الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

فصائل الجيش الحر تسيطر على مفرزة الأمن العسكري في مدينة أعزاز

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:56:09

بقيت في أعزاز، لأنهم أكدوا لي قطعًا أنه موضوع ساعات أو أيام (سيتم الاقتحام على الأمن العسكري)، وهنا أخبرت الشباب أنني لن أرجع إلى حلب، مع أنني كنت قد جهزت نفسي للنزول، وأخبرت شخصًا أن يوصلني إلى طرف الليرمون حتى تستلمني أم خالد، قلت لهم: إن المعركة قريبة جدًّا جدًّا، وإذا أردتم تعالوا فورًا، فقالوا: نحن غدًا سنأتي، وفي فجر 19 تموز/يوليو -أتوقع- كان تحرير أعزاز (أعلن الجيش الحر السيطرة على مدينة اعزاز في 19 تموز/ يوليو 2012 - المحرر)، أو تحرير الأمن العسكري، أيقظني الشاب من النوم، وقال لي: إنه بدأ الدخول إلى الأمن العسكري، فخرجت ووجدت استنفارًا كبيرًا جدًّا لمجموعات الجيش الحر، وأنا جلست قليلًا في المنطقة، وأصبحت أعرف الشباب من كل ريف حلب الشمالي والشرقي والغربي، حتى كان يوجد مجموعات من الأتارب ودارة عزة والأبزمو وقبتان الجبل، ورأيت رشاشات 23 في تلك الفترة، كانوا قد غنموها من دارة عزة من كتيبة الدفاع الجوي، ورأيت رشاشات دوشكا، وكان هذا الشيء لا نراه كثيرًا، ومجموعات جاهزة داخل المنازل، لأن الأمن العسكري في آخر مدينة أعزاز تمامًا، يعني بنهاية المنازل عبارة على بعد شارع فقط، وبدأ الاقتحام باتجاه الفلل وهي مزارع حول مبنى الأمن العسكري-ولم يدخلوا إلى الأمن العسكري مباشرةً، فمبنى الأمن العسكري على الشارع الرئيسي، ونحن كنا أمام الأمن العسكري، ويوجد أمامنا الشارع ثم الأمن العسكري ثم الجامع، وخلفه 15 فيلا ويوجد معصرة زيتون أيضًا، وهي معصرة حج فاضل -هو شخص من مدينة أعزاز، لديه معصرة زيتون ملاصقة تمامًا للأمن العسكري- ثم جامع هو قام بإعماره، فسمي جامع حج فاضل -لا أعرف إذا كان له اسم ثان-، فهذه هي المنطقة هذا المربع، وقد فشل اقتحامها 4 مرات، وسقط فيها عدد من الشباب. 

