مجموعة أو قسم من أهالي جرابلس وبالتحديد من قرى العمارنة بعض القرى المجاورة لهم تواجد لا بأس به في منطقة السيدة زينب في دمشق بالتوازي مع الحراك الثوري في جرابلس كان لهم حراكهم في السيدة زينب من المظاهرات، ومن دعم مهجرين حمص والإغاثة واعتقل أحمد كنج بتهمة المشاركة بالمظاهرات وتقديم المساعدات للنازحين، وهو كان صاحب مكتب عقاري، فكان يعطي الناس السكن للاجئين من حمص بعد التهجير الذي حصل في حمص، وأثناء التعذيب استشهد، وهو من قرية اسمها تل شعير وهو تركماني ولكن من نفس قرية الشيخ أحمد الخلف الذي أصبح في مرحلة لاحقة رئيس المجلس الثوري وكانت جنازة مهيبة وشارك فيها أغلب أهل المنطقة وتحولت إلى مظاهرة.

بعد كل حوادث القتل بحق المتظاهرين انقلب المزاج العام وبعض حالات التردد لدى الناس تغيرت بالمطلق.

كان يوجد سجال بين الناس، والمؤيدين لم يحاولوا التدخل ومنع الناس، ولكن عبارة عن كلام ونقاش، وكانت كرة الثلج تكبر وأنا على يقين أنه 80% من السوريين أو 90% من السوريين هم معارضون، ولكن الاختلاف كان بين الذي كان يخاف أو الذي كان منتفعًا من النظام، وهذه مسألة جدًا جوهرية لأنه يوجد أشخاص منتفعون من النظام أو موظفون ويعتقدون أنه سوف تقطع رواتبهم وحالات الفقر كان لها دور كبير، يعني الريف تم إهماله عبر أجيال، ويوجد حالات فقر وخوف لدى الناس يعني حالة خوف مزدوجة من الفقر ومن الاعتقال أو القتل.

أنا تزوجت في 14 تموز/ يوليو 2011 وأنا عندي منزل في دمشق فجهزت منزلي في دمشق حتى أنتقل إلى دمشق، وذهبت بعد زواجي شهر عسل إلى دمشق، وخلال هذه الفترة التقيت مع شخص اسمه عمار الكوش، وعمار الكوش بالأصل من مدينة جرابلس، وأنا كنت أعرفه قبل الثورة وعمار الكوش هو ابن وزير سابق ابن شريف الكوش من أهل جرابلس، وهو شخص موالٍ للنظام بالمطلق وأحد أزلامه، وفي بداية الثورة تحول إلى شبيح، فالتقينا مصادفة فقال لي: ماذا تفعل في دمشق؟ وقال: تقاريرك وصلت إلي وأنا أنصحك لأننا أولاد بلد أن تعود إلى القرية لأنه هناك يمكن أن يشكلوا لك غطاءً، ولكن هنا سوف تُعتقل.

طبعًا مع تهديد مبطن أنه ماذا تفعل هنا وهل جئت إلى هنا إلى الشام حتى تلعب وتريد أن تفتعل المشاكل هنا، وأنا للمرة الأولى وهو يدعي أنا منعتهم من اعتقالك ولكن لا أستطيع كل مرة أن أمنعهم من اعتقالك. وأنا أخذت التهديد على محمل الجد وقطعت شهر عسلي وعدت إلى القرية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/11/11

الموضوع الرئیس

توسّع رقعة المظاهرات

كود الشهادة

SMI/OH/11-03/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

النصف الثاني من 2011 والنصف الأول من 2012

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشقمحافظة حلب-مدينة جرابلسمحافظة ريف دمشق-السيدة زينبمحافظة حلب-العمارنة (تل العمارة)محافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

شعبة المخابرات العسكرية - الأمن العسكري

شعبة المخابرات العسكرية - الأمن العسكري

جامعة حلب (نظام)

جامعة حلب (نظام)

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

سجن حلب المركزي

سجن حلب المركزي

الشهادات المرتبطة