الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

العمل الطبي والإغاثي في مدينة اللاذقية خلال الأشهر الأولى من الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:27:23

بالنسبة للمجالس المحلية الخاصة بكل محافظة، بدأنا في نهاية شهر نيسان/ أبريل أو بداية شهر أيار/ مايو ، وكل مدينة كانت تحاول تأسيس المجلس المحلي الخاص بها، وتنتخب أعضاءه، وفيما بعد شكلنا غرفة على "سكايبي" بعنوان: "المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية". الغرفة على "سكايبي" في "المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية "كنا نجتمع فيها يوميًا، وكانت عندنا مشكلة نقص في بعض المحافظات، وكانت فكرتنا أننا نريد 14 محافظة، وهذا الشيء استغرق وقتًا لاختيار الأشخاص الذين يمثلون المحافظة فعلًا، فمثلًا: كنا نأخذ بحسب عدد السكان، يعني عن مدينة دمشق شخصين وعن مدينة اللاذقية شخص واحد، وعن مدينة حمص شخصين، وعن مدينة السويداء شخص واحد، والأسماء التي كانت معنا في "المجلس الأعلى لقيادة الثورة" والذين أذكرهم: أنا عن اللاذقية، والشيخ أنس عيروط عن طرطوس، وريما فليحان عن السويداء، ومطيع البطين عن درعا، ويوجد اثنان عن درعا، و دكتور موجود في أمريكا، وكان معنا عن حلب ياسر النجار، وكان معنا عن دمشق [محمد]سعيد سلام ومحمد علي عامر عن دمشق (المدينة والغوطة)، وكان معنا عن الرقة فرج الحمود السلامة، وهذه هي الأسماء التي أذكرها الآن، وفيما بعد أطلقنا "المجلس الأعلى لقيادة الثورة"، ولكن التنسيق والتنظيم استغرق وقتًا طويلًا حتى أُطلق.

أعود إلى المجالس المحلية في كل مدينة، انتقلنا من "أحرار اللاذقية" إلى المجلس المحلي، ونظّمنا العمل أكثر، وأصبحنا نعمل على عدة أصعدة، وكل مكتب أعطيناه حقه، وكنا نعاني من مشكلة الدعم، وكنا في البداية ندفع من جيوبنا؛ لأن أغلب أعضاء المجلس المحلي في الحقيقة كانوا أغنياء، وكنا ندفع من جيوبنا، ولكن الموضوع كبير جدًا، وأنت تتكلم بعض الأحيان عن عملية جراحية تكلف 200 ألف ليرة سورية أو 300 ألف ليرة، هذه العملية فقط من أجل إخراج رصاصة أو عمل جراحي، وخاصة أن بعض الأطباء كانوا يطلبون المال؛ لأن الموضوع بالنسبة لهم مخاطرة، أن يعالجوا مصابًا في المظاهرات، واضطررنا إلى إنشاء مستشفيات ميدانية وشراء مواد أولية لمستلزمات العمليات، وفتحنا أكثر من مستشفى ميداني، وكلها فيما بعد وجدها النظام، وأخذ الأدوات، كان لدينا جهاز تصوير، ولاحقًا، تطور عملنا، وأصبح لدينا بعض الدعم، واشترينا أهم مستلزمات العمليات الجراحية التي كنا نقوم بها.

في البداية. كي نكون صريحين، رب العالمين سخّر لأهل اللاذقية أطباء يجب تأريخهم، في مستشفى الطابيات، وهو أهم مستشفى في اللاذقية، كان له بابان باب علوي وسفلي، والنظام لم يكن يعرف بهذين البابين؛ لأن أغلب عناصر الأمن يأتون من القرى، ولا يعرفون المدينة، وعندما نقوم بإدخال الجريح إلى المستشفى كان النظام ينتظره في الخارج وعندما يخرج يعتقلونه، ونحن اتفقنا مع مدير المستشفى -رحمه الله- الدكتور صفوان شريتح، وهذا الرجل يُشكر، وهو فتح هذا المستشفى كاملًا لنا مع أن الرجل ليس له علاقة بالثورة، ولكنه فتح المستشفى كاملًا، ويوجد دكتوران: الدكتور عصام غميرة، والدكتور عبد الرزاق شيخ خميس، وهما كانا يقومان بالعمليات، وكانا يعملان في المستشفى، وغالبًا، لا يأخذون منا المال، فهل كان صفوان يعطيهم أو لا يعطيهم؟ هذا الشيء لا أعرفه، ولكنهم غالبًا لا يأخذون المال منا، ونحن كنا نأخذ الجريح، وننزله (نخرجه) من الباب الخلفي، ويذهب، ورجال الأمن ينتظرونه عدة ساعات، ثم يدخلون، ويبحثون عنه، ولا يجدونه في المستشفى فيذهبون، وهذا الأمر استمر لشهر أو شهرين أو 3 في مستشفى الطابيات، وفيما بعد، منع النظام المعالجة في مستشفى الطابيات، استمررنا بالمعالجة فيه، ولكن بعدد أقل وبطريقة مخفية أكثر، ولكن وصول الجريح إلى مستشفى الطابيات وخاصة من "الرمل الجنوبي"، ومنطقة الرمل حوصرت، ومن المستحيل إخراج الجريح من الرمل أو إدخال الطبيب إلى الرمل، فاضطررنا لفتح مستشفيات ميدانية في الرمل، في ذلك الوقت، وكان عندنا في الرمل مستشفيان ميدانيان أسسناهما بقوة، ولكن للأسف سرعان ما أخذ النظام كل شيء، ونحن كنا نتعامل مع بعض الأطباء في المنازل، وكان أحدنا يفتح منزله من أجل علاج الجرحى والمرضى، ونتصل بالطبيب، ونقول له: لدينا حالة. ولا نقول له: إن المريض من الثوار، فيأتي، ويتفاجأ بشخص مصاب، ويضطر أن يشتغل، والبعض يرفض، والبعض يعمل، وعانينا جدًا من موضوع الأدوية، ولكن في الحقيقة عانينا في الموضوع المادي فقط، وشراء الأدوية أمر سهل، وفي ذلك الوقت لم يكن يُطلب رشيتا (الوصفة) من الدكتور، وأغلب الصيدليات لأصحابنا، وكنا نحضر أي دواء، ولا توجد عندنا مشكلة، ولكن عانينا فقط من موضوع المال، وكان عندنا نقص وعجز، وكانت تأتينا بعض التبرعات من الخارج، ولكن بكميات قليلة جدًا جدًا.

فيما بعد عندما توسع المجلس المحلي، وضممنا الأستاذ محمد بديوي، والحاج نعمان سبع الليل، وحسن هنيدي، وغيرهم، وعندما وسعنا المجلس المحلي قلنا: ينبغي أن نذهب إلى الخارج، إلى السعودية والإمارات، ونجتمع مع تجار اللاذقية الموجودين هناك. وفعلًا، أرسلنا وفدًا من 4 أشخاص في جولة على دول الخليج، واستطعنا أن نجمع مبلغًا كبيرًا، وهذا الكلام في شهر حزيران/ يونيو، والبعض ذهب إلى لبنان، وأنا لم أكن أستطيع أن أسافر لأن الأعين كانت قوية جدًا(مراقبًا)، سافرت إلى لبنان، واجتمعت بأبي محمد الرفاعي، وهو دعمنا، ولكن الدعم في ذلك الوقت كان من أجل الموضوع العسكري.

في شهر تموز/ يوليو 2011، بدأ النظام بوحشية غير مسبوقة، وبدأ النظام بتعذيب الشيوخ وإهانتهم وشتم الذات الإلهية وقصف المساجد، وهنا قلنا: ينبغي أن تتحول إلى العسكرة. ونحن في المجلس المحلي غير التنسيقيات، وهذه كانت الرؤية العامة ل"المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية"، أننا ينبغي أن نعمل بالعسكرة. وفعلًا، جهود المجلس المحلي في اللاذقية أصبحت أغلبها... وخففنا كثيرًا من الموضوع الإعلامي والمصاريف الإعلامية، وخففنا الموضوع الطبي، وأصبحنا مهتمين كثيرًا بالإغاثة والعسكرة، سأعود إلى العسكرة إن شاء الله.

موضوع المكتب الإغاثي: كان هناك تجار في اللاذقية -جزاهم الله خيرًا- يتبرعون بزكاة أموالهم، وأصبح وضع الناس صعبًا جدًا في مدينة اللاذقية والفقر شديد، وخاصة في منطقة الرمل، وتوقفت الأعمال والمعامل والعمال، وكل شيء توقف، وكان بعض التجار من أمثال عائلة الزين والحورية يدفعون لنا المال؛ حتى نشتري الحصص الغذائية، أو يأتون لنا بالحصص الغذائية. وفي نهاية شهر حزيران/ يونيو، اجتمعت مع الشباب في الرمل الفلسطيني، وكان قائد الثوار في الرمل شخص اسمه أبو علي رزق، فرّج الله عنه أو رحمه الله إذا قُتل؛ لأنه في السجن، وأبو علي رزق كان مسؤولًا عن الرمل، والشيء الذي أعجبني بأبي علي رزق، وطبعًا، "الرمل" في ذلك الوقت كانت محاصرة تمامًا، وكنا بحاجة لأن نأخذ لهم الطعام والمواد الغذائية، وقلت له: لماذا لا تفتحون المحلات الموجودة وتأخذون الطعام؟ وفيما بعد نعيد لهم ما أخذتموه، سجلوه أحسن من أن تموتوا من الجوع. فقال: والله، لا نفتح أي محل، ونموت من الجوع، ولا نفتح أي محل إلا إذا أذِن صاحبه. وهذا الرجل هو شخص أميّ ومن عوام الناس، وليس شيخًا، ولكن الثورة تفتخر به، وأنا تحمست جدًا، وقلت: سأذهب إلى الحاج صبحي جود- رحمه الله- وهو أغنى رجل في اللاذقية، وذهبت إليه، وهو يعرفني جيدًا، وطلبت مقابلته، وقابلني، وقلت له: هؤلاء أبناء بلدك الموجودين في الرمل، وهم يموتون جوعًا، ولا يستطيعون أن يخرجوا؛ لأن النظام سيعتقلهم، وإذا لم نُدخل لهم الطعام فماذا يفعلون؟ وقلت له: إذا لم تساعدهم سيرفعون لافتات بمقاطعة منتجاتك. وهو كان لديه منتجات كثيرة، مثل: مندرين وغيرها. فقال: أنا سأساعدهم. وقال: كل يومين تأتي، وتأخذ من عندي سيارة مواد غذائية. وفعلًا، أرسل لي مباشرة سيارتين، وأرسل مرة أخرى، وبعدها توقف، وحاولت مقابلته مرة أخرى، وهو ترجاني بأن لا أقابله، ويبدو أن النظام ضغط عليه، والرجل من أهل الخير، وكان معروفًا عنه مساعدة الفقراء. وهذا كان نطاق عملنا في المجال الإغاثي، وحاولنا التواصل مع أغلب تجار المدينة، مثل: آل العُلبي وآل الزين وآل الحورية وغيرهم، وحاولنا أن نشتري بالدّين أيضًا، وكنا نتعامل مع تجار المواد الغذائية، نذهب، ونشتري الحصص الغذائية، ونوزعها، وفي نفس المجال كنا نعمل على التعبئة العسكرية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/08

الموضوع الرئیس

محافظة اللاذقية

كود الشهادة

SMI/OH/60-14/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

من أيار - حزيران - تموز 2011

updatedAt

2024/06/13

المنطقة الجغرافية

محافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة اللاذقية-الرمل الجنوبي

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية

المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الشهادات المرتبطة