استقالة كوفي أنان ومحددات الإدارة الأمريكية للاعتراف بالمجلس الوطني رسميًا
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:24:57:19
لا أعتقد أنه يوجد الكثير من الأمور حتى يتم الحديث عنها، وعندما بدأت الحملة على "بابا عمرو"(بدأت الحملة 8 أيار/مايو 2011 - المحرر) وبدأ القتل، وبدأ النظام يستقدم أسلحة ثقيلة، وليس فقط اغتيالات كما كان يحصل في المظاهرات، ونحن حاولنا تشغيل الجامعة العربية، وفي الحقيقة الجامعة العربية كانت اتصالاتي معهم مباشرة مع نبيل العربي وهو كان رجل محترم، وكان يحترمنا ويحترم قضيتنا، وكنا على اتصال يومي معه ولا يوجد عندنا مشكلة، وكنا نريد أن نؤمّن وقفًا لإطلاق النار، والهدف هو الحد من الانتهاكات التي تحصل ضد المدنيين، فقاموا بتأمين مهمة المراقبين العرب(وقع النظام السوري بروتوكول الجامعة العربية المتعلق ببعثة المراقبين في 19 كانون الأول/ديسمبر 2011 - المحرر)، وطبعًا كانت خلفها الدول الثانية القريبة منا، وهي دول الخليج، وكان مجلس التعاون يلعب دورًا في الجامعة العربية وبدونهم كان لا يزال يوجد دول عربية قد تكون أقرب إلى الأسد أو لا تريد [التدخل]، ولكن الجامعة العربية كانت معنا بقدر ما كان مجلس التعاون الخليجي متفاهمين ويقفون مع القضية، وهذا لا ننساه حتى نفهم نحن اليوم يجب أن نفهم كيف تطورت القضايا فجاءت اللجنة، وفي داخل المجلس، وبالنسبة لهم كانوا يريدون إنهاءها بأسرع وقت لأننا نعطي مهلة للنظام ومن يومها بدأوا يقولون إنهم يعطون مهلة للنظام، وكما ذكرت المهلة حتى يتأخر التدخل المنتظر وكلما تكلمنا بالسياسة [بالنسبة لهم] أبعدنا أجل التدخل العسكري وهذا هو الرهان وأساس الرهان.
بعدها تكركبت (تشتت) قصة المراقبين العرب والنظام استطاع أن يلعب على بعضهم، واستطاع أن يبتزهم في الفنادق، والنظام كان ينتظر هذا الأمر، وجعلهم يخرجون في النهاية. النقطة الثانية خطة السلام، وهي كانت جزءًا من المبادرة العربية التي أيضًا خلفها الجامعة العربية، وأيضًا الدول العربية، وأنا لا أقول إن مجلس التعاون كان محركًا كبيرًا ولكن مصر أو [محمد] مرسي أصبح معنا، يعني ليس معنا [تمامًا] ولكن ليس ضد الثورة، ويوجد دول عربية كثيرة، وتونس كانت معنا ومعظم الدول العربية كانت معنا، وأنا أقول أنه مجلس التعاون كان له قيمة كبيرة لأنه له وزن دولي أكثر من الدول الثانية بسبب وضعه المالي ووضعه الاستراتيجي في النفط وغيره، فكان لدينا قوة استفدنا منها واعتمدنا عليها، وتحولت بعد أن فشلت مهمة المراقبين تحولت هذه المبادرة العربية إلى مبادرة [دولية]، وفشلت الحوارات العربية مع النظام، حوار الجامعة العربية مع النظام ولم يستطيعوا الخروج بنتيجة، وحولوها إلى مبادرة دولية عربية حتى يصبح الضغط أكبر على النظام، وعينت الأمم المتحدة، الأمين العام للأمم المتحدة عَيّن كوفي أنان أكبر مبعوث دولي يمكن أن يكون(عُين في 23 شباط/فبراير 2012 - المحرر)، لأنه كان هو الأمين العام لمدة 30 سنة للأمم المتحدة، وهو شخصية كبيرة، وهو فعلًا شخصية كبيرة، وهو نفسه اتصل معي وقال يجب أن نجري اجتماعًا.
