الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

السفر إلى مصر واستعصاء العودة لسورية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:19:00:02

رجعت إلى سوريا طبعًا أنا طلبت من العقيد رياض الأسعد، وقلت له: لماذا تجلس في المخيم ولماذا لا تنزل إلى سورية حتى لو زيارة؟، فقال: سأحاول، ولكنه لم ينزل، وقلت له إن المنطقة هناك كلها [ثائرة] والأمور جيدة وكل الناس مع الثورة والحاضنة الشعبية أصبحت قوية، ثم عدت إلى سورية واستمر عملنا في تلك المرحلة ضد النظام والدوريات، ولا يوجد استهداف لنقاط عسكرية كبيرة، ولا يوجد خطة للتحرير لتحرير منطقة أو قرية، وكان كل العمل ارتجاليًا أو صنع كمائن أو إذا حصل اشتباك فأنت تذهب من أجل المؤازرة وهكذا كانت تلك الفترة في 2011، وفي نهاية عام 2011 وفي إحدى المرات، وطبعًا في جبل الزاوية سيطر الجيش على مناطق وقام بجمع نفسه في مناطق وبقيت بعض القرى فارغة، ونحن كنا نلتقي في هذه القرى الفارغة، يعني عدنا وبدأنا نتواصل مع بعضنا ونصل إلى بعضنا عن طريق طرقات نحن نعرفها، وفي إحدى المرات جاءتنا معلومات أن الجيش سيعود وينتشر مرة ثانية، فقررنا التفرّق، وكان عبد الرحمن قنطار قد قرّر الاختباء في صلنفة حتى تغادر هذه الموجة (انتشار الجيش)، فقلت له: لماذا لا تذهب معي إلى الحدود التركية إلى ريف جسر الشغور الشمالي؟ فقال إنه يريد الذهاب إلى صلنفة إلى أخواله، فأوصلني إلى الحدود وقال لي: أنا اليوم لن أعود وسأذهب إلى صلنفة، وعند الساعة تقريبًا الثانية ليلًا اتصل معي عبد الرحمن قنطار وهو ابن منطقتي ويعرفني ودائمًا يقول لي: إما حمادين زعتر أو أبو محمود، وعندما اتصل معي قال لي: يا أبو زعتر هل سوف تأتي اليوم؟، وطبعًا لم يكن يوجد اتفاق بيننا أنه سيعود اليوم حتى تنتهي هجمة النظام، فقلت له: نعم سوف أعود، فقال: لا تنسَ الأغراض التي أوصيتك عليها، فقلت له: سأحضرها لك، وأنا فهمت من اتصاله أنه اعتقله الأمن، فاتصلت مع أخيه الأستاذ عبد الله وهو كان موجودًا في تركيا، وقلت له: يبدو أن عبد الرحمن اعتقله الأمن، وقلت له إنه اتصل معي وأنا من خلال هذا الاتصال فهمت أن الأمن اعتقله، وهو قال لي إنه سيذهب إلى صلنفة، وفعلًا تبين أنه قد اعتقله الأمن.

نحن في تلك الأثناء كنا نتواجد في هذه المناطق على الحدود التركية في قرية الكستن وهي تابعة لدركوش أو حول دركوش في منطقة سهل الروج، واستمرّ الوضع بهذا الشكل، وكنا ندخل إلى الغاب، وطبعًا الجيش كما ذكرت أنه قد انتشر ويعود ويجتمع، يعني ينتشر ويسيطر على المنطقة كلها، يعني مثلًا سيطر على 20 قرية، ومن هذه القرى العشرين يكون له نقاط في عشر قرى، ونحن كنا نتحرك بين الجيش بشكل منفرد، أو كل اثنين على دراجة نارية، نحن أولاد المنطقة ولم نتوقف عن استهداف الجيش والنظام أبدًا، واستمر هذا الوضع إلى شهر شباط، وفي هذه الفترة أنا كنت أتنقّل بين سورية وتركيا بشكل سهل جدًا، فجاءني اتصال من شخص وقال لي: يجب أن تأتي إلى اسطنبول، وهذا الشخص عرّف عن نفسه أنه من جماعة الشيخ عدنان [العرعور]، وقال لي إنه لك حجز إذا أردتَ أن تأتي، فقلت له: بالتأكيد سآتي، لأنني سابقًا طلبت من الشيخ عدنان طلبات، فكنت أظن أنه قد جاء شيء من الطلبات.

وعدت بالحديث للوراء قليلًا، في هذه الفترة أعطاني رياض الأسعد خمسة قواذف مع الحشوات وأعطاني رشاشات، وقال: أعطِها لفلان وفلان، وكان لي قسم منها، وبدأ ينشط عسكريًا رياض الأسعد في تلك الفترة، وأصبحت علاقتنا معه أقوى.

فأنا دخلت إلى تركيا وذهبت إلى إسطنبول في شهر شباط/ فبراير وفي اسطنبول جاءني اتصال وقال إن الشيخ ينتظرك في مصر ويجب أن تذهب إلى مصر، [فقلت له]: لا يوجد مشكلة، وقال إنه يوجد لك حجز، ثم ذهبت إلى مصر ولكن لا يوجد أحد ينتظرني هناك من قبل الشيخ، وطبعًا أنا أجريتُ اتصالاتي بأنني سأذهب إلى مصر قبل إقلاع الطائرة وتواصلت مع زهير الصدّيق، فقال لي: سأرسل لك شخصًا إلى المطار، وفعلًا أرسل لي شخصًا إلى المطار وأخذني إلى زهير الصدّيق واستقبلني في شقة ومكتب وتعرّفت إليه وبقيت عنده عدة أيام على أمل أن يتواصل معي جماعة الشيخ عدنان، ولكن خلال أربعة أيام لم يتواصل معي أحد، فاتصلت مع الشخص وقال: نحن سنتواصل معك بعد عدة أيام وعليك الصبر، وقال إن الشيخ مشغول ومريض، ولكنني بدأت أشكّ بأنه يوجد شيء، وهل من المعقول أنهم أحضروني من سورية إلى هنا وبعدها تختلف الأمور؟ وكان من المفترض أن ينتظرني أحد أو يقابلني.

وبنفس الوقت زهير الصدّيق رجل مخابراتي، يعني عندما تعيش معه أو تتعامل معه يجب أن تكون [حذرًا]، مثلًا تظنّه ذهب ليشرب ماء فجأةً يختفي ويصبح هاتفه خارج التغطية، ثم تجده أمامك بشكل فجائي، وأنا رأيت أن الوضع خطير وأنه يجب عليّ العودة، فحتى حقيبة ثيابي تركتها عند زهير الصدّيق ولم أقل له إنني سأسافر، وقطعتُ [تذكرة] بالطائرة وحدي بدون أن أخبر أي شخص، وتركت حقيبتي، واتجهت إلى المطار وسافرت إلى تركيا، وعندما وصلت منعني الأمن من الدخول إلى تركيا، وفي تلك الأثناء إما أن يعيدوك إلى البلد التي جئتَ منها أو سيعيدونك إلى بلدك الأم إلى سورية، فأعادوني إلى مصر، وأنا حاولت كثيرًا و أجريتُ اتصالاتي واتصلت مع العقيد رياض الأسعد ومع الأشخاص الذين أعرفهم، ولكنهم لم يستطيعوا إدخالي إلى تركيا، فأعادوني إلى مصر، فعرف زهير الصديق أنني سافرت إلى تركيا، فقال: لماذا لم تخبرني؟ فقلت له: أنت استقبلتَني ولكنني لست مُلزَمًا أن أخبرك.

أنا التقيتُ مع شخص في مصر وهو [محمد] مأمون الحمصي، وهو كان إنسانًا صادقًا جدًا وصاحب دين وأخلاق، وتعرّفت إليه وأصبح بيننا ثقة وأصبحنا نجلس ونتحدث مع بعضنا كثيرًا في تلك المرحلة، والتقيت مع شخص من عندنا من ريف حماة من عائلة الديري اسمه عبد الستار الديري أبو رامي، وطبعًا أنا أعرفه، وهو أخ الحاج محمد الذي ذكرناه سابقًا، والتقيت معه في مصر وهو صديقي والتقيت معه وجاء معي إلى منزل زهير الصديق وهو يعرف زهير الصديق، والتقيت هناك مع العميد حسام العواك، والتقيت مع الكثير من الشخصيات من المعارضة السورية، ومنهم باسل كويفي من الزبداني، وهو الآن عاد إلى النظام، والتقيت مع المفتي حاليًا أسامة الرفاعي وعدة شخصيات في تلك المرحلة، وعندما وجدت أنني عالق في مصر قررت الخروج من منزل زهير الصدّيق، وهنا زهير الصدّيق دعا إلى شقته شخصيات ومنهم ياسين ياسين أخو أبو طلحة أحرار الشام، والملازم بسيم الخالد أحد الضباط الأوائل الذين تعرّفت إليهم في الثورة، والتقيت بهم هناك عند زهير، ومنهم محمود العكل من جبل الزاوية من كفر نبل، وأنا أعرفهم بشكل شخصي، فقررت الخروج وأنا لا أعرف ماذا يعملون ولكن أنت بمجرد أن تعاشر هذا الرجل تعرف أنه رجل خطير، فقررت الخروج من البيت أنا وأبو رامي (عبد الستار الديري)، وقلت له: أنا سأخرج، وإذا أردت الخروج معي فجهّز نفسك، فقال: بالتأكيد سوف أخرج، فخرجنا واستأجرنا منزلًا في منطقة المهندسين، وأصبحنا نجتمع مع الناس من المعارضة، وفي تلك المرحلة في مصر كان الحكم للعسكر بقيادة المشير [محمد حسين] الطنطاوي، ولم يكن يوجد رئيس جمهورية في مصر، وبقيت تقريبًا مدة شهر ونصف وأنا أحاول [السفر]، ثم سافرت إلى العراق وأيضًا منعوني من الدخول إلى العراق وأعادوني إلى مصر، ثم سافرت إلى الأردن ومنعوني من الدخول إلى الأردن وأعادوني إلى مصر، ثم تكلمت مع شخص وقال لي: تعال إلى تركيا وأنا سأقوم بإدخالك، فسافرت إلى تركيا ولكنهم منعوني من الدخول، وأنا كنت أنشط لصالح الثورة هناك في مصر، والتقيت مع عدة شخصيات، والتقيت مع نذير الحكيم هناك، وتعرفت عبر الهاتف إلى رياض الشقفة، وتعرفت إلى أكثر من شخصية في مصر، وتعرفت إلى الشيخ الشهال (داعي الإسلام) -رحمه الله- من لبنان، وطبعًا أكثر الأشخاص الذين تعرفت إليهم كانوا عن طريق باسل كويفي، وباسل الكويفي كان لديه مكتب للمعارضة، وكان يوجد في هذا المكتب أو تجتمع في هذا المكتب كل المعارضة، والتقيت مع شيخ الحقوقيين هيثم المالح، وطبعًا أنا التقيت مع هيثم المالح في 2011 في اسطنبول في المؤتمر، ثم التقيت معه في مصر، وكان همّي العودة إلى سورية بأي شكل. 

فتكلمت مع الشيخ داعي الإسلام الشهال، وذكرت له وضعي، وقلت له: عندي مشكلة في لبنان وأنا مطلوب في لبنان، فقال لي الشيخ: سوف أرى اسمك وحتى إذا كان موجودًا اسمك على الكمبيوتر فأنا يمكنني إدخالك إلى لبنان، يعني يمكنني إزالة اسمك، وبعد أن تدخل.. -وطبعًا لبنان كانت الخيار الأخير-. وتعرفت إلى شخص من الزبداني اسمه أبو العز، وهو الاسم الحركي، وأنا أعرف اسمه الشخصي، وهذا الرجل كان شهمًا وكان يدعم ثوار الزبداني، وأيضًا قال لي هذا الرجل: إذا جئت إلى لبنان فأنا عندي علاقاتي في لبنان ولا تهتم، وسوف أقوم بإدخالك بدون أذيّة، وأخذت هذه المرحلة معي تقريبًا من شهر شباط/ فبراير حتى تموز/ يوليو يعني حوالي خمسة شهور.

ثم جاء شخص زارني سابقًا في تركيا واتصل معي، وهو موجود في تركيا، وطبعًا الشباب الثوار أو الناس الذين دخلوا إلى تركيا في البدايات يعرفونه، وهو أبو عادل فستق، وهو مقيم في أنطاكيا، وهو سوري ولكنه مُجنّس قديمًا، وهو كان من البعث اليمين، وهو تركي [الجنسية] وهو شخص جيد ومحترم جدًا وخدم الثورة كثيرًا، وهذا الشخص اتصل معي وزارني في مصر فقال لي: أنا سأقوم بإدخالك إلى تركيا، وبقي عندي في مصر خمسة أيام ثم عدنا سويةً إلى تركيا، ولكن الأتراك منعوني من الدخول، وطبعًا حاولنا الوصول إلى السفارة التركية في مصر وذهبت إلى السفارة ولكن لم أحصل على نتيجة، وفي هذه الفترة عندما ذهبت مع أبو عادل قال لي أبو رامي إنه سيذهب إلى الأردن فذهب أبو رامي إلى الأردن، عبد الستار الديري الذي كان موجودًا معي -وطبعًا الرجل لا يوجد عنده أي مشكلة ويستطيع الذهاب إلى تركيا ولا يوجد عنده أي مشكلة في البقاء في مصر ولكنه بقي موجودًا حتى لا أبقى وحدي لأنني لا أستطيع السفر إلى أي بلد- فقال إنه سيذهب إلى الأردن بما إنني سأسافر إلى تركيا، فذهب إلى الأردن ونقل عائلته من سورية إلى الأردن بالطائرة -الطيران كان متوفرًا- وهو أصبح في الأردن وكنا على تواصل يومي، ولكن عندما أعادني الأتراك إلى مصر قال لي: تعال إلى الأردن وسوف أقوم بإدخالك إلى الأردن، فحجزت بالطائرة وذهبت إلى الأردن ولكنهم منعوني من الدخول إلى الأردن، وهذا الكلام تقريبًا في بداية شهر تموز/ يوليو، وكانت الميليشيات الطائفية في سورية يعني أصبحت علنية، وأصبحوا يذبحون السوريين بشكل علني وواضح وفاضح، وأثناء وجودي في المطار وعندما منعوني من الدخول فقدتُ أعصابي و بدأت أتحدث بكلام لا يجب أن أتحدث به، و بدأت أسيء للملك.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/01/13

الموضوع الرئیس

منع السفر

كود الشهادة

SMI/OH/74-22/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012

updatedAt

2024/04/26

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-الكستن

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة