المقترح القطري للتمديد لبرهان غليون رئيسًا للمجلس الوطني
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:14:27:04
باستثناء محطات عابرة ولقاءات للمكتب التنفيذي، خاصة في إسطنبول؛ لأن الدكتور برهان غالباً- كما ذكرت- ما يكون موجوداً في باريس، يدير شؤون المجلس الوطني من باريس.
قبل شهر شباط أو في بدايته، جاء اتصال من الدكتور برهان غليون من أجل تجديد الرئيس أو التوافق على رئيس جديد يكون في الدوحة. استغربنا، لماذا نذهب إلى الدوحة؟ لا أحد عنده فكرة، ربما يكون البعض (شخص أو شخصان) يعرفون الفكرة وطريقة التفكير، والسبب أو الهدف من ذهابنا إلى الدوحة، ولكنني وآخرين لا نعرف، وأنا أتكلم عن نفسي، فلم أكن أعرف أنه من أجل التوافق على رئيس جديد في الدوحة.
ذهبنا إلى الدوحة، وأذكر أننا بقينا هناك لمدة أسبوع أو عشرة أيام، لا نفعل شيئاً، كنا نقيم في الفندق فقط، وكانت لقاءات تتم هناك، ورأينا الدكتور برهان، قال: سيجتمع معنا حمد بن جاسم. حمد بن جاسم هو رجل متنفذ في السياسة الخارجية ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، وهو كان يظهر على الساحة الإقليمية والدولية فيما يتعلق بالملف السوري، كان يلعب دوراً متقدماً في العلاقات، وأظن أن هذه أول مرة نجتمع فيها معه في الدوحة. أجرينا لقاءات، واعترفت الدول بالمجلس الوطني السوري، لم تعترف فيه ككيان سياسي، ولكنها بدأت تبني علاقات معه بعد أن خرج الحراك الثوري في 7 تشرين الأول، وقال: "المجلس الوطني يمثلني". هذه الجمعة وهذا الشعار لفتا أنظار كل الدول العربية والدولية، وأصبحوا يريدون أن يعرفوا من هم جماعة المجلس الوطني السوري.
ذكرت أنهم لاحقاً اكتشفوا وجود حضور إسلامي كثيف، ونتيجة التوافقات التي حصلت، وربما ظن الكثير من السوريين أن تركيا كانت وراء تأسيس المجلس الوطني السوري، ولكن للأسف، هذا غير دقيق لسبب هو: أنه في اليوم الثالث -كما ذكرت- انسحبت هيئة التنسيق، ولو أن "إعلان دمشق" انسحب مع هيئة التنسيق لن تقوم للمجلس الوطني السوري قائمة؛ لأن كل الدول -كما ذكرت- حتى في "مجموعة الـ 74" قالوا لهم: نريد قوى سياسية من الداخل. والقوى الثورية التي جاءت، سواء كانت لجان التنسيق المحلية أو كانت الهيئة العامة للثورة السورية جاؤوا نتيجة معرفتهم واحتكاكهم وعلاقاتهم مع "إعلان دمشق" الذي هو قوة من الداخل. وهؤلاء الشباب والصبايا الذين كانوا يقودون الاحتجاجات في الداخل السوري بشكل أو بآخر تربطهم وشائج ومعرفة بقيادات "إعلان دمشق" في الداخل، وكانوا يضعون ثقتهم "بإعلان دمشق"، من أجل ذلك أقول: لو أن "إعلان دمشق" انسحب لما كان هناك مجلس وطني، وتم بذل محاولة سابقة في الدوحة، ووضعت قطر ثقلها بواسطة الدكتور عزمي بشارة، ومع ذلك فشل. هذا الكلام الذي أقوله لأوضح أن تركيا ليست وراء تأسيس المجلس الوطني السوري، ولكن من المؤكد أنها شجعت، ورغبت بذلك.
هذا الحضور الإسلامي شكل مأخذاً على المجلس الوطني السوري، وسوف ينعكس عليه لاحقاً. سافر أعضاء المكتب التنفيذي تحديداً، وأذكر أعضاء المكتب التنفيذي فقط، وليست الأمانة العامة للمجلس الوطني، سافرنا إلى الدوحة، وبقينا عشرة أيام تقريباً، وكنا قد وُعدنا بلقاء مع حمد بن جاسم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وكان الاتصال يقوده الدكتور برهان غليون. كان واضحاً لكل شخص متتبع أن الدكتور برهان ليس عنده علاقة مباشرة مع القطريين، وإنما عن طريق الدكتور عزمي بشارة في الاتصالات الخلفية البعيدة عن الأضواء. رُتب موعد، فذهبنا إلى الاجتماع، والأمر اللافت أن أحمد الجربا كان معنا، وأحمد الجربا ليس عضو مكتب تنفيذي، فكان هناك تساؤل، وأنا أظهرته طبعاً: لماذا جاء هذا الشخص؟! وعندما جاء كان يلبس اللباس العربي في اجتماعنا مع حمد بن حاسم. أنا لا أعرف، ولكن قد يكون أحمد الجربا هو من رتب اللقاء؛ لأن أحمد الجربا كان محسوباً على كتلة برهان غليون، وقد يكون هو من رتب اللقاء مع القطريين، وليس الدكتور عزمي بشارة، حتى يكون الكلام دقيقاً. وأنا أجنح إلى الدكتور عزمي بشارة؛ لأنني أعرف موقعه وثقله عند القطريين، ولكن أحمد الجربا ذهب معنا، وتبين أن له موقعاً معيناً عند القطريين، وهذا الأمر سيتبين معنا بعد لحظات. في الحقيقة، أنا لا أعرف أحمد الجربا، ولم أسمع باسمه، وليس عنده نشاط سياسي، بمعنى أنه كان عندي تساؤلات كثيرة، وقد تأتي محطات أشرح فيها كيف بدأت أجمع المعلومات، أو أسأل عن أحمد الجربا: من يعرفه؟ وكيف أتى؟ وكيف بدأ يلعب هذا الدور؟
عندما ذهبنا إلى حمد بن جاسم وجدت أن المتكلم الأول هو أحمد الجربا قبل الدكتور برهان غليون، تكلم عن وضع الثورة السورية، وكان يتكلم باللهجة البدوية، وفي الحقيقة، كنت أحاول أن ألتقط الكلمات؛ لأنني لست ضليعاً باللهجة البدوية، ولكنه في كل كلامه كان يقول: نحن أشقاء وأصدقاء، ونحن بحاجة لكم ولدعمكم، والثورة السورية تحتاج إلى دعم وتمويل. بمعنى أنه شرح جميع الكلام بشكل عام. تم الحديث في أحاديث عامة، ولكن في هذه الجلسة أو في جلسة أخرى مع حمد بن جاسم، وهذه كانت جلسة مهمة؛ لأنها رسخت في ذهني، قال حمد بن جاسم وهو يتصدر الاجتماع والحديث، ونحن كنا ذاهبين إلى الدوحة لغرض وهدف وحيدين هما: التوافق على رئيس مجلس وطني جديد بدلاً من الدكتور برهان غليون الذي انتهت ولايته قبل شهر، ومددنا له الولاية لشهر واحد فقط. قال حمد بن جاسم: اصرفوا النظر عن موضوع التداول والديمقراطية الآن، واتركوا الدكتور برهان رئيساً للمجلس الوطني السوري حتى إسقاط النظام. هذه كانت أول رسالة واضحة مكونة من بند واحد بأن القطريين كانوا يريدون أن يبقى الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني، كما سمعنا في مؤتمر تونس، حيث خرج صوتان، وذكرت عفراء جلبي، وذكرت وليد البني، وطلبا بقاء الدكتور برهان غليون رئيساً للمجلس الوطني، والدكتور برهان كان متشجعاً لهذا الطرح، ولكن الآخرين انكمشوا على أنفسهم، ولكن الطرح جاء الآن من قطر. والقضية والنقطة الثانية التي تكلم بها حمد بن جاسم: عُقد في 24 شباط مؤتمر لأصدقاء الشعب السوري في تونس، كان الدكتور برهان غليون يريد الذهاب معي، كانت رسالة أخرى بأنه سيتم التجديد للدكتور برهان غليون، وكان الدكتور برهان غليون يريد أن يذهب بصفته رئيس المجلس الوطني.
النقطة الثالثة : وهي غيرت مواقف كثيرين من أعضاء المكتب التنفيذي، حيث قال: اتفقت قطر والامارات والسعودية على إعطاء المجلس الوطني السوري كل شهر 15 مليون دولار من أجل الدعم، وهناك محادثات مع الكويت، فقد تشارك معنا أيضاً بـ5 ملايين دولار، ويصبح المبلغ 20 مليون دولار شهرياً. هذا التمويل يمكنني أن أقول: إنه غيّر مواقف أغلبية أعضاء المكتب التنفيذي من الدكتور برهان غليون، وهذا كان أول تمويل، لأنه منذ 2 تشرين الأول (تاريخ تأسيس المجلس الوطني السوري) وطوال الشهر العاشر والحادي عشر والثاني عشر والشهر الأول والثاني تقريباً -ونحن في الدوحة- لم يكن لدينا تمويل من أي جهة، فإما أن يكون هناك مواطنون سوريون يتبرعون، أو أن "الإخوان المسلمين" بسبب قدراتهم المالية كانوا يتبرعون بمكان الاجتماعات، فقد كان عندهم فندق محبّذ اسمه: "هيلتون جاردن إن" على ما أذكر، وكانت أغلب اللقاءات تتم فيه، وكان "الإخوان المسلمون "هم من يتولون ترتيب الاجتماعات ونفقاته. وحتى إنهم في بعض الأحيان يقومون بتأمين بعض تذاكر الطائرة لأعضاء المكتب التنفيذي عندما يريدون السفر من مكان إلى آخر، وخاصة لمن كان في مثل وضعي، فأنا لا أعرف أن أتحرك في تركيا أو إسطنبول، ولا أعرف طريقة حجز التذكرة؛ لذلك كانوا يتولون كل هذه النفقات بما فيها مؤتمر تونس الذي قيل عنه فيما بعد، وكما ذكرت سابقاً: إن الدكتور مازن الصواف هو الذي تبرع.
كان هذا الأمر يحدث لأول مرة، ومن حيث المبدأ والنظرة الأولى هناك تساؤل هو: كيف سيعمل المجلس الوطني بدون تمويل؟ ماذا سوف يقول للناس، والحراك الثوري، والضباط المنشقين، والنازحين، واللاجئين؟ والعدد بدأ يزداد، ففي نهاية عام 2011 ومطلع عام 2012، كانت هذه الكوارث الإنسانية تأخذ أبعاداً سواء على صعيد الثورة وتجذرها أو على الصعيد الإنساني، فدولاب العمل الذي يجب أن نقوم به إذا لم يكن لدينا مال كيف سيعمل؟
سمع أعضاء المكتب التنفيذي بهذه المبالغ، وقال لنا: اذهبوا غداً، وافتحوا حساباً في بنك قطر الوطني من أجل أن يتم تحويل الأموال غداً. هذه الأمور تزامنت كلها مع بعضها وكأنها حزمة واحدة، فالتجديد لبرهان غليون؛ والجميع فهم الأمر، بمعنى: هل تريدون أن تجددوا لبرهان غليون إلى أن يسقط النظام؟! والذهاب معي إلى تونس، وموضوع فتح الحساب، وأخذ المال بشكل شهري، كل هذه الأمور أصبحت واضحة في ذهن أعضاء المكتب التنفيذي، لا أخفي عليكم أن موضوع المال كان موضوعاً مهماً.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/11/06
الموضوع الرئیس
المجلس الوطني السوريكود الشهادة
SMI/OH/86-44/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
شباط 2012
updatedAt
2024/04/07
شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
المجلس الوطني السوري
لجان التنسيق المحلية في سوريا
مجموعة الـ74 - الكتلة الوطنية المؤسسة