الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الضغوط الأمنية لإزالة خيمة اعتصام مدينة الحراك

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:16:05:04

منذ اللحظات الأولى، تعرّض الشخصيات التي تقوم على تنظيم المظاهرات وخيمة الاعتصام تحديداً إلى ضغوط أمنية من جميع الفروع الأمنية في محافظة درعا؛ لأن الشخصيات التي تقوم على تنظيم هذه الخيمة، مثل: الشيخ وجيه القداح الذي هو شخصية مؤثرة في مدينة الحراك، ويملك الخطاب الثوري والمقنع للمتظاهرين، وكان يتكلم بكل حرية وطلاقة، وينعت آل الأسد بأعتى العبارات إن كان على المنبر أو في خيمة الاعتصام، بالإضافة إلى ظاهرة وجود الفنانين الشعبيين، مثل: الفنان أحمد القسيم، وهو مطرب شعبي معروف لدى النظام، وطالما كان يتغنى في المناسبات أو ذكرى [ميلاد] حزب البعث أو المناسبات التي يقوم بها النظام، و[يقوم بـ] الغناء للنظام وحزب الله في تلك الأيام، وأيضاً وجود ظاهرة المنشدين أو الطبقة المثقفة، أمثال: فراس الإمام أو الشيخ طلال الفاضل، بمعنى الطبقة المثقفة المحسوبة على النظام، يعني شخصيات هي أصلاً تتبع لحزب البعث تنظيمياً، وفيما بعد أصبحت هذه الشخصيات تنشقّ عن النظام تباعاً، ومنهم من سُجن، ومنهم من تمّت مراقبته؛ لأن النظام كان يخشى من هذه الشخصيات، ويعرف أنه في داخل هذه الشخصيات معارضة لابدّ من مراقبتها؛ لذلك كان هناك امتعاض شديد من الأجهزة الأمنية الموجودة في درعا. وأرسل محافظ درعا واللجنة المركزية في درعا والأجهزة الأمنية [أمراً] بإزالة خيمة الاعتصام بأي وسيلة وطريقة؛ لذلك كانت بالنسبة للنظام عبارة عن هاجس ومقتل؛ لأن النظام لم يتوقع أن تخرج مدينة الحراك، وتُبنى خيمة اعتصام وبحضور عدد من السياسيين الذين كانوا موظفين في سلك الدولة، وخاصة في هرم الدولة الأول، ولكن قدّر الله وماشاء فعل، أن تخرج الناس ضد هذه الطغمة الفاسدة وهذا النظام والأجهزة الأمنية، وتجتمع كافة القرى. وكان اجتماع قرى حوران الشرقية في هذه الخيمة، في يوم الجمعة أو يومياً يثير نوعاً من الضغوط والبلبلة، حيث كانت هذه المظاهرات منظّمة، [إضافة لـ] وجود مجموعة من الفنانيين والمثقفين [مما] يثير حفيظة النظام؛ لذلك تمّ عبر عدة شخصيات حزبية أو عسكرية أو عملاء النظام وعن طريق الدعاية [القول] بأنه سيتم اقتحام الخيمة، وأن النظام وصل إلى اللواء 52 ، أو وصل إلى القاعدة الجوية الموجودة على طريق الحراك ومليحة العطش، ولم تثنِهم هذه التهديدات، ولم يقوموا بإزالة الخيمة.

الخيمة عبارة عن مادة من القماش، ولكن هي الروح الثورية التي كانت موجودة لدى المتظاهرين، وكما قلت لك: كانت تجمّعاً لكل المنطقة الشرقية، وكان عشرات الآلاف يأتون يومياً أو في يوم الجمعة لحضور أيام الجمع التي تطلق فيما بعد، وكان يتمّ الإعداد لها بلافتات كبيرة جداً وبعبارات وشعارات فنية رائعة جداً؛ لذلك كان يُطلب من قائد اللواء 52 الموجود في مدينة الحراك، وهو اللواء علي السوسي أبو نذير، وهو من مدينة سرمدا في إدلب، وعقيد اسمه بياري، اعتُقل فيما بعد، وكان يُطلب منه إزالة الخيمة حتى لو كان ذلك بالقوة، وكانت الفروع الأمنية أيضاً ترسل موظفين، سواء كانوا أعضاء قيادة فرع أو شعب حزبية أو أمناء فرق من أجل إزالة الخيمة مقابل تلبية جميع الطلبات، والعقيد بياري كان قائد كتيبة ومسؤول حواجز في مدينة الحراك، وكان أيضاً يأتي إلى مدير الناحية الذي كان عقيداً واسمه عبد ربه الحمادي، ويطلب منه التدخّل وإزالة الخيمة، أو مثلاً: المختار الموجود في الحراك مرعي السلامات [كان يقول]: اسحبوا خيمتكم.. وكما حصل مع المقدم أبي صلاح الحريري عندما اعتُقل من قبل العقيد قصي ميهوب رئيس قسم أو رئيس فرع الأمن الجوي في محافظة درعا، وقام باعتقاله وتهديده بالتحويل والسجن إن لم تُغلق الخيمة وتُزال، وطلب في ذلك الوقت -وكان هناك اتفاقية مسبقة- أنه إذا تعرّض أحد الأعضاء المنظمين للخيمة من قبل الأجهزة الأمنية فكان هناك اتفاق مسبق بأن تُزال الخيمة، حتى لو للحظات.

