الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اجتماع أعضاء المكتب التنفيذي في تونس ولقاء المنصف المرزوقي

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:16:06

حصل اجتماع لأعضاء المكتب التنفيذي، وكان الدكتور برهان موجوداً، وكذلك هيثم المالح كان موجوداً أيضاً، وكل أعضاء المكتب التنفيذي، وجرى نقاش حاد ومتوتر، وكان واضحاً أن الدكتور برهان متفق على أن تخرج هذه الأصوات من أجل أن يأخذ شرعيته من الهيئة العامة، وليس من أعضاء المكتب التنفيذي، وهكذا يتخلص من المساءلة من قبل أعضاء المكتب التنفيذي؛ لأن شرعيته ستكون منتخبة، وليس رئيساً متوافقاً عليه. وكانت حدة النقاشات؛ لأن هذا خروج على كل شيء جرى الاتفاق عليه (موضوع الدعوة إلى الانتخابات)؛ وهذا يهدد المجلس الوطني كله.

الدكتور برهان لم يتكلم، ولكنه كان محتقناً كثيراً، وبقي صامتاً، وتم الاتفاق على إنهاء الأمر بدون انتخابات وبدون أي شيء. أظن أن المؤتمر كان عبارة عن يومين وعبارة عن فوضى، وتمت تلاوة بعض التقارير التي كانت موضع تندر، مثلاً: كان الدكتور برهان غليون يقرأ تقريراً، وذكر عبارة اعتبرها الناس فكاهة، وبدؤوا يضحكون، فمن ضمن ما ذكره الدكتور برهان غليون أنه قال: كارل ماركس رحمه الله. حدث ذلك مع الأسف، وأنا الآن لا أتذكر جيداً، ولكنني تذكرت هذه لأنها علقت في ذهني، وكانت نوعاً من الدعابة و الطرفة التي لا يمكن نسيانها، ولكن كان واضحاً من التقارير أنه لا يوجد مهنية و احترافية لدى الأشخاص الذين قاموا بكتابتها، أو أنهم يعرفون سياسة، أو عملوا في السياسة.

في هذين اليومين، قال الدكتور برهان غليون:أن الدكتور المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية التونسية سيستقبلنا. طبعاً، كان الذهاب موضع ترحيب من جهة، ومن جهة أخرى كنا نعرف أن المنصف المرزوقي كان في باريس قبل أن يصبح رئيس جمهورية، قبل الثورة التونسية، ونعرف أن هناك علاقات بينه وبين برهان غليون، وبينه وبين هيثم مناع أيضاً، ونسمع بهذه العلاقات. وفي إحدى المرات، سمعت من هيثم المناع، حيث قال: صديقي المنصف المرزوقي. فتكلم عنه بشكل مريح جداً، وكذلك الأمر بالنسبة لبرهان، هم يعرفون بعضهم في باريس. خلال هذين اليومين أجرينا زيارة مسائية، وذهبنا إلى القصر الجمهوري، واستقبلنا المنصف المرزوقي، كان يلبس عباءة فوق الطقم، جلسنا، و تكلم الرجل، وكنا جميعاً (أعضاء المكتب التنفيذي)، والدكتور برهان جلس بجانبه، و كنت أجلس أمامه، وجلسنا حول الطاولة، كان الدكتور برهان و المنصف المرزوقي يجلسان في طرف وكان باقي أعضاء المكتب التنفيذي يجلسون في الطرف المقابل. فطرح، وتكلم، واستعرض، وكان من جملة الملاحظات التي -أنا بالذات- توقفت عندها هي: رفض التدخل الخارجي. وهذا موضوع نقاش طويل، ولكن هذا النقاش خلق إشكالاً بيننا وبين الدكتور برهان غليون، فكان الدكتور منصف المرزوقي قريباً في وجهة نظره من موقف الدكتور برهان غليون (ضد التدخل الخارجي).

سألت الدكتور المنصف المرزوقي، وأعود، وأكرر هذه الحادثة وهذا الموقف، قلت له: لا يوجد هناك أحد مع التدخل الخارجي، ولكن نحن نريد أن نفترض أن ما حصل في ليبيا سيحصل مثله في سورية، بمعنى أن قوات بشار الأسد تريد أن تمارس نفس الدور الذي تمارسه أو الذي كانت تريد أن تمارسه قوات معمر القذافي من أجل اجتياح مدينة بنغازي، فعندها ما هو الحل؟ لو لم تقصف القوات الجوية الغربية (الطائرات الغربية) ماذا كان سيحصل في بنغازي؟ فصمت المنصف المرزوقي، وقال: أنا هكذا رأيي لأن التدخل الخارجي له.... فقلت له: معك حق، وأنا مع فكرة أن التدخل الخارجي له مضاعفات، ولكن الناس المدنيين الموجودين في مدينة بنغازي ماذا كان سيحلّ بهم؟

