نشاط مجلس الثورة في حمص ومحاولة تأسيس مجلس للثورة على مستوى سورية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:13:50:23
أصبح يوجد شيء اسمه مجلس الثورة حقيقةً، وأصبح فيه أقسام مثل: القسم الطبي والسياسي والإعلامي، وهذه الأقسام خُلقت حتى تلبي الحاجة على الأرض، مثلًا الاهتمام بالقسم الطبي جاء ردًا على موضوع أن النظام يعذب الجرحى في المشافي، أو يعتقلهم في المشافي، فتأسس هذا القسم حتى ينشأ مشافٍ ميدانية ومستوصفات، ويرعى هذا الأمر، وموضوع القسم القانوني جاء ردًا على أنه يوجد معتقلون بأعداد كبيرة، ويوجد معتقلون يختفون، ولا نعلم مكان وجودهم، وهكذا عمليًا أصبح المجلس، وكان يوجد أيضًا أشخاص من الخارج، نحن نعرفهم إما قبل الثورة، أو نتيجة نشاطهم كشخصيات معارضة أو ثورية، فأصبحنا نتواصل معهم، ودخلوا معنا، ونحن مثلًا كنا -كأبناء حمص- مهتمين جدًا أن نتواصل مع الناس الذين نعرفهم بشكل مباشر، فكان يوجد من البدايات الكثير من المداخلات للدكتور برهان غليون، كنا نقوم بجلسات شبابية، ونتحدث عن المشهد في الأشهر الأولى، وحتى أظن عندما كنا في اعتصام الساعة، كان يوجد محاولة اتصال بالدكتور برهان غليون حتى يقوم بمداخلة في الاعتصام، ونضع على الموبايل (الهاتف المحمول) أو الميكرفون (مكبر الصوت)، والأمر فنيًا كان -أعتقد- صعبًا، لذلك لم تنجح، وحتى اتصل الأستاذ نجاتي طيارة، وأبلغنا بسلام من الدكتور برهان غليون، وهو معكم، ومن الممكن أن يأتي إلى البلد (سورية) بعد أيام.
كان يوجد تواصل مع هؤلاء الناس الظاهرين، وحتى يوجد أشخاص مثلًا محسوبون على تيارات خرجوا من الثمانينات؛ مثل الإخوان المسلمين باسم الدكتور: محمد ياسر مسدي، وكان له تواصل من البداية مع الشباب، باعتبار أن جزءًا منهم يعرفونه بشكل مباشر من خلال زياراتهم للسعودية لبعضهم.
ديمة موسى كانت متواجدة بشكل جيد في البدايات، وكانت علاقتي بها في ذلك الوقت، ولا زالت علاقتي بها جيدة، وهي كانت في أمريكا في ذلك الوقت، وهي محامية حمصية، ولم نكن نسأل كثيرًا عن هذا ما هو منهجه؟ أو فلانة مسيحية وهذا مسلم، وكانت جماعة تنسيقية السلمية كانوا يحسبون أنفسهم علينا، مع أن السلمية محسوبة على حماة أكثر، وكان يوجد ناس من خارج البلد، يتكلمون باسم التنسيقية، وكان يوجد داخل السلمية، وكنا نساعدهم ويساعدوننا، وهكذا كان تكوين المجلس.
وجود الأشخاص الموجودين خارج البلد سواءً في قطر أو السعودية، من الشباب الذين نعرفهم، الذين هم في الأصل هاجروا قبل الثورة لأجل عمل، أو من خرج في الثمانينات، أو من وُلد هناك، أفادونا بأن نتعرف على صحفيين أجانب، ونفتح قنوات مع منظمات ومؤسسات، وهنا في هذه اللحظة في الشهر 10 (تشرين الأول/أكتوبر)، كانت الحدود في القصير باتجاه لبنان كانت سهلة، وكان الصحفي الذي يريد أن يدخل إلى سورية كان يأتي إلى لبنان، ويدخل إلى القصير ثم البويضة ثم بابا عمرو، ولم يكن الأمر صعبًا جدًّا؛ يعني أظن من لبنان إلى بابا عمرو -إذا كانت ضمن عملية أمنية- يعني عدة ساعات، ويكون داخل حمص، فنأخذه ويتجول داخل المدينة، وأذكر كان يوجد أعداد كبيرة من الصحفيين زارونا، وحتى منظمات أخرى، وأظن منظمات حقوقية منهم منظمة طبية ومنهم أطباء بلا حدود، وأعطونا فيما بعد كميات دواء كبيرة جدًا.
