الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

لقاء الوفود مع بشار الأسد وكلمة أبو رومية في مجلس الشعب

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:41:20

في البداية، الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين.

أتوقّع أن هذه هي الزيارة الثانية التي كانت بعد زيارة الوفد الأول، والذين هم أولياء الدم وأولياء الشهداء الذين التقوا مع بشار الأسد، وكانت أول زيارة عبر اللجنة المركزية في محافظة درعا التي كان يترأسها الوفد الأمني والمحافظ، وعلى رأس الوفد الذي جاء من دمشق كان هشام بختيار على ما أعتقد، واستمع إلى مطالب الناس، وكانت مطالب الناس هي المطالب المحقة (مطالب الشعب السوري)، وهي محاسبة المجرمين والقتلة، وكان أهم بند هو محاكمة عاطف نجيب وتقديمه للعدالة و[كذلك محاكمة] الفروع الأمنية التي قامت بالمجزرة الأساسية في محافظة درعا. الزيارة الثانية التي كانت في 16 نيسان أو 14 نيسان، وكانت الزيارة أعمّ وأشمل، وشملت كل قرى ومدن محافظة درعا، حيث أخذوا ممثلين من الوجهاء والمخاتير، وكان في الوفود نقص، مثلاً: لم يكن هناك وفد عن مدينة الحراك أو أحد يمثّل هذه المدينة، وإنما القرى المجاورة لمدينة الحراك [فقد] كان هناك من المليحة الغربية أو من المنطقة. وكان عدد [الأشخاص في] الوفد حوالي 50 شخصاً أو أكثر. وبصراحة، كل سورية كانت تعرف الطلبات أو أهل درعا بشكل أعمّ، وكان يُطلب من أعضاء الوفد سقف معين من الطلبات؛ لأن أغلب الوفود كانت تراجع الفروع الأمنية، وهذا الوفد كان ينقصه الكثير من الشخصيات البارزة في محافظة درعا، وأهم شيء هم البرلمانيون أو الذين يمثلون أعضاء مجلس الشعب، مثل: يوسف أبو رومية -رحمه الله- أبو محمد، والمهندس خليل الرفاعي أبو أسامة، فممثلو محافظة درعا الأساسيون كانوا غير حاضرين.

والطلبات والوعود كانت معروفة وهي: رفع قانون الطوارئ، وتعديلات دستورية، وتغيير في الحكومة، وإقالة المحافظ، وإزالة الحواجز العسكرية، ومنع إطلاق النار على المتظاهرين. وكل زيارة كان يقوم بها بشار الأسد عبر وفد فإنه في نفس اليوم أو في اليوم الثاني بعد الزيارة كانت تحصل مجزرة لا محالة في محافظة درعا، إذا أردنا أن نستشهد بالأيام التي بعد زيارة الوفد فإنه كان هناك المزيد من المجازر في محافظة درعا، وذكرنا مجزرة ازرع في تاريخ 22 نيسان ، وهي مجزرة معروفة، وتبعها مجازر عديدة في "الشيخ مسكين" و"الصنمين" و"انخل" و"صيدا" و"جاسم"، ولم يتوقّف القتل على الإطلاق، ولم يتمّ المطلب الرئيسي الذي كان يطالب به أهل درعا وهو: محاسبة الفروع الأمنية، ومحاسبة عاطف نجيب بالتحديد، وتكون مسألة المحافظة شبه منتهية تقريباً. وأما الوعود بأن يُعتبر الذين قُتلوا شهداء ومحاسبة القتلة، بينما الفروع الأمنية كانت تقول في نفس اليوم: هؤلاء الشباب يتمّ تشييعهم بدون أن يخرج أحد معهم وبدون أهلهم ثم يُمنع تشييع الشهداء، فهذا كان حجزاً للحرية بالتأكيد؛ لأنه كان معروفاً أنه عندما يموت الشخص في حوران أو يتمّ تشييعه فإن كل أهل البلد عندما يسمعون أن هناك شخصاً ميتاً فإن كل البلد تخرج بدون استثناء، وتشارك في واجب العزاء بحكم العلاقات الاجتماعية والعشائرية الموجودة في الجنوب السوري، فما بالك إذا كان شهيداً وشاباً في مقتبل شبابه، بالتأكيد ستكون الأجواء لها طبيعة خاصة.

