أهمية السوشيال ميديا في عمل مؤسسات المجتمع المدني المعارضة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:25:12:21
في 2008 ولاحقاً كانت فترة لها طابع خاص، وهناك أمور تغلي داخل البلد أنا بالنسبة لي والذي كان سطل المياه الباردة الذي جعلني أستيقظ هي الثورة الخضراء في إيران 2009 وفي تلك الفترة كان هناك مجموعة من الاعتقالات، وكانت مرة من المرات كان هناك صبيتان معتقلتين طل الملوحي وآيات أحمد في نفس الفترة، وطل أخبرني بشكل فوري عنها الشباب في "زمان الوصل" وأمنوا اتصال وتواصل مباشر بيني وبين والدتها، واجتمعت مع والدتها بعد أيام من الموضوع، رزان أخذت ملف آيات وأنا أخذت ملف طل، وأذكر أنَّ طل أهلها في حمص والموضوع بحاجة إلى سفر، قالت لي رزان وهي ترى موضوع آيات، فكانت واحدة من الحالات الغريبة بالنسبة لي حتى اليوم وتعقيداتها ليست في الشكل الذي نحن نعرفه ونختبره.. معارضة للنظام أحادية المعادلة أحادية الجانب..
لنقل أنَّ رأيي بنيته من خلال احتكاكي المباشر أظن قبل أن تتحول قضية طل إلى قضية رأي عام وتصبح منتشرة أظن وأنا تابعت الموضوع وكنت على صلة مباشرة به من خلال العائلة، وحتى ذهبت أنا ووالدتها إلى كفرسوسة على أمن الدولة وطلبنا وتم طردنا من الباب وكانوا يقولون لا يوجد هذا الاسم وكان التعامل سيء وأنَّ هذا الاسم غير موجود وفي المرة التالية تم تهديدنا بالاعتقال إذا عدنا أيضاً مرة أخرى، وفعلاً لا أعرف إذا يحق لي الحديث في تفاصيل الموضوع.. القضية قد تبدو معقَّدة وكبيرة وقد تكون بسيطة بمعنى هي بنت صبية صغيرة في العمر ومندفعة بكل الاتجاهات وذهبت فرق حساب هذا الاندفاع بشكل أو بآخر، والنظام لديه في تركيبته الخاصة في مرحلة ما استخدمها لإرسال رسائل إلى الأمريكان بشكل محدد، ودخل النظام بعدما تم حكمها بخمس سنوات وصارت موضوع الثورة والربيع العربي دخل النظام في إشكالية إطلاق سراحها وما قد تتحوَّل له من رمزية بمعنى مباشر على الأرض.
وحقيقي أنا واحد من الناس كنت أرى قصص المعارضة ومواجهة الاستبداد لنقل بشكل أو بآخر وبالمعنى الكلاسيكي والطريقة التي تعودنا عليها والأدوات التي نعرفها، وكنا نراقب كثيراً الثورات الملونة في أوروبا الشرقية وكان لدينا هذا التقييم أنَّ هذه الثورات لها طبيعة خاصة بأوروبا الشرقية وظروفها، ولم نكن قادرين أن نرى أنَّه ممكن أن يحصل في منطقتنا والشرق الأوسط، وكنا نرى الأدوات السياسية المنظمة والأحزاب والكيانات المؤدلجة والمهيكلة والمنظمة وذهنيتنا في القصص لم نكن لنقل متخيلين حجم وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت والذي من الممكن أن تفعله، ولم نكن قادرين أنا على الأقل أتكلَّم عن نفسي نرى الإمكانات البسيطة والسهلة والغير مكلفة لأدوات جديدة للعمل وليست مكلفة نهائياً حتى..
كنت أنشط وأنا شخص " دقة قديمة " وأنا ألاحظ تطور يجب أن نلاحقه وكنت أنا ألامس تماماً ما هو ممكن أن تعمل الحراك المجتمعي، وفكرة الحراك المجتمعي لم تكن واضحة قبل الثورة الخضراء في إيران، وكنت أرى أحزابًا سياسية معارضة وسياسيين يعملون هذا الأمر، ولكن فكرة الحراك المجتمعي لم نكن نراها وفي بلدان مثل سورية في هذا الستار الحديدي والقبضة الأمنية وكل هذه التفاصيل، ففكرة حراك مجتمعي ممكن أن نقولها وننظر بها كثيراً ولكن ليس بهذا المنطق لكن بمنطق آخر مختلف تماماً والذي حدث في إيران 2009 حاولت أقرأه كثيراً وبعد ما بدأ شكل من أشكال ليس الإحباط أو اليأس ولكن كان الشخص قد تلقى ضربات كثيرة من 2000 حتى 2009 كان هناك انكسارات كثيرة، فكان بالنسبة لي شعلة أمل وشعرت فجأة أنَّ هناك شيء من الداخل يغلي، وبدأ بالنسبة لي أدوات أخرى وبدأنا نُفكر بطريقة ثانية، ومعهد صحافة السلم والحرب أتوا إلى سورية، وبدأنا نعمل تدريبات ودورات وبدأنا نرى بالنسبة لي جهاز الموبايل وهذا الكائن الغليظ الذي أكرهه فجأة تحول جهاز الموبايل إلى نافذة واستوديو كامل متكامل، وكثير أشياء فعلاً بدأنا نراها، وأتى لحد الآن أذكر معهد صحافة السلم والحرب واستفدنا منهم كثيراً.. وكانت السوشيال ميديا وأدوات ووسائل الإعلام الجديدة والموبايل وأفلام الموبايل وهذه الروح الجديدة لهذا العصر، وكان هناك في تلك المرحلة أصبح هناك شبه الانقسام أو القطيعة بين مجموعة من الشباب وكان نحن رزان وزينة أرحيم وأنا وعامر مطر لم نعد نرى الأمور بنفس الطريقة ولم نعد نرى الحراك المجتمعي أو التغيير بنفس الطريقة ولم نعد نرى التغيير مرتبط بتلك الطبقة السياسية الكلاسيكية الموجودة أو هذه الأدوات، وفي تلك المرحلة بدأ يوجد فراغات ومسافات واسعة وأصبح هناك عالم آخر، وأتى في 2009 أغلقوا المكتب وصادروا كل شيء به، وكان المكتب في المزة ومرة أخرى كانت عتبة الحراك أو تأثيره، وأتى نائب عن حزب الخضر في البرلمان الألماني وقمنا بندوة وحاول الأمن أن يحضروا ورفضت وفرطنا الندوة وأظن هذا كان النهاية، وقبلها كان قد حضر السفير الأمريكي الأسبق ديريك شيرر وقمنا بطاولة وأتى خبير في النيو ميديا والسوشيال ميديا وكان هو مصري كندي، وقمنا بورشة وأظن أنَّ الإشكالية التي حدثت هو نائب في البرلمان الفيدرالي الألماني عن حزب الخضر، وكان بعد أن أتى وبعد كم دقيقة جلسنا طرق الباب أمن الدولة فرع 251 مرحبا، والرجل كان آتٍ بشكل علني ورسمي وعمل لقاءات ولم يكن آتٍ بشكل سري، ونحن جالسين في طاولة صغيرة وغير مدعوِّين فهي جديدة بالنسبة لهم.. وكان رائد من أمن الدولة وأظن من بيت نوح، وقال إذا لا تريدنا معنا دكتور فطلب من العنصر المرافق له أن يحضر الدكتور وعند حضوره قال: لنتكلم مع الدكتور وكان هناك دكتور في الجامعة دكتور في العلوم السياسية ليحضر معكم هو إذا لا تريدنا.. فقلت له: آسف لا يجوز هذا الشيء وتريدون أن تحضروا كما تريدون ولكن الندوة انتهت ولم يعد هناك ندوة وأظن واحدة من الأشياء، وكانت عدة قضايا ..
أيضاً إغلاق المكتب في 2009 ساعدت في النقلة وكان هناك أمور كلاسيكية، وأستيقظ صباحاً في المكتب وهناك أمور نقوم بها بشكل روتيني وعملي الشخصي بالمعنى الحياتي وحين أُغلِق المكتب والمكتب كان في المزة في الفيلات الغربية و ملاصق للمكان الذي أعمل به وبعد أن أغلق مكتب شارع بغداد وأخذته ملاصق له بحيث لا يكون هناك وقت، وآخر مرحلة فتحنا باب داخل الجدار من أجل أن لا أخرج من الباب الأساسي وافتح باب بيننا. وكان كسر هذا الروتين وهذا المنطق الجديد سمح أن يكون هذه الحالة في التغيير و 2009 كانت مرحلة عكس ما كان متخيل كان هناك شيء يغلي وكل تلك التفاصيل، وفي تلك الفترة أيضاً كانت أيضاً هناك مشاكل لها طابع اقتصادي بدأت تصبح ظاهرة في سورية، والانفتاح الاقتصادي الذي قام به بشار الأسد وحالة الخصخصة والسماح بالقطاع الخاص لم تتم على أرضية وطنية اقتصادية تمت بمنطق المافيات والمصالح بين بعضها، والجانب الإيجابي انعكس على شريحة مخصصة وثقل هذا الانفتاح وهذه الخصخصة وبداية انسحاب الدولة من قطاعات أساسية بدأ يظهر على الناس بشكل كبير وأساسي، وأتى موضوع الجفاف الذي حدث في الجزيرة والهجرة من المناطق الشمالية الشرقية باتجاه دمشق وبدأت تصل لمئات الآلاف وكان مسكوت عنها ولم يكن أحد يتكلم، وكان عامر وغيفارا وزينة وكان هناك مخيم لنازحين من الجزيرة في مناطق عدرا وأعداد في الآلاف وليس لديهم أي شيء، فقلنا لهم: ماذا تتكلمون؟ وذهبنا وفعلاً مفاجأة وكثير من العوامل بهذا المعنى اقتصادي ..
للأمانة لم ندخل وأنا على الأقل أتكلم عن نفسي لم ندخل معهم سياسياً، وهذه من الدروس المستفادة ليس كل ما رأينا شخص نجنده والمسألة لا تتم، والناس كانت في حالة من التعب والإنهاك في المعنى الاقتصادي والمعيشي ومناظر الفقر كانت مذهلة ولا أتخيل أنَّنا بعيدين عنه 30 كم من هذا الواقع، ونحن لا نتفرج على الصومال لا يبعد عننا أكثر من 16 كم، وكان كثير صادم الواقع وكنا نخرج من الفقاعة التي نحن نعيش داخلها لم تعد سورية هذه هي سورية الـ 500 ناشط والعائلات الذين نعرف بعض، أصبحنا نرى سورية أخرى داخل سورية من استعصاء صيدنايا ودلالاته، وحالة النزوح من الجزيرة، وأصبحنا نراها بشكل مباشر ونحتك معها ونرى مفاعيلها على الأرض، وهنا بدأ مرة أخرى الشكل كيف يمكن أن يتم انعكاسه على الواقع السياسي، وأصبحنا نقوم بحملات ملابس ولوازم بمعنى الإغاثة، وحين نطرق الباب نريد ملابس كان هذا في المتخيل للاجئين العراقيين واليوم للاجئين السوريين، وتعال لترى الصور وأصبح موضوع حملة لها علاقة في حقوق المرأة وجرائم الشرف خلقت تفاعل وخلقت بشكل أو بآخر شكلًا من أشكال الانقسامات، وأصبح هنا صراع من المؤسسة الدينية الرسمية والسطلة اصطفت مع المؤسسة الدينية الرسمية وذهبت إلى منزل الشيخ أسامة الرفاعي في كفرسوسة، وكنت قد حضرت خطبتين من صلاة الجمعة وكنت قد رأيت كمية التوتر الموجودة لديه في هذا الخصوص، ورأينا أنفسنا ونحن ذهنيتنا أنَّ خصمنا النظام، ولكن رأينا أنَّه في المعنى المجتمعي المسائل أعقد كثيراً مما نحن نتخيله .
وكان هو ضد الموضوع وكان في كثير ليس فقط الشيخ أسامة، وأذكر ضمن هذه المرحلة خرج قرار برفع سن السماح للطلاب بالتعليم الشرعي وأظن كانوا في الصف السابع يحق له الطالب والمدارس الشرعية ورفعوه إلى العاشر، وكان هناك رسالة أُرسِلت إلى بشار الأسد وتم تسريبها إلى الإعلام عبر رجال الدين "هذا ولن نضمن" برأي كان فيها جزء تهديد، طبعاً بعد الأسطوانة المعروفة.. "لن نضمن يا سيادة الرئيس ردود أفعال الأهالي الغاضبين".
وهذا نوع من إخلال بالاتفاق بيننا وبينك وبالتالي نحن لن نُعطيك هذا الغطاء.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/02/23
الموضوع الرئیس
حراك المجتمع المدنيكود الشهادة
SMI/OH/90-14/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2009
updatedAt
2024/04/18
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جريدة زمان الوصل
معهد صحافة الحرب والسلام
الفرع الداخلي في أمن الدولة 251 - الخطيب