نحن نعرف في ذلك الوقت، أن جزءًا من هؤلاء الصحفيين هم ليسوا صحفيين عاديين، ويوجد جزء منهم أكيد (بالتأكيد) تم إرساله من دولته، وقد يكون مرتبطًا بجهاز مخابرات، ولكن لم نكن نبالي لأنه لايوجد لدينا شيء مخفي، في إطار أننا نعمل مع بعضنا كما نعمل مع العالم، ومطالبنا واضحة جدًا باتجاه الحرية.
أكثر شخص لم يظهر عليه أنه صحفي، هو نيل روزن[Nir Rosen] الذي صدر عنه تقرير منذ بضعة أيام، نيل روزن دخل من لبنان إلى بابا عمرو، ثم دخل إلى حمص، وتجول في كل الأحياء، وأنا أذكر أنه زارنا في هذا المقر، وبدأ يسأل أسئلة حشرية (فضولية) جدًا، وكان يكتب حرفيًّا كل أمر له علاقة بنا أو نقوله، وكان يكتب بطريقة مرعبة، وكان دائمًا اللابتوب أمامه، ويكتب مهما (كل ما) نقول، وحتى أحيانًا نتحدث مع بعضنا فنجده يكتب، وكان يطلب أن يتجول في أماكن أخرى، وكان يذهب إلى الريف، وبنى علاقات، وشبكة علاقات كبيرة جدًا، وفيما بعد قلنا للشباب: إن هذا ليس معه إلا هذا الهاتف مثله كباقي الصحفيين، يعني يدخل بكاميرا ، طبعًا هو فيما بعد صنع فيلمًا للجزيرة الإنجليزية وبثه، وقال: إنه عمله، ولكننا لم نكن مقتنعين، وأنه قد يكون عمل شيئًا عن حمص.
حقيقةً المضمون كان حياديًا جدًا، ولم يكن يتبنى وجهة نظر الثورة، وأظن أن الفيلم لازال موجودًا، حتى هو لم يكشف عن صورته في الفيلم، يعني عندما كان يتكلم، كان يوجد سواد مغطى ضمن المونتاج، وهذا جعلنا نخاف أكثر من الموضوع، ثم عندما اكتشفنا أنه أيضًا زار محافظات أخرى، ويتجول بطريقة حتى ضمن مناطق النظام، هنا بدأ الشك يدخل إلى قلوبنا، وهو لم يكن لوحده -وهو لم يكن الصحفي الوحيد الذي يتبع هذا الأمر-، ولكن كان يوجد الكثير من الصحفيين، لديهم علاقات نسبيًا مع مناطق النظام، وكنا نخاف منهم قليلًا، ولكن في ذلك الوقت كان يوجد شيء لدى الشباب، أنه إذا الأمن يعرفني، فليس لدي مشكلة أن يدخل أحد أكبر، وبقي نيل روزن على تواصل مع الكثير من الشخصيات، حتى فيما بعد ثم فيما بعد اكتشفنا أن له علاقة بخالد أحمد، وأنا شخصيًّا عندما كنت في الوعر، قال لي: أنا عند أديب زيتون [محمد ديب زيتون] -مدير الأمن العام-، وأنتم في الوعر ماذا تريدون من تسهيلات؟ حتى عندما كنا في حمص القديمة، هو اتصل وقال: أنا من الممكن أن أرتب لكم لقاءً مع أعلى الجهات في الدولة ومن هذا الكلام، وفيما بعد وضح دوره أكثر في العملية، والتقى -أظن- حتى مع شخصيات من المعارضة خارج سورية.
