الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اغتيال مشعل التمو وسلوك حزب الاتحاد الديمقراطي

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:18:18

الحسكة لم تستطع الخروج في المظاهرات بسبب الأوضاع فيها، والحركة الكردية في الحسكة لم تكن بقوة الحركة الكردية السياسية في القامشلي؛ وبالتالي المناضل حسين عيسو [ حسين علي عيسى- المحرر]، وقد كان صديقي، وكان منزله بمثابة المركز الثقافي لجميع الوطنيين في الحسكة، والرجل كان يتبنى الوطنية السورية، ويرفض الألوان القومية وغيرها، ويدافع عن كل الوطنيين السوريين، بالإضافة إلى أنه كان يطالب برفع المظلومية عن الكرد، ولكنه كان يرفض الألوان القومية، مثل: كلمة "كردستان سورية" و"الحزب الكردي". وكان على صداقة مستمرة مع جميع الانتماءات، ومنها الصداقة معي، وهذا الكلام قبل الثورة، وبعد الثورة أيضاً كان على تواصل مباشر معي، وكان يسألني عن المظاهرات وكيفية المظاهرات، وأثناء المظاهرة، كان يتصل بي، ويقول لي: أريد أن أستمع لصوت الهتافات، وكان أحياناً بين المزاح والجد يقول: أنا أشعر بالخجل، فأنتم تخرجون في المظاهرات، وتمارسون عملاً مقدساً، ونحن هنا متقاعسون. ولكنني كنت أسمع، وأعرف أن هذا الرجل كان يعمل على هذا الوتر وبالدرجة الأساسية أنه الكردي الوحيد الذي أنا أعرفه بين المثقفين، والذي كان تعامله قوياً مع المكوّن العربي ومكوّن "كلدو -آثوري" والمكون المسيحي بشكل عام ومنهم الأرمن، وكان يحاول التنسيق [معهم]ٍ وإحضارهم إلى المظاهرات، وأن يشاركوا في المظاهرات مع بعضهم. وطبعاً، الرجل استطاع التأسيس للمظاهرات، ولكنه عندما شارك في مقابلة مع قناة العربية أُلقي القبض عليه، ولم يعد. وكان هذا في الشهور الأولى للثورة، بالتأكيد في صيف عام 2011 [اعتقل في 3 أيلول 2011- المحرر]، ولا توجد معلومات عنه، والاحتمال الأكبر أنه قد تمّت تصفيته.

الشهيد مشعل فقد انخرط مباشرةً في النشاط الثوري، وكانت الشعارات التي يتبناها هو ورفاق تيار المستقبل الكردي هي شعارات وطنية بالدرجة الأساسية، النظام بدأ يتخوّف من خطاب مشعل تمو الذي كان نظرياً والآن بعد الثورة أصبحت الأمور عملية وفي التطبيق عملي، و التواصل مع المعارضة العربية في سورية، بالإضافة إلى أنه في إحدى المرات، قال الشهيد مشعل: أنا تعرّضت لحادث اغتيال، حيث حوصرت سيارته، وقال: أنا أعرف أن هؤلاء الأشخاص يعملون لصالح "بي واي دي" (الاتحاد الديمقراطي) وبصراحة، الحركة الكردية لم تُعر كلامه الاهتمام الكافي، واستمرّ الشهيد على وتيرة حركته السابقة ونشاطه الثوري، وارتبط مع المعارضة الوطنية السورية أكثر فأكثر، وسُمي مجلس الإنقاذ في وقتها، واشترك في المؤتمر الذي عُقد عبر الدارة التلفزيونية المغلقة في إسطنبول، وكان خطابه خطاباً نارياً كما اعتبره النظام، وكان يخاطب مباشرة بشار الأسد، ويطالب قائلاً: "ابصقوا في وجه جلاديكم"، هذه الجمل التي أطلقها سابقاً المرحوم الشهيد معشوق الخزنوي. وفجأة، سمعنا أنه تمّ اغتيال الشهيد مشعل تمو، وكنت في وقتها في نشاطي العادي، وسمعت على الهاتف، وأعتقد أنه حدث في 7 تشرين الأول 2011، كان يوم استشهاده، وسمعت من أحد أصدقائي أنه تمّ اغتيال الشهيد مشعل. ومباشرة، كنت في السيارة، وذهبت إلى مستشفى فرمان على طريق الحسكة، وبعد ذلك تبيّن أنه على الأقل الانطباع السائد لدى تيار المستقبل الكردي- وفي وقتها كان معه أخوه الصيدلاني عبد الرزاق تمو- أن التهمة في الأساس تم توجيهها الى "بي واي دي"؛ لأن "البي واي دي" بدأ بافتراقه عن طريق المظاهرات والتضييق على المظاهرات. كان مشعل أكثر الكرد تبنياً للثورة والمشاركة بالروح الوطنية السورية في الثورة، في حين كان "بي واي دي" حينها يقول: نحن لدينا خصوصية كردية، وشعارات الجمعة بالنسبة للكرد يجب أن تكون مختلفة، وكانوا ينادون دائماً برفع المظلومية عن الكرد، أنا أعرف شعارات كانت موجودة حتماً، ولكن كموقع لا أذكرها حالياً. حتى عندما كان "بي واي دي" يشاركون في المظاهرات كانوا يشاركون بلا فتاتهم وأحياناً يرفعون أعلامهم، وأكثر من مرة كانت تحصل مشاجرة فهذا العلم لا يجوز، ويجب أن يكون العلم الوطني السوري والعلم الكردي فقط، والأعلام الأخرى كانت مرفوضة بشكل قاطع. وطبعاً، من بين الشعارات التي رفعوها هي: "أردوغانكم يقتلنا"، وكان هذا الكلام مرفوضاً؛ لأنه لا يوجد شيء كهذا، ولا زلنا في عام 2011.

حاول حزب الاتحاد الديمقراطي علناً [قائلين]: نحن أهدافنا ككرد مختلفة عن بقية أهداف السوريين، ونحن غير مستعدين للدفاع عن العرب السوريين؛ لأننا عندما تعرضنا للمظالم، مثلاً: في انتفاضة عام 2004، هم لم يشاركونا نهائياً، وتُركنا لوحدنا أمام قمع النظام. هم غنّوا على هذا الوتر الذي كان يلقى صدى عند الشارع الشعبوي الكردي: أننا نحن لنا خصوصيتنا، ومنذ 40 أو 50 سنة، ونحن نعاني ولا أحد يسأل عنا، فلماذا الآن نحن ندافع. وطبعاً، الحركة السياسية الكردية كانت تقول: نحن ندافع عن أنفسنا قبل الجميع، ويجب أن نفتح صفحة جديدة، فقد آن الأوان لأن نرفع الشعارات الوطنية؛ لأن الكرد لن يستطيعوا أبداً أن يرفعوا عن أنفسهم المظالم ما لم يتضافر معهم الجهد الوطني، وكان في برنامج الحركة الكردية دائماً أنه يجب علينا توسيع اللقاءات مع الوطنيين العرب وغير العرب من السوريين؛ حتى نؤسس لقاعدة وطنية سورية، والآن توفرت هذه القاعدة، فلماذا نشذّ عنها؟ وبالتالي رفعوا شعار: "من قامشلو لحوران الشعب السوري ما بينهان" إلا أن الاتحاد الديمقراطي كان ضد هذا الشعار [قائلاً]: نحن نريد شعارات قومية نتغنى فيها بالديمقراطية، ولكن على الطريقة الكردية دائماً.

عملية اغتيال مشعل تمو: كان مشعل تمو في لقاء سري مع شخصين أو ثلاثة من رفاقه، أحدهم أخوه، وذلك في منزل أحد أصدقائه، وكان في منزل مستأجر، وهو منزل عربي في حي "الكورنيش"، ولأنه كان تحت المراقبة، وقيل بأن سيارة سوداء "تكسي" جاءت، وداهمت، وفتحت الباب، ومباشرةً تمّ توجيه السلاح إلى صدر الشهيد، وقال [مشعل]: من أنتم؟ ومباشرة أُطلق الرصاص على صدره، وأُصيبت رفيقته زاهدة رشكيلو، وأصيب نجله مارسيل أيضاً بعدة طلقات، وأما عبد الرزاق فقد استطاع الاختباء، وهكذا تمّت العملية. وعندما تمّ السؤال عنهم، قيل: إن البعض منهم كان يتكلم اللغة العربية والبعض الآخر يتكلم اللغة الكردية. فليس بالإمكان الحكم، فالكردي يستطيع أن يتكلم اللغة العربية والعربي يستطيع أن يتكلم اللغة الكردية، ولكن الانطباع السائد لدى نسبة كبيرة من رفاق تيار المستقبل أن التنفيذ كان بأيادي الاتحاد الديمقراطي، ولكن بتوجيه أو بالاتفاق مع النظام، وهذا هو الانطباع السائد، ولكن الحركة الوطنية الكردية في بياناتهم أدانوا النظام، واعتبروا أن النظام هو الذي يتحمّل المسؤولية، حتى لو تمّ اغتياله بسلاح غير مباشر من قبل أجهزة النظام.

لم نحاول تبرئة "البي واي دي"، ولكن قد تكون الحركة الكردية لم ترد أن تخلق صراعاً مباشراً بين "البي واي دي" والحركة الكردية. في الحقيقة، كانت هذه التهمة بشكل مباشر تفيد النظام، ولكن الحقيقة في البيانات التي تخرج في الذكرى السنوية- تيار المستقبل الكردي انشق لأكثر من طرف- على الأقل هناك أطراف تتهم بشكل مباشر، وخاصة جناح منظمة التيار في أوروبا، يصدرون بيانات بشكل واضح يتهمون به "بي واي دي". و حزب "بي واي دي" ينكرون ذلك الأمر، ويعتبرونه جريمة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/11/26

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي الكردي

كود الشهادة

SMI/OH/19-10/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

أيلول - تشرين الآول 2011

updatedAt

2024/08/19

المنطقة الجغرافية

محافظة الحسكة-محافظة الحسكةمحافظة الحسكة-منطقة القامشلي

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

تيار المستقبل الكردي - مشعل تمو

تيار المستقبل الكردي - مشعل تمو

قناة العربية

قناة العربية

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

الشهادات المرتبطة