الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.
Capture656.JPG

حركة نور الدين الزنكي

شُكّلت كتائب نور الدين الزنكي في الأول من نوفمبر لعام 2011، في الريف الغربي لمحافظة حلب وتحديداً في قرية قبتان الجبل بقيادة الشيخ توفيق شهاب الدين، واتخدت اسم نور الدين زنكي وهوَ أمير دمشق وحلب في القرن الثاني عشر. صارت كتائب الزنكي في وقتٍ قصيرٍ أحد أهم المجموعات في مدينة حلب وفي الضواحي ومن أكثر الفصائل نفوذًا في حلب وقد تميّزت كتائب الزنكي بكثرة تحركاتها وبكثرة انتمائاتها حيثُ انضمّت في البداية إلى لواء التوحيد بعيد تشكيله في الثامن عشر من يوليو عام 2012 م ، ثم انسحبت منه في ديسمبر عام 2012 م وفي 19 ديسمبر لعام 2012 م انضمت كتائب الزنكي إلى تجمّع ألوية فاستقم كما أُمرت المقرّب من الإخوان المسلمين، وتمّت إضافة كلمة «الإسلامية» إلى تسمية الكتائب فأصبحت «كتائب نور الدين الزنكي الإسلامية»، وعُيّن الشيخ توفيق شهاب الدين قائد كتائب الزنكي قائداً عاماً للتجمّع، ومصطفى برّو الملقب بـ«صقر أبو قتيبة»، وهو قائد تجمّع كتائب السلام قائداً عسكرياً للتجمع الجديد، قبل أن تنسحب كتائب الزنكي من التجمّع في يونيو من العام 2013 م، ويصبح «أبو قتيبة» قائداً عاماً له. وفي الثالث من يناير 2014 م انضمت كتائب الزنكي إلى تشكيل جيش المجاهدين لقتال تنظيم الدولة الاسلامية تحت قيادة مركزية وبغرفة عمليات مشتركة، وعُيّن الشيخ توفيق شهاب الدين قائداً عاماً لجيش المجاهدين. شاركت كتائب الزنكي مع الفصائل الأخرى في جيش المجاهدين في قتال التنظيم في مناطق الريف الغربي، واستطاعت إخراجه من معظم القرى التي كان يتمركز بها. استمرت كتائب الزنكي بالعمل تحت راية جيش المجاهدين حتى الخامس من مايو 2014 م، عندما أعلنت كتائب الزنكي انسحابها من الجيش، وأكد جيش المجاهدين ذلك عبر بيانٍ رسميّ منشور، وقد انتشر العديد من التقارير التي أشارت إلى زيادة الدعم المالي للحركة من قِبل المملكة العربية السعودية بعد انسحاب الأولى من جيش المجاهدين بسبب علاقاتهِ مع تنظيم الإخوان المسلمين السوري وتمويله من قبل هيئة حماية المدنيين القطرية . ترافق انسحاب الكتائب من جيش المجاهدين مع الإعلان عن تغيير اسم الفصيل من «كتائب نور الدين الزنكي الإسلامية» إلى «حركة نور الدين الزنكي»، تلاه توسعة في أعداد المقاتلين والكتائب التابعة للحركة، كانفصال لواء أبناء الصحابة عن لواء التوحيد وانضمامه للزنكي، حتى وصل عدد مقاتلي الحركة إلى ألفَيْ مُقاتل. وفي الخامس والعشرين من ديسمبر 2014 م، انضمّت حركة نور الدين الزنكي إلى الجبهة الشامية وهوَ تحالف ضم كلاً من: "الجبهة الإسلامية، حركة نور الدين الزنكي، جيش المجاهدين، فيلق الشام، تجمع فاستقم كما أمرت، جبهة الأصالة والتنمية، حركة النور الإسلامية، لواء أمجاد الإسلام، تجمع كتائب الهدى" وفي 30 أبريل لعام 2015 أصدر مجلس شورى حركة نور الدين الزنكي بياناً أعفى فيه الشيخ توفيق شهاب الدين من قيادة الحركة نظراً لظروفه الصحية، وتعيين الشيخ علي سعيدو خلفاً له في السادس من مايو 2015 م، انضمّ فصيل نور الدين الزنكي رفقةَ 13 جماعة معارضة أخرى إلى غرفة عمليات فتح حلب وهي غرفة عمليات مُشتركة لتنسيق الجهود بينَ الجماعات الثوريّة وفي 17 سبتمبر 2015 م عقد مجلس شورى حركة نور الدين الزنكي اجتماعاً، اختار فيه النقيب “محمد سعيد مصري” قائداً عاماً للحركة في أحلك ظرف تعيشها حلب، بدلاً من “علي سعيدو” الذي خلف مؤسس الحركة الشيخ ” توفيق شهاب الدين. في السادسِ من أكتوبر 2015 م، تعرّضت مواقع كتيبة الزنكي في مدينة حلب لهجوم من قِبل فرع تنظيم القاعدة في سوريا جبهة النصرة والذي تحوّل فيما بعد إلى هيئة تحرير الشام منذ نوفمبر 2015 م، عملت الحركة على تقوية صفوفها من خِلال ضمّ واستيعاب عدد من الكتائب والفصائل الصغيرة والمتوسطة من قبيل كتائب تركمان سوريا المدعومة من تركيا في 11 نوفمبر من العام نفسه انشقّ 35 مُقاتل تركماني وانضمّوا لجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة المُصنّف كإرهابي لدى غالبيّة الدول، خلال نوفمبر 2015 وبالتحديد في محادثات فيينا للسلام؛ أُوكلت دولة الأردن بمهمة صياغة قائمة الجماعات الإرهابية فوضعت حركة نور الدين الزنكي في هذه القائمة في 28 يناير 2016 م، انسحبت الحركة من مواقعها في حلب والتي تمّ الاستيلاء عليها من قبل جبهة النصرة. في نفس الشهر، حوّلت الجبهة مقر حركة الزنكي إلى مقرٍ لها في 21 مارس لعام 2016 م، أعلن كل من تجمع أهل السنة العامل في بلدة تل عادة، وكتائب المثنى العاملة في بلدة الدانا في ريف حلب الغربي انضمامها إلى حركة الزنكي، في حين أعلن لواء فجر الشهباء المنشق عن تجمع فاستقم كما أمرت انضمامه إلى حركة الزنكي بتاريخ 19 أبريل من العام نفسه، وتبعه بيومين كتائب ذي النورين العاملة في حلب وريفها لتعلن انضمامها للزنكي وذلك بتاريخ 21 أبريل 2016م وفي 16 أبريل 2016 م أصدر مجلس الشورى في حركة نور الدين الزنكي قرارًا رسميًّا ينص على إعادة تعيين "توفيق شهاب الدين" قائدًا عامًّا للحركة. وفي العاشر من مايو 2016 م ، أعلنت كتائب أسود الشريعة التي انفصلت سابقاً عن كتيبة أحفاد حمزة للمهام الخاصة انضمامها إلى حركة نور الدين الزنكي في مدينة حلب وريفها. في 24 أغسطس 2016 م شاركت حركة نور الدين الزنكي في تأسيس غرفة عمليات درع الفرات التي أعلن عن المشاركة فيها كلاً من: "فيلق الشام، تجمع أحرار الشرقية، لواء الفتح، الجبهة الشامية، الفرقة الشمالية، لواء المعتصم، فرقة الحمزة، لواء السلطان محمد الفاتح، فرقة السلطان مراد، تجمع فاستقم كما أمرت، الفرقة 13، اللواء 51، كتائب الصفوة الإسلامية، حركة، نور الدين الزنكي، فرقة حلب الأولى" وبحلول 24 سبتمبر 2016 م؛ آثرت حركة الزنكي مُجددًا الانضمام لجيش الفتح ثمّ في 15 أكتوبر من نفسِ العام غادرت أربع كتائب من الجبهة الشامية (كانوا أيضًا أعضاء سابقين في لواء التوحيد) وانضموا إلى حركة الزنكي قبل أن يعلن لواء التوحيد العامل في حلب في اليوم نفسه اندماجه الكامل ضمن حركة نور الدين الزنكي. وفي 3 نوفمبر 2016 م أعلن لواء "سيوف الشام" العامل في ريف حلب الشمالي، انضمامه إلى صفوف حركة نور الدين الزنكي، وبحلول 15 نوفمبر 2016 م رحبت حركة نور الدين الزنكي بانضمام كل من لواء أحرار سوريا وكتائب سيوف الشهباء إلى صفوفها، بالإضافة إلى انضمام جيش الشمال إلى الحركة في 16 نوفمبر 2016 م. تواصلَ انضمام بعض الألوية لحركة الزنكي لكنّها كانت تفقدُ في الوقت ذاته فصائل وألوية أخرى فضّلت الانضمام لهيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة سابقًا وفي 28 يناير 2017 م أعلنت حركة نور الدين الزنكي بالإضافة إلى عدد من كبرى الفصائل في الشمال السوري، عن اندماجها في مكون عسكري جديد باسم "هيئة تحرير الشام" والذي ضم كل من "جبهة فتح الشام، وحركة نور الدين الزنكي، ولواء الحق، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنة" في 20 يوليو 2017 م أعلنت حركة نور الدين الزنكي بقيادة الشيخ توفيق شهاب انسحابها من هيئة تحرير الشام وسط اندلاع اشتباكات بين الهيئة ومجموعة أحرار الشام. بعدَ ذلك بثلاثة أيام فقط؛ طردت الهيئة بقايا عناصر أحرار الشام من إدلب واستولوا على المدينة بأكملها، وبعدَ حوالي 120 يومًا فقط في نوفمبر من عام 2017 م، عادت الاشتباكات للاندلاع مُجددًا لكن هذه المرة بينَ حركة نور الدين الزنكي وهيئة تحرير الشام، تركّزت الاشتباكات في شمال إدلب وريف حلب الغربي وخاصة في المنطقة الواقعة بين أطمه وخان العسل. وفي أواخر ديسمبر لعام 2017 م أعلنت كتائب فرسان الشمال انضمامها للزنكي، وفي 18 يناير عام 2018 م أعلنت كتائب ثوار الشام انضمامها إلى حركة الزنكي والذي تزامن مع انضمام “لواء بيارق الإسلام” و”كتائب أنصار الدين” العاملة في بلدة ترمانين في إدلب إلى صفوف الحركة وفي 20 يناير 2018 م ساهمت حركة نور الدين الزنكي في تشكيل غرفة عمليات غصن زيتون التي شارك في عملياتها العسكرية كل من الفصائل التالية: "الجبهة الشامية، فرقة الحمزة، لواء المعتصم، لواء الفتح، تجمع فاستقم كما أمرت، الفرقة 13، اللواء 51، لواء السلطان محمد الفاتح، فرقة السطان مراد، لواء المنتصر بالله، لواء سمرقند، كتائب الصفوة، الفرقة 101، فيلق الشام، حركة نور الدين الزنكي ، فرقة حلب الأولى، تجمع أحرار الشرقية، جيش الأحرار، كتائب الصفوة الإسلامية، الفرقة 20" في 18 فبراير2018 م تم تشكيل جبهة تحرير سوريا من اندماج حركتي "نور الدين زنكي" و"أحرار الشام الإسلامية" ومجموعات صغيرة اخرى في جسم عسكري موحد، وقد اختير لقيادة "جبهة تحرير سوريا" قائد حركة أحرار الشام حسن صوفان، في حين عين القائد العام لـكتائب نور الدين زنكي توفيق شهاب الدين في منصب المساعد. وفي الأول من أغسطس 2018 م، أعلنت فصائل جبهة تحرير سوريا الاندماج في "الجبهة الوطنية للتحرير" التي تم تأسيسها بتاريخ 28 مايو لعام 2018، لتشكل بذلك أكبر كيان عسكري معارض لـ"نظام الأسد" في سوريا، ونشرت "الجبهة الوطنية للتحرير" على معرفاتها الرسمية بيان الانضمام؛ حيث انصهرت فصائل "جبهة تحرير سوريا" التي تضم حركتي أحرار الشام ونور الدين الزنكي ضمن الجسم العسكري للجبهة. وفي مطلع يناير من العام 2019 م، شنّت هيئة تحرير الشام هجومًا كبيرًا على حركة الزنكي انتهى بسيطرة "الهيئة" على جميع معاقل "الحركة" في ريف حلب الغربي، وإخراجها إلى منطقة عفرين المجاورة. وفي 25 مارس 2019 م أعلنت حركة نور الدين زنكي إحدى مكّونات "الجبهة الوطنية للتحرير"، حلّ نفسها بشكل كامل وتشكيل فصيل جديد والانضمام ضمن أحد فيالق الجيش الوطني السوري، ونشرت حركة الزنكي بياناً رسمياً، أعلنت خلاله حلّ تشكليها كاملاً بناء على قرار مِن قيادتها، وتشكيل "اللواء الثالث" والانضمام إلى "فيلق المجد" المنضوي في "الجبهة الشامية"، أبرز تشكيلات "الفيلق الثالث" في الجيش الوطني. يتبع للحركة مكتب عسكري (يضم 33 كتيبة وخمس سرايا) ومكتب أمني (يضم 10 مخافر شرطة و15 حاجزاً) ومكتب للتسليح ومكتب مالي ومكتب للإدارة والتنظيم بالإضافة إلى المكتب السياسي والعلاقات العامة وعلى صعيد التمويل، حصلت الحركة على دعم العديد من الشخصيات والحكومات، فعند تشكيل الكتائب حظيت بدعم مادي محدود من شخصيات خليجية أو سورية مقيمة في المغترب، كما اعتمدت على السلاح والذخيرة التي كانت تستولي عليها بعد المعارك ضد قوات النظام. تطوّر التمويل كما حصل مع باقي الفصائل، فحصلت الحركة على دعم قطري بسبب انضمامها إلى تجمّع «فاستقم كما أُمرت»، مّا أسس لعلاقات جيدة مع الإخوان المسلمين السوريين، الذين كانوا ينسقون عمليات التمويل بين والحكومتَين القطرية والتركية. كما حصل «الزنكي» على دعم مجلس الأمة الكويتي، إضافة إلى الهيئة الشعبية الكويتية التي يترأّسُها الشيخ السلفي حجّاج العجمي. مع بداية عام 2014، ومع انضمام «الزنكي» إلى جيش المجاهدين، حظيت الحركة بتمويل منوّع عن طريق جيش المجاهدين، وهو خليط من تمويل قطري، وتمويل «مجموعة أصدقاء سوريا» عن طريق غرفة عمليات «الموم» وبعد انسحابها من جيش المجاهدين وتغيير الاسم إلى «حركة نور الدين الزنكي» اعتمدت الحركة فقط على التمويل الدولي الحكومي «الموم»، وهو ما يُفسّر إلى حدٍّ كبير عملية التغيير الجذرية التي حصلت في صفوف الزنكي بعد أيار 2014، مثل تواجدَ علم الثورة بشكل كثيف في البيانات الإعلامية وفي المقرّات العسكرية التابعة للحركة وعلى سياراتها.

أختر الشاهد :