الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الضغط العسكري على ريف حلب وعسكرة الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:26:47:19

في الحقيقة المرحلة السلمية كانت سريعة جدًا، والنظام انتقل للحل العسكري بشكل مباشر، واليوم نحكي عن مظاهرات باشرت في حزيران/ يونيو تقريبًا بشكل سريع جدا في حزيران/ يونيو 2011 وصولًا لنهاية 2011 تقريبًا شهدت عمليات اقتحام من حفظ النظام لمناطق ريف حلب الشمالي، وبداية ربما إرسال أرتال لتقطيع ريف حلب الشمالي في تلك المرحلة حسب ما أذكر حتى قبيل نهاية 2011 وبداية 2012 هذه المرحلة شهدت تحولًا سريعًا جدًا من مرحلة السلمية والمظاهرات التي كانت موجودة في كل مناطق سورية تقريبًا بما فيها ريف حلب ومدينة حلب إلى مرحلة بحث المتظاهرين عن وسائل لحماية أنفسهن ووسائل للدفاع عن مناطقهم وتكوين شيء شبيه بالحواجز لمنع اقتحام قوات حفظ النظام لهذه المناطق، ووجود بعض المدنيين الذين حملوا البومبكشين (بندقية صيد) وبعض الوسائل المتاحة للدفاع عن أنفسهم ومنع حفظ النظام للتقدم لمناطق خاصة حريتان وعندان وتل رفعت ومارع وغيرها من المناطق التي كان نظام يُحاول أن يتقدم لها بشكل مستمر حفظ النظام واعتقال المتظاهرين، وبعض المتظاهرين اعتقلوا وحتى اللحظة ما خرجوا من سجون النظام.

 في هذه الفترة تحديدًا بداية 2012 وقبل ربما فترة قصيرة من أواخر 2011 انتقل النظام لمرحلة جديدة، جاء رتل ضخم جدًا توجه  من طريق المخابرات الجوية المعروف بطريق الليرمون باتجاه مناطق ريف حلب الشمالي، وباشر ينتشر لتقطيع أوصال المنطقة التي بدأت تخرج عن سيطرة النظام، فوُجد حاجز في مفرق الليرمون حاجز في مفرق عندان وحاجز في مفرق بيانون باتجاه  المنطقة، وهذه الحواجز كان الغرض لها بداية دخول الجيش الحقيقي على المناطق التي شهدت مظاهرات وتدخل الجيش بشكل رسمي ونظامي في أواخر 2011 تحديدًا، وبدأ الجيش بإقامة حواجز في هذه المناطق لتوقف المدنيين وتُضايقهم بشكل مستمر، وحتى تقوم بإطلاق الرصاص مثلما صار في مدينة حريتان تحديدًا فوق منازل المدنيين التي كان الجيش لا يحسن أن يصلها ولا يستطيع أن يدخل، فوُجد على الطريق الرئيسي وصار يستهدف منازل مدنيين بشكل عشوائي بالرشاشات والمضادات الثقيلة، وهذا الشيء خلق نوع عند الأهالي من ضرورة الانتقال لمرحلة جديدة فرضت نفسها ولا بد منها وهي مرحلة الدفاع عن النفس، والنظام بدأ بهذه العملية انتقل هو لمرحلة جديدة فلذلك كان الثوار السوريين مضطرين أن ينتقلوا لمرحلة ثانية.

  النقطة هذه تحديدًا لو ركزنا عليها لما باشر الرتل حسب ما أذكر دخوله على المنطقة ما كان فقط وجوده على شكل حواجز لو حكينا عن الرتل تحديدًا، والرتل الأول الذي اقتحم ريف حلب الشمالي كان رتل إرهاب بكل ما تعنيه الكلمة رتل ضخم جدًا مكون من دبابات ومكون من عناصر تابعين للنظام، وفوقهم طائرة هليكوبتر تُحلق في الجو بشكل مباشر، وباشر يدخل وكل منطقة يدخلها كان يُحاول قدر المستطاع أن يُفزع المدنيين، والمدنيين كانوا يفرون أمامه، وكان يتوجه للمنطقة الموجودة التي بيدخلها ويقوم بإحراق البيوت تقريبًا مدينة تل رفعت شهدت في تلك الفترة إحراق ألف منزل، واستخدم النظام فيها لمبات حرارية، وكانت تُوضع اللمبة الحرارية ويقوم النظام بإطلاقها عبر بندقية خاصة وتقوم بحرق البيت بشكل كامل، وهذا الشيء مصور ومسجل وشاهده كل الأهالي عبر الإعلاميين الموجودين في المدينة، والذين قاموا بنقله.

 وتوجه هذا الرتل اتجاه تل رفعت باتجاه أعزاز باتجاه دير الجمال وأكمل باتجاه مدينة مارع، وهنا حدث مهم جدًا يذكره كل الأهالي وهي حالة تسميم، وقبل أن يطلع أهالي مارع من المدينة كان أحد العاملين في مجال الحلويات قام بصنع حلويات جيدة مبرومة وسوار الست وهذه القصة نُقلت بعدما صار موضوع الرتل وقام بتجهيز المحل بشكل كامل ووضع السم لقوات النظام التي اجتاحت المدينة، وصار المشهد بعد ذلك بشكل مستمر وطريقة التعفيش التي كانت تتم، بدأت تجتاح المدينة وصلوا لمحل الحلويات وبدأ العناصر الأكل وتسمموا، وكانت مدينة مارع تقريبًا شبه فارغة، وقتها النظام قام بنقل الأشخاص الذين تسمموا وواجهوا هذه المشكلة نتيجة دخولهم على هذا المحل على مشفى الكندي بشكل كامل، وكانت طيارات الهيلوكبتر تُحلق في الجو مشاهدة، وكل المناطق التي دخلها النظام تلك الفترة كانت تشهد حالة نزوح كبيرة، حتى مدينة تل رفعت بعض العوائل بقيت وكانوا ربما هذا النظام ممكن أو هذا الجيش ممكن يتعامل مع الناس التي بقيت بطريقة معينة، فقام بقتل عدد من الأهالي الذي بقوا موجودين في المدينة، ومعظم الأهالي توجهوا للحدود السورية التركية في محيط مدينة إعزاز، والبعض الآخر صار يحتمي بمناطق أكثر بعدًا عن النظام في ريف حلب الغربي أو باتجاه منطقة حندرات وغيرها، وهذه المناطق ربما كانت بعيدة عن هذا الرتل تحديدًا.

 في تلك الفترة دخل الجيش وبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة محاولة الأهالي العودة إلى مناطقهم باستخدام ربما وسائل عسكرية، وممكن نُسمي البداية والانطلاقة هي الانطلاقة نحو حمل السلاح بشكل جدي.

 والمظاهرات كانت مستمرة وباشرت في المناطق في ريف حلب الشمالي المظاهرات وحكيت لك عن اعتصام في مدينة تل رفعت، وصار اعتصام في مدينة حريتان أيضًا أذكره بشكل جيد، وساحة مدينة حريتان تعلق فيها اللافتات والأعلام وصار بشكل يومي مسائي على شكل سهرات ثورية تُبث، وهذا المشهد في الحقيقة أزعج النظام بشكل كبير، لذلك النظام لما أدخل هذا الرتل واجتاح ريف حلب الشمالي كان القصد منه إنهاء حالة التظاهر بشكل كامل وفض الاعتصامات والانتقال لمرحلة جديدة بعد ما فشل حفظ النظام بالتعامل مع حالات المظاهرات، فحفظ النظام كان يدخل المدينة يعتقل يُطلق الرصاص يضرب غازات مسيلة للدموع، ويقوم بهذه التصرفات واعتقال البعض، وبعدها لما الأهالي أغلقت المدن صارت مرحلة جديدة ما عاد حفظ النظام يتعامل معها، فلذلك دخل النظام عبر الجيش تحديدًا، ونحكي عن فترة انتهت فيها المظاهرات لأن الجيش صار موجودًا في المنطقة بشكل كامل حتى رجعت الأهالي ورجعت في بارودة وبتظاهر، ورجعت المظاهرات تتجدد وبنفس الوقت رجعت للمظاهرات، وهنا يمكن أن نتحدث عن مرحلة جديدة هي بدء استخدام النظام للسلاح الجوي، وأذكر عند دخول الرتل بعد عدة أيام من الدخول كنا موجودين في قرية قريبة من تل رفعت في مسقا تحديدًا، ولما دخل عليها النظام والنظام كان يُشكل طوقًا حول الإستيراد الرئيسي للمنطقة من حلب باتجاه مارع مرورًا بإعزاز، وهذا الطوق الذي كان يُشكله، ومن اتجاه مارع باتجاه مدينة حلب مرة ثانية، وهذا الطوق لتقسيم ريف حلب الشمالي بشكل كامل.

