الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

محاولة المجلس الوطني رأب الصدع بين رياض الأسعد ومصطفى الشيخ في الجيش الحر

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:51:18

تميزت تلك المرحلة أيضاً ببذل جهود من أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الوطني لمحاولة رأب الصدع بين العقيد رياض الأسعد وبين العميد مصطفى الشيخ. كان موقف العميد رياض الأسعد في ذلك الوقت أنه مؤسس الجيش الحر، ويريد أن يبقى قائد الجيش الحر، وفي التراتبية العسكرية، كان مصطفى الشيخ أعلى رتبة؛ لأنه عميد، ولا يمكن أن يقبل أن يقاد من قبل ضابط أدنى منه رتبة. وكان رياض الأسعد يعتبر نفسه من أطلق فكرة الجيش الحر، وهو المؤسس، وهذا حق حصري له.

أنا حضرت، طبعاً، بعض الزملاء ذهبوا إلى الحدود، أنا لم أذهب معهم، واجتمعوا في المخيمات مع رياض الأسعد ومصطفى الشيخ، أو أظن أنني ذهبت في إحدى الجلسات، ودخلنا أحد المخيمات للاجتماع مع الضباط، وفي مرة أخرى جاؤوا إلى إسطنبول، وعقدنا معهم لقاء في أحد الفنادق. كانت النقاشات بينهم حادة جداً، وحتى أنهم توصلوا إلى الانسحابات والتهدئة بين الطرفين. فشلنا في إيجاد أي صيغة وسطية ترضي الطرفين بحيث يعملان معاً، وبحيث يصبح مصطفى الشيخ اسمه: "رئيس المجلس العسكري"، ويبقى موقع قائد الجيش. ولكنهم لم يتوافقا معاً (رياض الأسعد ومصطفى الشيخ) ومع الأسف، أظهرا أن هناك نزعة فردية شديدة، كانت كل الأطراف.... مع الأسف، أعتقد أن هذا المرض عند معظم السوريين حتى في الصفوف السياسية، فلا توجد روح العمل الجماعي، روح عمل الفريق، ويوجد عملية فردية، وكل شخص يقود لوحده، وهذه النزعة الفردية تجلت كثيراً -للأسف الشديد- في صفوف الثورة، سواء كانت في صفوف الفصائل أو الضباط المنشقين، أو حتى في صفوف السياسيين. ربما يحتاج هذا الموضوع إلى خبرة وزمن وتدريب وثقافة من أجل أن يفكر الناس كيف يمكنهم العمل مع بعضهم، ولا يمكن لشخص واحد أن يحتكر الساحة، ويأخذ كل الأدوار لوحده. لا تزال الذهنية السورية، وربما هي جزء من الذهنية الشرقية تنظر دائماً إلى الشخص على أنه المخلص أو القائد التاريخي أو البطل الملهم، ولا يحاولون بناء مؤسسات؛ لذلك نرى قادة شعبويين يؤثرون في الجماهير أكثر من تأثير مؤسسة معينة أو حزب معين، فقد يخرج إمام جامع أو قائد سياسي بمفرده، وهو يأخذ الناس بهذا الاتجاه أو ذلك الاتجاه.

حتى في صفوف الثورة وحتى الآن يوجد دعوات بوجوب البحث عن شخصية "كاريزماتية" تكون قائداً للثورة. في إحدى الفترات، ومنذ فترة قريبة، تم طرح الأستاذ رياض حجاب على أنه قائد للثورة، بمعنى أنهم يريدون شخصاً، ولكن لم يخرج أي شخص إلا وتم انتقاده، ولكنهم يريدون شخصاً خارج إطار النقد، وأنا أعتقد أن هذا الأمر هو ذهنية وثقافة.

مع الأسف، حتى الآن لم ينجح السوريون في بناء مؤسسات، تستطيع أن تعمل على قواعد مشتركة وأسس واضحة ومبادئ مشتركة ما بين الجميع، وأن يحققوا هدفاً من خلال فريق جماعي ومن عمل مؤسساتي، وحتى هذه اللحظة، وبعد عشر سنوات من الثورة، لم تنجح قوى المعارضة في التأسيس.

يوجد عنصر مهم في تقديري حتى نرى الموضوع من منظارين مختلفين، هذا الأمر بقدر ما يوجه إلى السوريين، بقدر ما ساهمت مصالح الدول الإقليمية والدولية في هذا الأمر. الدول لا تريد أنت تتعامل مع مؤسسات، وإنما تريد التعامل مع أفراد؛ لأن الأفراد يكونون أكثر طواعية وأكثر تفاهماً وأكثر استعداداً للتعامل مع الدول بمفردهم على أساس أن هذا الشخص "كاريزما" أو شخصية أو قائد أو رئيس. مع الأسف، هذا مرض عانينا منه، ولا نزال نعاني منه، وحتى الآن لا توجد صحوة جماعية، وخاصة على صعيد النخب، أنا لا أتكلم عن الأشخاص العاديين، ولكن على صعيد النخب أرى أن هناك ميلاً لهذا الاتجاه، و لا يوجد ميل للعمل مع بعضهم، حتى في النخب ترى النرجسية فيما بين النخب، سواء كانوا مثقفين أو سياسيين، ترى أن هناك نرجسية مفرطة تتركز حول الذات وتضخيم الذات وحول شخص واحد يعطي والآخرين يسمعون، وهم يسألون، وهو يجيب.

حتى الآن لم ألمس أن هناك تحولاً كبيراً قد طرأ، ربما يكون هذا الموضوع وهذا المرض موجوداً عند النخب الهرمة التي عاصرتها وعايشتها وأنتمي إليها، العناصر الهرمة التي تخرج تدريجياً بحكم المرحلة و بحكم السن من المشهد، و تتشكل طبقة جديدة من الجيل الجديد من الشباب والصبايا الذين عاشوا عشر سنوات خارج سورية، وتثقفوا بثقافة مختلفة عن الثقافة التي عاشها الجيل القديم خلال 50سنة في سورية، و التي كانت هذه سماتها: الفردية والشخصانية. وربما لم تتح البيئة الصالحة الصحية التي قد تنشأ فيها داخل سورية هذه الثقافة الجمعية بالعمل المشترك. أعتقد أن هناك آمالاً كبيرة بأن الأجيال الجديدة وحتى داخل سورية أصبحوا في وعي مختلف نتيجة الثورة، وأعتقد أن هذا الوعي المختلف سوف يشكل في المستقبل ركيزة هامة للأجيال الجديدة هي: السماع للرأي الآخر، والتشاور مع الرأي الآخر، والحفاظ على احترام الرأي الآخر، حتى لو كنا مختلفين، يجب أن نحترم بعضنا، لا نريد أن نحول من اختلف معنا إلى عدو.

أعتقد أن هذه ثقافة جديدة، ربما فات الأوان بالنسبة للرعيل القديم أو الهرم أن يعود، ويكتسبها، ولكن لدي ثقة أكبر بأن الشباب والصبايا من الأجيال الجديدة بدؤوا يتشبعون، ويأخذون ثقافة مختلفة، و بحكم تواجدهم أيضاً في بيئات فيها مناخات من الحرية وفيها مناخات من الخيارات غير الملزمة، الإنسان يعيش كما يريد، و يفكر كما يريد، ويتخذ القرارات، و يشعر لأول مرة بأنه إنسان حر بكل معنى الكلمة، و ثورة الحرية والكرامة هي هدفه الأساسي.

فشلت محاولات المجلس الوطني، و لم يستطيع أن يبني صلة وصل أو ارتباطاً حقيقياً مع الفصائل، وإنما كان معظم التواصل إما شكلياً أو مؤقتاً أو مع البعض من الفصائل التي كانت تشعر بأنها قد تنسق؛ لأنها بحاجة إلى دعم مادي، وهذا الدعم المادي قد يؤمنه للمجلس الوطني كدعم إغاثي وإنساني؛ لأن الجميع يعرف أن المجلس الوطني ليس عنده موارد حتى يغطي دعماً عسكرياً. وفي الأصل، كما ذكرت: بعد أن جاءنا 15 مليون دولار من قطر، و تم صرفها خلال شهر أو شهرين، وتبين أن الوعود غير صادقة في استمرار إرسال نفس المبلغ بشكل شهري من قطر بمفردها أو من الدول مجتمعة. وطبعاً، بدأت المناخات تصبح كثيرة حول الخلافات بين المحاور الإقليمية، هذه المناخات هي التي كانت سائدة وسط تكثيف النشاط السياسي.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/11/06

الموضوع الرئیس

 المجلس الوطني السوري

كود الشهادة

SMI/OH/86-50/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/04/07

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الشهادات المرتبطة