بدأ الاقتحام فجرًا، وتحركت تعزيزات النظام من معبر باب السلامة، كان يوجد مجموعات أساسًا ضمن الخطة، أنه سيتحرك بالتأكيد، فكانوا قد جهّزوا ألغامًا على الطريق وقواذف (آر بي جي)، وضربت أول دبابة فقط، وتعزيزات النظام لم تكمل، لأنهم رأوا هذه المرة أن الأصوات والاشتباكات والاستغاثات من الأمن والعساكر في المنطقة بالأمن العسكري، تختلف عن كل مرة، فتوقفوا ما بين أعزاز والمعبر، وتم الاستيلاء على أول فيلا والثانية والثالثة والرابعة، حتى دخلوا مبنى الأمن العسكري، وفي يومها كان الأخ محمود حسانو، الذي هو كان أبرز ناشطي ريف حلب الشمالي، ومن الأشخاص الذين كانوا دينمو (كثير الحركة)، لا يتوقف أبدًا، وكاميرته جاهزة في أية لحظة للتصوير، فكان موجودًا، وهو -محمود حسانو- الذي التقط هذه الفيديوهات، التي ترسخت بذاكرة الجميع، لأعزاز والجامع والدبابات التي صعد عليها النقيب أبو راشد (أحمد الغزالي) وأبو الجولان (الملازم أول محمد طلاس)، ووصول حجي مارع (عبد القادر الصالح) وعمار داديخي إلى أرض المعركة، هذه جميعها تصوير محمود حسانو، أنا لدي أرشيفي، فأنا صورت ذلك، ولدي كرت ذاكرة تعطل للأسف، ولكن يوجد لدي بعض المقاطع من هذا اليوم، والمعركة انتهت عند الساعة 07:00 تقريبًا، يعني بقيت ساعتين، والذي أخّر -أو استعصى فعليًّا- في المعركة هو الجامع، حتى الأمن العسكري انسحب الضباط والعساكر منه إلى الجامع، وكانت في الجامع معضلة، هي التي سببت فشل المعارك السابقة، حيث يوجد مئذنتان، على كل مئذنة يوجد قناص، وعندما تركز الاشتباك في الجامع، وتم ضرب العساكر داخل الجامع، وبقي القناصان -اللذان في الأعلى-، وأعتقد أنه في وقتها أشعلوا لهم إطارات حتى يختنقوا، فانتهت المعركة بمقتل القناصَين، أنا لم أذهب للرؤية، ولكن حكا لي أبو راشد: إن العسكري في المئذنة كان يأكل خبزًا يابسًا عفنًا، ويتغوط في نفس المكان، فهو -شخص- يبدو أنه أمضى أيامًا لم يتحرك من مكانه، وفعلًا أنا أتذكر في إحدى المرات ذهبنا قبل الاقتحام، في شهر أيار/مايو أو حزيران/يونيو ذهبنا إلى مجموعة مرابطة عند الجامع إلى أقرب نقطة، فكان أحد الشباب قد أخرج بندقيته ليطلق النار حتى يتحرك العساكر، فضرب له البندقية في منتصفها، وفتّتها القناص، كان محترفًا، وجاء ورد فراتي، وحمل عصًا، ومدّها، فضرب القناص الطلقة في العصا، فكان القناص على احتراف عال جدًّا، وأنا صراحةً من بعدها لم أر قناصين عند النظام مثله، مع أننا نتكلم عن بدايات أول المعارك.

