الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أحداث "السبت الدامي" والاشتباكات الأولى في مدينة البوكمال

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:19:45:01

التوثيق هو حرفة وهو صنعة واحتراف وتخصص، وطبعًا أنا أستاذ مدرسة وليس من مهمتي التوثيق، ولكن بعدما أدركت أن هذه الثورة هي ثورة عظيمة، واعتبرتها منذ الأيام الأولى من أعظم ثورات الأرض وأنها مقبلة على تحديات جسام؛ لذلك وجب علي يعني كنت أفكر في داخلي أنه يجب أن أوثق وخاصة أنني لم أرَ أحدًا يتحدث عن توثيق الأحداث والأحداث في كل يوم تتصاعد وتكبر، وفي البداية كنت أوثق أحداث الثورة السورية كاملة يعني عن طريق القنوات العربية والقنوات المحلية، ولكن رأيت أن الأمر عظيم وكبير ولا أستطيع أن أتواصل فقررت من بداية ثورة البوكمال و"جمعة الصمود" التي هي كانت بتاريخ 8 نيسان/ أبريل 2011 أن أبدأ بالتوثيق وخاصة أنني رأيت نفسي في كل حدث، وفي أغلب أحداث ثورة البوكمال أجد نفسي في قلب الحدث وبدأت بالتوثيق وخاصة أنه عندنا أحداث جسام في البوكمال من بداية الثورة وحتى خروجنا، يعني من بداية  8 نيسان/ أبريل 2012 [المقصود 2011 - المحرر] وحتى خروجنا من البوكمال في شهر تشرين الأول/ أكتوبر أو شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2017.

التوثيق يجب أن يكون صادقًا في نقل الأحداث ونقل الحدث، سواء في المناطق التي تتعرض للقصف الجوي أو القصف المدفعي أو أي حدث، يعني كنا نذهب ونعاين الحدث ونكتب عدد الشهداء وعدد الجرحى والأضرار في المنازل وخاصة بعد أن تشكل المجلس المحلي الثوري، وكان يوجد الكثير من الناس بدؤوا يساعدوننا ويأتون إلى المجلس إذا كان عندهم جريح أو شهيد، وهم كانوا أيضًا يساعدوننا في هذا الأمر، ولكن دائمًا نحن نتخذ الحيادية والمصداقية في توثيق أي حدث والحمد لله كانت كل معلوماتنا وحتى أذكر في إحدى المرات زارتنا منظمة "هيومن رايتس واتش" وقالت: يجب تزويدنا بتوثيقات عن عدد المصابين والشهداء. وقدمنا لهم القوائم والحقيقة أعجبت بها جدًا وقالت...، وكان موجودًا عندنا اسم الشهيد الثلاثي واسم الأم ومكان وتاريخ الولادة ونوع الإصابة وتاريخ الاستشهاد ومكان وسبب الاستشهاد، وأذكر أن هذه هي النقاط العريضة في قائمة الشهداء وعندما رأتها منظمة "هيومن رايتس واتش" الحقيقة إنها أعجبت بهذا التوثيق وشجعتنا وبعدها انقطعت، وهي كان من المفترض أن تتابع وتساعدنا، ولكنها انقطعت عن مدينة البوكمال بعد تصاعد الأحداث فيها.

الحقيقة البوكمال قبل "جمعة الصمود" ليست كما بعدها، والبوكمال تغيرت جملة وتفصيلًا وأصبحت مدينة محسوبة على الثورة، وأصبحت مدينة خارجة عن النظام ولها مطالب محددة؛ لذلك النظام منذ البداية بدأ يرسل الوفود من القصر الجمهوري ومن محافظة دير الزور باتجاه مدينة البوكمال، وزارت عدة وفود المدينة وطبعًا كانت الزيارة إلى شعبة الحزب (حزب البعث) وإلى مفرزة الأمن العسكري، وكانوا يلتقون بعدد من وجهاء المدينة والهدف هو إخماد الحراك السلمي والهدف هو الالتفاف على الحراك ومحاولة أخذ ضمانات من الوجهاء، ولكن في الحقيقة إنه لم يتمكن الوجهاء من إعطائهم ضمانات وأصلًا حتى الوجهاء لم يضغطوا على الثوار، وبدأت الوفود تأتي إلى البوكمال وشكّلوا أيضًا وفدًا من مدينة البوكمال لمقابلة رأس النظام في دمشق وقابل الوفد، وكان له عدة مطالب منها تحويل مدينة البوكمال إلى محافظة وأيضًا البدء بإيجاد مشاريع استثمارية لتشغيل الشباب وأيضا أمور متعددة منها أيضًا نقل رئيس مفرزة الأمن العسكري وإبعاد السطوة الأمنية فعاد الوفد بخفي حنين وفقط تم التوافق على نقل رئيس مفرزة الأمن العسكري غسان عزام وهو برتبة عقيد، ولكنه عاد بعد أشهر إلى مدينة البوكمال في تحدٍ واضح لأهالي المدينة.

طبعًا في شهر أيار/ مايو وبعد أحداث ثورة البوكمال يعني شعرت كل القوى الأمنية والعسكرية بأنها ضعيفة أمام الثوار، والثوار في ازدياد وهم في نقصان يعني في كل يوم يزداد الثوار، ويزداد المناصرون والمؤيدون للثورة فوجدوا أنفسهم في حالة ضعف وتقهقر؛ لذلك اتصلوا بدير الزور من أجل استقدام قوات حفظ النظام في المدينة لتكون رديفة لقوات الأمن والجيش في منطقة  البوكمال، وللأسف قوات حفظ النظام جاءت من أجل قمع المتظاهرين وقمع الثورة واتخذت من الحواجز الأمنية وخاصة في وسط المدينة حاجز المخفر اتخذته مقرًا لها، وفي أول جمعة في شهر أيار/مايو تصدت للمتظاهرين في المسجد الكبير وأطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص في الهواء وأرهبت المصلين والكثير من كبار السن أصيبوا بعمليات اختناق ونُقلوا إلى المستشفى وتم حصار المسجد في بعض المرات بعد صلاة العشاء، ولم يُطلق سراح المصلين إلا بعد منتصف الليل، وبعد أن تم إطلاق سراحهم أيضًا تم إطلاق النار عليهم وعندنا عدد من الإصابات في هذه الواقعة، واستمر وجود قوات حفظ النظام ومساندة الجيش ومساندة قوات الأمن في عمليات الاقتحام وعمليات الاعتقال التي كانت تحصل ليلًا بعد منتصف الليل ومنها اقتحام المنازل واقتحام المناطق الخاصة بالثوار والقائمين بالثورة، واستمر وجودهم إلى قبيل قدوم الجيش وجاء الجيش أعتقد في شهر آب/ أغسطس عام 2011 وقبل اقتحام الجيش للبوكمال بأسابيع تم نقلهم إلى دير الزور؛ لأنه سيأتي الجيش ويقتحم مدينة البوكمال.

طبعًا النظام أرسل عشرات الوفود سواء من دير الزور عن طريق فرع الحزب (حزب البعث) أو عن طريق رئيس الاستخبارات العسكرية في المنطقة الشرقية اللواء جامع جامع أو عن طريق المحافظ يعني كان يتم إرسالهم إلى البوكمال من أجل كما يقولون: بقصد التهدئة وعمليًا من أجل حرف مسار الثورة والالتفاف على الثورة ومساومة الثوار على ثورتهم، ولكن الحقيقة أن الثوار بقوا مصممين، وكما نعلم بأن الكثير من الوفود زارت مدينة البوكمال ومنها وزير النفط السوري الأستاذ أو المهندس سفيان العلاوي، واجتمع مع المتظاهرين وقال: كل المقترحات التي تم تقديمها هي ليست حلولًا جذرية وكلها تقول: سنقوم ببناء مدارس أو بناء جامعة وكلها تسويفية؛ لذلك الثوار وأحد الثوار قال له: يا سيادة الوزير انشق ونحن سنحميك. فسكت الوزير ولم يرد بشيء.

بعد أحداث السبت الدامي الذي كان في 16 تموز/ يوليو 2011 جاءت عضوة القيادة القطرية شهناز فاكوش إلى مدينة البوكمال واجتمعت بنفس المكان بعدد من الثوار وقالت: إنني أجلب 130 فرصة عمل وسنجد معامل للشباب ووظائف لهم. فرد عليها معظم المتظاهرين وقالوا: مطالبنا هي ليست مطالب خدمات وإنما مطالبنا هي مطالب حرية وكرامة. وهي حاولت منع التظاهر في الجمعة القادمة كما أعتقد في "جمعة الشهداء" وحاولت عدم التحرك باتجاه قيام مظاهرة، ولكنها لم تفلح.

أنا لم أتحرك خلال الثورة السورية أو ثورة البوكمال لم أغادر البوكمال، وبقيت أرصد الأحداث دقيقة بدقيقة، وأحيانًا أبقى مستيقظًا حتى الفجر وأسجل الأحداث.

بالنسبة لأحداث "السبت الدامي"، الحقيقة الآن يوجد أحداث في الثورة أراد النظام أن يرسم ملامحها بدقة، وهي تحويل الحراك السلمي إلى حراك مسلح، وهذا الأمر أنا كنت شاهدًا عليه، وكنت شاهدًا على أغلب الأحداث، فقامت مجموعة من مفارز الأمن العسكري والجوي بحملة على مدينة البوكمال واقتحام عدد من المنازل وإلقاء القبض على عدد من المطلوبين، وجاء رئيس المفرزة، رئيس مفرزة الأمن العسكري وأعتقد هذا في يوم السبت عصرًا الساعة 2:45 وبدأ بإطلاق النار من رشاش "البي كي سي" والمضادات الأخرى وليس "الكلاشنكوف" مقابل المخفر ومقهى البلدية، وأطلق النار بشكل كثيف وأرهب الأهالي وهذا أدى...، ولأنه توجد عملية اعتقال وإطلاق نار هذا جعل الناس يشتبكون ما بين حاجز النفوس الذي هو موجود في المحكمة وما بين عدد من الثوار فتدخلت مجموعة من الأهالي للتهدئة ما بين الثوار وما بين حاجز النفوس، ولكن في الحقيقة قام قناص من حاجز النفوس الموجود بجانب المحكمة بإطلاق النار بشكل مباشر على عدد من الأهالي وسقط أول شهيد في ثورة البوكمال وهو الشهيد حيان البحر، وكان لسقوطه نقطة تحول في مسار الثورة في البوكمال من ثورة سلمية إلى ثورة مسلحة وأيضًا هذا دفع النظام باتجاهه لتسليح الثورة وعسكرتها.

في "السبت الدامي" بدأت الأحداث بسقوط أول شهيد وهو حيان البحر، وهذا أدى إلى قيام اشتباكات في مناطق متعددة في الشارع العام وفي ساحة الحرية ومنطقة  الكتف، وسقط الشهيد الثاني وهو غيلان المعيوف، وأيضًا مجموعة شهداء مثل: ليث عبد الله الأحمد وعبد القادر عبد اللطيف، يعني سقط خمسة شهداء في هذا اليوم الذي سمي "السبت الدامي" أو الذي أطلق عليه الناشطين "السبت الدامي" وأدى إلى تحرك ليس فقط [الثوار، بل] أغلب أبناء المدينة، الشباب أصبحوا ثوارًا وتحركوا باتجاه منطقة  الكتف وحملوا السيوف والهراوات والقليل من أسلحة  الكلاشنكوف وأسلحة الصيد وتحركوا باتجاه منطقة الكتف ظنًا منهم [أن ذلك] يمنع أي تحرك للجيش واقتحام المدينة عبر جسر البيارة وحصلت اشتباكات باتجاه [حاجز] الثروة السمكية وباتجاه حاجز الجسر، وتمكن الثوار من إعطاب دبابة وتراجعت قوات النظام إلى الجسر؛ لأنه أيضًا قوات النظام لا تريد أن تدع الثوار يتقدمون إلى مفرزة الأمن العسكري عن طريق حاجز الجسر.

في هذه المعركة سقط عدد من الشهداء وحصلت عدة اشتباكات منها السيطرة على حاجز المخفر وحرق خمس سيارات للجيش، وطبعًا كان يوجد مع الثوار عدد من المندسين الملثمين الذين قاموا بحرق هذه السيارات، وأيضًا قام بعض المندسين بالدخول إلى منزل مدير المنطقة والاعتداء على مدير المنطقة، وأيضًا المندسون كانوا يرافقون عددًا من الثوار وكانوا ملثمين، وربما هم من المخابرات أو شبيحة وفي ظل هذه الأحداث المتوترة تمكن عدد من الثوار والمندسين من السيطرة على سلاح كان موجودًا في المخفر، وكما هو معروف بأن قوات النظام هي من وضعت هذا السلاح لعسكرة الثورة وتسليح الثورة، وأيضًا عدد من الثوار قاموا باقتحام [إدارة] الجوازات في حي الكتف ومصادرة عدد من السلاح وقسم آخر توجه باتجاه [المخابرات] الجوية، وحدثت اشتباكات وهذا أدى إلى مقتل أحد العناصر برتبة مساعد ومن قتله كما تشير الروايات هو أحد العناصر من المفرزة؛ لأنه رفض إطلاق النار على المتظاهرين.

أيضًا في موضع آخر تمكن الثوار من مواجهة ثلاث دبابات للنظام في شارع الهجانة وتم استسلام قائدها برتبة ملازم أول والسيطرة على سدنتها واستسلموا وتم تسليمهم إلى أحد شيوخ المنطقة؛ لأنهم لم يطلقوا النار باتجاه الثوار، وتم فك عدد من الرشاشات التي كانت مركبة على هذه الدبابات وأخذها الثوار.

في نفس اليوم بدأت تحركات واسعة سواء في مدينة البوكمال أو مدينة دير الزور والهدف منها استرجاع الدبابات واسترجاع السلاح الذي تمت السيطرة عليه من المخافر، وطبعًا بمساندة اللجان المدنية والعشائر ووجهاء المدينة تمكنوا من استرجاع الدبابات بعد أن أطلق رئيس المخابرات العسكرية اللواء جامع جامع تعهدًا أنه إذا تم استرجاع الدبابات فلا يمكن للجيش أن يقتحم مدينة البوكمال وهذه ضمانة وفعلًا تم استرجاع الدبابات وبقي ما تبقى من السلاح الفردي في يد الثوار.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/08/08

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك في البوكمال

كود الشهادة

SMI/OH/138-04/

أجرى المقابلة

همام زعزوع

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011 - 2012

updatedAt

2024/04/20

المنطقة الجغرافية

محافظة دير الزور-مدينة دير الزورمحافظة دير الزور-مدينة البوكمال

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

قوات حفظ النظام

قوات حفظ النظام

القصر الجمهوري- قصر الشعب

القصر الجمهوري- قصر الشعب

هيومن رايتس ووتش

هيومن رايتس ووتش

فرع الأمن العسكري في البوكمال

فرع الأمن العسكري في البوكمال

المجلس المحلي في مدينة البوكمال

المجلس المحلي في مدينة البوكمال

القيادة القطرية لحزب البعث

القيادة القطرية لحزب البعث

فرع المخابرات الجوية في البوكمال

فرع المخابرات الجوية في البوكمال

الشهادات المرتبطة