النقاشات في اجتماع الدوحة ومبادرة الجامعة العربية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:10:27:11
جرت نقاشات، وتم وضع رؤوس أقلام حول التغيير الديمقراطي والانتقال من نظام استبدادي قمعي إلى نظام ديمقراطي تعددي، كان النقاش حول ثلاثة مواضيع، وكانت رؤوس أقلام وعناوين أكثر من كونها ورقة. طبعاً، أوضحت لهم أنني أتيت، ولست صاحب قرار، وأنا ممثل عن أمانة "إعلان دمشق"، وسأنقل انطباعاتي ورأيي وما يجري من حوارات في هذه اللقاءات عندما أعود إلى سورية، وأنقلها إلى الأمانة العامة "لإعلان دمشق". ولا أعتقد أنني الوحيد، وإنما "هيئة التنسيق الوطنية" ستعود أيضاً، بمعنى أن الأستاذ عبد المجيد منجونة ورجاء الناصر سيقيمان اجتماعات كالعادة، ويتبلور موقف من هذه الطروحات الموجودة، وكذلك "مجموعة ال 74"، وفيما بعد تبين لي أنه ضمن "مجموعة ال 74" توجد تيارات مختلفة، ولكن التيار صاحب النفوذ هو تيار الإخوان المسلمين الحلبي.
جرى التكلم عن رؤوس الأقلام، ولكن حصلت مفاجأة أثناء تواجدنا في الدوحة. وفى اليوم الثاني للنقاش، كان هناك اجتماع لجامعة الدول العربية لبحث الوضع السوري، وتم طرح مبادرة، ولا أعرف إذا طُرحت بشكل رسمي أو من خلال وسائل الإعلام- لا أذكر- وهي عبارة عن خطوات تبنتها جامعة الدول العربية، وجرى نقاش حول مبادرة الجامعة العربية، واللافت أن جامعة الدول العربية سمّت المعارضة: "هيئة التنسيق الوطنية". وعندها تم طرح الأسئلة: كيف تتبنى الجامعة العربية "هيئة التنسيق الوطنية"، ويوجد قوى معارضة كثيرة؟ فعلى سبيل المثال: "إعلان دمشق". وهو موجود داخل سورية، و"مجموعة ال 74" قد لا يذكرونهم؛ لأن "مجموعة ال 74 "شخصيات وتيارات وقوى مستقلة، ليس لهم عنوان رئيسي أو عنوان سياسي. ويوجد "الإخوان المسلمون"، لم يكن الأستاذ فاروق طيفور قد وصل إلى الدوحة، ولكنه وصل في اليوم الثالث، ولا أذكر إذا كان الأستاذ ملهم الدروبي موجوداً أم لا. عندها بدأ يتكون لدي فكرة عن الإخوان المسلمين الحلبيين والإخوان المسلمين الحمويين، وهذا الموضوع لا أعرفه، وليس لدي فكرة سابقة عنه.
بالعودة إلى مبادرة جامعة الدول العربية، وبعد أن طرحت "هيئة التنسيق"، عندها تم طرح أسئلة، وخاصة من "مجموعة ال 74" و"الإخوان المسلمين"، وأنا لم أكن مستوعباً الموضوع تماماً؛ لأن جميع هذه المقترحات سأذهب بها، العناوين الرئيسية التي تم التوافق عليها ستكون قيد النقاش والبحث، وسأذهب بها إلى دمشق إلى "الأمانة العامة"، لكنهم كانوا أكثر نقداً، وكيف تم ذكر "هيئة التنسيق" في المبادرة؟ نتيجة الحوارات والنقاشات التي حدثت، كانت "هيئة التنسيق" هي الأقرب لخطاب الدكتور عزمي بشارة، فهم أصدقاؤه، وهم أقرب له، وحازم النهار الذي ينتمي إلى "هيئة التنسيق"، هو أحد المشاركين في هذه المبادرة بالتنسيق مع الدكتور عزمي بشارة، الدكتور برهان غليون هو مندوب "هيئة التنسيق" في أوروبا. وتداعت الأسئلة، وكانت عن الذي قدم المبادرة أو المقترح إلى جامعة الدول العربية، فتبين أنها قطر. من أين جاءت وزارة الخارجية القطرية التي قدمت المقترح بمعلوماتها؟ يعني كيف عرفت في الخارطة السورية أن "هيئة التنسيق الوطنية" هي ممثل المعارضة؟ رغم أنه يوجد قوى كثيرة في الداخل والخارج، كان لديهم مؤتمرات ولقاءات في أنطاليا وبروكسل و"الإنقاذ" في إسطنبول، وكان وراءهم "الإخوان المسلمون"، والجامعة العربية تجاهلتهم جميعاً، وأخذت "هيئة التنسيق الوطنية".
