علاقة المدارس الدينية الدمشقية مع السلطة وأثرها على الموقف من الثورة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:07:20
بالنسبة إلى جماعة الشافعي وعلى رأس الجماعة أبو الخير شكري مع بقية المشايخ لحقوا بالثورة، ولكن الشخص الثاني في المسجد بشار تللو الملقب أبو أبي، كان في مقدمة الشباب الذين ذهبوا إلى الغوطة؛ يعني: هو ذهب مع الجميع إلى الغوطة ولم يذهب إلى إسطنبول.
أريد أن أتحدَّث تاريخيًّا بشكل موجز: حافظ الأسد بعد الثمانينيات قضى على المجتمع المدني السوري بشكل كامل، قضى على النقابات، قضى على الحركة الإسلامية، قضى حتى على الأحزاب اليسارية وبعث العراق والحزب الاشتراكي، وترك فقط الجبهة الوطنية التقدمية، وأحزابها عبارة عن مكتب وشخص وفاكس وهاتف وسيارة فقط
، وهذه هي الحياة الحزبية في سورية، والباقي هو حزب البعث ونقابات تابعة لحزب البعث يقودها وفق المادة الثامنة من الدستور، ولا يوجد حياة سياسية، ولكن نحن لدينا هامش، وهي الشريحة المتدينة، وكيف أستطيع أن أحتويها؛ فكانت جماعة كفتارو هي الإطار التي تحتوي كل هؤلاء، وجماعة القبيسيات تحتوي الجانب النسائي والباقي. حتى التنظيم النسائي التابع للإخوان تم سحقه مع الإخوان، وحتى السلفيات أيضًا تم إنهاؤهن، وأما النساء غير المتدينات أو غير المحافظات أيضًا تم تطويقهن بالنقابات أو الاتحاد النسائي والشبيبة، وهو قد أطر جميع هؤلاء وصاروا مرتبطين بالقيادة القطرية أو المنظومات الأمنية.
الحالة المحافظة مع انتشار الإعلام كانت تتوسع في سورية، ولم يعد يستطيع كفتارو الاستيعاب، وعاد المجتمع لممارسة تدينه، وكان يوجد حاجة أيضًا للسماح لبعض الجماعات الدينية التقليدية ترجع وتَجْمَع هذه الحالة، وسمح [لجماعة مسجد زيد]، وسمح لكل الجماعات بالعمل طالما أنكم لا تتدخلون لا في الفساد الموجود ولا بالاستبداد الموجود ولا أحد يتكلم معكم، ومعاذ الخطيب هو واحد من الناس الذين منعوا؛ لأنه يعرف أنه سوف يتدخل ويحكي عن الفساد، وشباب داريا اعتقلوا وهم إسلاميون؛ لأنهم تحدَّثوا عن الفساد، ولم يتحدثوا عن النظام، وتكلموا عن الرشوة، جمعوا القمامة بأنفسهم من دون أن يطلب منهم أحد ذلك.
القصَّة أن النظام كان يريد أن يبقى التدين في المسجد ولا يتدخل في الحياه العامة من مسألة جمع القمامة.. إلى محاربة الفساد إلى محاربة الاستبداد. وكل هذه الأمور لا يريدها وكل هذه الأمور كانت مُجسَّدة عند جماعة داريا، وعند معاذ الخطيب والذين معه، وعند الكثير من شباب الشافعي، وكانت هذه الأمور محظورة عند النظام، وكان يوجد ثلة من المشايخ مشايخ أحرار لا أحد يعلم بهم: معاذ الخطيب قبل الثورة، ومساعد هيثم المالح، عبد الهادي الطباع -رحمه الله- وعماد الدين رشيد، وشيخ موجود في دمشق لا أريد ذكر اسمه، ونعيم الحريري، وزياد، واسم ثانٍ لا أريد ذكره، وهؤلاء كانوا يلتقون مع هيثم المالح، ويلتقون بكثير شخصيات معارضة، وحتى غير إسلامية وكانوا يلامون من المشيخة الإسلامية أنه أنتم كيف تضعون يدكم في يد أشخاص علمانيين أو ليبراليين، وكان يوجد لوم عليهم، وعندما دخلنا بالحالة الثورية هؤلاء الأشخاص أخذوا مواقف جيدة من الثورة، وجزء منهم ترك البلد ولم يعد يتدخل بشيء، وجزء منهم مستمر حتى الآن مثل معاذ الخطيب وعماد الدين رشيد وإن افترقوا كل واحد في اتجاه.
ما الذي حصل؟ عندما سمح حافظ الأسد للمشيخة بالعودة وتأخذ دورها، وجماعة الفتح يأخذون دورهم، وجماعة زيد وكفتارو يستمرون، وهكذا كانت الفكرة؛ أنه أنت سوف تؤطر حراكًا مجتمعيًّا شبابيًّا، ومجتمع كله ضمن هذه الجماعات، وهذه الجماعات مرتبطة بالأجهزة الأمنية، وأنت تحكم هذه الشرائح الاجتماعية من خلال الجماعات الدينية، وهذا الشيء كان يعطي للجماعات الدينية حالة من القيادة أو السلطة من الدولة على هذه الشرائح المجتمعية، وجاءت الثورة وهدَّدت هذه الحالة، وإذا سقط النظام، ونحن كنا مع النظام فإننا سوف نسقط معه، وإذا وقفنا الآن مع الثورة فإن النظام سوف يسقطنا ويسقط الثورة؛ وبذلك يسترجعون حالة الثمانينيات، وأنه سوف يقف مع النظام كل العالم، وسوف تفشل هذه الحركة، ونحن هنا مترددون: إما أن نقف مع النظام ونستعيد سلطتنا أو نقف مع الثورة والنظام يسقطنا ويسقط الثورة وهذا كان هو السؤال.
الصراع هو بشكل أساسي بين النخب الثورية وبين المشيخة بموقفها من الثورة، وهذا الصراع ممتد حتى اليوم، ولا يوجد ثقة عند شباب الثورة بهذه المشيخة، وأيضًا لا يوجد ثقة عند شباب الثورة بأداء المشيخة أو أداء القيادات الإسلامية التي استلمت الحراك التي هي بالغالب غير المشيخة التقليدية التي هي السلفية الجهادية والإخوان؛ لأنه على الأرض اكتشفنا أن السلفية في الغوطة الشرقية والمشيخة الممثلة بمشايخ فيلق الرحمن المحسوبين على المشيخة الشامية تصارعوا باقتتالين رهيبين، وقتل عشرات الشباب، وكان حصيلة هذا الاقتتال -ومن حيث النتيجة- أنه كان مفتاحًا لسقوط الغوطة في النهاية؛ لأن النظام دخل من مناطق الاقتتال، وقَسَمَ الغوطة إلى ثلاثة أقسام كما رأينا في خريطة تحرك النظام في معركة الغوطة الأخيرة [2018]. فعمليًّا هذه الجماعات فقدت رونقها وفقدت قيمتها أمام الناس وأمام الجمهور الثوري، وهنا حتى الآن الصراع قائم بين أولوية عودة الحراك الثوري ليقود الثورة وبين أن يبقى هؤلاء على رأس الحراك، وكل هذه البنى الإسلامية مهدَّدة اليوم بالانزياح إذا خرج طرح يلبي خطاب الناس، ويلبي ثقافة الناس، وبنفس الوقت يطرح رؤيه سياسية للثورة بديلة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/07/01
الموضوع الرئیس
موقف المدارس المشيخية من الثورةكود الشهادة
SMI/OH/131-17/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/05/06
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
جماعة زيد
الجبهة الوطنية التقدمية