الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

رفض إعلان دمشق التجديد لرئاسة برهان غليون للمجلس الوطني

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:17:04

بعد المقابلة مع الشيخ حمد بن جاسم، خرجنا مع أعضاء المكتب التنفيذي، وكان الكلام الذي قيل يدور في أذهاننا، ويتلخص الكلام بأن الدكتور برهان غليون سيبقى رئيساً للمجلس الوطني السوري إلى أن يسقط النظام. كانت الرغبة القطرية واضحة هكذا، وتكونت عندي قناعة لاحقاً بأن برهان غليون جاء بنا إلى الدوحة من أجل هذا الهدف، ولديه علم بأن الأمور سوف تترتب بحيث يبقى رئيساً للمجلس الوطني السوري.

في اليوم الثاني، قالوا لنا: يجب أن نذهب إلى البنك، ويجب أن يذهب رئيس المجلس الدكتور برهان غليون (رئيس المجلس الوطني السوري) إلى البنك، والأستاذ فاروق طيفور (نائب رئيس المجلس ورئيس مكتب الإغاثة)، وسمير نشار (رئيس المكتب المالي). وأظن أننا كنا مجتمعين في الفندق فجاء أحمد الجربا، ووقف معنا، وكان يتأهب للذهاب معنا، وقلت له بشكل عفوي: إلى أين أنت ذاهب؟ ونظر أحمد الجربا إليّ، ولم يتكلم بكلمة أبداً، وكان فاروق طيفور يقف بجانبي، قال لي: يا أبا كرم، يريد أن يذهب معنا إلى البنك. قلت له: لماذا سيذهب معنا؟ ما علاقته؟ قال لي: القطريون يريدون توقيع أحمد الجربا على الحساب. وقلت له بكل عفوية: ولماذا يريد القطريون اسم أحمد الجربا أن يكون موجوداً على الحساب؟ ما هو الهدف والغاية؟ قال لي: يا أبا كرم، أنت لا تعرف الدول. قلت له: لا، لا أعرف الدول. وفعلاً: حتى تاريخ تلك اللحظة لم أكن أعرف أن مواقف الدول على هذا الشكل. فبشكل أولي لديّ موقف مبدئي، ويمكن أن يكون أي موقف قابلاً للنقاش إذا وجدنا فيه تقاطعاً مشتركاً أو موقفاً مشتركاً أو مصلحة مشتركة بيننا وبين أي دولة، ونسير معها، واذا لم تكن لدينا مصلحة فلست مستعداً لمسايرة أي دولة كانت، و سأذكر ذلك لاحقاً في مقابلتي الحادة والمتوترة جداً مع روبرت فورد، و التي ارتفع منسوب النقاش فيها إلى أعلى حدّ يمكن تصوره، وقد يتكلم به مواطن سوري مع مندوب الولايات المتحدة الأمريكي بهذا الشكل، وسنتحدث عنه في مراحل لاحقة.

تم وضعي تحت أمر واقع، فبرهان وفاروق طيفور والقطريون يريدون ذهاب أحمد الجربا معنا، وفعلاً، ذهب معنا، ووقّع. والإسقاطات اللاحقة لذلك بالنسبة لي هي: أن أحمد الجربا مرتبط مع الأجهزة القطرية؛ لأنه في ذلك الوقت، حتى الدور السياسي بالمعنى المحدد فإنه لم يكن لديه خطاب سياسي، ولا يوجد لديه خلفيه سياسية، وإنما ارتباطات مع أجهزة وحسابات مصالح دول، كما قال لي فاروق طيفور، وأنا غريب عن هذه الحسابات.

تم التوقيع كي يتم تحويل المبلغ إلينا، وفي نفس اليوم أو قبل ليلة، عُقد اجتماع المكتب التنفيذي من أجل التجديد للدكتور برهان غليون، فربما يكون قد انعقد قبل الذهاب إلى البنك بليلة، وفي اليوم الثاني صباحاً، ذهبنا إلى البنك. انعقد المكتب التنفيذي بأعضاء المكتب التنفيذي فقط لمناقشة التمديد لبرهان غليون. وفي نفس اليوم، وبعد الاستماع إلى كلام حمد بن جاسم، اتصلت بواسطة "السكايب" مع زملائنا في دمشق، ووضعت رؤوس الأقلام، وقلت لهم: هكذا حصل معنا، وهذا هو الموقف القطري، ويريدون التمديد لبرهان غليون حتى إسقاط النظام. كان موقف "إعلان دمشق" هو أنهم قالوا: لن نقبل بالتمديد من أجل سببين: السبب الأول لأن عقد المجلس الوطني يتحدث عن التداول، ونحن من أنصار التداول لبناء مؤسسة، وليس لبناء زعامة شخصية أو "كاريزماتية" -كما يحلو لبعض السوريين- أو قائد، نحن لسنا من هواة القائد، نحن نريد تأسيس مؤسسة، وتكون هذه المؤسسة هي صاحبة القرار، وليس الشخص.

والأمر الثاني: تبين من خلال أداء الدكتور برهان منذ تأسيس المجلس الوطني إلى التاريخ الذي نحن فيه بأن أداءه ليس فردياً فقط، وإنما أداؤه في بعض الحالات، سواء كان في اتفاقه مع هيئة التنسيق الوطنية، أو ذهابه مع نبراس الفاضل لمقابلة وزير الخارجية البريطاني، أو في بعض التصريحات ضد التدخل العسكري، أوفي بعض التصريحات التي اتهمت الثوار في حمص بأنهم يرفعون شعارات طائفية، فإن هناك عدة أمور و مآخذاً على الدكتور برهان غليون، فلم يؤدِّ ذلك الأداء السياسي الجيد، و كان واضحاً أنه لا يمتلك خبرة سياسية، ولكن لا شك- وكان واضحاً أيضاً- وبنفس الوقت أن لديه طموحاً بأن يبقى رئيساً، وهذا واضح، ولا يحتاج إلى نقاش، ونحن في "إعلان دمشق" ضد هذا الموقف حتى لو كنا بمفردنا.

جاء إليّ في نفس الليلة عبد الأحد اسطيفو، هم كانوا يعرفون أن "إعلان دمشق" وأنا ممثلهم لديه انتقادات جدية، وربما تكون حادة تجاه الدكتور برهان غليون نتيجة هذا الأداء وهذه المواقف، ومحاولة الدكتور برهان تجاوز أعضاء المكتب التنفيذي والتفرد في اتخاذ القرارات، وتراكمت أكثر عندما عرفنا أنه جاء بنا إلى الدوحة من أجل عملية التمديد له. وهذا الموقف السلبي الذي أصبح تراكمياً، وليس الموضوع خطأً واحداً أو اثنين أو ثلاثة، ولكن الأخطاء كانت تتراكم، وهذا السلوك مستمر عند الدكتور برهان، جاء عبد الأحد اسطيفو إلى الغرفة وحيداً، وكان الحديث بيني وبينه، وكان من المفترض أن يكون عبد الأحد اسطيفو ممثل المنظمة الآشورية، وهي إحدى مكونات "إعلان دمشق"؛ لأن "إعلان دمشق" هو ائتلاف، وليس حزباً، وفيه المنظمة الآشورية، ولكن للأسف الشديد، فإنه خلال وجود المجلس الوطني السوري كانت المنظمة الآشورية قد افترقت بشكل نهائي عن "إعلان دمشق"، وكان لها خطاب آخر مختلف عن خطاب "إعلان دمشق". قال لي: ما هي الأخبار يا أبو كرم؟ وعبد الأحد هو رجل دمث، ويطرح الأمور بابتسامة، ومهما كانت قاسية وصعبة يطرحها بابتسامة ودعابة، ويأخذها بشكل دبلوماسي فعلاً، قلت له: ماهي الأخبار؟ قال لي: يجب التصويت من أجل التجديد لبرهان غليون. قلت له: إن "إعلان دمشق" غير موافق على التجديد لبرهان غليون. فقال لي: لماذا؟ وذكرت له المآخذ التي سجلها "إعلان دمشق" على الدكتور برهان، بالإضافة إلى أننا متفقون في تأسيس المجلس الوطني على التوافق فلا توجد انتخابات، ومتفقون على التداول، وحتى لا نجعل شخصاً واحداً هو الذي يبقى مسؤولاً أمام المجتمع الدولي وأمام السوريين؛ فنحن نريد إقامة مؤسسة، ويصبح التداول بين الأعضاء، وليصبح رئيساً من أراد، أين المشكلة في ذلك؟ والدكتور برهان غليون يبقى عضو مكتب تنفيذي.

قال لي: سمعنا حديث حمد بن جاسم، ويبدو أن الدول تريد هذا الأمر، وأن الأمور يجب أن تسير مع برهان غليون، وهذا هو فحوى حديثه. قال لي: دعنا نصدر الأمر بشكل جماعي، بأن المكتب التنفيذي توافق كله؛ كي لا يقولوا في الإجماع: إن أحداً اعترض على التمديد للدكتور برهان غليون. قلت له: موقف "إعلان دمشق" ورأيه واضحان، وأنا ملتزم بقرار المؤسسة (مؤسسة "إعلان دمشق")، عندما نتشاور فيما بيننا، ونتوصل إلى صيغة، ونطرح الفكرة للنقاش، وأنا ابن المؤسسة، وأنا لا أتصرف بشكل فردي، أنا أشاور. ثم قال: دعني أصل معك إلى صفقة. قلت له: أي صفقة؟ قال لي: ألم تطرح اسم جورج صبرة من أجل المكتب التنفيذي؟ قلت له: أنا لم أطرح اسمه، ولكن أعضاء المكتب التنفيذي نكثوا وعودهم، وطلبوا مني عندما طُرِح اسم الأستاذ ميشيل كيلو أن أطرح اسم جورج صبرة، وبعد أن عملنا، وتشاورنا، وأخرجنا الأستاذ جورج صبرة وعائلته، وجاء إلى المجلس الوطني، لم يتم قبوله في المكتب التنفيذي، كانت هناك عمليات إعاقة. بينما يأخذ الدكتور برهان معه نبراس الفاضل إلى لندن، ويطرح اسمه ليكون عضو مكتب تنفيذي، فالدكتور برهان غليون طرح اسم نبراس الفاضل، و"إعلان دمشق" تحفّظ أيضاً؛ لأن الدكتور نبراس الفاضل ليس شخصية معارضة، وإنما كان مستشاراً اقتصادياً مقرباً من بشار الأسد، وابتعد عنه أثناء الثورة فقط، وليس عنده أي تصريح أو أي موقف سياسي.

الأمر الثاني: لماذا يصبح هذا الشخص مباشرة عضو مكتب تنفيذي؟ فهو مؤيد للثورة وداعم للمعارضة، ولديه علاقات إقليمية ودولية يمكن أن نستفيد منها، ولكن أن يصبح عضو أمانة عامة في المجلس الوطني، لا يمكن أن يكون من ضمن الأشخاص السبعة أو الثمانية الذين هم ممثلو مكونات سياسية، ومعروفون بمعارضتهم للنظام السوري. ولكن الدكتور برهان غليون يريد نبراس الفاضل، ولا يقبل جورج صبرة الذي له تاريخ معروف، ولايحتاج إلى من يشهد على تاريخه في المعارضة والثورة، فهو لأننا لم نقبل نبراس الفاضل بدأ يعيق إدخال جورج صبرة. قال لي عبد الأحد: سوف ندخل جورج صبرة إلى المكتب التنفيذي، ويصدر قرار بالإجماع على التجديد للدكتور برهان غليون؛ لأن الدكتور برهان غليون لا يريد أن يعترض عليه أحد من أجل حسابات أخرى. يريد أن يصدر بيان إعلان بأن المجلس الوطني جدّد للدكتور برهان غليون بالإجماع. قلت له : أنا لن أقبل بذلك، وهذه الصفقة لن تتم، حتى لو لم تدخلوا الأستاذ جورج صبرة إلى المكتب التنفيذي، و لكن "إعلان دمشق" لن يصوت يالتجديد للدكتور برهان غليون، نحن نعارض، وأنا سوف أبيّن أمام أعضاء المكتب التنفيذي أنكم تخالفون الذي اتفقنا عليه، وخاصة "الإخوان المسلمين"، نحن اتفقنا على التوافق وعلى التداول، وأنتم تلجؤون إلى الانتخابات وعدم التداول؛ لأنه مع الاحترام للباقين، نحنا كنا نرى أن تيار "الإخوان المسلمين" هو الفصيل السياسي الأساسي المعارض الذي نحن متحالفون معه، وباقي المكونات مع الاحترام لها فكلها مكونات ثانوية، وليست مكونات أساسية، وخاصة في تلك المرحلة. حاول معي عبد الأحد كثيراً، وبقيت ملتزماً بقرار الأمانة العامة "لإعلان دمشق"، وقلت له: لن يتغيّر.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/11/06

الموضوع الرئیس

 المجلس الوطني السوري

كود الشهادة

SMI/OH/86-45/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

شباط 2012

updatedAt

2024/04/07

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

الشهادات المرتبطة