الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

نقاش بيان اللاءات الثلاثة بين إعلان دمشق وهيئة التنسيق

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:50:02

بعد أن عدنا من الدوحة، وذكرت الإشكاليات التي حصلت، وجرى نقاش في الأمانة العامة في دمشق حول هذه العناوين الرئيسية، وكان هناك موقف يتعمد عدم ذكر رموز النظام أو بشار الأسد في إسقاطه، وإنما التركيز على النظام الاستبدادي، فالنظام الاستبدادي بدون ذكر بشار الأسد يمكن أن يكون لذلك تفسير بأنها الأجهزة الأمنية والسياسية والعسكرية، ولكن لا تتناول رأس النظام أو رموز النظام، وكان هناك حدس لدى "إعلان دمشق" من خلال معرفته "بهيئة التنسيق الوطنية"؛ لأن هناك تاريخاً طويلاً ما بين حزب الاتحاد الاشتراكي الذي هو الكتلة الأكبر في "هيئة التنسيق" وما بين "إعلان دمشق" في هذه القضايا الجوهرية. وطبعاً، حتى بعض الشخصيات الأخرى الموجودة في "هيئة التنسيق" نحن نعرف بأنها حتى ذلك التاريخ لم تكن أمورها محسومة بشكل نهائي.

أغلب القوى -كما أعتقد، وكما حصل- حدثت فيها انقسامات سياسية، مثلاً: في "إعلان دمشق" يوجد حزب الشعب الديمقراطي، سمعت أن هناك شخصاً من الصف الأول، اسمه محمد سيد رصاص، انفصل عن حزب الشعب، ولا أعرف تاريخ انفصاله، ولكنه بدأ بالعمل مع "هيئة التنسيق"، وصار خطابه أقرب إلى "هيئة التنسيق". وفي حزب الاتحاد الاشتراكي، يوجد قسم انشق اسمه: "التيار الشعبي الناصري"، بزعامة الدكتور خالد الناصر، هؤلاء أيضاً انشقوا عن الاتحاد الإشتراكي، وأصبح خطابهم أقرب جذرية إلى الثورة، فهذه الحالات في أكبر كتلتين، وطبعاً، في حزب العمال الثوري، ولدينا أيضاً في "إعلان دمشق"، و من أعمدة "إعلان دمشق" الأستاذ سليمان الشمّر، بينما حازم نهار الذي هو من حزب العمال الثوري كان مع "هيئة التنسيق"، ويوجد حالات متعددة، لست مطلعاً على الحالات الحزبية كلها، ولكن توجد حالات كهذه، وحتى الأستاذ ميشيل كيلو والأستاذ فايز سارة فإن جذورهم من "إعلان دمشق"، و"فكرة إعلان دمشق" هي فكرة منبثقة من لجان إحياء المجتمع المدني، تكلمنا عنها سابقاً، ولعب الأستاذ ميشيل كيلو فيها دوراً أساسياً ومهماً، فكانوا مع "هيئة التنسيق الوطنية".

بعد عودتي من الدوحة واجتماع الأمانة العامة، وكنا قد استعرضنا ملخص العناوين العريضة التي كُتبت، وشرحنا لهم الوضع وتفاصيل المبادرة العربية وتسمية "هيئة التنسيق الوطنية" بأنها الممثلة للمعارضة، صدر عن "هيئة التنسيق" بيان ذُكر فيه ثلاث لاءات، وكان هذا الأمر قبل المؤتمر أو بعد مؤتمر الحلبون، أو أنه من المفروض أن يكون بعده؛ لأنه صادر عن "هيئة التنسيق"، والمقصود بذلك: لا للعنف، ولا للطائفية، ولا للتدخل الخارجي. وهذه اللاءات الثلاث صدرت بموجب بيان، لا أعرف، ولا أذكر كيف حدثت النقاشات، ولكن طلبت منى الأمانة العامة "لإعلان دمشق"، وكأنه يوجد دعوة للقاء الأستاذ رجاء الناصر، وهو قطب في هيئة- فك الله أسره- التنسيق الوطنية وفي حزب الاتحاد الاشتراكي، ورُتب موعد بيننا من أجل النقاش، وربما يكون الأستاذ رجاء هو من طلب اللقاء مع "إعلان دمشق"؛ وربما هم يريدون مدّ الجسور "كهيئة التنسيق" مع "إعلان دمشق"، ويسألون: لماذا لم يلبِّ الدعوة؟ يعني هذا أيضاً أحد الاحتمالات التي لا أسترجع تفاصيلها، ولكنني أذكر النقاط الأساسية،

التقيت مع الأستاذ رجاء الناصر، وأظن أنني كنت بمفردي في مكتب الأستاذ حسن عبد العظيم، هناك الطابق الذي أُعلن فيه [تأسيس]"إعلان دمشق"، حيث توجد شُقّة فارغة أو مكتب للاتحاد الاشتراكي، حصل اللقاء فيه. اللافت للنظر أن موضوع النقاش هو البيان الذي صدر عنهم باللاءات الثلاث، كان ذلك بشكل أساسي، وأنا قلت له بكل وضوح: إنكم وضعتم هذه اللاءات بشكل ملتبس، وهي غير واضحة بالنسبة لنا. فأنتم عندما تقولون: لا للعنف. وهذا الحديث كان في أواخر الشهر الثامن أو بداية الشهر التاسع، عندما تقولون: لا للعنف. فإن مسار الثورة مستمر منذ ستة أو سبعة أشهر، فهل ترون أن المتظاهرين يرفعون السلاح في وجه النظام؟ وكما ذكرت قبل قليل: إن انشقاقات الجيش الحرّ كانت انشقاقات فردية ومبعثرة في مناطق مختلفة، وكل ضابط منشق كان ينشق في منطقته، فلا يوجد إطار رسمي، وحتى شعار الجيش الحر الذي بدأ يتكون كان مجرد شعار، ولا يوجد إطار عسكري تحته. فقلت لهم: لماذا التجاهل؟ نحن كلنا مقتنعون بأنه: لا للعنف. لأن النظام السوري هو من يستخدم العنف ضد المتظاهرين من بداية الثورة إلى الآن، إلى هذا التاريخ الذي نجلس فيه، النظام يستخدم العنف. بالنسبة لقضية الطائفية، من الذي يمارس ممارسات طائفية؟ شعارات الثورة وأسماء الجُمَع جميعها عناوين وطنية، لا يوجد فيها شيء أيديولوجي، لا يوجد فيها شيء إسلامي، وأنتم عندما تقولون: لا للطائفية. وكأنكم توزعون التهمة -إذا كانت هناك تهمة- على طرفين، ونفس الأمر ينطبق على موضوع العنف، وكأن العنف يتقاسمه الطرفان، بينما بالنسبة لنا الأمور واضحة بأن النظام السوري هو من يستخدم الطائفية والعنف.

وعندها أعتقد أننا استعرضنا الشعار الذي خرج قبل شهرين في مدينة حمص، وهو يقول: "العلوي على التابوت والمسيحي إلى بيروت". خرج الشعار، وكانت قناعة الأكثرية أن هذا الشعار خرج من عنصر مخابرات مدسوس ضمن المظاهرات التي خرجت في حمص؛ حتى تترك تأثيرها السلبي، وتنزع الصفة الوطنية عن الثورة السورية، وكما ذكرت: في حمص تحديداً، كانت فدوى سليمان العلوية -رحمها الله- من أبرز الناشطات، حيث كانت تصعد على أكتاف الرجال، وهي تهتف للثورة السورية، إذاً أين المظهر الطائفي في حمص؟ وأين يمكن أن يقال: "إن المسيحي إلى بيروت والعلوي إلى التابوت"؟ هذا كان موضوع نقاش، فنحن كقوى معارضة ضد الطائفية بكل تأكيد، ولكن تركها عائمة بدون تحديد الجهة بهذا البيان الذي أصدرتموه، هذا كما ذكرت موضوع ملتبس، وقد يُفسر بأنه سواء كان الطرفان أو النظام يزعم بأن المعارضة هم عبارة عن إرهابيين و طائفيين، فالعنف أو الطائفية كلاهما سواء، وهنا لم نكن متفقين في الحقيقة وأنا تحديداً لم أتفق مع الأستاذ رجاء الناصر بأن هذا البيان فعلاً يتبنى أهداف الثورة بشكل ملتبس، والأمر الثاني: هو موضوع التدخل الخارجي، فنحن حالياً من السابق لأوانه أن نتكلم عن التدخل الخارجي، ولكن يجب أن يُطرح السؤال من أجل المستقبل، وكان هذا رأيي الشخصي، بمعنى أنه إذا استمرّ العنف من النظام تجاه الأشخاص السوريين بهذا الشكل، واستخدم وسائل القمع وهذا ما حصل لاحقاً، فما هو الحل ؟ هل نترك الشعب السوري فريسة للنظام السوري حتى يقتله؟

أنا لا أذكر أنني ذكرت ليبيا مثالاً في موضوع بنغازي، حيث طرحت عليه السؤال، لأنني طرحته على نفسي قبل أن أطرحه عليه، وهو: إذا الغرب لم يتدخل لوقف جيش معمر القذافي في استباحة مدينة بنغازي، وكان فيها 700ألف إنسان، ماذا كانت ستفعل قوات معمر القذافي في هذه المدينة؟ لنضع هذا السيناريو المتخيل، ماذا يمكن أن يحصل؟ وإذا لم يحصل تدخل من الغرب، ودخل جيش معمر القذافي إلى المدينة، وهؤلاء في بنغازي لا يوجد لديهم شيء، وكانوا جميعاً عبارة عن مظاهرات واحتجاجات، ولنفترض أنهم حصلوا على بندقية من هنا وبندقية من هناك، ماذا يستطيعون أن يفعلوا؟ كان من المتوقع أن تحصل مجزرة ليس لها مثيل أو مذابح وليست مجزرة، والمجتمع الدولي غير متدخل وصامت، وهذا الأمر حصل في سورية مع الأسف بشروط مختلفة، و بقي المجتمع الدولي صامتاً، وخاصة عند المجزرة التي حصلت في غوطة دمشق، في 21 آب 2013 ، واستخدم السلاح الكيماوي، بمعنى أن النظام يستخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه، تماماً كما كان يحاول معمر القذافي دخول المدينة واستباحتها ولكن بالجيش، و لا أعلم إذا كان يريد أن يستخدم السلاح الكيماوي، ولكن هذا الأمر يحصل في سورية، هل يجب على المجتمع الدولي أن يبقى صامتاً حفاظاً على السيادة الوطنية السورية، وحتى لا تتدخل دول أجنبية، ويستبيحوا الناس؟ ويستبيحوا دماء الناس والنساء والأطفال. وفي الغوطة، حصلت إحدى المجازر، إحدى المذابح التي ارتكبها [النظام] لأنه في ذلك الوقت حتى تاريخ اجتماعي مع رجاء الناصر في شهر أيلول 2011 ، لم يكن النظام السوري قد استخدم الطيران، وربما استخدام الطيران حصل لاحقاً في عام 2012 ، وبعد أن كثرت الانشقاقات، و خرجت الكثير من المناطق عن سيطرة النظام السوري، ما يفعله النظام السوري هو أن الطيران يأتي، فيقصف التجمعات، ويقصف مدناً وسكاناً و نساءً وأطفالاً بالبرميل، وكانت تسقط عشوائياً، فهي غير موجهة إلى هدف، وأينما سقطت كانت تقتل، وكان يقصف هذه المناطق بالبراميل المتفجرة، والمجتمع الدولي لم يفعل شيئاً، هذا استحضار طرحته بشكل مسبق ولكن على الحادثة الليبية، بمعنى أنه: هكذا حصل في ليبيا، لو لم يتدخل الغرب ما الذي كان سيحدث؟ وقد يصيبنا ذلك، بالنسبة لجوابه، مع الأسف، كان هناك موقف أيديولوجي ليس من التدخل العسكري فقط، وإنما من الغرب عموماً، هؤلاء ، الأصدقاء في الاتحاد الاشتراكي، لديهم تحرير فلسطين، حتى لو تمت إبادة سورية، ولا تقل لي: أمريكا وفرنسا وإنجلترا. هذه الأيديولوجيا القومية المغلقة مع الأسف لا ترى بأن العالم قد تغير، وهذا الخطاب القومي لم يعد يصلح، وأنت تقول لي: أريد مطالباً ديمقراطية. ولكن أنت كيف ستتحقق المطالب الديمقراطية في وجه هذا القمع؟ النظام يقوم بكل ذلك.

في الحقيقة، كان اللقاء غير ناجح أيضاً مع الأستاذ رجاء الناصر، والخلاصة كانت سلبية، وبالتأكيد، نقلتها كما حصلت للأمانة العامة "لإعلان دمشق"؛ وبالتالي كان موقف "إعلان دمشق" من "هيئة التنسيق" ومن طروحات "هيئة التنسيق" أنها غير مقبولة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/10/30

الموضوع الرئیس

الحراك السياسي في بداية الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/86-24/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

آب 2011

updatedAt

2024/04/07

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

حزب العمال الثوري العربي

حزب العمال الثوري العربي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

التنظيم الشعبي الناصري - سوريا

التنظيم الشعبي الناصري - سوريا

الشهادات المرتبطة