جبل الزاوية منطقة محررة وتأمين الانشقاقات والخروج إلى تركيا
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:17:02:16
عندما كنا نخطط للانقلاب على بشار [الأسد] لم تكن الغاية استلام سلطة أو مناصب، ولكن كانت الغاية هي حماية الشعب من الجبروت والإجرام الذي يقوم به الجيش، وعندما أعلنا انضمامنا إلى حركة الضباط الأحرار بموجب البيان الذي أصدره المقدم حسين هرموش أثناء انشقاقه، كان قراره هو وقوفه إلى جانب الشعب، وبالتالي عملنا على أن نكون نحن أقرب ما يكون كحركة الضباط الأحرار إلى جانب الشعب بالنسبة للمظاهرات من أجل حمايتها، وأيضًا بالنسبة لتشكيل مجموعة حماية المظاهرات؛ حتى يطمئن المتظاهر من ألا يُقتل أثناء خروجه بالمظاهرات، وكي تزداد أيضًا الأعداد الكبيرة باتجاه الدول والمجتمع الدولي أنه هناك مظاهرات سلمية، وهناك مجموعة من ضباط وعناصر حركة الضباط الأحرار ليست غايتها القتل، وليست غايتها سفك الدماء، ولكن غايتها حماية المدنيين، وحماية أرواح الذين يطالبون بحق مشروع أمام المجتمع الدولي والجميع، وهو المظاهرات السلمية، وحتى أثناء العمل على مدرسة مرعيان كان هذا الحاجز هو عبارة عن حاجز للقوات الخاصة بقيادة المقدم حسين الموسى -على ما أعتقد كان اسمه- كان يسيء للمارة والمدنيين والنساء، وكان يتصرف تصرفات لا أخلاقية بحق الموجودين، وبالتالي من واجب حركة الضباط الأحرار والضباط الموجودين كقيادة أن تقوم بواجبها الإنساني والأخلاقي، وأيضًا العسكري في حماية المدنيين وحماية المظاهرات السلمية، وأيضًا منع التجاوزات تجاه المدنيين، وإخراج قوات النظام كعسكريين موجودين ضمن هذه المناطق؛ من أجل تحرير وحماية المنطقة بشكل كامل. هذا كان قرارًا أساسيًّا، وهو مبدأ بدأه المقدم حسين هرموش في البيان، واستمرينا عليه كضباط موجودين؛ من أجل إعلام المجتمع الدولي أن هذه المظاهرات التي خرجت في درعا ودمشق وحمص وبانياس والبيضا وإدلب وجبل الزاوية ليست غايتها إلا الحرية والعدالة والديمقراطية التي خرج لأجلها هؤلاء المدنيون، وتغيير نظام السلطة الاستبدادي الديكتاتوري الذي يملك عشرات الأفرع الأمنية، وهذه الأفرع كانت عبارةً عن مسالخ للمدنيين، ولا يوجد احترام لحقوق الإنسان، ولا يوجد احترام لأدنى مواطن بالنسبة للكرامة والإنسانية.
بعد أن قمنا بتأمين المنطقة بشكل كامل، وتمّ تحرير مدرسة مرعيان وكنصفرة وحاس وابلين، والمنطقة جميعها أصبحت محررةً من النظام، وهناك حفظ أمن أيضًا بالنسبة للثوار، ولضمان أرواح المدنيين الموجودين، كان هناك ثوار يسهرون على مفارق الطرق ليلًا ونهارًا؛ لحمايتهم من تدخل أفرع المخابرات أو دوريات أمنية، أو عناصر شبيحة.
حدث الخلاف البسيط أن هناك جهة مع العقيد رياض الأسعد كقائد الجيش الحر، وبقية المنطقة وبقية المحافظات أيضًا مع المقدم حسين هرموش، تواصلت مع شقيق حسين هرموش أبو المنتصر (محمود مصطفى هرموش – المحرر)، وقلت له: هناك بعض الخلافات حصلت يجب أن يكون المقدم حسين والعقيد رياض مع بعضهما حتى تكون البندقية واحدةً والسلاح واحد والهدف واحد، وخاصةً أن العقيد رياض الأسعد من قرية ابديتا، والمقدم حسين هرموش من قرية ابلين، وبالتالي هما أبناء منطقة واحدة، ويجب أن لا يكون هذا الخلاف كي لا يتوسع، وبالتالي يؤثر على المظاهرات، ويؤثر على عمل حركة الضباط الأحرار التي من مهامها الأساسية حماية المظاهرات السلمية.
أبو المنتصر قال: أنا مع الوحدة، والمقدم حسين هرموش بالتأكيد مع الوحدة، ولا أعتقد أنه سيقف ضد ذلك، وإذا رفض أنا سأكون مع العقيد رياض الأسعد؛ لأنه لا يمكن أن نقبل أن يكون هناك سلاحان. هذا الكلام بشكل دقيق تكلمنا به، وقررنا الذهاب إلى تركيا.
نحن أعلنا انشقاقنا، وكان الانشقاق في تاريخ 17 آب/ أغسطس 2011، وكان هناك الجميع وكل منطقة جبل الزاوية تعلم بتواجد الضباط، وقوة حركة الضباط الأحرار في هذه المنطقة، وقدرتها على تأمين الحياة اليومية للمدنيين من ناحية الحماية، ومن ناحية الذهاب والعودة، كل هذا كان موجودًا.
خطة الانقلاب بقيت موجودةً معنا نحن أنا والنقيب يوسف يحيى وعارف النبهان، ويوجد قسم من الضباط: النقيب عكرمة بكور، والشهيد عكرمة أيضًا كان موجودًا في قطعته، والرائد أمين مصطفى أيضًا موجود، وكان يوجد أعداد من الضباط أيضًا، وكنا عندما نتواصل معهم من أجل التأكيد كل يومين و3 أيام نتواصل ونقول لهم: هل أنتم جاهزون لأجل العرس؟ العرس سوف يكون يوم الجمعة، يجب علينا تجهيز الطاولات، كم ضيف سوف يأتي معكم؟ وكان هذا الترميز بيننا وبين الضباط في القطعات، وكانوا أيضًا واعين جدًّا جدًّا، النقيب عكرمة والرائد أمين يجيبوننا بنفس الحدث بهذا الأمر، ودون أن يكون هناك شكوك إذا كان هناك تنصت، وبالتأكيد طبعًا كانوا يتنصتون على المحادثات بشكل كامل.
بعد لقائي مع أبو المنتصر، وقراري بالذهاب، أبو المنتصر مباشرةً استجاب لهذا الموضوع، وتواصل مباشرةً مع أشخاص مضمونين -سائق سيارة- وطبعًا قبل ذهابي إلى تركيا أريد أن أقول: إنه تم تأمين الرقيب الشهيد علاء يحيى منشقًّا من دير الزور إلى حمص، ومن حمص إلى حماة، ومن حماة وصولًا إلى جبل الزاوية إلى منزل حسين هرموش بعتاده الكامل: البندقية والخوذة، وكانت هناك طريقة تواصل وثقة دقيقة جدًّا جدًّا بين المتظاهرين والناشطين والعساكر لدرجة أن النظام أوقع عددًا كبيرًا من النشطاء بكمائن، وكان يكلف عسكريين للتواصل مع النشطاء من أجل الانشقاق، ويذهب النشطاء إلى منطقة محددة من أجل تأمينهم حتى لا يتمّ قتل العسكريين، ويتفاجؤوا بكمين، ويتم قتل النشطاء بشكل كامل، ومع ذلك تم تأمين الرقيب علاء يحيى بسلاحه من دير الزور إلى حمص إلى حماة إلى منزل المقدم حسين هرموش، وقال للنقيب يوسف يحيى: هذه الأمانة وصلت إليك.
كان شعور ومحبة وأمل بالنصر غير طبيعي، وهذا كان موجودًا عند الجميع، وليس فقط عند النشطاء، وكان أصحاب الأفران يوزعون الخبز مجانًا، وأصحاب المطاعم يوزعون على المتظاهرين، وفي الساحة في المظاهرات عندما يكون هناك حر شديد تجد أطفالًا يقومون ببخ الماء على المتظاهرين حتى تبقى المظاهرة صامدةً وبزهوتها وبشعاراتها بشكل كامل، أي خلية نحل كاملة سواءً كانوا نشطاء أو إعلاميين أو مدنيين، وحتى النساء كنَّ موجودات على االشرفات ترششن الرز والزغاريد، وخاصةً عندما تمر مجموعة حركة الضباط الأحرار، وكان [الواقع] غايةً في الروعة والدقة.
جاءت السيارة إلى منزل المقدم حسين هرموش، [وكان المكلف بنقلنا] موثوق بشكل كامل، [وكان] مكلفًا بأكثر من مهمة خطيرة وكان الرجل ينفذها لذلك كان هناك ثقة كاملة، وركبت أنا والنقيب يوسف يحيى والشهيد علاء يحيى أيضًا شقيق النقيب يوسف، وتركنا المسدس لأنه لا يمكننا إدخال السلاح باتجاه تركيا، ولكن أخذنا معنا قنابل في حال اصطدمنا مع حاجز أو حاجز طيار تكون معنا القنابل حتى ندافع عن أنفسنا بالقنابل، مستمرون مستمرون حتى لو أن الأمر كان غايةً في الخطورة، ولكن بما أننا أعلنا الانشقاق لم يعد يهمنا أي خطر في المستقبل.
الطرق من ابلين إلى عزمارين عبارة عن طرق جبلية ووديان، وكانت الطرق متشعبةً، ولكن كان السائق دقيقًا ويعرف الطرقات، فكان يمر بجانب الحاجز ويشير لنا بيده: هناك يوجد حاجز، وهناك يوجد حاجز، إلى أن وصلنا إلى عزمارين. ومنطقة عزمارين كانت مؤيدةً بشكل كامل، ومنطقة عزمارين فتح لها النظام خط التهريب بدون مراقبة وبدون رقابة، ويُسمح بتهريب الوقود والنفط، وكان كلما تنتهي كمية النفط كان النظام يزيد النفط لمنطقة عزمارين لأجل بقاء هذه النقطة الحدودية مع النظام، ومنطقة الثوار شبه محاصرة.
وصلنا إلى هناك إلى نهر العاصي، ولم يكن أيضًا بين سورية وتركيا سوى نهر العاصي، ولا يوجد أسلاك شائكة، ولا شيء، وحملنا حقائبنا، وتم دفن القنابل ضمن منطقة آمنة، لا يوجد خطر على أي أحد في النهر، ودخلنا إلى [منطقة] حجي باشا، ومع ذلك كان النظام لديه عملاء داخل المناطق التركية، وخاصةً حجي باشا حيث كان هناك عمالة كبيرة مع المختار ومع الأشخاص، وطبعًا المنطقة الحدودية بين سورية وتركيا، الأتراك يتحدثون اللغة العربية، والسوريون يتكلمون اللغة التركية، وهناك صلات قرابة و صلات زواج على طول الحدود من اللاذقية إلى الحدود العراقية، هذه الحدود كلها يوجد فيها تشابك بالموضوع، لذلك النظام استغل هذا التواصل، وكان له عملاء داخل تركيا.
الشيء الجميل عندما وصلت قطَعت نهر العاصي وهو عبارة عن 4 أمتار، وأصبحت في تركيا، وكان هناك مزارع أبلغناه أننا نريد تسليم أنفسنا إلى الجندرما التركية، فقام بالاتصال مع رئيس البلدية في قرية حجي باشا ومع مختار حجي باشا ومع نقطة المراقبة العسكرية التركية، وقال بالحرف الواحد: أنا تواصلت مع 3 جهات حتى لا يتم تسليمكم [للنظام]؛ لأنه كان يتم التسليم طبعًا بدون علم الحكومة التركية.
تحدث معنا باللغة العربية، وتحدث مع الدوريات والمختار ورئيس البلدية باللغة التركية، وكان النقيب يوسف يحيى أثناء الدوام قبل الانشقاق كان قد دخل دورة لغة تركية، وبالتالي فهم كلام الشخص التركي ماذا يتكلم على الهاتف.
جاءت دورية الدرك (الشرطة) التركي، وذهبنا معهم باتجاه المنطقة العسكرية، وتم التواصل مع الجهات في مخيم الضباط، وإبلاغهم بوصول ضابطَين اثنَين، وبعدما عرفوا أسماءنا وعرّفناهم بأنفسنا، تم نقلنا من حجي باشا إلى مخيم قربياص في قرية قربياص على أيضًا الحدود التركية السورية.
طبعًا نحن أول وصولنا إلى الحدود التركية، قطعت نهر العاصي، واتصلت مباشرةً مع المقدم حسين هرموش، وطبعًا على الحدود اتصال الشبكة السورية يعمل، فاتصلت مع المقدم حسين هرموش، وأبلغته أننا وصلنا، وأننا متجهون باتجاه مخيم الضباط، وبعدها سنلتقي أيضًا مع المقدم حسين هرموش، وطلب أن نذهب فورًا باتجاه تواجد المقدم حسين، ولكن لم يكن بمقدورنا ذلك؛ لأنه تم إبلاغ الجهات التركية المسؤولة: المختار ورئيس البلدية والجندرما التركية، وبالتالي لم يعد بمقدورنا التحرك بشكل منفرد، وأصبح القرار رسميًّا، وجاء رئيس البلدية وألقى علينا التحية، وجاء المختار بسيارته، وجاءت الجندرما، فلم يعد بإمكاننا أن نذهب ونلتقي مع المقدم حسين قبل أن نلتقي مع العقيد رياض [الآسعد]؛ لأنه أصبح يوجد معلومات وصلت إلى الجندرما، وبالتالي يجب أن نتحرك بالشكل الرسمي التركي.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/12/29
الموضوع الرئیس
الانشقاق عن النظامبدايات الحراك العسكري في الثورةكود الشهادة
SMI/OH/48-11/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
النصف الثاني من عام 2011
updatedAt
2024/03/22
المنطقة الجغرافية
محافظة إدلب-عزمارينمحافظة إدلب-ابلينمحافظة إدلب-جبل الزاويةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
حركة الضباط الأحرار
الجيش العربي السوري - نظام
حرس الحدود التركي / الجندرما
مخيم الضباط السوريين في تركيا
القوات الخاصة - نظام