الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.
2.jpg

الحرس الثوري الإيراني

تأسس الحرس الثوري الإيراني في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979، بقرار من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية "الخميني"، وذلك بهدف حماية النظام الناشئ، وخلق نوع من توازن القوى مع القوات المسلحة النظامية. وتتبع قوات "الباسيج "جيش التعبئة الشعبي التطوعي" للحرس الثوري، الذي يتكون من مليوني متطوع، ويصل تعدادهم في الحرب إلى ثلاثة ملايين متطوع، يعود تاريخ تشكيلها إلى أمر الخميني عام 1980 المتعلق بالتعبئة العامة وإنشاء جيش شعبي قوامه 20 مليون مقاتل، على أن يكون هذا الجيش تابعًا لجيش حراس الثورة. ويعد فيلق القدس الأداة التنفيذية لمشروع التوسع الإيراني، وهو يتبع الحرس الثوري وهو الجناح العسكري الذي يقوم بعمليات خاصة خارج الحدود، وتقدر قواته بنحو 50 ألف عنصر، يعملون بقيادة "قاسم سليماني"، الذي بحسب جريدة نيويورك تايمز في 3 تشرين الأول/ أكتوبر 2012، قد خطط لمبادرتين رئيستين في السياسة الخارجية الإيرانية وهما: ممارسة نفوذ طهران وتوسيعه في الشؤون السياسية الداخلية في العراق، وتقديم دعم عسكري لنظام بشار الأسد. هذا وقد تضاربت المعلومات في ما يتعلق بالدعم الإيرانيّ الماليّ للنظام السوريّ والميليشيات، فبينما قدّر خبراء في مركز فارس للدراسات شرق الأوسطية قيمة المبالغ الإيرانيّة المدفوعة لنظام الأسد نقدًا وتسليحًا وتجهيزًا وتدريبًا ب 15 مليار دولار سنويًّا، إضافة إلى مليارَي دولار للميليشيات القادمة من العراق ولبنان وغيرهما، قدرت صحيفة "ساينس مونيتور" الأميركية الدعم الإيراني المالي المقدم إلى النظام السوري بـ 35 مليار دولار سنويا. ويعمل بإمرة الحرس الثوري الإيراني في سورية 8 آلاف مقاتل إيراني، متوزعين على عدد من "الوحدات والأفواج" التي تنفذ مهمات محددة بحسب ما تطلبته تغيرات الحالة العسكرية الميدانية، وتغيرات ميزان القوى في كل مرة. ومن هذه الوحدات والأفواج: أفواج فيلق أنصار المهدي، أفواج اللواء "صابرين"، أفواج من الفرقة 5 "نصر"، وحدات من اللواء المدرع المستقل 21 "الإمام الرضا"، وحدات من الفرقة 17 "علي بن أبي طالب"، وحدات من الفرقة 14 "الإمام الحسين"، وحدات من فيلق القدس وغيرها. وتتوزع القوات الإيرانية في محافظات دمشق وريف دمشق وطرطوس واللاذقية ومدينة حماه وريفها الغربي، ومدينة حلب وريفها الجنوبي، وفي حمص ودرعا والسويداء، إضافة إلى دير الزور والمناطق الحدودية. وبحسب الدبلوماسي الإيراني السابق والباحث الحالي المقيم في الولايات المتحدة "منصور فارهنج" فإن إيران تمتلك بسوريا حاليا 11 قاعدة لقواتها الرسمية، و9 قواعد تضم ميليشيات مدعومة من طهران ممتدة على حمص ودير الزور وحلب، بالإضافة إلى 15 قاعدة ونقطة مراقبة لحزب الله بالقرب من الحدود اللبنانية. وفقد الحرس الثوري الإيراني بعض كبار قادته أثناء القتال إلى جانب نظام الأسد في سوريا، وكان أبرزهم اللواء حسين همداني، نائب قائد فيلق القدس، وقائد قوات الحرس في سوريا، الذي قتل في عام 2015 خلال المعارك في ريف حلب، والجنرال "ذاكر حيدري"، "وغلام رضى سيماي" الجنرال الإيراني الرفيع، وأحد رفاق حيدري، و"دريوش دوروستي" الذي قتل بمعارك في محافظة حماه، إلى جانب الجنرال المتقاعد "غلام أحمدي"، إضافة لـ "حاج حميد مختربند" المعروف بـ "أبو الزهراء"، و"فرشاد حسني زاده"، ومن بين القتلى أيضا الجنرالات: حسن شاطري، محمد جمالي زاده، عبدالله إسكندري، عبدالرضى مجيري، جبار دريساوي، علي الله دادي، محسن قجريان، حسن علي شمس أبادي. وكان اعترف الحرس الثوري الإيراني في آذار 2019 بأنه جند 100 ألف عنصر من الميليشيات الطائفية للقتال في سوريا من أصل 200 ألف عنصر في كل من العراق وسوريا. وتعرضت مقرات ومراكز الحرس الثوري الإيراني في سوريا لاستهداف متكرر من قبل الاحتلال الإسرائيلي بغارات جوية، أدت لمقتل العشرات وتدمير المقرات والقواعد الإيرانية.

أختر الشاهد :