كانت نهاية المعركة بقتل القناصَين، وجاء رتل باب السلامة، وكان يوجد لحظة فارقة -سبحان الله- في المعارك، فأنا قناعتي حتى آخر معارك الثورة، أنه قد يوجد طلقة قادرة أن تنهي معركةً كاملةً، وكان يوجد شاب من منغ من كتيبة شرارة الشمال -لا أذكر اسمه حاليًّا - شاب لطيف جدًّا، وهو عسكري منشق، وله قصة جميلة في انشقاقه، وكان لطيفًا وهادئًا، هذا الشاب كان قد استلم قناصةً، وهو كان قناصًا لدى النظام، يتدرب على قناصة دراغونوف (بندقية قنّاصة روسية)، وكانت مهمته رصد وصول الرتل -في أسوأ الحالات-، لأنه يوجد مجموعات تقوم بضربه على الطريق، فإذا وصل الرتل للجامع والأمن العسكري، فإنه يتعامل معه بالقناصة، وأساسًا في الأمن العسكري كان يوجد عربة بي إم بي (مدرعات قتالية)، ومن باب السلامة جاءت تعزيزات: دبابات وعربات بي إم بي وشاحنة ذخيرة، وما حدث كالتالي: ضُربت الدبابات -حسب ما أذكر-، حتى وصلت دبابة وشاحنة ذخيرة، أنا حكى لي (أخبرني) هو ومحمود حسانو، الذي كان يصور بجانبه، ونفدت (نجت) دبابة وشاحنة الذخيرة، ولو أن شاحنة الذخيرة وصلت؛ يعني الشباب مرابطون هنا، وهذا المربع الأمني (أمامهم)، وهنا طريق باب السلامة (إلى جانبهم)، فنهاية طريق باب السلامة عند لقائه بمحلق أعزاز-الذي يرابط عله الشباب-، هنا على هذه الزاوية، عند التقاء المحلق مع طريق باب السلامة هنا الجامع، وبين الجامع والمزرعة التي خلفه يوجد أرض فارغة، فكانت الشاحنة تريد أن تدخل من هنا، وهذا الشاب -من منغ قُتل على يد الدواعش عندما بدأ قتال تنظيم داعش في 2014، كان مرابطًا على مطار الطبقة-، وأطلق أول طلقة (رصاصة)، فقُتل سائق الشاحنة، فتوقفت الشاحنة، وكان قد بقي 5 أمتار[لتعبر]، وأنا ذهبت مع القناص -الشاب من منغ- حتى أشاهد الطلاقية (فتحة في الجدار لإطلاق الرصاص) التي كان يرصد منها، ولو أن السيارة تقدمت 5 أمتار أخرى، فلن يستطيع كقناص أن يرصد السائق، سيبقى فقط بدن (هيكل) السيارة، وضربه في هذه النقطة، وأنا عندما ذهبت ورأيت الشاحنة، أساسًا الشاحنة هنا حتى لا يأخذ منها العساكر الذخيرة، فورًا ضربوها بقاذف آر بي جي، فظلت تنفجر منها الذخيرة لمدة 5 أو 6 ساعات، ومحمود حسانو قام بتصوير انفجار الذخيرة والدبابة، وحتى الدبابة بدأت تنفجر -طبعًا قاموا بضرب الدبابة التي خلفها -التي كانت تحميها [لسيارة الذخيرة]، وظلت تنفجر لمدة ساعة، وهنا حدث انهيار كامل لعساكر النظام، والشباب أساسًا تقدموا، وسيطروا على الأمن العسكري، وكان عند الساعة 07:00 أو 08:00 صباحًا تقريبًا، الموضوع منتهيًا بشكل كامل، وكان الطيران يقلع من مطار منغ ويحاول أن يقصف، ولكن لم يكن لديه معطيات أساسًا، ولم يبق تواصل مع الذين كانوا موجودين، أو أنه تم قتلهم، فلم يعد يعرف ماهي طبيعة المنطقة أساسًا، ورتل باب السلامة –جميعه- دُمّر من باب السلامة حتى الجامع دُمرت آخر دبابة، وهذه الدبابة كان يوجد عساكر حاولوا أن يهربوا مع الضابط، عن طريق الدبابة وعربة البي إم بي التي تحت الجامع، كان يوجد دبابة تحت الجامع، ودبابتان هناك (على بعد أمتار)، وكانوا يحاولون أن يهربوا منها، أيضًا ضُربوا بقواذف (آر بي جي)، وسميت أعزاز بمقبرة الدبابات، ليس بهذه المعركة وإنما بالمعارك التي قبلها، حيث إن النظام كان يحاول أن يخرج من الراموسة والأكاديمية [العسكرية]، ويجتمعون في أرتال النظام في كراج الليرمون، ومن الليرمون يبدؤون اقتحام ريف حلب الشمالي، فكانت تُضرب -يُضرب الرتل على أجزاء- ويصل جزء منه إلى أعزاز، وعندما يصل هذا الجزء إلى أعزاز، في أعزاز أساسًا هنا تجمع الثوار من كل المناطق، يعني مجموعة من عندان تركت قسمًا من الشباب في عندان، والباقي في أعزاز يجهزون لمعركة الأمن العسكري والمعبر، فتكون نهاية الرتل في أراض زراعية جنوب أعزاز، وكان يوجد ذخيرة جيدة، وكان يوجد حشوات آر بي جي، وكان يوجد ألغام كثيرة، يعني النظام بنفس السذاجة والغباء يدخل بنفس الطريقة، ويمشي على الأراضي الزراعية، وهو يعرف أن الرتل الذي ضُرب من أسبوع، لأنه يسير على هذا الطريق، ويوجد ألغام، ويعود النظام ويرسل رتلًا آخر! وأنا رأيته بعيني -رأيت الطريق المعبد- كيف تفتت، ويحكون لي الشباب منذ فترة جاء النظام، وأرسل رتلًا، وتم ضربه هنا، وعندما رأيت الرتل يمشي على نفس الطريق، لم أستطع أن أفهم؛ يعني لا تحتاج شخصًا يكون عميدًا أو عقيد ركن أو قائد قوات مسلحة، ولكن تحتاج شخصًا يفكر بالمنطق؛ يعني أنت ضُربت لك 5 أرتال خلال 4 أشهر على نفس الطريق، وتعود وترسل رتلًا يمشي بنفس الطريق! فعليًّا كان هذا الشيء يسهِّل كثيرًا من عمل الثوار؛ يعني غباء النظام العسكري المطلق، كان أحد أبرز العوامل؛ لأن يستطيع الجيش الحر أن يسيطر بهذه السرعة على مسافة هائلة لآخر 2013، فكان في أعزاز يُضرب آخر الرتل، وبقيت أجسام الدبابات -حتى تحرير الأمن العسكري- موجودةً على الطرقات بين الأراضي الزراعية، إذا استطاعت الدبابة أن تبتعد عن الطريق قليلًا وتهرب، أيضًا يلحقون بها، ويوجد شاب حكى لي كيف فجر دبابةً، كانت الدبابة ذاهبةً، فضُرب الرتل فهربت، وطاقم الدبابة هرب داخل الأراضي الزراعية، ولحق الدبابة شاب وشاب ثان على دراجة نارية، وعندما أصبحوا قريبين ضربوها بقذيفة آر بي جي فانفجرت، يعني بهذه البساطة كان يتم مواجهة النظام، كان قليلًا ما يشتبك، ويدخل في حالة تخبط ويسلم نفسه ويستسلم، وسلم الكثيرين أنفسهم، كان يوجد عدد كبير لدى "عاصفة الشمال"، ومجموعات مارع -تحديدًا- وعندان، عدد كبير من السجناء ،وكان لديهم في تلك الفترة مشكلة بإطعامهم، أين سيطعمونهم؟ أين يذهبون بهم؟

كان يوجد تقريبًا 100 أو 150 عسكريًّا وصف ضابط من هذه الأرتال، وعلى هذا الأساس أُطلق على أعزاز مقبرة الدبابات، لأن جنوب أعزاز فعليًّا دُمر أكثر من 20 دبابةً، وفي معركة الأمن العسكري 4 دبابات، وقبل معركة الأمن العسكري في المعارك التي فشلت، وكان يوجد مقطع شهير، على أحد المفارق توجد دبابتان تنفجر الألغام من تحتهم، وهذا المقطع للمعارك قبل تحرير الأمن العسكري، كان هناك 4 محاولات لاقتحام الأمن العسكري منذ شهر نيسان/أبريل، وكل مرة تخرج تعزيزات من باب السلامة، ويتم ضرب هذه التعزيزات، ولكن في نهاية المعركة في 19 تموز/ يوليو، تم ضرب الدبابتين اللتين حاول أن يهرب بهما الأمن العسكري، وقُتل القناصون الموجودون على المئذنتين، وقُتل العساكر الموجودون في الأمن العسكري والمزارع، وضُرب رتل التعزيزات كاملًا، حتى شاحنة الذخيرة التي كانت تحاول الدخول.

معلومات الشهادة

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في حلب

كود الشهادة

SMI/OH/14-29/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

19 تموز 2012

updatedAt

2024/11/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-ريف حلب الشماليمحافظة حلب-معبر باب السلامةمحافظة حلب-منطقة اعزاز

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لواء عاصفة الشمال

لواء عاصفة الشمال

كتيبة شرارة الشمال - منغ

كتيبة شرارة الشمال - منغ

أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية / الأكاديمية العسكرية في حلب

أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية / الأكاديمية العسكرية في حلب

الشهادات المرتبطة