في المكتب التنفيذي وكانوا (أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الوطني) ضد إعطائهم مهلة ثانيه للأمم المتحدة، وأنا اقنعتهم أنه لا يمكن لشخص مثل كوفي أنان أن يتعين أولًا، وبصرف النظر عن [موقفنا من المهلة]، كمبعوث للأمم المتحدة ونرفض لقاءه، ولا يمكن أن نرفض لقاءه، وانا يمكنني أن أضع شروطي التي أريدها، ولكن لا يمكن أن أرفض لقاء مبعوث الأمم المتحدة، وهذا لا يمكن أن يحصل بأي منطق، ومَن أنا؟ ومن الذي [يمكنه أن يفعل ذلك] إلا إذا كنت متأكدًا أنه يوجد خلفي قنبلة نووية.
وأنا على كل حال كنت مصرًا، وهم رأوا انني سوف أذهب لوحدي ولن أترك الموضوع؛ لأن هذا معيب، وأدبًا لا يمكن، وسياسيًا أكبر خطأ سياسي أن يرفض الشخص لقاء مبعوث دولي جاء حتى ينفذ خطة للسلام وليست خطة لدعم الأسد، وإنما خطى للسلام مبنية على قرارات أنه يجب أن يكون هناك مرحلة انتقالية، ويجب أن يتغير النظام، ولا أستطيع أن أقول لهم لن أتكلم معكم إلا إذا كان الشخص نصف مجنون، فذهبنا وبعدها وافقوا، يعني ذهبوا معي(كان اللقاء في 13 آذار/مارس 2012 - المحرر)، وبعدها "زعل" (انزعجوا) الذين لم يأتوا، وهم في البداية كانوا ضد، وبعدها الذي لم يأتي مع الوفد، وهيثم المالح استقال بعدها من المجلس؛ لأنه لم يصحُ في الوقت المناسب الذي سوف نسافر فيه الى سويسرا؛ لأنه كان يجب أن نذهب باكرًا من إسطنبول إلى سويسرا، وهو لم يأتِ في الوقت المناسب، وهو أخرج إشاعة أن برهان غليون تركه قصدًا لأنه شخصية كبيرة ولا يريد التعتيم عليه (على برهان)، وأنا لست مهتمًا بالمواعيد وأطلب منهم أن يحددوا المواعيد ويكون في الصالون في اللوبي الساعة كذا حتى نذهب سوية، ولا أستطيع أن أطرق باب كل شخص، ولا اعرف ما هي وظيفتي في تلك الأيام!
المهم ذهبنا إلى هناك، وكان الجو جدًا رسمي يعني جدي، وأنا لأول مرة ألتقي به، ويعامل نفسه كرئيس دولة ويعامل شريكه كرئيس دولة، أنا أمامه وهو أمامي فطرحت أنا موضوعًا، وهو جاوب؛ يعني رحب وتحدث عن دوره ووظيفته ومهمته، وبعدها أعطاني الكلام وأنا تحدثت تقريبًا 20 دقيقة أو نصف ساعة عن كل القضايا التي تتعلق بالثورة وما نريده، وبعدها هو عَلَّق وأخذ علم بمطالبنا، وهذا كان أول اتصال، وهو يريد أن يعرف موقف المعارضة، وهو وسيط بيني وبين النظام، وبعدها خرجنا بكل أكابرية (وقار)، وهو رجل استثنائي، وأنا برأيي أنه استثنائي، ولأنه استثنائي عندما أدرك أن القضية ليست صحيحة أو جيدة تمامًا، ولن يستطيع أن يفعل شيئًا لم يستمر، وبعد 6 أشهر ترك (استقال في 2 آب/أغسطس - المحرر)، وهو بعد 3 أشهر أدرك هذا الشيء لأنه لم يأخذ شيئًا من النظام، وهو قال تفسيرًا جدًا مهم، ولم يتحدث عنا ولا عن النظام في استقالته، وقال إن الدولتين الأساسيتين ليستا متفاهمتين في مجلس الأمن، ولا يوجد تعاون بين الدول في مجلس الأمن للتوصل الى تسوية، وهذا دليل على الفهم، يعني إنه إذا الروس والأمريكان غير متفاهمين حتى يصلوا إلى حل في سورية فأنا لا أستطيع أن أفعل [شيئًا]، وكل الكلام مع المعارضة والنظام ليس له معنى وليس منه نتيجة ويجب على الدولتين الكبار اللتان هما عمليًا تمسكان القرار الدولي يجب أن تكونان متفاهمتين، وبعدها طبعًا عينوا الآخرين الذين جاؤوا حتى يقبضوا رواتب هكذا برأيي.
والأخضر الإبراهيمي كان جيدًا (عُين بتاريخ 17 آب/أغسطس 2012 - المحرر)، وهو في فترة أيضًا حاول أن يعمل ولكن باعتقادي لم يكن لديه نفس الجرأة التي كانت عند كوفي أنان، ولكنه لا شك أنه كان وسيطًا دوليا مهمًا جدًا، وهو كان صديقنا وكنا نلتقي معه، وقبل الاجتماع ونحن لأجله ذهبنا إلى مؤتمر جنيف في عام 2014، وأنا لم أكن في المجلس [الوطني]، ولكنني ذهبت لأنه كان صديقي في الندوات، وكنا نحضر الندوات مع بعضنا، وهو كان معروفًا في الأوساط الديمقراطية العربية، وكنا نثق فيه، وكنا نريد أن نحرج النظام. يعني لا أحد كان لديه أوهام في مؤتمر جنيف الثاني أن يصدر منه شيء، ولكن كان يوجد زخم دولي على مؤتمر مونترو(عُقد المؤتمر في 22 كانون الثاني/يناير 2014 - المحرر)، وجاءت الكثير من الدول الكبيرة، وأنا برأيي أنه كان يجب علينا أن نظهر أننا إيجابيين بصرف النظر أنه سوف تخرج أو لا تخرج نتائج، وأنا برأيي لم أكن أعرف أنه لن تخرج نتائج، ولكن كان المفروض أن هذه مناسبة لفضح تعنت النظام وجرائمه، وفعلنا هذا في الإعلام، وأنا جلست في الساحة الإعلامية حتى أتحدث مع كل الصحافة وأشرح في هذه المناسبة التي استفدنا منها، ولكن نحن لا نستطيع التقدم رغم تعنت النظام.
يعني هذا مفهوم ولا أحد الآن يناقش [فيه]، مفهوم [عن] النظام لأنه نظام حرب وهمجي ولكن نحن لا نكسب شيء إذا قاطعنا الرأي العام والمجتمع الدولي، يعني أقصد ليس الرهان هو الضغط على المجتمع الدولي أو على النظام، ولا نتحدث مع الوسطاء ولا نتحدث مع المجتمع الدولي ونقول له كلا، وإذا لم تعطونا تدخلًا فإن كل هذا الكلام ليس له معنى، ولم يكن يوجد طرح للخطط لا التسليح ولا الأسلمة ولا التدخل الدولي ولا أحد يطرح في المكتب التنفيذي هكذا أمور؛ لسبب بسيط لأنه يوجد قرار ضمني، ولم يأخذ أحد قرار علني، يوجد قرار ضمني [في صفوف المعارضة] أنه كل هذا الكلام ليس له معنى، وحتى التسليح لم يكن له معنى في البداية، والمهم الآن هو التدخل، ولماذا حتى نعمل ويؤلمنا رأسنا؟ ونحن عندما أسسنا (المجلس الوطني) الجمعية العامة والهيئة العامة لم يدخلوا الى غرف اللجان وتصوروا أنها قضية شهر أو شهرين، فلماذا حتى ننظم وندير ونسلح؟! وحتى هذا التسليح هو عبارة عن طقطقة (تمرير وقت)، ولكن كان الرهان الرئيسي، وهذا هو الذي دمر كل سياسة الثورة، وسياسة المعارضة التي دمرها هو هذا الاعتقاد، بحتمية التدخل الدولي دون نقاش، وكانوا يرفضون النقاش أو سؤالهم: هل تريدون التدخل؟ أم لا تريدون؟ ولا يمكن لشخص أن يراهن على شيء لا يعرف هل سوف يحصل منه على شيء أم لا يحصل، أو يطرحه على النقاش.