في هذه الأثناء، كان العقيد أحمد فهد النعمة -رحمه الله- مفروزاً من الجيش لصالح المخابرات الجوية في درعا، وكان من الشخصيات التي تأتي إلى مدينة الحراك، ورأيته أكثر من مرة، وسألته، وقلت له: يا أبا فهد ماذا يجري؟ وكان يتردد، ويقول: أنا مبعوث كي أرى الناس الموجودين في مدينة الحراك من أجل إزالة الخيمة. وكان الردّ من أغلب الناس أن الخيمة ليست ملكاً لشخصية أو قائد، ولو كان [هناك] مسؤول عن الخيمة في مدينة الحراك لكانت قد أُزيلت عبر هذا الشخص؛ لذلك الخيمة لكل الناس المتظاهرين والذين يحملون الفكر الثوري، وهم من وضع أو أسس لفكرة أو مشروع خيمة الاعتصام هذه.

في ذلك اليوم، عندما اعتُقل أبو صلاح الحريري في الأيام الأولى اتصل بأحد المنظمين للخيمة الذي هو محمد فايز القداح، وقال له: أنا موجود لدى فرع المخابرات الجوية، وأزيلوا الخيمة، والأمور بخير. وطبعاً، كان هناك تنسيق واتفاق على هذا العمل، ونُزعت الخيمة، واتصل عملاء النظام [وقيل] بأن الخيمة قد تمّت إزالتها في مدينة الحراك. وبعد الإفراج عن أبي صلاح الحريري، وكما قال أبو صلاح: إن العقيد قصي ميهوب اتصل باللجنة المركزية الممثلة لمحافظة درعا أو اللجنة الأمنية، وأخبرهم وقال لهم: إن خيمة مدينة الحراك تمّت إزالتها، وكان وكأنه حقق نصراً كبيراً، وكان في قمة النشوة والضحك وكان سعيداً، وكانت بالنسبة لهم هاجساً وهمّاً. وفي هذه الأثناء بعد وصول أبي صلاح الحريري، رُفعت الخيمة من جديد، وتفاجأ أحمد فهد النعمة، وقال لأبي صلاح: بُنيت الخيمة من جديد. فقال له أبو صلاح: يا أخي أنا لا أمون (ليس لي تأثير)، ولو أنني صاحب قرار لأزلتها، ولكنني لست صاحب قرار، وهذه الخيمة مشروع وموضوع ثوري لأهالي البلد، ويجب أن ترى كل الناس في البلد. وعندها عجز أحمد فهد النعمة وقائد اللواء 52 وقائد كتيبة الحواجز ومدير الناحية الذي تمّ نقله إلى "ازرع"، وكانوا يرسلون بعض الشخصيات المحسوبة على حزب البعث الموجود، سواء كانوا أمناء أفرع أو أمناء فرق وشعب حزبية أو مسؤولين موجودين في مدينة الحراك، حتى إنه كان هناك تدخل من أعلى سلطة في سورية، وهو الأمين القطري المساعد الدكتور سليمان قداح، أرسل أيضاً إلى عشيرة القداح، وألى شخص وهو مدير تموين سابق وأمين عضو قيادة فرع حزب، والذي هو إبراهيم القداح (أبو معن)، ومحمد خير القداح (أبو فراس). طلب منه من أجل موضوع الخيمة، ونحن رفضنا، وقلنا له: عندما سقط الشهداء لم نسمع صوتك، ولم تعزّ بالشهداء، ولم تستنكر عمل النظام، وأمر الخيمة هو أمر ثوري، وأنت في جانب ونحن في جانب. وحصلت مشادة كلامية بيني وبين ابنه الدكتور أيهم قداح، و وصل الأمر إلى تبادل الشتائم فيما بيننا، علماً بأننا أبناء عم، وأتى أيضاً وفد من قبل الأجهزة الأمنية عن طريق شفيق الحريري، وهو عضو مجلس شعب سابق إلى الأخ أبي عقبة قداح، وكان رستم غزالة يرسل وفوداً إما عبر اللواء محمد الخيرات أو محمد الغزاوي، وهو قائد فرقة سابق، وهو من أبناء مدينة الحراك، وكان يلتقي بجميع المنظمين والشخصيات المطلوبة للنظام، منهم [من يلتقي به] على حدة، ومنهم من يجتمع بهم سوية، ولم يستجب له أحد أو يستمع إلى مطالبه، وكان قائد اللواء 52 يقول: أنا مغلوب على أمري، و الأجهزة الأمنية تضغط عليّ، ووزارة الدفاع والسلطات العليا تضغط علي. وأنا لا يمكنني أن أفعل شيئاً، وأنتم في النهاية أحرار، وتتحمّلون مسؤولية أو نتيجة المعطيات أو ما يحصل فيما بعد. وكانت هذه أبرز التهديدات، فمثلاً: كان اللواء محمد خيرات يأتي إلى والدي، ووالدي رجل معروف في الحراك أو حوران، وكان شخصية معروفة بصفته موظفاً أو [من الناحية الاجتماعية بصفته] مختاراً أو زعيم عشيرة. ويقول له والدي بصراحة -علماً بأن والدي من الشخصيات المؤسسة في حزب البعث وترتيبه الحزبي في محافظة درعا أتوقع أن رقمه 10– يقول له: أنا لا أمون (ليس لدي تأثير) في هذا الموضوع. وكان اللواء يقول له: كيف تمون (يكون لك تأثير) على عشيرة كاملة، وتحلّ أغلب قضايا الدولة في منزلك، ولا تمون على ابنك من أجل إزالة هذه الخيمة. فعرف أن والدي و الأسرة قد اتخذت قرارها بأن تنحاز إلى الاحتجاجات والمطالب السلمية والتظاهر والحق المشروع الذي كان في ضمير كل شخص حيّ ولديه كرامة في محافظة درعا. فكان اللواء محمد خيرات يتعرّض أيضاً للإهانات والسباب، وتصل أحياناً إلى عبارات بذيئة جداً في عرضه وأهله، وكان لا يردّ، ويقول: أنا نقلت لكم الصورة، وأن النظام سيقوم باقتحام مدينة الحراك، ويزيل هذه الخيمة، وإذا لم تزيلوها بالسلم فستتم إزالتها بالقوة، وسوف يُعتقل المنظمون لهذا العمل؛ لأن هذه الخيمة هي خيمة تبثّ الفتنة والطائفية، علماً بأن الخيمة كانت محطة التقاء لكل النسيج الاجتماعي الموجود في مدينة الحراك وما حولها، وحتى محافظة السويداء، سواء كانوا من إخواننا الدروز أو المسيحيين الموجودين، ويأتون لتقديم الدعم الطبي أو المالي أو المساعدات الإنسانية فيما بعد، والخيمة كانت محطّ اهتمام ولفت لجميع أنظار المحطات الإعلامية بما فيها قناة الجزيرة أو العربية؛ لأن مدينة الحراك كانت مركزاً أو مصنعاً أو مطبخاً للتظاهر في المنطقة الشرقية، وعندما كانت مظاهرات هذه المدينة لا تُبثّ فإنك تشعر بأن هناك خللاً في الثورة، وأن هناك شيئاً ما قد حصل، لذلك كان الناس يسألون عندما لا تُبثّ مظاهرة مدينة الحراك مباشرة أو فيما بعد، ويسألون: ماذا يوجد في الحراك؟ هل تمّت إزالة الخيمة؟ ولكن كان هناك بعض التقصير الإعلامي إما من بعض المحطات أو الأشخاص القائمين على بعض الأعمال، وهذا يعتبر خللاً فنياً أو خطأ غير مقصود في أيام الجمعة التي كانت من الجمع القليلة التي لم تُنقل فيها المظاهرات على شاشات التلفزيون، إن كان بالنسبة للنظام أو القنوات، مثل: قناة الجزيرة والعربية و"فرانس 24"، وكانت التصاريح أو الانشقاقات أو الندوات الشعرية تُقدَّم من مثقفين أو شعراء أو فنانين معروفين. وهذه باختصار هي قيمة خيمة الحراك التي قام على فكرتها مجموعة من الشباب، وفيما بعد قام برفع أعمدة وتنظيم هذه الخيمة أهالي مدينة الحراك والقرى المحيطة بها.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/17

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في درعا

كود الشهادة

SMI/OH/96-23/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي ، أحمد أبازيد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار - نيسان 2011

updatedAt

2024/07/11

المنطقة الجغرافية

محافظة السويداء-محافظة السويداءمحافظة درعا-محافظة درعامحافظة درعا-الحراك

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

قناة العربية

قناة العربية

وزارة الدفاع - النظام

وزارة الدفاع - النظام

اللواء 52 ميكا - نظام

اللواء 52 ميكا - نظام

قناة فرانس 24

قناة فرانس 24

فرع الأمن الجوي في المخابرات الجوية

فرع الأمن الجوي في المخابرات الجوية

الشهادات المرتبطة