الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تشكيل هيئة التنسيق الوطنية والعلاقة مع الأحزاب الكردية

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:39:12

دعت هيئة التنسيق إلى مؤتمر، أو بالأحرى كان اسمه: "حزب الاتحاد الاشتراكي"، حيث دعوا إلى اللقاء في بلدة الحلبون، وأظن أنها بلدة الأستاذ حسن عبد العظيم، دعا إلى لقاء واجتماع، ودعا إليه "إعلان دمشق" وأشخاصاً كثيرين، ولكننا اعتذرنا بعد أن جاءتنا الدعوة؛ لأن لدينا تساؤلات حول موقف الحزب الاشتراكي، و لدينا تساؤلات عن أي لقاء يحصل في دمشق، فكيف يمكن أن يحصل في ظل وجود النظام والقمع الموجود، فإذا تمّ فهذا يعني أن هناك ضوءاً أخضر أو ضمانات أو حداً أدنى من الموافقة من قبل النظام على عقد هذا اللقاء، وهذا ما حصل في "سميراميس"، وهذا ما حصل في مؤتمر الحلبون، وهذا كان بالنسبة لنا إشارة سلبية؛ لأن أي لقاء داخل سورية يحصل على موافقة أمنية من قبل النظام، فإن لدينا دائماً شك وهواجس بأن هذه اللقاءات أولاً- مخترقة أمنياً. وثانياً- سيكون سقفها دون سقف الثورة السورية في ذلك الوقت. لأننا نعرف، وعلى تماس مع مواقف حزب الاتحاد الاشتراكي؛ فاعتذرنا، ولم نذهب في تلك المرحلة، كان معنا في "إعلان دمشق" عدد من الأحزاب الكردية الرئيسية.

نتج عن مؤتمر الحلبون تشكيل هيئة التنسيق الوطنية، وأعتقد أنهم عينوا برهان غليون مفوضاً لهيئة التنسيق الوطنية في الخارج. وكل الأصدقاء والزملاء الذين شاركوا في هيئة التنسيق الوطنية في تلك المرحلة كان سقفهم منخفض ودون سقف "إعلان دمشق"، كل الأصدقاء والزملاء الذين شاركوا في مؤتمر الحلبون الذي نتجت عنه هيئة التنسيق الوطنية كان سقفهم دون سقف الثورة ودون سقف "إعلان دمشق"، وهذا يؤكد لنا أمراً هو: أننا عندما نتخذ موقفاً من أي مؤتمر أو أي دعوة سواء كان "سميراميس" أو "الحلبون"، فإن حدسنا كان في محله، وقراءتنا كانت في محلها، وأن هذا الخطاب وهذه المطالب ستكون دون المستوى؛ لأنها لا تتعرض إلى رمز النظام بشار الأسد. كل المطالب الديمقراطية التي صدرت عن مؤتمر "الحلبون" أو "سميراميس" لم تتطرق إلى رأس النظام ورموز النظام، وهذه إشارة واضحة ورسالة واضحة للنظام بأن بشار الأسد فوق النقد والتغيير، وهذا الأمر بالنسبة لنا في "إعلان دمشق" غير مقبول.