ثم طرحوه (أعضاء المكتب التنفيذي في المجلس الوطني) على النقاش، وقلنا لهم ما رأي الدول التي سوف نراهن عليها؟ وإذا الأمريكان يقولون لا يوجد تدخل، وإذا الأمريكان لم يقولوا إنه يوجد تدخل، فإن الأوروبيين لن يتدخلوا، وإذا الأمريكيون قالوا لا يوجد تسليح بأسلحة نوعية فإنه لا يوجد تسليح، واليوم نحن أصبحنا نعرفها، والأوروبيون كانوا يسلحوننا، وهذه أيضًا معلومات للمستقبل، وكانوا يقولون نحن نساعد المعارضة بأسلحة غير قتالة، يعني كانوا يقدمون مناظير ليلية، ودروعًا للمقاتلين، وهذا هو التسليح الأوروبي، يعني إذا قارنا أنفسنا بأوكرانيا اليوم، [فنحن] لم يصلنا حتى بنادق، وهذا ما سمح به الأوروبيون وأخذوا كل قيادة الفصائل من السياسيين الذين يتقاتلون مع بعضهم، يعني المجلس وهيئة التنسيق وداخل المجلس كانوا يتقاتلون، وفي داخل هيئة التنسيق كانوا يتشاجرون، والمعارضة كلها تتشاجر مع بعضها، وهم أخذوا الفصائل العسكرية وشكلوا لها مجالس عسكرية، ومن الذي شكل المجالس العسكرية؟ ونحن حضرنا تشكيل المجالس العسكرية، وأنا كنت لا أزال في الأجواء، وقلت لهم إذا لم يحضر أحد فأنا سوف أحضر الاجتماع التشكيلي للمجالس، وأنا أتحدى إذا هناك من سأل عن تشكيلها أو حاول أن يكون فيها! وأنا قلت لخالد العطية الوزير؛ لأنه هو الذي كان مسؤولًا عن ملف الفصائل، قلت له: كيف تشكلون مجالس دون أن يكون فيها أي ممثل سياسي؟ وأنا أريد أن أذهب! فقال: "أنا أنصحك ألا تذهب"!
تم تعيين لقاء في سويسرا (في 6 كانون الأول/ديسمبر 2011 - المحرر) مع هيلاري كلينتون ومع بقية أعضاء المكتب التنفيذي (للمجلس الوطني) وحضرناه ولم يحضره كل الأعضاء، وإنما أشخاص منهم، وكانت موجودة بسمة (قضماني) ونجيب الغضبان، ونجيب انزعج كثيرًا، وقال: انت لا تعرّف الناس علينا عندما ندخل إلى الندوات، فقلت له: الأمر لا يحتاج إلى تعريف؛ لأنه إدارة الاجتماعات تقدم للوزير كل المعلومات وملفات كل الموجودين وليس من الضروري أن أقول له انك أستاذ في الجامعة، وهو يعرف أنك أستاذ في الجامعة، وكان يوجد 10 أشخاص، وكانوا يريدون أن أقدمهم (للوزيرة)، فقلت لهم هذا الأمر غير ممكن، ولكن من أجلك (الخطاب لنجيب) سوف أقوم بهذا الأمر هذه المرة، فقلت لها: هذا الأستاذ هو أستاذ في جامعة كذا وهذا كذا وهذا كذا.
هي قدمت نصائح، وأنا كتبت عنها أنها دخلت بشكل استعراضي كما كتبت في الكتاب، وجاؤوا قبلها وقالوا لنا كيف يجب أن نتصرف ونقوم [بالبرتوكول]، يعني يوجد ترتيب للقاء، وهم كانوا يقولون لها السيدة الكبيرة، وعندما جاءت سلمت علينا، وهي كانت جدًا ودودة، والتقطنا صورًا مع بعضنا، وكان معنا عبد الحكيم بشار وهو كان جدًا مهتمًا أن يأخذ صورة بجانبها، يعني الأشخاص الذين معي كانوا مهتمين أن يلتقطون الصور أكثر من أي شيء آخر.
هيلاري كلينتون تحدثت قليلًا، ولم يبد أبدًا أنها كانت ضد المجلس، أو بدأت تشك بالمجلس، وكلامها كان مثل نصائح لأخ كبير، يعني يجب أن تتوحدوا، ويجب أن تكون النساء ممثلات، ويجب ضم الأكراد، ويجب على كل الطوائف أن تكون ممثلة، وهذه الأشياء التي يتحدث بها كل الغربيين، وفي يومها لم يتم التطرق لموضوع الإرهاب، ولم يتم الحديث عن الإرهاب، لأن الإرهاب لم يكن موجودًا وفي عام 2013 حتى بدأوا يصبحون مشكلًه كبيرة، فكانوا يركزون على قصة (موضوع) الأقليات والنساء والمعارضة والأكراد، وأنا جاوبتها أن موقفنا واضح من كل هذه الأمور، وبعدها التقطنا صورًا مرة ثانية، و[أضفت]: نحن لسنا ضد النساء ولا ضد الأكراد ولا ضد التوحد، ونحن نريد مساعدتكم وأن تأخذوا مواقف، وشرحت لها الوضع في سورية ولم يكن يوجد [في اللقاء] شيء استثنائي.
هيلاري لم تتحدث في موضوع المأسسة، والذي تحدث بموضوع المأسسة هو فريد (فريدريك) هوف، وهو كان متحمسًا كثيرًا لنا، وهو أول شخص واكبته بالنسبة للممثلين الأمريكيين في المعارضة، وفريد هوف هو حتى الآن معنا، وهو كان إنسانًا متعاطفًا جدًا معنا، وكان ناقمًا على الإدارة [الأمريكية]، وهو الذي كنت أناقش معه وضع الإدارة، وهو الذي كان يقول لي إنه يجب أن أقطع الأمل من الرئيس أوباما لأنه ضد كل شيء، وضد المساعدة، وجماعتي في المكتب [التنفيذي] عندما أقول لهم هذا الكلام كانوا يعتقدون أن هذا الكلام من أجل أن أحبطهم وحتى أبرر عدم التدخل، يعني هم كانوا واثقين أن التدخل موجود، ولكن عندما أقول لهم هذا فيقولون هذا الكلام كذب وهذا تلفيق من قبل فريد هوف ضدنا وهو يحاول أن يحبطنا!
فريد هوف كان يقول هذا الشيء ليس فقط من أجل نقدنا، وهو كان يتحدث عن مآخذ الإدارة الأمريكية علينا حتى نصلحها، يعني جزء منها [مثلًا] لم يكونوا يقولون "مأسسة" وإنما يقولون يجب أن تكونوا منظمين أكثر، وفي أحد المرات جاء إلي (هوف)، وفي الحقيقة كانت علاقتي جدًا جيدة معه، وهو علاقته جدًا جيدة معي، وأنا كنت دائمًا أنتقد له الموقف الرسمي للأمريكان، وهو يتكلم عن الوضع وأين هي العقدة، يعني كان متعاونًا، كما يسمونها بالدبلوماسية، وليس ممثلًا لأمريكا ويتحدث كما يتحدثون الآن، الآن يتحدثون كلامًا مرسومًا من قبل ممثلي أمريكا أنها موجودة لكذا وكذا، وهدفها كذا، وأما فريد هوف كنا نتناقش معه بشكل جدي وماذا سوف نفعل مع الإدارة الأمريكية حتى نحركها، وهو كان معنا.
أنا قبل أن أستقيل بشهر أحضر لي [هوف] ورقة بنفس هذا الكلام، إنه الإدارة ...، وفي يومها أنا كنت أتحدث معه، وكان هدفنا في يومها أن لا يحصل تدخل، يعني يكون الشخص مجنونًا [إذا فكر بالتدخل الأمريكي] وهو يقول لي كل يوم ما يريده الأمريكان، وحتى أسلحة مقاتلة لا يريدون أن يقدموا، ونحن كنا نريد أن يُعترفَ بالمجلس الوطني من قبل الأمريكان، وإذا تم الاعتراف بالمجلس الوطني، والمجلس الوطني يعني المعارضة، فهكذا يصبح الدعم ممكنًا، ويمكن التراجع عن دعم الثورة لأننا كنا خائفين أن يعملوا مع النظام، و[بالتالي] يصبح التراجع نحو النظام من جديد مستحيل، يعني يصبح هناك قرار سياسي كبير، ولكن لم يعترف الامريكان بالمجلس الوطني، وهم اعترفوا أنه الممثل الشرعي، ولكن هذا كلام، ولا يوجد اعتراف رسمي، وأيضًا لم يحصل في الجامعة العربية اعتراف رسمي، وأصدقاء الشعب السوري قالوا إن هذا ممثل شرعي، وأنا لم أكن أريد أن أطالب بالممثل الشرعي حتى لا نستفز بقية المعارضة، والموضوع ليس فقط أن أكسب ولا أسال عن البقية، وأنا أريد أن تشعر الهيئة (هيئة التنسيق) أننا لا نعزلهم ولا نقوم بإخراجهم، وكنت في بعض الخطابات أقول إنه إذا حصل تدخل، وهذا قلته عدة مرات، يجب أن نستشير الهيئة وتكون المعارضة كلها لها رأيها، يعني يجب جمع كل الناس ولا أمشي ولا أكترث لأمر البقية.
فريد هوف طلب مني وقال: إن الإدارة الأمريكية لن تعترف بالمجلس الوطني إلا إذا فعل كذا وكذا وكذا، يعني تفاهم [أو] وحدة المعارضة مع الهيئة (هيئة التنسيق)، ولا أعرف في يومها كان [أيضاً الحديث عن] نصاب لعدد النساء حتى يكن موجودات، وموضوع تمثيل الأقليات، وضبط المؤسسة العسكرية، يعني الأشياء التي فشلتُ فيها، كلها فشلتُ فيها بسبب زملائي، ولم نستطع توحيد المعارضة، ولم نستطع أن نضبط الجيش [الحر]، ولم نستطع توسعة المجلس حتى يحتوي [بقية المعارضة] وتتغير العضوية، ولم نستطع أن نفعل شيئًا عمليًا، فقلت له، وأنا كنت في الحالة التي وصفتها يعني حالة تقريبًا عزلة مطلقة داخل المكتب التنفيذي وداخل المجلس [ككل]، وكنا قد خرجنا من قصة الهيئة (هيئة التنسيق) وقصة الصراع بعد الانتخاب الثاني حيث أصبحوا كلهم عدوانيين وخاصة الإعلان (إعلان دمشق) الذي هو مهم في المجلس هو والإخوان [المسلمين].
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/21
الموضوع الرئیس
المجلس الوطني السوريكود الشهادة
SMI/OH/91-23/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/12/12
شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
مجلس الأمن الدولي - الأمم المتحدة
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي
جامعة الدول العربية / الجامعة العربية
بعثة المراقبين العرب
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
مجلس التعاون لدول الخليج العربية
الإدارة الأمريكية - عهد أوباما