طبعاً، غياب هذه الشخصيات... وأريد أن أذكر أنه قبل زيارة الوفد في 27 آذار 2011 (يوم الأحد)، كانت هناك جلسة تحضيرية لمجلس الشعب، وتكّلم الشيخ -رحمه الله- يوسف أبو رومية (أبو محمد السعدي)، وهو من بلدة...، يجب أن نعطي الرجل حقه؛ لأنه أول برلماني تكلّم بصوت الحق، وعرّى الأجهزة الأمنية، وتكلم بالاسم داخل قاعة مجلس الشعب، و الشيخ يوسف أبو رومية معروف أنه أول برلماني منذ عام 1990 ، مثّل كل دورات مجلس الشعب على ما أعتقد حتى وفاته باستثناء دورة واحدة، وهو رجل صاحب شخصية، وهو رجل مصلح اجتماعي وشيخ أباً عن جد (بالوراثة)، حيث كان والده كذلك يفضّ النزاعات والخلافات، وحتى في الأمور القضائية كان له دور، وعندما تستعصي المشاكل أو الحلول على القضاة كان يتدخّل لحل النزاع، ويكون هو الحكم لحسم أي قضية، وكانت معروفة في حوران أو سورية "جاهة أبي رومية" أو "وفد أبي رومية" في الصلح، فعندما يدخل سيتمّ الصلح لا محالة، يعني تكون هناك وفود، وتكون هناك شخصيات سياسية أو اجتماعية، وبدخول أبي رومية إلى أي صلح أو نزاع أو مشكلة يتمّ حل المشكلة بين أي طرفين.

فأبو رومية رجل متعلم، كما سمعت منه حصل على الشهادة الثانوية (البكالوريا العلمي)، وهو رجل صاحب واجب ومضافته معروفة في حوران، ويقصده الناس من كل حدب وصوب من القرى والمدن ومن سورية وخارج سورية، وحتى إن النزاعات كانت تُحلّ عنده ليس فقط من درعا وإنما من الدول المجاورة والمدن المجاورة، مثل: حمص ودمشق وريف دمشق والقنيطرة، وكانت الخلافات يتمّ حلها عن طريق هذا الشخص المتمكّن، والميزة في أبي رومية أنه كان صاحب الدم، فعندما تحدث مشكلة في محافظة درعا يدخل ولي الدم إلى أبي رومية، وأبو رومية والوفد الذي معه يذهبون إلى أولياء الدم، مثلاً: [أهل] المقتول، ويطلب منهم، ويقول: هذا الرجل دخل عندنا، وتبدأ الحلول والعشائرية والاعتراف بالحق الشرعي حتى يُفضّ النزاع بين الطرفين، ولا تحدث المشاكل، يعني كما يُقال "عقد الراية". ولم تكن حلوله الاجتماعية مخالفة للشرع، مثلاً: في موضوع الدية، حتى لو كان هناك تسامح، وإذا كان ولي المقتول له أطفال، يقول أن هذا حقّ للأطفال أو للأسرة. وكانت هذه الحلول تؤخذ من الحكمة ومن رأي والده، وهو تعلم في مدرسة والده في الأساس، ويُشهد له ليس في حل المشاكل والخلافات فقط، فحتى في موضوع الأفراح، وإذا دُعي إلى فرح يكون ضمن الفرح، ويشارك الناس فرحهم ودبكتهم، فلا يقتصر حضور أبي رومية على موضوع المشاكل فقط، وإنما في الأفراح والمناسبات العائلية والاجتماعية.

يوسف أبو رومية (أبو محمد) من مواليد 1936، قرأت ذلك في هويته الشخصية، وهو من بلدة دير العدس في محافظة درعا، في الريف الغربي.

في 27 آذار (يوم الأحد) في الجلسة التحضيرية، كان يوسف أبو رومية يذهب إلى مدينة درعا، ويشاهد الحراك الثوري الموجود، ولم يقبل أن يحدّثه أحد عما يجري في محافظة درعا، وهو كان شاهد عيان معروف، ونقل حقيقة ما حدث في محافظة درعا عبر كلمته المشهورة عندما خاطب مجلس الشعب، وطلب أن ينقل مجلس الشعب كلمته إلى مقام الرئاسة، كما قال في حديثه، [وقال]: أنا أعتبرها رسالة باسم محافظة درعا. وقال حرفياً: درعا لا يمكن أن تقبل بالغدر والخيانة، وأهل درعا معروفون بوفائهم وحبهم وولائهم للوطن؛ لذلك أهالي درعا وأولياء الدم يطالبون الدكتور بشار الأسد بمحاسبة المجرمين والقتلة وعلى رأسهم عاطف نجيب والفروع الأمنية -هكذا تكلم، وكانت رسالة واضحة جداً وشديدة اللهجة، وتعني أن الفروع الأمنية هي التي جرّت سورية إلى هذه المشكلة أو هذه الفوضى- وأهل درعا أوفياء ويحبون الوطن؛ لذلك يتوجب على الدكتور بشار الأسد زيارة محافظة درعا والاعتذار، ويعتذر شخصياً، وأن يأتي بنفسه. وكان يتوقع أن يأتي الدكتور بشار كما قال، ولكن هذا الدكتور المجرم لم يستمع أو يصغ إلى هذه الرسالة، ولم يأت إلى محافظة درعا، وقال بالحرف الواحد: لقد سمعت مآذن درعا والأطباء يستغيثون من أجل إسعاف الجرحى، حيث حُوّل المستشفى الوطني في محافظة درعا إلى معتقل ومسلخ، ومن هنا تمّ اتخاذ المسجد العمري مستشفى ميدانياً لإسعاف الجرحى، وقال: لقد كنت أسمع بأذني كيف كانت المآذن تستغيث من أجل إسعاف الجرحى الذين تمّ قتلهم في الشوارع، وكيف استدعى عاطف نجيب الطائرات الهليكوبتر (المروحية) التي كانت تقصف بلا هوادة وبدون تمييز على المدنيين العزل الذين كانوا يحملون أغصان الزيتون. لقد نقل هذه الرسالة من داخل مجلس الشعب، ولكن المفاجأة والأهم من هذا الموضوع كيفية تسريب هذه الرسالة، فمجلس الشعب أصلاً مغلق، ولا يُسمح باستعمال الهاتف.

طبعاُ، كما قيل أو سمعنا أنه في غرفة البهو للإعلاميين، كانت هناك غرفة للإعلاميين وبهو، وكانت هناك شاشات لمشاهدة ما يحدث داخل المجلس، وقد سرّب أحد الإعلاميين هذا المقطع للمرحوم أبي رومية (محمد يوسف أبو رومية)، وحُذفت هذه الرسالة من مقررات مجلس الشعب، ولم تُبلّغ هذه الرسالة إلى بشار الأسد، ولكن فيما بعد تمّ تناقلها على وسائل الإعلام المرئية وغير المرئية، وكانت رسالة حق، وأول برلماني سوري حر يتكلم من داخل مجلس الشعب عن المجازر وفظاعة الأجهزة الأمنية وما يحدث في سورية، وقال: إن أهل درعا يقبلون قدومك. وكان الأثر أو الاستياء الأمني أنه أنت كيف تقول في مجلس الشعب: على الدكتور بشار الأسد أن يأتي ويعتذر من أهل درعا، فهذا يعني أن الدكتور بشار الأسد هو شريك بالدم وهو مسؤول، وأنت هكذا اعتبرت. وكان كلامه واضحاً بأن المسألة عشائرياً أو قانونياً [ترى أنك] أنت [بشار الأسد] المسؤول عن الفروع الأمنية، ومن واجبك القدوم، وأنا أكون من ضمن الوفد الذي يذهب معك، وبمجرد وجودك واعتذارك من أهالي مدينة درعا وبفنجان قهوة مرة -كما يُقال- تنتهي القضية والملف أكيد(حتماً) سوف يُطوى، ولكن كما قال يوسف أبو رومية: رعونة عاطف نجيب والفروع الأمنية واستمرارهم بالقتل وعدم مجيء بشار الأسد إلى محافظة درعا أدّى إلى ما أدى من تصاعد أحداث فيما بعد. وفي الأساس أهل درعا و الحوارنة لم يكونوا بحاجة إلى زيادة رواتب أو موضوع الإصلاحات التي تحدثوا عنها، وهي عبارة عن وعود كاذبة في الأصل، مثلاً: ألغى قانون الطوارئ، وأدخل قانون مكافحة الإرهاب، واعتبر أن المتظاهرين إرهابيون ومندسون، ويتلقون رسائل من إسرائيل للخروج في المظاهرات، وكان قانون مكافحة الإرهاب أشدّ وطأة على المواطنين من قانون الطوارئ.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/29

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في درعا

كود الشهادة

SMI/OH/96-31/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آذار- نيسان 2011

updatedAt

2023/11/03

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-محافظة درعامحافظة درعا-مدينة درعامحافظة درعا-جاسممحافظة درعا-صيدامحافظة درعا-إنخلمحافظة درعا-منطقة الصنمينمحافظة درعا-الشيخ مسكينمحافظة درعا-المليحة الغربيةمحافظة درعا-الحراك

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة