الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

القضية الكردية وإشكالياتها في المجلس الوطني السوري

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:21:22:19

قبل أن ندخل في التحضيرات لمؤتمر القاهرة دعونا نستذكر ما هو الجو الذي كان موجودًا فيه المجلس الوطني في شهر أيار/ مايو وشهر حزيران/ يونيو ابتداءً من اجتماع أصدقاء سورية الذي كان في إسطنبول بتاريخ 1/ 4، مرورًا باجتماع الأمانة العامة في روما وانتخاب برهان غليون مرة أخرى رئيسًا للمجلس الوطني، إلا أن المجلس كان يشعر بشكل واضح أنه يوجد هناك ضغط عليه دوليًا ويوجد هناك مطالبات من قبل قوى سورية ومن قبل المجتمع الإقليمي والدولي -أو أطراف منه حتى نكون دقيقين أكثر- بضرورة إعادة الهيكلة وإضافة مكونات جديدة.

هنا الشيء الذي يجب أن نؤكد عليه عندما كان يُحكى أنه أنتم بحاجة إلى أن يكون هناك مكوّنات داخل المجلس كان يوجد هناك مجموعتان أساسيتان: المجموعة الأولى التي هي الأكراد والمجموعة الثانية هي الأقليات، وأنه أنتم في المجلس يغلب عليكم لون معيّن ويغلب عليكم صفة معينة وهذه غير مطمئنة لا للأقليات في سورية والأكراد ولا للمجتمع الإقليمي والدولي، وأصبح المجلس الوطني يشعر بأن هذا يُستخدم كذريعة لتقاعس المجتمع الدولي بما يتعلق بالقضية السورية، وأيضًا باعتبار أن الأمريكان وحلفاءهم كانوا واضحين مع المعارضة منذ البداية أنه لن يكون هناك تدخّل عسكري من قبلهم بمعنى من قبل الأمريكان، إذًا الموضوع استمرّ بمعنى أنه لم يحصل مثل تونس النظام نفسه مثلًا تنحّى، بشار أو من ضمن الجيش أجبره على التنحي، ولم يحصل أيضًا مثل مصر، وأن الموضوع سيطول وإذا طال فإن الدول ستعيد النظر بطريقة التعامل مع الملف السوري وأصبحت طريقة التعامل مع الملف السوري أكثر باتجاه التفاوض والحوار مع النظام، وإذا أصبحت باتجاه التفاوض والحوار مع النظام فإنها تحتاج بالمقابل أن يكون هناك جهة قابلة لهذا الشيء بينما المجلس الوطني في ذلك الوقت كان لا يزال يقول: لا تفاوض ولا حوار، فقط إسقاط النظام والتحضير لمرحلة انتقالية.

إذًا المجتمع الدولي والإقليمي كان يوجد أمران أساسيان يتكلم بهما، الأمر الأول هو وحدة المعارضة ومن هنا كان يدخل إلى قضية ضرورة إعادة الهيكلة وإدخال الأكراد والأقليات والمكونات الأخرى غير الممثَّلة، وثانيًا هو موضوع الحل السياسي أو التفاوض أو الحوار، وهاتان النقطتان أستطيع أن أقول إنه منذ بداية عام 2012 أصبح يوجد هناك وبدأت الضغوطات على المجلس بهذا الخصوص، والمجلس كان يرى أن أفضل طريقة للتعامل مع هذه الضغوطات هي عبر إعادة الهيكلة والتوسعة مع الإبقاء على المبادئ والأسس التي قام عليها المجلس، بمعنى أنه نحن سنحاول ضمّ أكبر عدد من المكونات الممكنة إلى المجلس الوطني ولكن لن نغيّر الشيء الذي له علاقة بالموضوع السياسي، ولكن هذا الشيء لم يستطيعوا فعله بسرعة، وعندما جاء موعد مؤتمر أصدقاء سورية في إسطنبول كان لا يزال الموضوع الكردي غير محلول، وذكرت أنه كان يوجد زيارة ولم يصلوا إلى نتيجة، ولكن لماذا لم يصلوا إلى نتيجة؟ لأنه كان يوجد عدد من النقاط لا يستطيعون الوصول فيها إلى نتيجة، أولًا موضوع قضية الشعب الكردي وثانيًا موضوع اللامركزية السياسية وثالثًا موضوع التعويضات للناس الذين تعرضوا لحرمان من الممتلكات أو أي نوع من الحرمان خلال فترة البعث، وتحديدًا هنا نحن نتكلم عن منطقة شرق الفرات والغمر وغيرها، والنقطة الرابعة محاولة ربط هذه الأمور بالعهود والمواثيق الدولية بما يعطي ربما في المستقبل -بحسب رأي بعض قادة المجلس الوطني وبعض القانونيين ضمن المجلس الوطني- أنه ربما هذا يعطي ذريعة للمطالبة إما بحكم ذاتي أو استقلال في المستقبل وعدم الوصول إلى الاتفاق جعلهم يذهبون إلى المؤتمر ولم يتمّ حلّ الموضوع، وهذا الذي كان أحد الأسباب الرئيسية أن (هيلاري) كلينتون تأخذ موقفًا من المجلس الوطني ولا تقابل رئيس المجلس الوطني وفي المقابل تقابل ناشطين أو قادة من الناشطين مثل الدكتور عماد الدين رشيد والدكتور عبد الباسط سيدا والدكتورة بسمة قضماني الذين كانوا في المجلس، وهذه كانت إشارة للمجلس أنني أقابل هؤلاء وأثقل وجهة نظرهم ونحن نعرف أنه سواء الدكتور عبد الباسط أو الدكتورة بسمة أين كان توجههم بما يتعلق في موضوع إما الأقليات أو الأكراد بهذا الشأن، بالإضافة إلى الدكتور عماد الذي كان يطالب بإعادة الهيكلة وتكلمنا فيها في المرة الماضية وهو كان أحد الأشخاص من الخمسة زائد خمسة في المجلس الوطني.

بالنسبة لموضوع التعويضات كانت العبارة هي عبارة عامة بشكل أنها تعطي انطباعًا أنه ربما يحق لبعض الناس أن يسترجعوا حتى الأماكن التي كانوا فيها أو يطالبون بإعادة هندسة أو إعادة ترتيب لما قبل مرحلة عام 1962 وهذا كان يواجه مشكلة من بعض الأطراف في المجلس الوطني أنه نحن سوف نتكلم عن درجة معينة من التعويضات ولكن ليس بمعنى كافه الأمور التي قد لا يكون هناك قدرة عند أي دولة قادمة أن تتحمل استحقاقاتها كاملة، لأنها سوف تكون جدًّا مؤرّقة وصعبة.

بما يتعلق بالضغوطات التي تحصل على المجلس كما ذكرت هي مكونات وحوار ومكونات وتفاوض والمجلس عندما يواجه هذا الضغط كان من الأسهل عليه أن يتعامل مع موضوع المكونات من أن يغير من سقفه السياسي أو موقفه السياسي، ومع ذلك أيضًا واجه مشكلة مع موضوع الأكراد لأنهم أيضًا كان سقفهم عاليًا في ذلك الوقت وتوقّعوا أنه بالضغط الذي كان يحصل أنه بإمكانهم أن يأخذوا مكتسبات في ذلك الوقت، وكانوا غير قادرين للحصول عليها أيام إعلان دمشق والمرحلة السابقة للثورة.

هنا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أننا بدأنا ندخل في مرحلة مرور أكثر من عام على الثورة ولا يزال الزخم الأساسي موجودًا وغالبية الموجودين في المجلس الوطني كانوا ضد تقديم أي تنازلات بما يتعلق بالحوار أو التفاوض [مع النظام] ومعتمدين بشكل أساسي على أن الثورة لا تزال في قمة ألَقها ويحصل تحقيق للمكتسبات على الأرض والجيش الحر يحقق تقدمًا ويوجد هناك رسائل كانت من بعض الدول الحليفة تقول إن النظام على وشك السقوط، يعني أي شخص يكون في مكان قيادة المجلس الوطني في ذلك الوقت وعنده هذه المعطيات فإنه يفكر مرة ومرتين وثلاثًا قبل أن يغيّر استراتيجيته التي على أساسها قام المجلس الوطني السوري.

أنا أعيد وأقول إنه منذ البداية كان في ذهن المعارضة وحلفاء المعارضة طريقان: طريق المجلس وطريق الائتلاف، وطريق المجلس الذي كان يذهب باتجاه إسقاط النظام والتغيير الكامل، والائتلاف الذي كانت فكرته الأساسية من اجتماع الدوحة رقم واحد كان ذاهبًا باتجاه حوار وتفاوض وحل سياسي، وكلما يمرّ الوقت كان يزداد الضغط لأن الدول تكون أيضًا تحت الضغط لأجل حلّ هذه المشكلة وهي لا تستطيع حلّها عسكريًا أو لا يوجد عندها الإرادة للحل العسكري وبالتالي تريد حلّها سياسيًّا، ولكن كيف سوف تحلّها سياسيًّا إذا [كان] الطرف الذي هو من جهتها أو التي هي حليفة له، المجلس الوطني السوري، المعارضة التي هي مظلة المعارضة الأساسية غير موافقة على هذا الشيء، إذًا من الصعب هنا أن تتكلم بموضوع الحوار والتفاوض ويبدو لي أن الطرف الثاني سواء النظام أو حليفه بشكل أساسي روسيا كانوا بسبب الضغط الموجود عليهم وبسبب الشيء الذي لم يكن يتوقعه النظام وبسبب أنّ النظام فعلًا كان على وشك السقوط في عام 2012 لولا تدخل الإيرانيين وحزب الله كان يتعامل نوعًا ما بمرونة نسبية تجاه فكرة التفاوض، يعني لم يكن يرفضها كما كان المجلس الوطني يرفضها في ذلك الوقت، مع أنه دائمًا بشكل رسمي يخرج بطريقة ولكن دائمًا كان يترك الباب مفتوحًا قليلًا في هذا الاتجاه.

أيضًا أريد التنبيه إلى نقطة أنني في اعتقادي أنه كان واضحًا منذ تشكيل المجلس أيضًا أن السوريين أيضًا  لعبوا دورًا أساسيًا في خلق هذا الانطباع عند المجتمع الإقليمي والدولي أن هذا المجلس لون واحد ويجب أن يكون فيه مكوّنات ويجب أن يكون فيه أكثر من ذلك، البعض منهم بحسن نية والبعض بسوء نية والبعض منهم لأنه لم يرَ نفسه ضمن هذا المجلس والبعض منهم لأن مكوّنه لم يكن موجودًا ضمن هذا المجلس وهؤلاء أنا أعتقد أنهم لعبوا دورًا أكثر من أي شخص غير سوري لأنه إذا كان يوجد أحد عنده فكرة بهذا الموضوع إقليميًا ودوليًا ويحتاج أن يكون لها حامل سوري حتى يقنع بها الآخرين، فعندما يخرج أشخاص معروف أنهم من المعارضة ولهم حيثية معينة يتكلمون بهذه القصة هذا كان يعطى أيضًا سلاحًا وذخيرة إضافية لطلب إعادة الهيكلة، والمجلس كان دائمًا يهرب باتجاه إعادة الهيكلة والتوسعة من أجل أن يخرج بإعادة الاستحقاق الذي كان مطلوبًا منه، وأول مرة يطرح مشروع لإعادة الهيكلة بمعنى.. وطبعًا نحن هنا أتينا بعد اجتماع إسطنبول في 27/ 3 الذي كان هدفه إعادة الهيكلة، بعد هذه القصص بدأ يتم الحديث أنه نحن نحتاج أن يكون هناك مشروع لإعادة الهيكلة وإضافة أشخاص إلى المجلس الوطني السوري وهذا صارت مناقشته في اجتماع الأمانة العامة في روما في أيار/ مايو عام 2012.

يوجد بعض النقاط للاستدراك على موضوع الاجتماع، هذا الاجتماع كان مهمًّا وهو من الاجتماعات المفصلية، إذًا أستطيع أن أقول [إن] اجتماع روما واجتماع الدوحة 2 أو اجتماع الدوحة في شهر تموز/ يوليو واجتماع السويد مع نهاية شهر آب/ أغسطس واجتماع الدوحة رقم 2 في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، كانت مفاصل أساسية في المجلس الوطني.

اجتماع روما كان في تاريخ 13 و14 أيار/ مايو/ 2012 كان بدعوة من الحكومة الإيطالية، وفي هذا الاجتماع تم الحديث عن مستجدات الحوار مع الجامعة العربية وكانت الجامعة العربية تفكّر بعقد اجتماع للمعارضة في تاريخ 17 أيار/ مايو وكان يوجد هناك بشكل عام من مداخلات معظم الأعضاء في الأمانة العامة كان يوجد هناك وضوح لمعارضة المشاركة في هذا المؤتمر، وهذا كان واضحًا بالكلمة التي لخّص بها الدكتور برهان يعني مجموع الآراء التي كانت موجودة في ذلك الوقت أنه يوجد هناك شبه إجماع على معارضة المشاركة في هذا المؤتمر وهذا الشيء له علاقة بالمؤتمر وليس له علاقة بالحوار كمبدأ ونحن حريصون على الحوار مع جميع الأطراف، ومن الأسباب الأساسية أن الجامعة العربية أرسلت دعوات فردية وكان من المفترض أن تدعو المجلس بصفة رسمية، وكان من المفترض أن يحصل اتفاق مع المجلس حول جدول الأعمال واتفاق على من سيتم دعوته.

الدعوات الفردية أعطت انطباعًا لقيادة المجلس الوطني أن الجامعة العربية تتعامل مع موضوع المجلس ليس بالطريقة التي كانوا يرون المجلس فيها قادته بمعنى أن المجلس أخذ اعترافًا من مجموعة أصدقاء سورية في تونس وفي إسطنبول، وهذا الاعتراف واضح أنهم يمثلون تطلعات الشعب السوري ويمثّلون الشعب السوري ولكن كيف يحصل اجتماع لمعارضة ويتم إرسال دعوات فردية؟ هذا يعني أن الجامعة العربية تقول إنها لا ترى المجلس بالشكل الذي المجلس يعتقد أنها يجب أن تراه به مثل مجموعة أصدقاء سورية.

بشكل عام كان يوجد هناك تأييد إقليمي ودولي لاجتماع تعقده الجامعة العربية للمعارضة السورية، والأمريكان كانوا مؤيدين لأنه من خلال هذا الاجتماع سيكون هناك حضور لمكونات أخرى لم يستطع المجلس السوري أن يحضرها مثل الأكراد، وثانيًا سيكون هناك انزياح تُجاه موضوع الحوار والتفاوض بدلًا من الحديث عن التغيير الكامل، وثالثًا سيكون مشاركة لأطراف من المعارضة السورية غير موجودة في المجلس الوطني مثل هيئة التنسيق، وهذه الشخصيات بمعظمها في ذلك الوقت كانت مرنة تُجاه موضوع التفاوض وموضوع الحل السياسي، والمجلس الوطني كان خائفًا يعني كان يرى أنه ذاهب أو هو إذا وافق بسرعة وبدون شروط وترتيبات فإنه سيذهب إلى حالة ونتيجتها سيكون هناك تجاوز للمجلس الوطني سواء كجهة سياسية تمثّل الثورة وتمثّل الشعب السوري كما حصلوا عليه من اجتماع أصدقاء سورية، وأيضًا سوف يجبرونه أكثر وأكثر للذهاب في اتجاه موقف سياسي أو سقف سياسي مختلف عن الأول، وهذا الشيء المجلس لم يكن بوارده على الإطلاق، وبدأ يتكون شعور هناك بالخطر الداهم وأن وجود المجلس هو الذي كان مستهدفًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/31

الموضوع الرئیس

 المجلس الوطني السوري

كود الشهادة

SMI/OH/129-61/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/08/07

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

مجموعة أصدقاء الشعب السوري

مجموعة أصدقاء الشعب السوري

جامعة الدول العربية / الجامعة العربية

جامعة الدول العربية / الجامعة العربية

الشهادات المرتبطة