ولكن حقيقةً دخل عدد كبير من الصحفيين، الذين نقلوا صورة جيدة، مثل صحفيين فرنسيين وبريطانيين ومن سويسرا وبلجيكا، حتى صحفيين عرب، على مستوى الصحفيين أظن أننا استطعنا أن نوصل في ذلك الوقت صوتًا جيدًا، وأعطيناهم على الأرض صورة جيدة عما يحدث، واستمر مشوار الصحفيين، ولا أظن يمر أسبوع إلا ويدخل عدة صحفيين إلى حمص، حتى حصار بابا عمرو في الشهر 1 (كانون الثاني/يناير) 2012، عندما ماري أوشلن [ماري كولفن] والصحفي الآخر ريمي [ريمي أوتليك] ، عندما تم قصفهم، وقُتلوا في قصف النظام، وهنا الكثير من الصحفيين بدأوا يخافون من الدخول، وأصبح الدخول صعبًا جدًا.
كان يوجد أشخاص من هيئة التنسيق يزورون حمص، وأذكر كان يوجد بنت اسمها كفاح وهو اسمها الحقيقي، -ولكن لا أعرف-، وهي ظهرت أكثر من مرة مع حسن عبد العظيم، وهي بنت ليست كبيرة في العمر؛ يعني أظن 25 إلى 30 سنة في بداية الثورة، ويوجد شخص آخر من درعا، كنيته زيدان أو زيدون معروف أيضًا، وجاؤوا زارونا أكثر من مرة، وكانوا يقولون: يجب أن ننسق مع بعض، ونحن كهيئة تنسيق يجب أن نكون موجودين على الأرض، وفي ذلك الوقت الشباب الذين كانوا يقابلون، أو يأتون زيارات، لم يكونوا يقولون لا لأحد، ولم تكن لديهم مشكلة مع أحد، وكل شخص يقول: "الشعب يريد إسقاط النظام"، وكل شخص يقول: نحن في النهاية نريد أن نتخلص من هذا النظام، ليست لدينا مشكلة في النهاية معه، في أن نجلس أو نعطيه أفكارنا، أو أن يتكلم في المظاهرات، وفي النهاية كانت الساحات مفتوحة للجميع، وكان مثلًا في مظاهرة واحدة، تجد أن الشيخ أنس سويد له مداخلة، وبرهان غليون له مداخلة، يعني موجودون على الشاشة، ويقومون بمداخلات، وبنفس الوقت موجود أظن من جميع الأطياف؛ بما فيها العلويون في المظاهرة، ولم يكن يوجد مشكلة مع الجميع، والإخوان المسلمون كانت لديهم مداخلة.
والحقيقة هذه التسميات لم يكن ظاهرًا الفروقات بينهم، ولم يكن لها أية قيمة، ضمن قيمة أننا جميعًا خرجنا لهدف واحد، ويجب أن نحرر البلد، وبقيت واستمرت فترة جيدة جدًا هذه القصة، هذا على صعيد موضوع التنظيم.
مجلس الثورة عندما تشكل كان يوجد به شخصيات لديهم فكرة أكبر، كانوا يقولون نحن نعمل (على) مجلس ثورة على مستوى محافظات، وفيما بعد يكون لدينا لقاء وطني، وكانت فكرة اللقاء الوطني أن يعمل (على) شيء في الداخل السوري، ومجالس الثورة تلتقي مع بعضها في كل المحافظات، وينشأ شيء اسمه اللقاء الوطني، وكان يوجد أشخاص من حمص مثل عبد الكافي سويد -رحمه الله-، وهو مات مع نضال خطاب في نفس اليوم، كان يذهب إلى بقية المحافظات، ويلتقي مع شخصيات على مستوى تنظيم جيد في دمشق وغيرها، كان يتكلم باسمنا كمجلس ثورة، ويقول إنه علينا إنشاء لقاء وطني، وفعلًا كان يوجد لقاءات في حماة ودمشق وحلب وإدلب، والدكتور زكريا ظلام كان رجلًا قدرته الحركية مميزة جدًا في ذلك الوقت، و كان يذهب من درعا إلى إدلب إلى حلب بشكل جيد جدًّا، وكان يتكلم مع الجميع، وهذا الأمر استمر لشهر 7 (تموز/يوليو) أو 8 (آب/أغسطس) عام 2012، عندما قُتل أبو محمد، ويبدو أن الأمن شك به، فأوقفه أحد الحواجز وقتله فورًا، -أبو محمد هو عبد الكافي سويد-، وتم قتل أبو محمد الذي هو نضال خطاب، بسبب هذا الدور، ويبدو أنه انكشف دورهم في تنظيم شيء في الداخل، والشخصين تم قتلهم بنفس الساعة وبنفس اليوم، يعني هم كانوا ذاهبين في السيارة إلى الشام (دمشق) من حمص، وأوقفهم حاجز حسياء، وقتلهم في داخل الحاجز؛ يعني لم يأخذهم إلى فرع أمن، وتم تسليمهم إلى أهلهم في اليوم الثاني.
وهذه كانت مرحلة تنظيمية جيدة جدًا، وكان يتم العمل عليها بشكل جيد جدًا، وطبعًا يوجد منازل أشخاص من الذين يعملون في هذه العملية التنظيمية، تمت مداهمتها، مثلًا الدكتور عبد الهادي سويد -وهو أخو عبد الكافي-، وفيما بعد بدأ يعمل في تركيا من البدايات مع عدة منظمات، تمت مداهمة منزله، واعتقاله في نهاية عام 2011، ووجدوا لديه منشورات تخص الثورة، وبعض الأفكار التي لها علاقة في هذا الموضوع، وأظن منازل أخرى حتى منازل داخل الأحياء منها منازلنا ومنزل نضال، وهنا أعتقد عملية شكل التنظيم، تجاه مجلس ثورة وتجاه موضوع اللقاء الوطني، كان واضحًا بالنسبة لنا جميعًا، حتى التنسيقيات كانت تفهم هذا الدور أننا جميعًا ممكن أن نكون يدًا واحدة تجاه لقاء وطني، واللقاء الوطني يفرز شخصيات وطنية معينة، تكون بديلًا للنظام، وهذا هو الهدف الذي كنا نعمل عليه لأجل التنظيم، وعلى أرض الواقع كان لدينا استحقاقات مثل الموضوع الطبي والقانوني، وكان يوجد ناس نشيطون جدًا، وفنيون يعملون هذا الدور، وكانت الدائرة تتوسع، وكان في البدايات يوجد محامون، وعندما كبرنا أكثر أصبح يوجد 5 أو 6 ثم أصبحوا 10، فكان العدد يتوسع، وهذا في المجال الطبي، وطلال فيما بعد تمت مداهمة منزله واعتقاله نتيجة دوره؛ يعني كُشف أن لديه كميات كبيرة من الأدوية، التي لها علاقة بالعمليات الجراحية، لأنه كان يقوم بعمليات إخراج الرصاص في منزله للمتظاهرين، ويقوم بعمليات جراحية، ومن يومها اختفى من عام 2011 حتى اليوم، وآخر مرة جاءنا خبر أنه في سجن صيدنايا -منذ سنتين-، وإلى الآن لايوجد لدينا يقين أنه استُشهد، ويوجد شباب تمت مداهمة منازلهم، وخرجوا خارج البلد منذ البداية، ويوجد شباب اعتُقلوا وخرجوا وهكذا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/08/08
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في حمصالتنسيقيات في حمصكود الشهادة
SMI/OH/95-25/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
تشرين الأول 2011 - آب 2012
updatedAt
2024/04/14
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-مدينة حمصمحافظة حمص-حسياءمحافظة حمص-بابا عمرومحافظة حمص-البويضة الشرقيةمحافظة حمص-منطقة القصيرمحافظة حمص-الوعرشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
أطباء بلا حدود
الجزيرة الإنكليزية
مجلس الثورة في محافظة حمص