لم يكن الأمر صعباً بالنسبة لنا؛ لأن الفكرة خرجت بالتنسيق ما بين الدكتور عزمي بشارة، و"هيئة التنسيق الوطنية"، وحازم النهار، وبرهان غليون. والدكتور عزمي بشارة هو-كما علمنا- مستشار الأمير؛ فقام بإيصالها إلى الخارجية، والخارجية القطرية تبنتها. وهذا الأمر كان مثل إطلاق رصاصة الرحمة على المبادرة؛ لأن الأشخاص الموجودين جميعهم عرفوا أنه يوجد "طبخة" فنحن لم نأتِ إلى حوار مفتوح، وإنما أتينا إلى شيء مهيّأ وأرضية تحتاج إلى اعتراف من الآخرين، وتحتاج إلى قبول بالصيغة المقترحة.
الأقلام والعناوين الرئيسية التي ذكرتها، والتي تم التوافق عليها، لم يكن مذكوراً فيها رموز النظام أو رأس النظام بشار الأسد، وكانت عبارات عامة حول النظام الاستبدادي، وأغلب الحضور يعتبرون أن بشار الأسد جزء من النظام الاستبدادي ورأس النظام الاستبدادي. ولم يخطر على بال أحد من الحضور أن المقصود من قبل "هيئة التنسيق الوطنية" تحييد بشار الأسد عن هذا الطرح، و تبين أن ذلك دقيق، وأن "هيئة التنسيق الوطنية" بالتنسيق -على ما يبدو- مع قطر اتفقتا على تحييد بشار الأسد عن الموضوع، فنحن نعرف عن "هيئة التنسيق" سقفها وخطابها الذي تتجنب به القطع بالكامل مع النظام السوري، فنحن عندما نقول: النظام السوري. فإن ذلك لا يعني النظام الاستبدادي فقط، وإنما النظام السوري بما يعنيه بشار الأسد تحديداً. هذا الأمر ترك شكوكاً بأن لقاء الدوحة سينتهي، ولكنه لن يتكرر.
على ما يبدو أنه في تلك المرحلة وعلى الصعيد السياسي، لم تكن قطر قد تبنت وجهة نظر جماعة الإخوان المسلمين الذي نعرفه بجناحيه الحلبي والحموي بقدر ما تبنت "هيئة التنسيق الوطنية" والخطاب الذي يقدمه الدكتور عزمي بشارة أو المقترح الذي يقدمه الدكتور عزمي بشارة بالتنسيق معهم؛ لأنه كما ذكرت كان حازم نهار معه (من ضمن الطاقم)، والدكتور برهان غليون واضح أنه صديق مقرب للدكتور عزمي، بالإضافة إلى الآخرين، وبالإضافة إلى هيثم مناع. فقد كان هناك قبول.
هم كانوا ضد بشار الأسد ورموزه، وهذا كان موقفهم، و "إعلان دمشق" كان أقرب لهذا الموقف، وربما تجلى هذا الأمر لاحقاً في اللقاء الذي حصل في إسطنبول، والذي أسفر عن تأسيس المجلس الوطني السوري، فكما أن "إعلان دمشق" له موقف من رأس النظام (بشار الأسد) فإن "الإخوان المسلمين" لهم نفس الرأي، وهذا شكل تقاطعاً رئيسياً في الأهداف بين "الإخوان المسلمين" وبين "إعلان دمشق "في تلك المرحلة لاحقاً.
بقينا يومين أو ثلاثة أيام في الدوحة، ثم عدنا بالطائرة، وكان معنا الأصدقاء من "هيئة التنسيق". كان هناك سؤال لم نذكره: هل سيتخذ النظام موقفاً منا أثناء عودتنا إلى دمشق؟ ولكن مرت الأمور بسلام، ولم يتكلم معنا النظام أبداً. وهذا الأمر يؤكد أمراً، وأنا لا أريد أن أتكلم عن نظريات المؤامرة، ولماذا سمح النظام بهذا الموضوع؟ وكيف نذهب، ونعود من دون يتعرض لنا؟ وبالنسبة لي، فإن الأمن لم يستدعني كعضو في "إعلان دمشق"، ولم يسألني: ماذا تفعل في الدوحة؟ ولكن ليس لدي شك بأن النظام كان على علم باللقاء والنقاشات التي حدثت.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/10/30
الموضوع الرئیس
الحراك السياسي في بداية الثورةكود الشهادة
SMI/OH/86-23/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
آب 2011
updatedAt
2024/04/07
شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
المجلس الوطني السوري
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي