شبكات نقل المقاطع المصورة من درعا إلى وسائل الإعلام
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:11:18:06
كان يتمّ تصوير مقاطع التشييع والمظاهرات وخيم الاعتصام والخروج إلى القرى، سواء كان إلى مدينة درعا في الأيام الأولى أو تصوير أحداث الأربعاء الدامي عبر ناشطين يحملون الهواتف لأول مرة، وبكل بساطة وجرأة تُصوّر مشاهد القتل وإطلاق الرصاص الحي وحمل المتظاهرين لأغصان الزيتون، إما عبر الأخ منير قداح أو الأخ جمول الحريري أو الأخ أنس حربات أو الأخ رامي البوش، يعني إعلاميون كثيرون جداً من كانوا يحملون هاتفاً، ويتجرؤون على تصوير هذه المقاطع؛ ليتمّ تجميع هذه المقاطع فيما بعد وإرسالها إلى الدول المجاورة، وخاصة بعد 25 آذار في جمعة الكرامة، عند اكتمال تشييع الشهداء وسقوط الجرحى وإسعافهم إلى السويداء أو القرى المجاورة، حيث غصّت المستشفيات المجاورة بمئات الجرحى.
بعد الانتهاء من عمليات التصوير وتجهيزها، كان يتمّ إرسال أشخاص مثل: أبي أصيل، يقومون بإرساله إلى الأردن، يرسله أبو علاء على نفقته الخاصة، وكان أحد العاملين في مدينة الملاهي التي تمّ إغلاقها [بأمر] من عاطف نجيب، وساهم صاحب هذا المشروع باستمرارية التظاهر ودعم المتظاهرين؛ ليثبت للعالم كيف يتمّ القتل والحجز على أموال الناس في درعا، وكيف يتمّ تعامل الأجهزة الأمنية ومحافظ درعا مع الناس الذين لا يملكون إلا قوت يومهم.
في أول يوم 25 آذار، تمّ إرسال أبي أصيل إلى الأردن، إلى مكتب قناة الجزيرة الموجود في مدينة عمان، ورفضت قناة الجزيرة استلام المقاطع والميموريات (الذواكر الالكترونية)، وقالت: لدينا "إيميل"، أرسلوا هذه المقاطع عبر "إيميل" قناة الجزيرة. طبعاً، كان هناك أخ اسمه طلال نايف قومان، وكان يقيم في قطر، فقام بالذهاب يوم 26 آذار إلى قطر، وأخذ معه بعض المقاطع الهامة والمؤثرة التي حصلت أحداثها في محافظة درعا، وخاصة في مدينة درعا البلد، وهي: مجزرة المسجد العمري وسقوط التمثال والتظاهرات في ساحة التحرير في محافظة درعا ورفع الشعارات وسلمية المظاهرات بشكل عام؛ لأن جميع المظاهرات في هذه الأيام أو في هذه الأشهر الأولى كانت سلمية، وكيف كانت تأتي الوفود من قبل بشار الأسد لتهدئة أهالي مدينة درعا عبر لجان مركزية، مثل: هشام بختيار أو فاروق الشرع أو فيصل مقداد أو لجنة تضم أمين الفرع والمحافظ والأجهزة الأمنية، ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، ولم تمنع من استمرارية أو وقف التظاهر السلمي والمطالب المحقة للشعب في سورية بشكل عام.
ذهب الأخ طلال قومان في 26 آذار، واتصل بقناة الجزيرة، وأخبر القناة أن لديه مقاطعاً وفلاشات (ذواكر تخزين الكترونية) مهمة للثورة السورية، وكان أحد الموظفين، أعتقد أنه كان من الطائفة العلوية، وحدثت مشادة كلامية مع الأخ طلال قومان، ولم تستقبل قناة الجزيرة في هذه اللحظات المقاطع والفيديوهات، وإنما كانت قناة الجزيرة تكتب فقط على الشريط الإخباري، أو تغطي نقلاً عن التلفزيون السوري ونقلاً عن المعارضة، ولم تكن على درجة من الاهتمام بشكل مباشر بأحداث الثورة السورية.
بعد هذه المشادة الكلامية، اتصل بقناة العربية في دبي في 27 آذار، وأخبرهم أن هناك مقاطعاً وفيديوهات، واستقبلته قناة العربية وتجاوبت مع هذا العمل، وطلبت من الأخ إرسال المقاطع على "الإيميل"، وفعلاً في 27 آذار أُرسلت المقاطع، وفي 30 آذار بدأت قناة العربية تعرض بشكل يومي وبشكل مفصّل بعض المقاطع التي أُرسلت إلى قناة العربية.
كان هناك أيضاً الأخ لؤي عبيد (أبو عبيد)، وهو من مدينة ازرع، كان يأخذ المقاطع، ويوزعها في المحافظات السورية بحكم علاقته، ويرسلها إلى السعودية عبر قنوات تواصل معه، ولا ننسى أنه كان هناك أحد شركاء أبي علاء، وهو من مدينة دمشق، وذهب إلى تلفزيون المستقبل، والتقى بأحد الموظفين هناك خارج التلفزيون، وقام هذا الموظف، وكان مرتعباً -وهو في لبنان- وكان هناك تخوّف، وقام بأخذ هذه "الفلاشات" ونقلها على جهاز "اللابتوب" معه، وفيما بعد، عُرضت هذه المقاطع التي أُرسلت، بالإضافة إلى أنه كان هناك شبكات إخبارية موجودة عبر ممثلين في محافظة درعا، كانت المقاطع والفيديوهات تُرسل إما عبر شبكة شام أو شبكة أوغاريت، وكان هناك أيضاً الناشط المغيّب الإعلامي الجامعي المهندس عبد الحليم الزعبي، كان له نشاط أيضاً في أخذ هذه المقاطع ونقلها إلى "اللابتوب" وإرسالها إلى الإمارات عبر الأخ إمام غباري أو الأخ مازن الخيرات اللذان كان لهما الفضل الكبير في تغطية أحداث مدينة الحراك وتجهيز تنسيقية لتغطية كافة الأحداث سواء كانت مرئية أو مكتوبة، ولم تقتصر هذه الأمور على مدينة الحراك فقط ، وإنما على حوران عامة والمنطقة الشرقية الممثلة بمدينة الحراك خاصة، وهذا كان الجانب الإعلامي المهم الذي كان له دور كبير في تغطية أحداث مدينة درعا، حيث كانت المدينة تعاني من عدم وجود شبكات إنترنت وقطع خطوط الاتصال، سواء كان الهاتف [الأرضي] أو الموبايل (الجوال)، وكنا نعاني صعوبة كبيرة في نقل هذه الأحداث، وكانت تغطية هذه الأحداث والمداخلات للناشطين -وأنا منهم- تتمّ عبر قنوات، كما قلت لك سابقاً.
بصراحة، أغلب المتظاهرين هم من الطبقات الفقيرة، والطبقات المتعلمة من كان يمتلك جهاز "لابتوب" أو الهاتف الحديث ويكون له أخ أو قريب في الخارج؛ لأن طالب الجامعة يكاد لا يملك قوت يومه أو قوت طعامه كما يقال.
وفيما بعد كان لـ [أدوات] التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" مرحلة مهمة، ولكن في هذه المرحلة كانت كل قرية أو مدينة تنظم عملها من خلال التواجد الحاضر، سواء كان في المنازل أو في المساجد أو في أماكن سرية، وتقوم بالإعداد للتظاهر وكتابة اللافتات كما كان يحدث في مدينة الحراك، حيث يقوم بعض الأشخاص بشكل تطوعي، مثلاً: الأخ فراس الإمام والأخ بسام الديك أو رامي البوش أو الأخ عبد الله الفاضل يقومون بجلب لافتات وقطع قماشية، ويقومون بالكتابة عليها، وتأخذ ساعات طويلة لعدم وجود طابعات أو تقنيات في ذلك الوقت. أما "الفيسبوك" ووسائط التواصل الاجتماعي كان له دور [أكبر] فيما بعد.
طبعاً، كنا نسمي أيام الجمعة، مثلاً: "جمعة الغضب"، ولكن نتفاجأ بأن هناك لجاناً مختصة أو مجموعات ثورية في الخارج أو لجان تنسيق أو هيئات للعمل الثوري تسمي أيام الجمعة، وفيما بعد نحن نعرف أن هناك جمعة تُسمى: جمعة كذا، وجمعة كذا.
كل قرية أو مدينة هي من تنظم عملها الثوري، وهي تكتب اللافتات، وتطلق الشعارات بشكل مباشر بدون توجيه خارجي وبدون أي تدخّل من جهات في الخارج.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/11/17
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في درعاكود الشهادة
SMI/OH/96-20/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
25- 27 آذار 2011
updatedAt
2024/03/06
المنطقة الجغرافية
محافظة درعا-الحراكمحافظة درعا-محافظة درعامحافظة درعا-درعا البلدشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
شبكة شام الإخبارية
قناة الجزيرة
قناة العربية
شبكة أوغاريت
تلفزيون المستقبل