الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

خصوصية الحراك في دمشق والعلاقة مع المعارضة التقليدية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:10:15:04

بالعودة إلى مجلس قيادة الثورة [في دمشق]، فقد نظم مجلس قيادة الثورة تظاهرات بكذا منطقة في مدحت باشا، وفي وسط دمشق التجاري، وأيضًا كان دوره كبيرًا بإضراب دمشق يمكن أن نتحدث عنه لاحقًا، ونتحدث في إضراب دمشق عن الحيثية التي صارت مع المشايخ و مجلس قيادة الثورة، لكن الشيء المهم الذي سوف نتحدث عنه الآن هو خصوصية الحراك في العاصمة، وكيف كانت أي خطوة أو أي مظهر من مظاهر الحراك في العاصمة يكون له صدى أكثر؛ يعني مثلًا كنا نقول: مظاهرة من 20 أو 50 شخصًا في منطقة مثل المالكي تعادل مظاهرة بالآلاف في حمص؛ لأننا نتكلم عن منطقة يوجد فيها القصر الرئاسي، وهي عقر دار النظام، وفي منطقة مثل المالكي أو المهاجرين أو أبو رمانة، واليوم المظاهرة ... ونحن عندما كان الحرس الجمهوري أو أمن الحرس الجمهوري أو أمن القصر الجمهوري لا يتدخل

ضد التظاهر أو ضد العمل الثوري [في مناطق أخرى] كان يتدخل في هذه المناطق، وكثير من الأحيان أنا كان لي دور بالرصد، ولا أكون في المظاهرة، وتسألني دورية الحرس الجمهوري عن المظاهرة التي حصلت في منطقة المهاجرين أو غيرها؛ يعني: في هذا الحزام في المالكي أو أبو رمانة، وأنا أدلهم بشكل خاطئ، وأقول لهم: اذهبوا من هنا، وتكون المظاهرة هناك! وحصلت معي هذه القصة كان هذا.. وكنا نحن فعلًا نستطيع أن نظهر بمظهر، ونكون قد تملَّكنا الرعب وخائفين جدًّا، ونظهر بمظهر أننا معكم، ومن هم الأشخاص الذين يقومون بالمظاهرة؟ ونحن معكم؟ وهيا نذهب من هنا. وتكون المظاهرة في منطقة ثانية. في مظاهرة مثلًا عند جامع بدر لما اشتعلت المظاهرة، ولم أستطع الهروب، وكثير من الناس كانوا يفعلون هذا الأمر وأرى الناس يتعرَّضون للضرب ولا أتدخَّل أبدًا، وبالمقابل هم لا يعتقلوننا، وطبعًا أنا أزعل (أحزن) على الشباب، ولكنني لا استطيع أن أفعل شيئًا حتى لا يعتقلونني وأظهر بمظهر أنني مع الأمن حتى أستطيع الهروب، ولا يتم اعتقالي، ونلاقي طريقة فيما بعد حتى يخرج هذا الشخص من السجن؛ يعني: كان يوجد أحيانًا مواقف تضطرك على عدم اتخاذ خطوة ضد النظام رغم أن الموقف صعب، وأرى أحد الشباب يتعرض للضرب ويعتقل.

في دمشق كانت مظاهرة من 20 شخصًا في منطقة شورا في المهاجرين على باب القصر الجمهوري اشتغلنا عليها وصورناها ورفعناها (على الانترنت)، ووسائل الإعلام تحدثت عنها أنها مظاهرة ضخمة على أبواب القصر الجمهوري، وفي باقي المحافظات عندما رأوا أنه على باب القصر الجمهوري يوجد مظاهرة قالوا: ما معنى أن نقعد نحن؟ وهذا الشيء أعطى دفعًا لباقي المظاهرات والمناطق أنه أمام القصر الجمهوري خرجوا في مظاهرة، وهي عمليًّا كانت مظاهرة استراتيجية أنه أنت حتى لو استطعت إخراج 10 أشخاص يتظاهرون أمام القصر الجمهوري، وليس القصد إخراج مظاهرة كبيرة، وإنما القصد هو تشجيع المناطق الأخرى.

وبالتالي هذا الشيء خلق أنه كان يوجد اهتمام من البعثات الدبلوماسية الموجودة في دمشق بأي شيء يحصل في دمشق أكثر من الاهتمام بالحراك بشكل عام؛ لأن هذا الحراك في دمشق هو سوف يؤثر على بقية الحراكات، وهنا إذا حصل حراك فهذا يعني أن الحراك في بقية المحافظات ضخمٌ أكثر بكثير؛ لأنه هنا صعب الحراك في دمشق، وكان يوجد توجه أن يجتمعوا مع الناس القائمين بالحراك حتى يعرفوهم ويصلوا لهم. وهذا الأمر لم يكن بالسهل بالنسبة لهم ولم يكن بالنسبة لنا كحراك من السهل أن نصل لهم؛ لأنهم محكومون بمراقبه أمنية ومتابعة، وكان هذا الدور يفترض على المعارضة التقليدية أن تقوم به ولم تقم به، وأنا أحد الأشخاص كنت أنظر أن المعارضة يجب أن تقوم بهذا الدور، وتسلم قيادة الثورة السياسية إلى شباب الثورة، ومثل ما قلت قبل قليل الشباب لم يكن لديهم رغبة في العمل السياسي لأسباب ذكرتها، ونفس الشيء المعارضة السياسية كانت تفتخر بخبرتها "المدَّعاة" سياسيًّا وقيادتها وأسبقيَّتها النضالية حتى تتصدر دومًا، وكان جميع الناس الذين تصدَّروا إن كان عسكريًّا كإسلاميين خرجوا من صيدنايا، أو إن كانوا معارضة سياسية كانوا يظنون أنهم في ذلك الوقت قبل الثورة يعملون عملًا سياسيًّا، ولم يكن يوجد ممارسة سياسية وعمل سياسي لمده 50 سنة في سورية، وكل من كان يقوم بشيء ضد النظام كان هو عبارة عن نضال سياسي، وليس له علاقة بالخبرة السياسية، وهذا لا يعني أنه أنت كنت مناضلًا سياسيًّا قبل الثورة، ويكون لديك خبرة سياسية تؤهلك حتى تقود ثورة بعظمة الثورة السورية، وهذه هي الإشكالية التي أدت في الأخير واكتشفنا أنهم ما كانوا على قدر الحمل السياسي، ونحن أيضًا ضيعنا السنوات كلها، ولم نؤهل نفسنا حتى نستلم هذه القيادة ولا أحد ساعدنا كشباب ثورة، وأنا أتلكم باسم الشباب.

المعارضة بمؤسساتها كانت أقرب إلى الثورة بخطابها من المعارضة [الأخرى] التي هي هيئة التنسيق، وهيئة التنسيق كانت في الوجدان الثوري بعيدة عن الثورة، وخطابها جدًّا واقعي وهي واقعية سياسية (آكلة من عقلها شقفة). والنبرة الوطنية الموجودة لدى حسن عبد العظيم من أيام إعلان دمشق أو هذه المزاودة الوطنية ومواجهة المشروع الإمبريالي والصهيوني والحكي القديم لا تزال تصبغ حراك هيئة التنسيق فكانت بعيدة جدًّا عن الثورة.

ما الذي كانت تفعله، وكانوا كلاهما يعملون بشكل متعاكس (يقصد أن هيئة التنسيق والمعارضة يعملان بشكل متعاكس) تلك كمؤسسة يعني هيئة التنسيق برأيي كانت تحاول استقطاب ناس من الثورة، وتحضرهم وتحاول الاقتراب من الثورة، وتحاول إحضار أشخاص والاقتراب من الثورة، ولكن خطابها بقي بعيدًا عن الثورة، ولكن شكليًّا كانت تحضر أشخاص مثل مروة الغميان لأجل حضور اجتماع حلبون مثلًا. أحضروا كذا اسم منها مروة، ومروة كانت هي أول واحدة تظاهرت في سوق الحميدية، ويوجد أيضًا معها عدة أشخاص ولكنها ظهرت أكثر من غيرها.

وفي المقابل المجلس الوطني وما قبله مؤتمر الإنقاذ وأنطاليا كان آخر همهم هو رؤية الناس على الأرض، ويقولون تعالوا ونحن نساعدكم، ونقف معكم، مثلًا: نشأت مشاريع أحزاب في ذلك الوقت أو تيارات "التيار الوطني: عماد الدين رشيد"، و"تيار العدالة الوطنية": [يقوده]شبيب من جماعة الأستاذ عصام العطار"، و"المجلس الوطني"، وكل هذه الأطر إن كانت حزبية أو تياراتية أو جبهوية.

كلها في النهاية كانت تقدم نفسها أنها إطار فوقي، وتعالوا امشوا وراءنا، ولا يقولون: تعالوا إلى الأمام، ونحن ننصحكم، ولم يكن يوجد هذا التفكير، وهو ما كان يجب أن يحصل. ولكن يوجد حالات؛ كان يوجد معارضون يعني: أنا أذكر مثلًا فواز تللو هو كان يركض وراء مجلس قيادة الثورة[في دمشق] حتى يكون صلة وصل بينه وبين البعثات الدبلوماسية التي تقول له: نحن نريد التعرف على هؤلاء الثوار، ونحن لا نعرفهم في دمشق، وهو كان صلة الوصل، وهو يأتي ويجمعهم ويتحدثوا مع بعضهم، وعندما يذهبون أحيانًا عنده في المنزل، وأحيانًا في منزلي، وأحيانًا في منازل بعض الشباب، وأحيانًا في بعض المكاتب السرية التي كنا نلتقي فيها، وكانوا يأتون بطريقة معينة، وعندما يذهبون كان يجلس معنا ونتناقش ويقول لنا: أنتم كان يجب عليكم الكلام بهذا الشكل، وكان خطابه بصراحة رغم كل المشاكل التي بينه وبين المعارضة اليوم كان خطابه ثوريّ جدًّا أكثر من أن يكون سياسيًّ.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/07/01

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في دمشق

كود الشهادة

SMI/OH/131-19/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

مجلس قيادة الثورة في دمشق

مجلس قيادة الثورة في دمشق

الشهادات المرتبطة