الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ملف الأقليات ومؤتمر أصدقاء الشعب السوري في تونس

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00;12;34;16

كان في استقبالنا في مطار شارل ديغول بالنسبة لي عائشة أرناؤوط صديقة العمر منذ عام 1970هي وزوجها المرحوم الفنان صخر فرزات، وكان أحد أقارب أيمن الأسود في انتظاره. ودخلنا المدينة، وأنا ذهبت إلى منزل عائشة وأيمن ذهب لمنزل قريبه، ومنزل عائشة بالنسبة لي كأنه بيتي، وكانت أسرتي تنتظرني هناك، وأمضيت حوالي ثلاثة أشهر، وخلال تلك الفترة، كانت باريس فاتحة صدرها من قبل السوريين الجالسين فيها ومن الفرنسيين لاستقبال المعارضة السورية، وخاصةً الخارجين من جحيم آل الأسد. وأول لفتة كانت هي استقبال الإعلام والجرائد والمجلات الباريسية المشهورة والتلفزيونات الفرنسية، حتى التلفزيون الروسي أتى وأجرى مقابلة معي، وكان هناك نشاط إعلامي كبير للاستعلام عن أوضاع السجون السورية على اعتبار أنني خارج من السجون والوضع في الداخل وما يجري فيه، و[السؤال المطروح]: أنتم إلى أين ذاهبون؟ وماذا تريدون أن تفعلوا؟ وما هي الآفاق؟ وأنا بالنسبة لي، هذه القضايا واضحة، أنا لست هاربًا أو لاجئًا إلى أي مكان، أنا ذاهب للالتحاق بالمجلس الوطني [السوري]، والمجلس الوطني صار حالة معروفة في العالم، وتكلمنا بكل التفاصيل التي لا يعرفها العالم، والتي تحدث في السجون، وكيف تنسج السلطات خيوط التهم لتلبسها للمعارضة كأشخاص وللثورة عمومًا. وتكلمنا بالتفاصيل عن العديد من الوقائع هنا وهناك، ونقلنا لهم انطباعاتنا نحن السياسيون الذين نعمل في البلد منذ عقود: أنَّ النظام لا يريد الحياد، وليس لديه هناك إمكانية للحياد عن الحل الأمني الذي يعمل به، وأنَّ الدعم الإيراني ليس دعمًا عسكريًا فقط، والحضور الإيراني بدأ يتشكل في مكونات السلطة وفي الدولة العميقة لدى النظام السوري، وبالنسبة للرؤية الإيرانية هي لا ترى إلا مزيدًا من استعمال الحل العسكري. 

من الطبيعي أنَّني بمجرد أن أكون هناك أن أتواصل مع زملائي الذين ذهبت إليهم في المجلس الوطني، واتصلت مع الدكتور برهان غليون، وكان أول شخص التقيت به في أحد الفنادق، وفتحنا هناك ملفًا نعمل عليه معًا، وعملنا في منزله أكثر من مرة، والتقينا في الفندق أيضَا، وهو موضوع المسيحيين واستغلال النظام لقضية الأقليات وحماية الأقليات والخطر الذي تتعرض له الأقليات من الثورة. واتصلنا مع عدد من رجال الدين السوريين، وقمنا بمواعيد واتصال، وذهبنا إلى كاردينال باريس للكاثوليك، وكان استقباله محترمًا جدًا؛ لأنه كان معنيًا بالاستعلام، ومن الطبيعي لهذا الملف أن تكون تبعاته عليَّ أكثر من الآخرين، ولذلك بمجرد أن التقينا أنا والدكتور برهان فتحنا هذا الملف وكيف يمكن أن نعالجه. 

الكاردينال كان يسمع أنَّ المسيحيين في خطر، والنظام يتحدث بهذا الموضوع عبر "البروباغندا" (الدعاية الموجّهة) الكبيرة له، وأنا تحدثت أمام الكاردينال عن تاريخية العلاقة في بلادنا بين المسيحيين والمسلمين، وقلت له: يا سيدنا، أنا من مدينة (مدينة قطنا) سكانها مسيحيون ومسلمون، والكنائس في بلادنا منذ 1500 سنة لازال اسم الله يُذكر فيها، والصليب على أبوابها، وأتحدَّى أن يقول أحد في التاريخ: هناك صبي مسلم رمى حجرًا على جدار كنيسة منذ 1500 عام، هل الآن قرر المسلمون أن يصبحوا متوحشين وبرابرة؟! وضعناه في جوهر القضايا بأن النظام طائفي، وكنا نقدم في بعض الأحيان معلومات جديدة حول طائفية النظام والصلة بين [النافذين في - الشاهد] الطائفة العلوية المتحكمة في مفاصل الوضع الأمني والقرار فيها وبين ولاية الفقيه والنظام في طهران الذي يقدم هذا النوع من الدعم، ويشجع الحل العسكري، ويقول: لا شيء غير الحل العسكري. ووضعناه في هذه الأجواء، وجرى تواصل أيضًا في وقتها من بعض الشباب اللبنانيين، وأخذت موعدًا مع البطريرك [غريغوريوس] لحام، وهو بطريرك الروم الكاثوليك في سورية، وأن نلتقي في روما؛ لأنَّ هذا بطريركًا وله دور مهم، وأنا كنت سعيدًا بأن آخذ تلك الفرصة، ولكن للأسف أنا ذهبت للموعد والبطريرك لم يجرؤ أن يأتي إلى الموعد، أو أنه استشار بعض الناس، ونصحوه ألا يأتي إلى الموعد. ومن صفحات هذا الملف ذهبت إلى الفاتيكان أكثر من مرة، والتقينا هناك بالجمعيات المسيحية المتخصصة، وكان لنا دور هناك، وإحدى الجمعيات كانت قد قامت بمؤتمر للأديان، وكان قد أتى مشايخ من الأزهر والسودان والعراق، وقدّمنا رؤية، وكان من لبنان سمير فرنجية ممثل قرنة شهوان، وهي جهة مسيحية معنية بالعروبة، وكيف أنَّ المسيحيين ليسوا في وارد حماية الأقليات ولا يعتبرون أنفسهم أقلية، فهم من أهل البلاد مثل كل المكونات في أي مجتمع. وكان هناك بحث عميق لهذا الموضوع حول المسيحيين في الوطن العربي عمومًا، وعندما نتحدث عن المسيحيين في الوطن العربي فذلك يعني في مصر وبلاد الشام، وهذا الملف عملنا به واستمر لفترة.

 لم تكن قد ظهرت داعش بعد ولا [جبهة] النصرة، ولم يكن هناك شيء، غير أن النظام كان يخرج هذا الشيء (تلك الادعاءات)، وكان جهدنا أن نرد ما يقوله النظام، وهم ليست لديهم وقائع، ولكن فيما بعد حين خرجت داعش والدعايات الأخرى صار الموضوع أعقد، ولذلك حين تدخّل اللبنانيون وافق البطريرك أن ألتقي به، ولكن يبدو أنه حين استشار نصحوه بألا يقوم باللقاء.

 في مبادرة الدكتورة بسمة قضماني، هي التي بادرت بالاتصال بي وزارتني في منزل عائشة [أرناؤوط]، وفتحنا ملفًا (أنا والدكتورة بسمة) وهو: التحضير لإحياء الذكرى الأولى للثورة السورية في 15 (آذار/ مارس) 2012. وفعلًا، تواصلنا مع الأستاذ صبحي حديدي وفاروق مردم بك؛ لأنهم من المثقفين السوريين ولديهم وجود منذ عقود من الزمن، ولديهم خبرة أدبية وفنية، والتقينا أكثر من لقاء في منزل السيدة بسمة قضماني، وعملنا مشاريع ومخططات، وتولى كل شخص ما لديه من مهام، ولكن للأسف لم يتمّ المشروع. وفي تلك الفترة وفي 24 (شباط/ فبراير) [2012] بالذات، حين انعقد في تونس مؤتمر أصدقاء الشعب السوري أرادت السلطات الفرنسية أن تُشركنا أنا والسيدة سهير الأتاسي -الخارجين حديثًا من الداخل السوري ولنا علاقة تاريخية بالمعارضة- في هذا المؤتمر، وكانت هناك جهود ملموسة من وزير الخارجية شخصيًا السيد آلان جوبيه، ولكن لم تُوفّق فرنسا في تمكيننا من الحضور، ففي المرة الأولى، ذهبنا إلى المطار، وعدنا؛ لأن "الفيز" لم تصل، وفي اليوم التالي، قالوا: نرسلكم لتسافروا مع وزير الخارجية في الطائرة الرسمية التي ستنقله مع الوفد الرسمي. وفعلًا، ذهبنا إلى المطار ووضعنا حقائبنا أنا والسيدة سهير في الطيارة، وجلسنا مع الوزير، وتحاورنا حول الوضع في سورية، وكانت الآمال مفتوحة جدًا، وفرنسا داعمة للثورة السورية بشكل ملحوظ، وتوجهنا للطائرة، ومن باب الطائرة جاء للوزير اتصال يخبرونه بأنَّ السلطات التونسية لم تسمح لجورج وسهير بالدخول بسبب عدم وجود "الفيز"، وعدنا من المطار.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/07/24

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسد المجلس الوطني السوري

كود الشهادة

SMI/OH/56-43/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

باريس

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

12/2011-2/2012

updatedAt

2024/11/15

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جبهة النصرة

جبهة النصرة

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

الفاتيكان

الفاتيكان

الأزهر الشريف

الأزهر الشريف

الشهادات المرتبطة