الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مظاهرات يوم بركان حلب

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:14:23

طبعًا، كما أسلفنا الحديث: كانت هناك صعوبة في إنشاء حراك على مستوى مدينة حلب، وفي الأشهر التي تلت الشهر الرابع بدأت تظهر على القنوات الإعلامية مواقف المعارضة السورية من الذين كانوا معارضين في "إعلان دمشق" أو معارضين سابقين على غرار هيثم المالح أو الدغيم أو زهير سالم. كل هؤلاء من المعارضة السورية السابقة بدؤوا يظهرون، وتبنوا الثورة السورية بكل زخم وقوة، وحاولوا أن يوجّهوا الشارع من مكانهم، ونحن في داخل مدينة حلب كان لدينا مطبخ لمجموعة من الناس الذين كانوا مسنين أو مثقفين، وكان بعضهم عمداء كليات في جامعة حلب، ويدرِّسون في جامعة حلب، حتى أن بعضهم لن أذكر أسماءهم على غرار الأستاذ محمود حمام، وهو محام، وعضو في نقابة المحامين الأحرار حاليًا، وكان يمارس المهنة في القصر العدلي، وكلنا يعلم قوة المحامين و إقدامهم في مدينة حلب، وهم أحد و أولى الشرائح المهنية التي تكون منظمة في الحراك الثوري ضد نظام الأسد. فكان الأستاذ محمود حمام يمتلك "كافتيريا" أو قهوة، وكانت تجتمع عنده شخصيات، مثل: الأستاذ جمال طحان، وهو دكتور في علم الاجتماع، والدكتور ياسر درويش، والدكتور الحناوي، والدكتور عبد الرؤوف كريم، تقبله الله من الشهداء، وهناك الكثير من أسماء الأشخاص الذين كانوا على مستوى عال من التحصيل العلمي وبحالة فكرية لا بأس بها أو ممتازة، وكان هناك تواصل مع الشباب الميدانيين مع كل هؤلاء كما ذكرت، حتى أن الدكتور مروان الخطيب كان من ضمن تلك القائمة، والقائمة أطول من ذلك، ولكن لا تحضرني هذه الأسماء حاليًا. فكان هؤلاء الإخوة يساهمون أو يحددون المسار أو الحراك من ناحية المواقف السياسية، فمن حيث المكان كانوا يبدون رأيهم بالمكان، وتصلنا الرسائل، أو نتواصل معهم بشكل مباشر أو غير مباشر. فبعد محاولات بدأت من منتصف الشهر الثالث (آذار/ مارس) 2011 وحتى الشهر الخامس (أيار/ مايو) لم نستطع أن نستقطب الشارع الحلبي بزخم أكبر للحراك في مظاهرات كبيرة، فكانت هناك محاولة من بعض الإخوة في المعارضة، وتبناها قسم كبير منا في الداخل بأن نقوم بدعوة عامة، أو أقيمت دعوة عامة "لبركان حلب"، وكانت بمثابة بالون اختبار، ولكن كنا مضطرين للإيمان بها كفكرة بغض النظر [عن النتائج]، وتم بناء على الإمكانات المتواضعة الموجودة أو المتاحة التحضير لعدة فعاليات في "بركان حلب"، والتحضير للخروج في عدة محاور؛ لتشتيت الأمن أو الحالة الأمنية، كان من ضمنها تحضير لتكسير أو هدم تمثال حافظ الأسد الموجود في ساحة بالقرب من ساحة "سعد الله الجابري"، والتي تسمى: "ساحة الرئيس"، والتي تقع في منطقة باب جنين، أو تقع ما بين "باب جنين" و"الكلاسة" أو "بستان الزهرة". وفي "ساحة الرئيس" تلك كان بعض الإخوة قد جهزوا معدات بحيث يتم كسر تمثال حافظ الأسد؛ لأننا كنا متفائلين بأن يكون الزخم في بركان حلب سيتيح لنا الفرصة للقيام بهذا العمل.

 طبعًا، المحاور كانت متعددة، بدأت بمحور في منطقة باب النصر، ومحور آخر فُتِح في منطقة المشارقة، ومحور في "الكلاسة"، ومحور في "الجميلية" عند جامع صديق، أريد فقط أن أعود إلى معلومة، حين اجتمع معي بعض الأشخاص من الحزب الشيوعي كانوا يقولون: إننا سنكون حالة شعبية كبيرة، وسيكون صوتنا عال في "بركان حلب"، كانوا يتكلمون معي عن "بركان حلب"، وكان لقائي معهم متقدمًا في منتصف الشهر الرابع (نيسان/ أبريل) أو الخامس (أيار/ مايو) مع الأسف لا أذكر التواريخ، ولم يكن لدي فرصة لأن أكتب مذكرات في حينها، لأن كل من كان يأخذ على عاتقه مسؤولية الخروج في الثورة السورية يعتبر نفسه مشروع شهيد بناءً على همجية النظام. لم يكن أحد يترجَّى غير أن تنجح حالة البوعزيزي التي حصلت في تونس، وينطلق الشعب؛ لأن الثورات تبقى ثورات شعبية، أما إذا كانت انقلابًا عسكريًا فهي ليست ثورة، وإذا استطاع حزب عبر انقلاب عسكري أو أي شيء آخر [أن يحقق شيئًا] فهذا يعتبر تبادل سلطة، وليست ثورة شعبية، الثورة الشعبية بحث آخر.

 نعود لموضوع "بركان حلب"، وجماعة الحزب الشيوعي قالوا: ليتك تجلب جماعتك. وكانت لدي شعبيّة قوية جدًا في الحراك، وخصوصًا في المناطق الشرقية، كان جميع الإخوة يعتبرونني المنسق لديهم، وكنت أقول لهم: يا شباب مظاهرتنا في المكان الفلاني. وكانت أعدادًا لا يستهان بها تلتزم معي من المناطق الشرقية، من "كرم الميسر" و"طريق الباب" و"الصاخور" و"كرم الجبل".

 وتكلموا معي قائلين: ليتك تدعم جماعتنا على اعتبار أن لديهم قاعدة شعبية (جماعة قدري جميل أو الحزب الشيوعي) وأنَّ صوتنا سيكون عاليًا وكذا. فقلت لهم: إذا كان صوتكم عاليًا فأنا أتمنى أن تتبنوه كحزب شيوعي، وأنا رجل أمثل ثورة شعبية، وليكن هناك زخم لديكم وزخم لدينا فذلك أفضل من أن نجمعهما معًا. وكان الجماعة مفلسين وليس لديهم شيء كحزب، والأحزاب معظمها مفلسة إلا بعض الشخصيات المحسوبة على بعض الأحزاب، شاركوا بشكل شخصي، وكانوا أعدادًا قليلة لا تذكر، وشاركوا في إبداء الرأي والفكر وإلى آخره.

 المهم مسيرة "بركان حلب" كانت عبارة عن عدة نقاط تظاهر لتشتيت الأمن مع الاتفاق على الاجتماع في ساحة "سعدالله الجابري"، وكنا متفائلين أن يكون الزخم قد بلغ أعلى مستوياته، ويكون فوق الاحتياطات الأمنية، وكلنا يعرف أنَّ ساحة "سعدالله الجابري" متاخمة لساحة "الرئيس"، وهاتان الساحتان تستوعبان الملايين، وكنا متفائلين كثيرًا، وقمنا بدورنا ميدانيًا، وأنا شخصيًا شاركت في ثلاثة محاور، شاركت في التشتيت في ثلاثة محاور، وكنا متفرغين للتنقل بشكل سريع من أجل المشاركة، و حصل زخم قوي، وحصلت مقاومة وتشبيح واعتقال وضرب متظاهرين، وتعرض الكثير من المتظاهرين للطعن بالسكاكين من الشبيحة وإلى آخره، ولكن أكبر زخم استطعنا أن نحصل عليه كان في منطقة الجميلية عند جامع أبو بكر الصديق، كان زخمًا كبيرًا، وهنا أنهكت العناصر الأمنية؛ لأنها تابعت الكثير من المحاور، ولكن كان هناك أيضًا عدد لا بأس به، ووصل إلى عدد مقبول، ولكن وُوجه بقمع شديد وقوي وتعرض للطعن بالسكاكين والاعتقال بشكل عنيف، وقمعت أي فرصة لفكرة "بركان حلب" أو التظاهر، وأذكر في تلك الليلة أنه كان مقررًا أن تكون هناك مظاهرة، كانت في الساعة العاشرة ليلًا أو بعد صلاة العشاء في منطقة الإذاعة، في مسجد، وكانت مخترقة أيضًا، وذهبنا، فوجدنا الأفرع الأمنية في انتظارنا، وكانت مخترقة بشكل قوي، ومع الأسف، تعرض بعض الإخوة للاعتقال في حينها، أذكر شخصًا اسمه عمر عبد السلام، تعرض للاعتقال في "بركان حلب"، وبعد ذلك خرج، ثم اعتقل من جديد. وحاليًا، لا نعرف عنه شيئًا، فهو مغيب في سجون صيدنايا، أو هو على قيد الحياة، أو قتل تحت التعذيب، مع الأسف الشديد، ليس لدينا معلومات عنه. وهذا كان ختام يوم سمي: "بركان حلب". وبعد ذلك، عدنا لممارسة نشاطنا كأشخاص نتواصل مع بعضنا البعض، وسُمِّينا، ولا أستطيع أن أقول: سمينا أنفسنا: "تنسيقيات". لم نكن نستطيع أن نطلق على أنفسنا غير تنسيقيات، وكنا ننسق لأعمال من أجل تنشيط الحراك في أحياء مدينة حلب.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/12/27

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في مدينة حلب

كود الشهادة

SMI/OH/146-06/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

أمني

المجال الزمني

2011 حزيران

updatedAt

2024/08/09

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-الجميليةمحافظة حلب-المشارقةمحافظة حلب-مدينة حلب

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

الحزب الشيوعي السوري - بكداش

الحزب الشيوعي السوري - بكداش

الشهادات المرتبطة