الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تطوّر هتافات وأدوات الثورة و استحالة الاعتصام في الساحات

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:09:54:00

تطوّرت الهتافات بشكل متواتر في سورية، وفي كل مرة كان لدى الناس إمكانية أن تتجمّع في مساحة أمان زمنية ومكانية كانت تطور أدواتها وأشكالها وهتافاتها، وهذا طبيعة الحراك الشعبي، فعندما يكون لديه مساحة ينتج قولًا سياسيًا، وينتج طبقة سياسية، وينتج هتافات وشعارات. والمشكلة في سورية أنَّنا لم يكن لدينا هذه الفرصة كسوريين، وقبل الـ 2011 لم يكن لدينا حياة سياسية، وليس بالمعنى الديمقراطي، بل حتى عندما نقارن بمصر وتونس، لم يكن لدينا حياة سياسية بهذا المستوى (لديهم)، ولم يكن لدينا في الثورة فرصة كما في تونس ومصر بأن يكون لدى هذه الجموع البشرية مساحة أمان تتجمّع فيها وتعبّر عن نفسها وتنتج قيادات وتنتج أغاني وشعارات. وأظن من أجل ذلك يمكن أن يكون القاشوش وحماة؛ لأنه مرت فترة أيام عبر الجمع في المراحل الأولى للثورة، كان هناك إمكانية أن تتجمّع الناس، فأنتجت حتى بمعنى الوجوه.

تدريجيًا أعتقد أنه كان لشهور آذار ونيسان وأيار لونٌ خاصٌّ وطبيعة خاصة، وفي المرحلة التي تلتها كان هناك أدوات مختلفة. والهتافات: هتاف "الحرية" وهو الهتاف المركزي والأساسي، ولكن أيضًا كان هناك هتافات هي عبارة عن رسائل، وأحيانًا تكون ردًا على مقولات النظام. وأذكر في مرة من المرات، وحقيقة لا أعلم كيف خرج هذا الهتاف، وكلمة من الكلمات التي قالتها بثينة شعبان عن الوضع الاقتصادي وأن الناس التي تتظاهر تأخذ مبلغًا من المال، فكان الهتاف: "يا بثينة ويا شعبان الشعب السوري مو جوعان"، وكان هناك هتافات تخصّ رؤية المتظاهرين مثل "واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد"، وكان واضحًا وحاضرًا الهتاف الذي هتفوا به في الحريقة "الشعب السوري ما بينذل".

وبشكل أساسي كان الشعار، وليس هتافاً، هو الشعار واللافتة التي حملها شباب داريا، وهي جزء من الآية القرآنية: "لئن بسطت يدك إلي لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك"، وهو بالنسبة لي كان أكثر شعار له خصوصيته، وهو تأصيلي لفكر اللجان [لجان التنسيق المحلية في سورية] ومحاولات الثورة والشيء الذي كنا نحكي عنه، والورد والمياه في داريا كانت واحدة من الأشياء الأساسية.

حقيقة كان هناك الكثير من الهتافات، وكانت الأدوات تتطور وأذكر بعد فترة بشكل سريع كان واضحًا أنَّ فكرة الميدان والساحة غير واردة، واتضح ذلك تحديدًا بعد أن انفضَّ الاعتصام [اعتصام الساعة] في حمص، والأخبار التي كانت تصل أن هناك مئات القتلى، ولم نكن نعرف بشكل دقيق ماذا حصل في حمص، ومحاولات النزول إلى ساحة العباسيين كان واضحًا أنَّ هذا الموضوع [صعب]، وفي كل مرة يحصل تجمّع في ساحة أذكر ردة فعل اللواء محمد ناصيف وكيف ضرب بيده على الطاولة، وقال "الساحة تعني إسقاط النظام"، ومعنى ذلك أنَّ النظام لن يسمح بالوصول إلى ساحة ولو ارتكب مجازر بآلاف القتلى.

بدأت الأدوات تتطوّر، وهنا التكنولوجيا خدمت كثيرًا: الكاميرات و"السبيكرات" الصغيرة، وأذكر في فعالية "أيام الحرية" التي تمّ تتويجها بـ "إضراب الكرامة". ومرة من المرات الشباب والصبايا قالوا إنهم يريدون آلة إسقاط ضوئي "بروجيكتور" كي تعكس الضوء على القصر الجمهوري وتعطي كلمة "ارحل"، وكانت الفكرة تبدو جميلة ورائعة، ولكن لم نعرف من أين يمكن أن نأتي بتلك الآلة وأن يتمّ وضعها من مسافة آمنة، وفي هذه المرحلة كان أسعد العشي هو المتسوّق السري لنا، وهو الذي يؤمّن لنا كل الأشياء التي كنا نطلبها، وكان قبل 2011 قد انتقل من لندن إلى قطر، وتحدثنا عن تلك الفكرة، وأنا واحد من الناس كنت أرى أن [آلة الإسقاط تلك] غير موجودة في سورية، وهي موجودة فقط لدى شركات معينة [مختصة] بالإعلان والدعاية، [ومرتبطة وثيقاً] بالنظام، ومن غير الممكن أن نطلبها منهم بالرغم من كونها فكرة عظيمة. وكنا نفكر أنه يمكن أن [يتمّ ذلك على مستوى] أصغر من ذلك بدل القصر الجمهوري، مثلًا في أماكن عامة والناس تراها، وعبر طرق أخرى نلتفّ على الموضوع. وبعد فترة تفاجأت أنَّ أسعد قد اشترى تلك الآلة على الإنترنت، وقطر لم تدخله لأنه احترافي، واضطر أن يرخص مؤسسة إعلانات خاصة بالحفلات، وتأخر شهورًا حتى وصلنا الجهاز، وحمله أسعد بشكل شخصي إلى لبنان، ومن لبنان كان سهلًا أن يتمّ إدخاله إلى سورية. وفعلوها الشباب، ووضعوا على حائط قصر الشعب كلمة "ارحل". [كذلك من الأدوات] كانت كرات البينغبونغ (كرات الحرية)، وتلوين البحرات بالشام بالدهان الأحمر (بحرات الدم)، وكثير من الأدوات، وأغاني القاشوش التي كانت توضع والسبيكرات الصغيرة التي يتمّ وضعها في الشوارع وعلى أعمدة الضوء، حيث هناك سلات صغيرة للقمامة، وعلى جسر الرئيس. وكان هناك الكثير من الأدوات، وكانت تتطوّر أدوات الاحتجاج وأدوات الثورة والتعبير بطريقة مذهلة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/03/15

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي

كود الشهادة

SMI/OH/90-57/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

مدني

المجال الزمني

الشهور الأولى للثورة 2011

updatedAt

2024/07/12

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-ساحة العباسيينمحافظة حمص-مدينة حمصمحافظة ريف دمشق-مدينة داريامحافظة حماة-مدينة حماة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لجان التنسيق المحلية في سوريا

لجان التنسيق المحلية في سوريا

الشهادات المرتبطة