 كانت إحدى الطيارات الهيلوكوبتر التي تُحلق في الجو قامت بقصف صواريخ في محيط حردتنين المنطقة القريبة على رتيان تحديدًا يذكرها الأهالي الموجودين، مشهد غريب جدًا جديد علينا أن النظام باشر يستخدم الطيران بقصف المنطقة، وما سمعنا في وقتها في ذلك الوقت أو في هذا الاستهداف أنه صارت خسائر بشرية، لكن هو استهداف تخويفي والنظام فعلًا دخل لمرحلة جديدة سيستخدم فيها الطيران في قصف المناطق التي تشهد تظاهرًا إذا عادت للمظاهرات.

 هذه المرحلة حسب ما أذكر في منطقتي بعد محاولات البعض حماية المظاهرات وتكوين جدار حول المناطق بسواتر من مواد بلاستيكية ربما باستخدام براميل، وهنا بدأ البعض بحمل السلاح بصراحة لحماية هذه المناطق تحديدًا، وما كان أحد يتصور أن يتجه المشهد نحو مواجهة عسكرية حقيقية، وربما التعامل الذي تم بعد فترة من قبل الذين سيطروا على المنطقة كمقاتلين مع المخافر يدل أن الهدف ما كان هو صدام بقدر ما هو الدفاع عن النفس، وهذا بكل حيادية وتجرد، وفي رتيان شُكلت كتيبة من أبناء رتيان، وفي حيان كذلك الأمر، وقبل أن تتسمى بمسميات أحرار رتيان وعندان وتل رفعت ومارع.

 وكانت هذه الفترة تظهر شخصيات على المستوى العسكري، لكن ما كان بُعدها عسكري بُعدها دفاع عن المتظاهرين وحمايتهم، وأذكر موقفًا لعبد القادر الصالح وكان محمد سعيد موجود على هذا الموقف في يوم تشييع أحد الشهداء الذين النظام قتلهم وهم يُحاولون أن ينشقوا عن النظام أعتقد التشييع في حريتان أو بالأحرى كان التشييع في مدينة مارع كان الأهالي المتواجدين من حريتان باتجاه حيان باتجاه التشييع، وتم إطلاق الرصاص عليهم من قبل بعض الشبيحة الموجودين في حيان، ومن خلالها بدأ ظهور بعض الشخصيات العسكرية التي ممكن أن تأخذ طابع الدفاع عن المتظاهرين، وصار يمكن يومها توتر كبير بين ثوار ريف حلب الشمالي الذين هم مدنيين وبعض حاملي السلاح في ذلك الوقت المحتجين على إطلاق الرصاص على المظاهرة العابرة وبين الموجودين في المنطقة الذين يُسمون شبيحة، وبعد فترة توترت الأمور حتى تم طردهم بشكل كامل.

 وفعليًا بعد دخول الرتل الأول انتقلت الثورة لمرحلة جديدة هي مرحلة العسكرة بشكل حقيقي، مثل مدينة تل رفعت أو حتى رتيان أو حيان لما كان النظام موجودًا ومسيطرًا لكن في الليل كانت القوة العسكرية له تختفي بشكل كامل، وتتوجه للحواجز الموجودة أو للمغفر، وكانوا يُغلقون على أنفسهم، ومساءً كانت السيطرة للثوار لكن بشكل غير منظم في الحقيقة وهؤلاء الأشخاص منظمين بكتيبة معينة أو لهم ترتيبة معينة من خلالها يُسيطرون على المنطقة بشكل كامل حتى هذه اللحظة ربما ما كان القرار متخذًا، فعليَا هي مسبحة وفرطت بالنسبة لموضوع التحرير، وعندما طلعت المظاهرات وبعد المرحلة التالية التي هي دخول النظام برتل عسكري للسيطرة على المنطقة وتقطيع أوصالها غادر كثير من الأهالي مناطقهم تجاه الشريط الحدودي، ومدينة تل رفعت فارغة بشكل كامل وإعزاز كذلك ومارع عندان حيان رتيان وحريتان كل هذه المناطق أذكر فرغت بشكل شبه كامل من سكانها توجهوا لمناطق ثانية، ريف المنطقة مثلا الشريط الحدودي وهذه المناطق الأهلي يعرفون ضريبة دخول النظام على المنطقة، وبعدما تمركز النظام بشكل كامل في المنطقة وتجول فيها وقام بأعمال الحرق والنهب، وبعد ذلك توجه لنقاط عسكرية أقام فيها حواجز، وكانت المخافر موجودة.

  شهدت المناطق عودة تدريجية بقوة السلاح، صار تحرير ربما غير معلن لأن الأهلي الذين يرجعوا على مناطقهم معهم أسلحة معينة بومبكشين والسلاح الروسي، فباشرت هذه المناطق تشهد عودة الأهالي وحتى المقاتلين الموجودين الذين أخذوا صفة عسكرية نوعًا ما للمنطقة، ويُمكن أن نُسميه تحرير غير معلن يعني الأهالي والثوار موجودين في المنطقة لكن النظام موجود على أطرافه بشكل أساسي.

 بعد شهرين تقريبًا بين دخول النظام بحواجزه وبين عودة الأهالي لمناطقهم وعودة الثوار للسيطرة الحقيقية، وهنا انتهى شيء اسمه دخول أي عنصر من عناصر النظام حتى المخافر بدأت تنسحب بطريقة معينة، وما كان الغرض من انسحاب المخافر مثلما حصل في أحرص مثلًا، وهو فقط الاشتباك صاروا ينسحبون باتجاه الجيش أو باتجاه النظام المتمركز ويندمجون معه، وحتى المخافر صارت تُخلي شيئًا فشيئًا ما عدا بعض الاشتباكات التي كانت تتم بين الأهالي وبين المخافر الموجودة إطلاق رصاص ليلي مثلًا، فكان المخفر بسبب إنذار يقوم بالانسحاب ويطلع.

 باشرت تظهر مساحات من مناطق ريف حلب الشمالي خارجة عن سيطرة النظام بشكل كامل، وبقعة ونقطة ربما تلاقي للراغبين بالبدء في المرحلة الجديدة التي هي العسكرية و تحرير هذه المناطق من الحواجز المحيطة، والانطلاق من هذه المناطق تجاه مناطق ثانية.

 وشهرين تقريبًا بدأت تتكون مجموعات حقيقية، ونتحدث من بداية كانون الثاني/ يناير 2012 حتى آذار/ مارس كانت فصائل عسكرية أو مجموعات عسكرية موجودة بشكل كامل في المنطقة، وكل منطقة لها مجموعة عسكرية باسمها، ومع ذلك كان هناك تداخل مع مناطق ثانية ربما فيها مجموعات تابعة للنظام أو حتى حواجز وقوة عسكرية موجودة للنظام.

نذكر في عندان دخلت على الخط بقوة وهي أكثر مناطق ربما كانت استقطابًا للأهالي والقوة العسكرية الموجودة، وبدأت تتكون فيها أكبر المجموعات، وكان قريب منها منطقة اسمها بابيص كانت للنظام ووجود بعض الشبيحة أعتقد الشبيحة كان مستلمها من بيت درويش موجود في المنطقة مع قربهما من بعض.

 فهذه المرحلة مرحلة تحولات مرحلة وجود قوة عسكرية للثوار في منطقة وتركز النظام في مناطق محيطة سواءً حواجز أو فروع أمن عسكري ومخافر.

 ونحنا مثل الأهلي الموجودين في المنطقة صار عندنا قرار آخر، وأنا تركت الجامعة بشكل كامل، وقرار ترك الجامعة كان بداية 2012 ، وبعد التطورات التي صارت في المنطقة، وكنت بداية الفصل الأول من السنة الرابعة حتى كنت على وشك التخرج وكان لدي إرادة بصراحة أن أنجز هذه السنة وأتخرج، لكن سبحان الله محمد سعيد أصبح معروفًا في ذلك الوقت و وجودي في مدينة حلب أو توجهي إلى مدينة حلب و باقي أشقائي أيضًا لي شقيق آخر هو طالب في كلية الحقوق، فوجودنا في المدينة بحد ذاته هو مصدر خطر، فتوقفنا بشكل كامل عن الذهاب لحلب.

 أذكر بداية 2012 تقريبًا في شباط/ فبراير أو قبل ما توجهت لحلب إطلاقًا عندما صار خوف أمني من الاعتقال، وتبع ذلك حدث آخر هو اعتقال صهري وأخوالي الاثنين، وبعدها إفراج النظام عنه، فهذا الأمر سبب خوفًا للعائلة بشكل كامل وما توجهنا للنظام.

 الرتل الأول لما دخل على المنطقة وأقام الحواجز التي تحدثنا عنها، والرتل الأول كان قوة عسكرية كبيرة دبابات وأسلحة ثقيلة توجهت من مدينة حلب عبر حريتان شارع  أوتوستراد غازي عنتاب باتجاه مدينة تل رفعت، ومرت بكل المناطق الثانية وباتجاه مدينة إعزاز ثم تحولت على مارع، وهذا الرتل بغض النظر عن التاريخ الذي صار عليه نقطة قام باقتحام المدن بشكل كامل حرق بيوت وقتل بعض المدنيين في المنطقة مثلما صار في مدينة تل رفعت، فالأهالي توجهوا لمناطق محيطة، بالإضافة إلى إقامة حواجز عسكرية، وهذه الحواجز العسكرية ستشهد بعد فترة مرحلة ثانية هي مرحلة تحرير المنطقة من الحواجز العسكرية، وحاجز دير جميل أُقيم بهذا الرتل وحاجز تل رفعت أقيم بهذا الرتل وحاجز عندان وتحرير حاجز عندان وحاجز حريتان وتحرير حاجز حريتان وكذلك بيانون باتجاه الليرمون كلها أُقيمت بهذا الرتل، وهذا الرتل جاء وانتشر عسكريًا في كل المنطقة، وحتى دعم فرع الأمن العسكري في اعزاز بالقوة العسكرية التي كانت مطلوبة ليبقى والأفرع الموجودة في المنطقة، وتوجه باتجاه مدينة مارع وأقام في محيطها أيضًا حواجز عسكرية تابعة للنظام، وهذا الرتل على ما أذكر توزع في المنطقة بشكل كامل، وكان غرضه تأمين الطريق وبنفس الوقت كسر إرادة المظاهرات وبعض المجموعات التي بدأت تنشأ وتُسيطر على المنطقة.

 في البداية في ريف حلب الشمالي حاولوا قدر المستطاع يستقطبون أهل نبل الزهراء، وكان هناك وفود ومرحلة الوفود أهل الريف الشمالي كلهم يذكرونها تتوجه وفود من المناطق وجهاء من عندان وحريتان وتل رفعت باتجاه نبل والزهراء وطمأنتهم أن الثورة هي ثورة ضد النظام، والثورة ليس الغرض منها إطلاقًا لا أنتم ولا أي أحد ثاني، ثورة ليست طائفية والثورة لكل السوريين، وكانت الوفود تتلقى إجابات جيدة من جهة نبل والزهراء.

 وما حصل حقيقة في هذه الفترة تحديدًا التي ما كان فيها سيطرة النظام لعب على الوتر الطائفي عبر ملف الغذاء، ثم انعكس عبر ملف العسكر وتسليح بعض الشبيحة وعمليات الخطف، والنظام حرم الريف الشمالي بشكل كامل من الوقود ومن الطحين، وأذكر النظام كان يُرسل لنبل والزهراء، وهي تقع في وسط ريف حلب الشمالي، وكان يُرسل سيارات الوقود وسيارات الطحين لريف حلب الشمالي.

 فهذا الأمر هو إثارة للبعد الطائفي بصراحة، وتحريك لملف ما كان موجودًا إطلاقًا، ولما نتحدث عن نبل والزهراء كانت موجودة قبل النظام بعشرات السنين، و وُجدت وصارت علاقات مصاهرة وكانت مركزًا للبيع والشراء وما كان أحد يُسيء لهم إطلاقًا، فلما صارت بداية الثورة صار طمأنة لأهل نبل والزهراء الذين كانوا ربما متوجسين أو النظام كان يُرسل رسائل توجس، وفعلًا صارت مرحلة الوفود التي استمرت بعد ما سيطر ثوار ريف حلب الشمالي على المنطقة، وكانت الردود التي وصلت للثوار للوجهاء من المنطقة من أهل النبل والزهراء ردود إيجابية، نحن ليس لدينا مشكلة مع النظام نحن إذا سقط النظام بالأخير نحن معكم بحصولكم على حريتكم، لكن نحن متخوفين من موضوع معين، لأنه طُرح في الجلسات العادية نكون موجودين فيها هم متخوفين في هذه الفترة من بعض النقاط.

 هذا الأمر مشى على هذه الوتيرة حتى بدأ النظام يُحرك الملف عبر إبراز الطائفية، وسيارات الوقود تتوجه لنبل والزهراء،

وكذلك الطحين، وأنا أذكر إنصافًا لثوار المنطقة كانت المنطقة بأمس الحاج إلى الخبز في ذلك الوقت، وكان الوضع صعبًا جدًا صعب على الأهالي، فأحد صهاريج الوقود قام مجموعة من الثوار باختطافه وجلب الوقود للمدينة مدينة حريتان أعتقد أو عندان، وقاموا بدفع كامل مبلغ ثمن الوقود، يعني ليس الغرض من اعتراض سيارة الوقود هو سرقة أو خطف أو غيره بل هو الحاجة وقطع النظام الوقود على المنطقة وإرساله لبلدتين في وسط ريف حلب الشمالي عبر مناطق تجوع بشكل كامل، والنظام في تلك الفترة قطع الكهرباء على عدة أيام، وقطع خطوط الموبايل لعدة أيام، وكانت تتنوع مرات يقطع نهارين أو ثلاثة أو أربعة ثم يُعيدها،  وكذلك بالنسبة لملف الخبز وملف المحروقات وهذا ملف مهم جدًا للأهالي الذين يتعاقبون فقط لخروجهم في المظاهرات.

 وأعتقد كانت رسالة النظام لريف حلب الشمالي في ذلك الوقت - وكنت موجودًا فيه - سأستخدم الطائفية أو أنا طائفي وأنتم مضطرين أن تُعادوا نبل الزهراء، ونبل الزهراء رسالته: أنتم مضطرين أن تُعادوا ريف حلب الشمالي لتستمر المعادلة، ورغم ذلك مثلما ذكرت لك موضوع الصهريج دفعوا ثمن الصهريج فقط من أجل موضوع الخبز، ثم بعد ذلك أخذ الموضوع طابعًا آخر صارت حواجز موجودة في المنطقة قريبة على حواجز النظام نفسه تتبع لميليشيات شُكلت من أهالي نبل والزهراء، وكانت الحواجز تُحاول تبتز كون طريق نبل والزهراء يقع في الوسط، وكانت المنطقة محتاجة تتوجه لمدينة حلب أو لعندان عبر نبل الزهراء، فكان يتم عمليات خطف متبادلة خطف من قبل أهالي نبل مثلا بحجج صهريج والوقود، والأمر ارتد فصارت بعض المجموعات ونحن لا نتكلم عن جيوش منظمة في ذلك الوقت لا تعرف بفترة من الفترات لا تعرف من؟ فيخطفون شخصًا يمر بسيارة يُخطف على طريق أوتوستراد، ونتحدث عن مرحلة ليس فيها تحرير و لا توجد منطقة مسيطر عليها نظام منطقة وأقول لك كان تداخل بحيث أن من يذهب من نبل والزهراء إلى حلب يصل، والذي يأتي من حلب تجاه عزاز يصل.

 وكانت هذه العمليات في هذه الفترة فترة قصيرة تقريبًا، وكان معظم ما يتم من عمليات خطف بالأخير هو للتبادل ما كان بغرض مادي ولا طُرح إطلاقًا ولو لمرة من المرات غرض مادي، وخُطف مجموعة من تل رفعت وما زلت أذكر بيت رسلان إخوة اثنين خُطفوا على طريق نبل من قبل مجموعة تتبع لأهالي نبل والزهراء، فتوجت العائلة للوساطة أنتم خطفتم، فقالوا: نحن لدينا اثنين مخطوفين في المنطقة الفلانية نحتاجهم، فكان الغرض هو الضغط لفك المخطوفين، وكذلك الأمر مرات يقوم بعض الزعران كما سماهم وجهاء نبل، ويضغط عليهم لكن قال: هي تصرفات فردية وقصص، فيخطفون بعض الأشخاص لموضوع معين وبعدها يتركوهم ويأخذون أشخاصًا معينين بدلهم، وهذا ما كان يحصل.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/12

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك في حلب

كود الشهادة

SMI/OH/76-05/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/11/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-الزهراءمحافظة حلب-مارعمحافظة حلب-تل رفعتمحافظة حلب-حريتان

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

مفرزة الأمن العسكري في اعزاز

مفرزة الأمن العسكري في اعزاز

كتيبة حفظ النظام - حلب

كتيبة حفظ النظام - حلب

الشهادات المرتبطة