بعد عشر سنوات من الثورة، تكررت حادثة بنغازي في أغلب المدن السورية، والمجتمع الدولي لم يتدخل لردع بشار الأسد، وخاصة في صفقة الكيماوي، عندما استخدمها في 21 آب 2013، وقصف بالسلاح الكيماوي نساءً وأطفالاً ومدنيين نياماً، وسقط 1400 شهيد، ثم تم حلها بصفقة، ولم يتدخل المجتمع الدولي. هذا يؤكد أن نظرية الدكتور برهان ونظرية الدكتور منصف المرزوقي مع أنظمة استبدادية كهذه قد تبيد شعبها [غير صحيحة]، فالتدخل الخارجي هو الحل الوحيد بغض النظر عن تبعاته وتداعياته، ليس هناك حلّ آخر.

المجزرة السورية منذ عشر سنوات وهي تتكرر، وتستمر؛ بسبب نظرية بعض السوريين ومنهم: الدكتور برهان غليون، وهيئة التنسيق الوطنية. يقولون: نقبل كل شيء إلا التدخل الخارجي. ولكن سورية أصبح فيها ملايين المشردين والقتلى والنازحين، وحتى الآن لا تريدون تدخلاً خارجياً، متى يكون التدخل الخارجي؟ هل نترك بشار الأسد -لأننا نرفض التدخل الخارجي- يبقى عشر سنوات وخمس عشرة سنة، وهو يفتك بالسوريين، ونحن ضد التدخل الخارجي! لأنهم يعرفون أن هذا موقف إيديولوجي؛ لأنهم اتخذوا مسبقاً موقفاً من الغرب عموماً بما فيهم الدكتور برهان، وهيئة التنسيق الوطني، وآخرون لديهم نفس نمط التفكير بما فيهم الدكتور المنصف المرزوقي .

بعد 19 كانون الأول، انتهى الاجتماع، وكانت هناك توترات، وفشل موضوع إعادة انتخاب برهان غليون لمدة سنة أو حتى إسقاط النظام، وعدنا، ولكن كان الوضع متشنجاً بين أعضاء المكتب التنفيذي بسبب ما حصل في تونس. ما حصل في تونس أظهر بشكل واضح أنه سواء كانت الأصوات التي خرجت في المؤتمر للمطالبة بانتخاب برهان غليون عفوية أو نتيجة ترتيب مسبق مع الدكتور برهان، فإنها أحدثت شرخاً كبيراً، خاصة تجاه الدكتور برهان؛ لأنه يطمح إلى أن يبقى رئيساً، وكان ذلك في 19 كانون الأول 2011.

عاد معظم أعضاء المكتب التنفيذي والأشخاص المقيمون في إسطنبول إلى إسطنبول. وطبعاً، توزع الناس، وكانت كل الانطباعات سلبية عن نتائج الاجتماع، وحصلت خلافات، ولم يكن الانطباع العام -حتى في صفوف المعارضة وقوى الثورة- إيجابياً، فما معنى أن يجتمع 200 شخص في مؤتمر، وتحدث هذه الأمور التي حصلت؟ ولم تفرز شيئاً إيجابياً أبداً. عندها سألني الدكتور وليد البني أثناء خروجنا سؤالاً، قال لي: من أين يُموَّل هذا المؤتمر (مؤتمر تونس)؟ قلت له: أنا لا أعرف، لقد تمت دعوتنا، والدكتور برهان هو الذي وجه الدعوة، وهو الذي حدد، ولا أعرف إذا كانت جهة التمويل من تونس أو من غيرها. لأن هناك تكاليفاً، فنحن ذهبنا بالطائرة التركية، ولم يأخذوا قيمه التذاكر، ولكن يوجد أشخاص ذهبوا بشكل مستقل، بشكل فردي، ركبوا الطائرة، وسافروا إلى تونس، ويوجد إقامة في الفنادق، فمائتا شخص ليس عدداً قليلاً.

قلت له: لست متأكداً، ولكنني سمعت أنه يوجد دكتور سوري اسمه الدكتور مازن الصواف هو الذي موّل إقامة هذا المؤتمر بما يقارب 200 ألف دولار، ولكنني لست متأكداً، وقال لي: طبعاً، لأن برهان لا يستطيع أن يموّل مؤتمراً كهذا. قلت له: لا أعرف، إما أن تكون تونس هي من مولّت هذا المؤتمر أو كما سمعت الدكتور السوري مازن الصواف.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/11/02

الموضوع الرئیس

 المجلس الوطني السوري

كود الشهادة

SMI/OH/86-39/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

كانون الأول 2011

updatedAt

2024/05/29

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة