احتيال الاخبارية السورية خلال تشييع قتلى جمعة العزة بالصنمين
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:46:11
في هذه الأثناء، تقدّمت نحو طاقم قناة الجزيرة، وقلت له: أريد أن أقدّم مداخلة عن المجزرة وعن الوضع في محافظة درعا. فقال لي: جاهز، لا توجد مشكلة. فقلت له: أريد منك طلباً، إذا سألك أحد من الموجودين قل لهم: إن هذا الشخص مرافق معي. فقال: لا توجد مشكلة. وسألني: ما هو اسمك؟ فأعطيته اسمي الثلاثي صراحةً ورقم هاتفي، وطلب مني أن يصعد إلى بناء مقابل المقبرة حتى يلتقط الصور، ويأخذ الصورة بشكل أوضح وأكبر، وتتمّ المشاهدة بشكل كامل. طبعاً، ذهبنا إلى بناء، وهو بناء كما يقولون: لا يزال على العظم (غير جاهز للسكن)، في الطابق الرابع، وبدأ يلتقط الصور وأصوات الشعارات التي رُفعت في ذلك اليوم، وأخبرته بأنني أريد أن أصرّح إلى قناة الجزيرة باسمي الشخصي. فقال لي: لا توجد مشكلة، بعد أن أنتهي من التصوير سآخذ منك مداخلة، وأصورك. فتدخّل الأخ أبو صلاح الحريري الذي هو مقدّم في الجيش، وهو منشق عن الجيش، وقال لي: أنا أريد أن أتكلم؛ لأنني ضابط ومنشق، وأعطي الإفادة [بشكل] أوضح، وأعبّر عن المجازر التي حصلت. فقلت: لا توجد مشكلة. وفي أحد غرف هذا البناء، استدار أبو صلاح، وأعطى ظهره للكاميرا، وأنا هنا تدخّلت، وقلت له: لا إذا أردت أن تدير ظهرك للكاميرا فأنا أتكلم باسمي وبوضوح. فقال لي: لا توجد مشكلة، فأعطى وجهه للكاميرا، وتكلم عن المجزرة التي حصلت في الصنمين، وعن استقدام التعزيزات والطائرات المروحية إلى مدينة درعا البلد، وكيف كان يتمّ قتل المتظاهرين، وكيف كانت تخرج نداءات الاستغاثة في محافظة درعا، ولا يوجد مجيب من المستشفيات التي تتبع للنظام أو مديرية صحة درعا، وإنما على العكس تماماً، كان يتمّ استعمال السيارات الصحية لقتل المتظاهرين وقتل الأطباء والمسعفين الذين كانوا يقومون بدور إسعاف الجرحى على اعتبار أن هذه هي مهمّتهم، و[يقومون] باعتقال من يقوم بهذا العمل من إسعاف جرحى وما شابه ذلك. وتكلّم عن ماهر الأسد ورعونة بشار الأسد وعدم قبولهما طلبات أهالي ووجهاء محافظة درعا المحقّة بمعاقبة فيصل كلثوم الذي أُقيل فيما بعد إقالة وهمية، ونُقل إلى محافظة أخرى بدلاً من أن تُعاقب الفروع والأجهزةالأمنية كما وعد [بشار الأسد] عبر خطابه في مجلس الشعب أو عبر البيانات أو الوفود التي كان يرسلها لنا عن طريق فاروق الشرع أو هشام بختيار أو اللجنة المركزية التي كانت مكلّفة بالحضور وحلّ مشكلة أهالي الشهداء الذين قُتلوا برصاص قوات الأمن. لكن أهالي درعا كانوا ينتظرون عبر الوجهاء والرسائل التي يرسلونها إلى القصر الجمهوري، وتمّ هذا الاتفاق بين الوجهاء وبشار الأسد في الأيام الأولى بأن يحضر إلى محافظة درعا، إلى منزل أحد الوجهاء، ومن هناك يذهب ويوجّه كلمة إلى المتظاهرين، ويعتذر عما حصل، وتُحاسب الفروع الأمنية، وتنتهي هذه القضية كما قال أهل حوران: بفنجان قهوة مرة. ولكن هذا الأمر لم يحصل، وبقيت رعونة الأجهزة الأمنية مستمرة، وبقي القتل مستمراً، ولم يستجيبوا لهذه المطالب عبر الكلمة التي وجهها أبو صلاح الحريري إلى قناة الجزيرة.
بعد أن انتهينا من الخطاب، ظهرت بجانب المقدم أبي صلاح، وقلت للمذيع: متى سيتمّ عرض هذا التقرير؟ فقال لي: اليوم عندما أصل سأرسل المقطع إلى مكتب قناة الجزيرة، وإن شاء الله في ساعات "الحصاد" اليوم يتمّ عرض المشاهد وصور التشييع ورفع الشعارات، وما ذكرناه عن المجزرة التي تمّت في درعا والصنمين والأحداث التي عاشتها محافظة درعا بشكل عام ورعونة الأجهزة الأمنية صراحةً.
في هذه الأثناء، جاءتنا تهديدات خلال وجودنا في الصنمين وبعد التشييع بأن "الأجهزة الأمنية يريدون اعتقالكم في تلك اللحظة، وعليكم الذهاب والخروج فوراً"، [وذلك] من خلال أشخاص نقلوا لنا هذا الخبر، سواء من قبل شريك أبي عبده محمود قومان أو من قبل أحد الشخصيات التي أعرفها في مدينة الصنمين بأن "هناك تخطيطاً لاعتقالكم بعد لحظات". وفي هذه اللحظات، غافلنا الناس، وقلنا لهم: سنذهب إلى هنا، ولن نخرج من مدينة الصنمين؛ حتى لا يلاحظ أحد شيئاً أو يشتبه في أمرنا أي شبهة. بعد وجود المشيعين والتعرّض للضرب والإهانات من بعض الشخصيات المحسوبة على النظام، غافلنا هذه الشخصيات، وقمنا بالخروج من طريق غير معروف، وسلكنا طرقاً ترابية تخلو من الحواجز العسكرية، وخرجنا بأمان، وكان هذا اليوم عظيماً في الثورة السورية، ولكن -بصراحة- بدأنا نترقّب عرض التقرير أو الشهادة التي أدلينا بها إلى قناة الجزيرة، ونترقّب كل نشرة أخبار على قناة الجزيرة، ولم يتمّ عرض هذا التقرير، وتفاجأنا بهذا الأمر، وتساءلنا عن السبب والمعوقات مع أن قناة الجزيرة قامت بالتصوير، وقدمنا خطاباً وتعرّضنا للضرب والمغامرة بتجاوز عدة حواجز عسكرية وعدة قرى ومدن في المنطقة الغربية من أجل الوصول إلى تشييع الشهداء والحضور بوفد رسمي يمثّل مدينة الحراك أو المنطقة الشرقية.
فيما بعد تفاجأنا بأنه تمّ اعتقال المقدم أبي صلاح الحريري من قبل المخابرات الجوية، وبعد اعتقاله، تفاجأنا بأنهم أخبروه [قائلين]: أنت في يوم كذا صرحت. فقال لهم: لم أصرّح بشيء، وليس لدي معلومات. ولكنهم قالوا له: أنت صرّحت، وهذا هو التقرير، والتلفزيون كان موجوداً وقناة الإخبارية السورية موجودة وحاضرة. فتصوّر أنهم حتى في التزوير الإعلامي كانوا يدخلون على أساس أنهم قنوات الجزيرة أو العربية أو "بي بي سي" حتى يتمكنّوا من قتل أكبر عدد من المتظاهرين والناشطين، ويتعرّفوا على أوائل الثوار عبر هذه الحيل الخبيثة التي لا تخطر على بال أحد إطلاقاً.
نحن تفاجأنا بهذا الأمر، وسُجن المقدم أبو صلاح، وعندما خرج أُخبرت بأن القناة التي تكلّمنا فيها، وحدثناها عن "مجزرة الصنمين" كانت الإخبارية السورية، ولم تكن قناة الجزيرة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/11/17
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في درعاكود الشهادة
SMI/OH/96-17/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
26 آذار 2011
updatedAt
2023/11/03
المنطقة الجغرافية
محافظة درعا-منطقة الصنمينمحافظة درعا-درعا البلدشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
قناة الجزيرة
مجلس الشعب - نظام
مديرية صحة درعا
قناة الإخبارية السورية
المخابرات الجوية في درعا