الجبهة الإسلامية
|أُعلن عن تشكيل "الجبهة الإسلامية" في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، ومثّلت أضخم تجمّع للفصائل السورية الثورية تحت عنوان إسلامي، وأتى التشكيل في ظلّ مواجهة تصاعد تهديد تنظيم "داعش"، ومحاولة تشكيل تجمّع منافس، كما أتت في سياق تصاعد تهديدات النظام العسكرية، وفي موجة صعود الخطاب الجهادي في سورية. وضمّت الجبهة عند تشكيلها الفصائل التالية: 1- حركة أحرار الشام الإسلامية 2- جيش الإسلام 3- ألوية صقور الشام 4- لواء التوحيد 5- لواء الحق 6- كتائب أنصار الشام 7- الجبهة الإسلامية الكردية. وقد تلا بيان التأسيس قائد "ألوية صقور الشام" أحمد عيسى الشيخ (أبو عيسى)، ونصّ البيان هو: "بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد، فلا يخفى على كل متابع ما آل إليه الوضع في شامنا الجريح، حيث ﺗﻜﺎﻟﺒﺖ ﺟﻤﻮع ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻭﻣﺮﺗﺰﻗﺔ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎت ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺣﻠﻔﺎﺀ ﻧﻈﺎم ﺍﻷﺳﺪ ﺑﻤﺴﺎﻧﺪﺗﻪ ﻓﻲ وأد ﺍﻟﺜﻮرة ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳة ﻭﻛﺴﺮ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﺑﺒﻨﻴﺎﻥ ﻣﺮﺻﻮﺹ ﻣﺘﻤﺎﺳﻚ ﺗﺘﻀﺎﻓﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻭﺗﺘﺂﻟﻒ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺗﺘﺤﻄﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺮﺗﻪ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺪﺳﺎﺋﺲ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ : ﻭﻫﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪﻱ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺇﺳﻘﺎﻃﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺭﺍﺷﺪﺓ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺣﺪﻩ ﻣﺮﺟﻌﺎ ﻭﺣﺎﻛﻤﺎ ﻭﻧﺎﻇﻤﺎ ﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ . " وتم تعيين أحمد عيسى الشيخ في منصب رئيس مجلس شورى الجبهة، وحسان عبود (أبو عبد الله الحموي) في منصب رئيس المكتب السياسي، وزهران علوش في منصب رئيس الجناح العسكري. أصدرت الجبهة بعد تأسيسها مشروعها ومبادئها الفكرية والسياسية ضمن نص أطلقت عليها "ميثاق الجبهة الإسلامية: مشروع أمة"، وتضمن تشديدًا على المبادئ الإسلامية في الحكم وحاكمية الشريعة والتبرؤ من المشاريع العلمانية أو غير الإسلامية، في إطار المنافسة مع خطاب التنظيمات السلفية الجهادية. وبعد أسابيع من تشكيلها هاجمت مجموعات من الجبهة الإسلامية مستودعات ومقرات "هيئة الأركان العامة للجيش السوري الحر" في ريف إدلب، ما ساهم في إضعاف هيئة الأركان بعد ذلك، وفي إضعاف صورة الجيش الحر في الشمال السوري، ولم ترفع الجبهة الإسلامية أو تتبنى علم الثورة السورية. شهدت الجبهة خلافات داخلية، وخاصة بين جناحي أحرار الشام وجيش الإسلام داخلها، كما أنها لم تتخذ قرارًا موحدّا بقتال تنظيم "داعش" بعد مباشرة فصائل الجيش الحر المعركة ضد التنظيم في بداية عام 2014، ولم تنجح بشنّ معارك مركزية على كامل مناطق سيطرتها، كما أن "حركة أحرار الشام" بعد مقتل قادتها في 9 أيلول/ سبتمبر 2014 اتخذت مسارًا أكثر استقلالية عن الجبهة ودخلت بشكل متزايد في تحالفات مع "جبهة النصرة" على حساب فصائل الجيش السوري الحر، ساهمت هذه العوامل وغيرها في عدم نجاح مشروع الجبهة الاندماجي، وفي عدم استمراريته واقعيًا، رغم استمرارية ظهور شعار "الجبهة الإسلامية" في بيانات الفصائل. ودفع فشل المشروع بعض الفصائل داخله لإعلان اندماجات داخل إطار المشروع وتحت اسمه، لمحاولة الاستفادة من التحالفات التي أنشأها المشروع، حيث أعلنت "ألوية صقور الشام" و"جيش الإسلام" التوحد ضمن مسمى "الجبهة الإسلامية" ما وضعهم في جناح مقابل جناح "أحرار الشام"، كما أعلنت المجموعات التي انضمّت إلى الجبهة الإسلامية في حلب وريفها (بشكل خاص مجموعات من حركة أحرار الشام ولواء التوحيد) اندماجها ضمن مسمى "الجبهة الإسلامية - حلب"، واستمر هذا المسمى حتى بعد نهاية مشروع "الجبهة الإسلامية".