في هذا الوقت كنت في دمشق، وفي هذا الوقت من الثورة كنت أتردد كثيراً إلى دمشق، وكما ذكرت كنت متفرغاً للشأن العام، وفي وقت الثورة، كان الحراك قوياً جداً، وكان تواجدي في دمشق كبيراً؛ حتى نبقى على تواصل، ونتداول الأفكار والأخبار، ونتبادل المعلومات، ونعرف إلى أين نحن ذاهبون، من أجل ذلك كنت في دمشق. وقال لنا الأستاذ أمين شيخ عبدي، وهو عضو هيئة الرئاسة وعضو أمانة عامة: إن عبدالحكيم بشار رئيس حزب "البارتي" يريد لقاءً مصغراً مع أمانة "إعلان دمشق"، والأمانة قررت أيضاً أن يكون أبا كرم ممثلنا، بالإضافة للشيخ أمين عبدي الذي هو قريب و من أصول حزب "البارتي"، و أظن أنه كان هناك شخص آخر، ولكنني لا أستطيع أن أتذكره؛ لأنه دائماً أو غالباً يكون الوفد عبارة عن ثلاثة أشخاص، ليس شخصاً أو شخصين، و كنا ثلاثة أشخاص، وذهبنا إلى بيت، كان الشيخ أمين عبدي هو الذي رتب اللقاء في أحد البيوت، في ركن الدين، وجاء عبد الحكيم بشار، ولا أذكر إذا كان معه شخص آخر أو كان وحده، وجرى نقاش حول مطالب جديدة للأحزاب الكردية فوق الأدبيات التي نصت عليها وثائق "إعلان دمشق"، يعني اللامركزية الإدارية الموسعة، وسورية دولة متعددة القوميات والأديان والمذاهب، وهي لكل أبنائها، ونحن نريد سورية المستقبل دولة المواطنة على قدم المساواة دون أي تمييز. وطبعاً، مع إلغاء قانون إحصاء في عام1962، ومع التعويض عن المظالم التي لحقت بالأخوة الأكراد في المراحل السابقة، هذه الأدبيات الإجمالية التي كان فيها إعلان دمشق، وجدوا أن الأحزاب الكردية لم تعد ترضيهم في ظل ظروف الثورة، وأصبحوا يريدون سقفاً أعلى حول طبيعة النظام السياسي، وأعتقد أنها طُرحَت بشكل مبكر، وطالبوا بلا مركزية سياسية. هذه المطالب كانت مفاجئة، لأن الأكراد كانوا يريدون الاستفادة من هذه المطالب من خلال الثورة السورية، وليس من خلال التماهي مع الثورة السورية، وإنما من خلال اقتناص فرصة ظهرت، يمكن أن تحصل فيها على مكاسب، وهنا أذكر في تصريح لعبد الحكيم بشار في الشهر السابع أو الثامن، أدلى به للإعلام، وصرّح من خلاله بأن الأحزاب الكردية ترى من يعطيها أكثر، فإذا كانت المعارضة تعطيها أكثر فإنها تذهب مع المعارضة، وإذا كان النظام يعطيها أكثر فإنها تذهب مع النظام. فلا يوجد موقف حقيقي من أصل الثورة السورية، بمعنى أنه من يقدم مكاسب أكثر، ويقدم تنازلات أكثر، سواء كانت المعارضة أو النظام فأنا سأكون معه. وهذا اللقاء لم يسفر عن شيء، وكان بيني وبين عبد الحكيم بشار أو بيني وبين وفد الأمانة العامة "لإعلان دمشق" وبين عبد الحكيم بشار عن حزب "البارتي"، هو نقل إلى جماعته، وأنا نقلت إلى الأمانة العامة، ولم نتفق، وأعتقد أن الأحزاب الكردية في تلك المرحلة قررت أن تشكل مجلساً وطنياً كردياً، ولا يريدون "إعلان دمشق"، ولا يريدون هيئة التنسيق الوطنية، وأصبحوا يريدون تكتلاً كردياً لوحدهم، سموه: "المجلس الوطني الكردي".

وهذه أيضاً من إفرازات الثورة، مع الأسف هذا ما قامت به الأحزاب الكردية، وليس المكون الكردي؛ لأننا نعرف ذلك، ومن تابع الثورة يعرف أيضاً أن تنسيقيات مكونة من شباب وصبايا أكراد، و ليسوا من الأحزاب، ولا ينتمون إلى الأحزاب الكردية، كانوا مشاركين في الثورة، سواء كان ذلك في دمشق أو حلب أو عامودا عندما انطلقت في البداية، و امتدت إلى كل البلدات، ولم يكن هناك تمييز في مطالب الثورة بين المكون الكردي والعربي في تلك المرحلة، وكانت الأهداف واضحة، و لكن الأحزاب الكردية -أنا أعتقد- في ذلك الموقف الذي لم يكن موقفاً صائباً لأنهم كانوا يُشعرون الآخرين بأنهم يقفون مع من يعطيني أكثر، وكأن الثورة لا تعني لهم شيئاً، هذا هو موقف الأحزاب الكردية، و يجب أن يذكر.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/10/30

الموضوع الرئیس

الحراك السياسي في بداية الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/86-20/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

حزيران 2011

updatedAt

2024/04/07

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سورية

المجلس الوطني الكردي

المجلس الوطني الكردي

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

الحزب الديمقراطي الكردي في سورية البارتي - عبد الحكيم بشار

الحزب الديمقراطي الكردي في سورية البارتي - عبد الحكيم بشار

الشهادات المرتبطة